ماسك ينصح ألمانيا بالعودة إلى الطاقة النووية

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)
الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)
TT

ماسك ينصح ألمانيا بالعودة إلى الطاقة النووية

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)
الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)

نصح الملياردير التقني الأميركي إيلون ماسك ألمانيا بالعودة إلى الطاقة النووية وتوسيع نطاق استخدامها بشكل كبير.

وخلال محادثة علنية عبر الإنترنت مع رئيسة حزب «البديل من أجل ألمانيا»، أليس فايدل، على منصة «إكس» المملوكة له، قال ماسك الحليف المقرب من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب: «أعتقد أنه من الصواب زيادة حصة الطاقة النووية في ألمانيا بشكل كبير. سيكون ذلك أمراً رائعاً».

وانتقد ماسك إغلاق ألمانيا لمحطاتها النووية في ظل انقطاع إمدادات الغاز من روسيا، قائلاً: «عندما رأيت أن ألمانيا تغلق محطات الطاقة النووية بعد قطع الغاز الروسي، فكرت أن هذا أمر جنوني. إنه أحد أكثر الأشياء جنوناً التي رأيتها على الإطلاق». ووصف ماسك الطاقة النووية بأنها أحد أفضل مصادر الكهرباء. كما أعربت فايدل، خلال المحادثة، عن تأييدها القوي للطاقة النووية.

محطة للطاقة النووية في لينجن بغرب ألمانيا (أ.ف.ب)

تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا كانت تخلت عن الاعتماد على الطاقة النووية في منتصف أبريل (نيسان) 2023، حيث تم إيقاف تشغيل آخر ثلاثة مفاعلات نووية بشكل نهائي. وجاء ذلك بعد أن قررت الحكومة الألمانية، في ظل أزمة الطاقة الناجمة عن الحرب الروسية على أوكرانيا، تمديد تشغيل هذه المفاعلات لبضعة أشهر إضافية، حيث كان من المقرر بالأساس إتمام التخلي عن الاعتماد على الطاقة النووية بحلول 31 ديسمبر (كانون الأول) عام 2022.


مقالات ذات صلة

البنتاغون يدرج شركات صينية جديدة على قائمته السوداء

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائه الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان 29 يونيو 2019 (رويترز)

البنتاغون يدرج شركات صينية جديدة على قائمته السوداء

أدرجت وزارة الدفاع الأميركية أكبر شركة صينية لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية على القائمة السوداء ابتداء من يونيو 2026.

إيلي يوسف (واشنطن)
العالم أليس فايدل زعيمة حزب «البديل لأجل ألمانيا» اليميني الشعبوي (رويترز)

إيلون ماسك يجري مقابلة اليوم مع زعيمة حزب ألماني شعبوي على منصة «إكس»

يعتزم رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك إجراء مقابلة مع أليس فايدل زعيمة حزب «البديل لأجل ألمانيا» اليميني الشعبوي على منصة «إكس»، اليوم (الخميس).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمره الصحافي في باريس (إ.ب.أ)

بلينكن: إيلون ماسك «مواطن» أميركي «يحق له التعبير عن آرائه»

قال بلينكن خلال مؤتمر صحافي في باريس مع نظيره الفرنسي جان-نويل بارو إنّ «المواطنين العاديين في بلادنا يستطيعون أن يقولوا ما يريدون».

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز (أ.ف.ب)

رئيس الوزراء الإسباني يتهم إيلون ماسك بالتحريض على الكراهية

هاجم رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، اليوم (الأربعاء)، الملياردير إيلون ماسك لتدخله في السياسة الأوروبية واتهمه بتقويض الديمقراطية.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الولايات المتحدة​ ليفيلسبيرغر أطلق النار على نفسه قبل انفجار شاحنة «تسلا سايبرترك» في يوم رأس السنة الجديدة بلاس فيغاس (أ.ب)

منفذ تفجير سيارة «تسلا» في لاس فيغاس استخدم «شات جي بي تي» لتخطيط الهجوم

كشفت الشرطة الأميركية أمس أن الجندي الذي فجّر شاحنة «تسلا سايبرترك» خارج فندق ترمب في لاس فيغاس بالولايات المتحدة الأسبوع الماضي استخدم الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الأوروبيون ينظرون بقلق إلى طموحات ترمب التوسعية و«الإمبريالية» وشولتس يعدها تهدد النظام العالمي

علم غرينلاند يرفرف في مستوطنة إيغاليكو (رويترز)
علم غرينلاند يرفرف في مستوطنة إيغاليكو (رويترز)
TT

الأوروبيون ينظرون بقلق إلى طموحات ترمب التوسعية و«الإمبريالية» وشولتس يعدها تهدد النظام العالمي

علم غرينلاند يرفرف في مستوطنة إيغاليكو (رويترز)
علم غرينلاند يرفرف في مستوطنة إيغاليكو (رويترز)

يوماً بعد يوم، ومع اقتراب عودته إلى البيت الأبيض، تتزايد مخاوف الأوروبيين من السياسات التي سيتبعها الرئيس دونالد ترمب إزاء مجموعة من الملفات التي تشغل أذهان التكتل الأوروبي، على رأسها ملف الحرب الأوكرانية.

