الائتلاف الحاكم في هولندا يتجنب الانهيار وسط صراع بشأن «تعليقات عنصرية»

خلال مواجهات بين محتجّين والشرطة الهولندية في أمستردام يوم 10 نوفمبر 2024 (رويترز)
خلال مواجهات بين محتجّين والشرطة الهولندية في أمستردام يوم 10 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

الائتلاف الحاكم في هولندا يتجنب الانهيار وسط صراع بشأن «تعليقات عنصرية»

خلال مواجهات بين محتجّين والشرطة الهولندية في أمستردام يوم 10 نوفمبر 2024 (رويترز)
خلال مواجهات بين محتجّين والشرطة الهولندية في أمستردام يوم 10 نوفمبر 2024 (رويترز)

عقد مجلس الوزراء الهولندي جلسة طارئة، اليوم الجمعة، وسط تقارير عن احتمال انهيار الائتلاف الحاكم بسبب طريقة تعامل الحكومة مع أحداث العنف المرتبطة بمباراة في كرة القدم بين أياكس أمستردام الهولندي ومكابي تل أبيب الإسرائيلي.

وتجنبت أحزاب الائتلاف الحكومي الهولندي الانهيار وحلت خلافاتها بعد ساعات من محادثات أزمة في لاهاي.

وقال رئيس الوزراء ديك شوف، في وقت متأخر مساء الجمعة، إن الائتلاف يعتزم الاستمرار في الحكم معاً، مضيفا «لم تكن هناك ولن تكون هناك عنصرية في الحكومة».

وظهرت حالة من عدم اليقين السياسي بسبب استقالة وزيرة الدولة الهولندية نورا أشهبار في وقت سابق أمس.

وجاءت استقالة أشهبار احتجاجاً على تقارير أفادت بأن وزراء في الحكومة اتهموا مهاجرين مسلمين بمعاداة السامية، وحملوهم مسؤولية الهجمات على مشجعي كرة القدم الإسرائيليين في العاصمة الهولندية أمستردام الأسبوع الماضي، وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام هولندية.

وتنتمي أشهبار، التي ولدت في المغرب، إلى حزب العقد الاجتماعي الجديد، وهو حزب وسطي، وكانت تتولى منصب وزيرة الدولة للإعانات الاجتماعية والجمارك بوزارة المالية.

وتضع استقالتها ضغوطاً على الائتلاف الحاكم الهش، الذي لم يمض على توليه السلطة سوى أربعة أشهر فقط.

وقالت شبكة البث الهولندية «إن.أو.إس»، وشبكة «آر.تي.إل» الهولندية، نقلاً عن مصادر حكومية، إن استقالة أشهبار كانت سبباً في عقد اجتماع أزمة لمجلس الوزراء، بعد ظهر الجمعة، حيث هدد أعضاء آخرون في مجلس الوزراء من حزبها الوسطي «العقد الاجتماعي الجديد»، بالاستقالة.

وذكرت صحيفة «دي فولكس كرانت» الهولندية أن أشهبار شعرت بأن عدداً من أعضاء مجلس الوزراء تجاوزوا الحدود بتعليقات مؤذية، وربما عنصرية، بحق المهاجرين بشأن الهجمات على مشجعي كرة القدم الإسرائيليين في أمستردام، وأعمال الشغب في الأيام التي أعقبت المباراة.

وقال خيرت فيلدرز الذي يتزعم حزب الحرية الشعبوي المناهض للمسلمين مراراً إن الشبان الهولنديين من أصل مغربي هم المهاجمون الرئيسيون للمشجعين الإسرائيليين، على الرغم من أن الشرطة لم تقدم أي تفاصيل عن الخلفية الثقافية للمشتبه بهم.

وُلدت أشهبار في المغرب، وشغلت منصب المدَّعي العام قبل انضمامها إلى الحكومة في يوليو (تموز).

وإذا انسحب «الحزب الاجتماعي الجديد»، فسوف يتعين على الأعضاء الثلاثة الآخرين في الائتلاف إما المضي قُدماً بوصفهم ائتلاف أقلية، أو الدعوة إلى انتخابات مبكرة.