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في صورة جماعية مع قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، يوم 19 ديسمبر 2024 (رويترز)

لقد دأب الأوروبيون، في اجتماعاتهم الأخيرة، على تأكيد أنهم مستمرون في دعم أوكرانيا طالما طال الزمن واحتاجت لذلك. لكن أصواتاً مختلفةً أخذت تُسمع في الفترة الأخيرة، وآخرها صدر عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يريد أن يُفرض كأفضل صديق وداعم لأوكرانيا. فقد دعا، في خطابه أمام السلك الدبلوماسي لبلاده، الأوكرانيين، إلى تقبل «إجراء مناقشات واقعية حول القضايا الإقليمية»، أي حول الأراضي التي تطالب كييف باستعادتها لوضع حد للحرب. وبكلام آخر، فإن ماكرون يدعو كييف لتبني مقاربة «براغماتية» باعتبار أن طرد القوات الروسية من شرق أوكرانيا ومن شبه جزيرة القرم لن يتم بقوة السلاح، وأن التمسك باستعادة كامل أراضيها المحتلة قد لا يكون مطلباً «واقعياً». إلا أن ماكرون سارع، بالمقابل، إلى تحذير الرئيس ترمب الذي يريد بناء علاقة وثيقة معه من أنه «لا يوجد حل سريع وسهل» في أوكرانيا، وأنه يعود للأوكرانيين «وحدهم» أن يتخذوا بأنفسهم القرارات التي تخص بلادهم، لا أن تفرض عليهم من الخارج فرضاً.

كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي مع وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا في روما يوم الخميس (إ.ب.أ)

عودة الإمبريالية الأميركية

بيد أن أوكرانيا ليست وحدها مصدر الصداع الذي يؤرق الأوروبيين. ففي الأيام الأخيرة، تتحدث الصحافة الغربية عن «طموحات ترمب» التوسعية التي وصفتها صحيفة «لو فيغارو» اليمينية و«لوموند» المستقلة بـ«الإمبريالية». وكرر ترمب في مؤتمره الصحافي الأخير أنه يريد شراء جزيرة غرينلاند من الدانمارك، ولم يستبعد اللجوء إلى القوة حال رفضت كوبنهاغن عرضه. كذلك أكد أنه عازم على «استعادة بنما الاستراتيجية، لوضع اليد مجدداً على قناتها التي تربط المحيطين الأطلسي والهادئ». وسبق له أن أعرب عن رغبته في تحول كندا إلى الولاية الأميركية الحادية والخمسين.

وكتبت «لو فيغارو»، في عددها ليوم الجمعة، أن طموحات ترمب «من شأنها أن تنسف العلاقات الدولية، وأنها أثارت الذهول والفوضى رغم أن عدداً من المحللين العقلانيين نظروا إليها على أنها جزءٌ من استراتيجية تفاوضية تقوم على المطالبة بالمستحيل للحصول على تنازلات محدودة اقتصادية وجمركية». ورأى آخرون أنها «تكتيكات» للهيمنة على المناقشات والمواضيع المطروحة والتفرد بالاهتمام الإعلامي.

ترمب وميلوني في صورة جمعتهما مع المرشّحين لمنصبي وزير الخزانة سكوت بيسنت (يسار) والخارجية ماركو روبيو في مارالاغو 4 يناير (إ.ب.أ)

كان أولاف شولتس، المستشار الألماني، من بين القادة الأوروبيين الأكثر جرأة في الرد على تهديدات ترمب، إذ شدد في تصريحاته الأخيرة على «مبدأ حرمة الحدود الذي ينطبق على أي دولة، سواء صغيرة أو دولة قوية للغاية، إنه مبدأ أساسي في القانون الدولي». إلا أن هذه الشجاعة لم يتحل بها وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، الذي امتنع الخميس، في حديث لقناة «سكاي نيوز»، عن «إدانة» طموحات ترمب التوسعية بتأكيده أن هدفه «ليس التنديد بأقرب حلفائنا» (الولايات المتحدة). وبرر لامي موقفه المتساهل بأن تهديدات ترمب «لن تتحقق»، قائلاً: «لنكن جديين: هذا أمر لن يحصل، إذ إن أي بلد ينتمي إلى الحلف الأطلسي لم يدخل في حرب (ضد عضو آخر) منذ أن أنشئ». وبرأيه، فإن ترمب «يشير إلى المخاوف المرتبطة (بما تقوم به) روسيا والصين في المحيط المتجمد الشمالي وهي مشروعة لأنها تتناول الأمن الاقتصادي الوطني» للولايات المتحدة.

أوروبا الخائفة

حقيقة الأمر أن ترمب يخيف الأوروبيين، وبعضهم لا يريد أن يوتر العلاقات معه، بل يحرص على التقرب منه، على رأس هؤلاء القادة جيورجيا ميلوني، رئيسة الوزراء الإيطالية، التي زارت ترمب في الرابع من الشهر الحالي، وكالت له المديح في العديد من المرات. وأكدت ميلوني أن ترمب «لن ينفذ» تهديداته، وأن ما قاله «رسائل موجهة إلى قوى عظمى (الصين وروسيا) أكثر مما تعبر عن مطامع» تطول الدنمارك أو بنما.

وسعت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية، إلى التخفيف من أهمية تصريحات ترمب، إذ قالت، في مقابلة مع صحيفة «لو موند»، يوم الخميس، إن واشنطن «تحترم ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على وجوب احترام السلامة الإقليمية للدول وسيادتها. ولذلك فإنني على يقين من أنها ستتبع هذه المبادئ أيضاً في المستقبل». وقد ذهبت كالاس إلى حد إيجاد الأعذار، لا بل الترحيب بما سمته «اهتمام الرئيس المنتخب بالقطب الشمالي، لأن هذه المنطقة مهمة للغاية من حيث المواد الخام الحيوية وطرق التجارة والأمن». أما رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، فقد كتبا، في رسالتين متطابقتين على منصة «إكس»، أنه ينبغي على الولايات المتحدة وأوروبا «المضي قدماً جنباً إلى جنب»، ودعيا إلى «مشاركة إيجابية مع الإدارة الأميركية الجديدة، استناداً إلى قيمنا المشتركة ومصالحنا المشتركة. ففي عالم صعب، ستكون أوروبا والولايات المتحدة أقوى معاً».

طائرة تحمل رجل الأعمال الأميركي دونالد ترمب جونيور تصل إلى نوك في غرينلاند (أ.ف.ب)

كوبنهاغن: لا أزمة مع واشنطن

أما الحكومة الدنماركية، فإنها تسعى للتوفيق بين موقف متشدد من أطماع ترمب، والحرص على عدم إثارة أزمة دبلوماسية معه. كما أنها تسعى لموقف وطني جامع كان هدف الاجتماع الذي دعت إليه كل الأحزاب مساء الخميس الماضي. وقالت ميتي فريديريكسن، رئيسة حكومتها، إن غرينلاند «ملك لأهلها»، معتبرة أن اقتراح ترمب «عبثي». لكنها أكدت بالمقابل أن الولايات المتحدة «أقرب حليف لبلادها». وتبدو كوبنهاغن «مرتبكة»، وهو ما يبرز من خلال تصريحات لارس لوك راسموسن، وزير الخارجية، يوم الخميس، إذ نفى من جهة «وجود أزمة دبلوماسية» مع واشنطن، مضيفاً أن بلاده «لا تسعى بتاتاً إلى تأجيج حرب كلامية مع رئيس سيعود إلى المكتب البيضوي» قريباً. لكنه أضاف، من جهة ثانية، أنه لا بدّ من أن نأخذ «أقوال» ترمب على محمل الجدّ بدرجة كبيرة لكن ليس بالضرورة حرفياً.

قام نجل الرئيس المنتخب بزيارة خاصة لغرينلاند في 7 يناير (أ.ب)

ما سبق ليس سوى عينة من المشاكل التي ستندلع بين ترمب والقارة القديمة، إذ تتعين الإشارة إلى تهديدات الأخير بمضاعفة الرسوم المفروضة على الصادرات الأوروبية، ومطالبة الأوروبيين أعضاء الحلف الأطلسي برفع ميزانياتهم الدفاعية إلى 5 بالمائة، وهي لا تزيد بالإجمال راهناً عن اثنين بالمائة.

علما الدنمارك وغرينلاند (أ.ف.ب)

ويشتاط غيظ الأوروبيين من تدخل إيلون ماسك، حليف ترمب وعضو إدارته القادمة، من تدخلاته المتلاحقة في الشؤون الأوروبية، أكان بالنسبة للانتخابات الألمانية، أو إزاء رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر... إلا أن غيظهم لم يترجم، حتى الساعة، إلى إجراءات ما، إزاء مالك منصة «إكس»، ما يعكس، مرة أخرى، ضعفهم إزاء الحليف الأميركي وكبريات المنصات الرقمية الأميركية الكبرى.