وتأتي استقالة أشهبار بعد أسبوع مضطرب في أمستردام، حيث قالت إدارة الشرطة المحلية إن مشجعي مكابي هاجموا سيارة أجرة، الأسبوع الماضي، وأحرقوا عَلَم فلسطين قبل أن تطاردهم مجموعات على دراجات نارية وتضربهم.

وندَّد الساسة الإسرائيليون والهولنديون بهذه الهجمات، ووصفوها بأنها مُعادية للسامية، وأعادوا التذكير باضطهاد اليهود، خلال الحرب العالمية الثانية. وقال ناشطون مؤيدون للفلسطينيين إن أنصار مكابي تسلّحوا بالعصيِّ والحجارة، في وقت سابق من اليوم، وردّدوا هتافات استفزازية معادية للعرب.


مقالات ذات صلة

بايدن: العالم يواجه لحظة تغيير سياسي كبير

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن خلال قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبيك) في ليما - بيرو 15 نوفمبر 2024 (رويترز)

بايدن: العالم يواجه لحظة تغيير سياسي كبير

حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم (الجمعة)، من مدة، من التغيير السياسي في أثناء عقده اجتماعاً مع زعيمي اليابان وكوريا الجنوبية في قمة آسيا والمحيط الهادئ.

«الشرق الأوسط» (ليما)
أوروبا مجندون أوكرانيون جدد في اللواء الآلي 57 يقومون بتحسين مهاراتهم التكتيكية في ميدان تدريب 14 نوفمبر 2024 وسط الغزو الروسي لأوكرانيا (أ.ف.ب)

هجوم روسي يزيد الضغط على الجبهة الشمالية الشرقية في أوكرانيا

قال مسؤولون إن مجموعة هجومية روسية صغيرة اقتحمت لفترة وجيزة مشارف مدينة كوبيانسك شمال شرقي أوكرانيا لأول مرة منذ سبتمبر 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)
يوميات الشرق وزير الثقافة الفرنسية مرحبة بضيف بلادها الأمير بدر بن عبدالله في باريس الاربعاء (واس)

وزير الثقافة السعودي يناقش مع نظيرته الفرنسية أوجه تعزيز التعاون

بحث الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي، الأربعاء، مع نظيرته الفرنسية، رشيدة داتي، أوجه التعاون والتبادل الثقافي الدولي بين الرياض وباريس.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية مركبات للشرطة الإسرائيلية تعمل أثناء مداهمة في الضفة الغربية، 9 نوفمبر 2024 (رويترز)

جريحان بعملية دهس في منطقة دير قديس غرب رام الله

أفاد الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب، اليوم (الأربعاء)، بأنه تلقى تقريرا بوقوع حادث دهس في منطقة دير قديس غرب رام الله بالضفة الغربية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس بعد إلقاء كلمة خلال جلسة اليوم أما البوندستاغ الألماني (مجلس النواب) في برلين (أ.ف.ب)

ألمانيا تؤكد أنها لن تترك أوكرانيا «وحدها» بمواجهة روسيا

أكد المستشار الألماني أولاف شولتس، اليوم (الأربعاء)، أن ألمانيا لن تترك أوكرانيا تواجه «وحدها» روسيا.

«الشرق الأوسط» (برلين)

زيلينسكي: الحرب ستنتهي «على نحو أسرع» في ظل إدارة ترمب

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)
TT

زيلينسكي: الحرب ستنتهي «على نحو أسرع» في ظل إدارة ترمب

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن حرب روسيا على بلاده «ستنتهي على نحو أسرع» بعد تولي إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف، لإذاعة «سوسبيلن» الأوكرانية: «ستنتهي الحرب، لكن لا يوجد تاريخ محدد (لنهايتها). بالطبع، مع سياسة هذا الفريق الذي سيقود البيت الأبيض الآن، ستنتهي الحرب على نحو أسرع».

وأكد، وفقاً لوكالة «رويترز»، أن «السلام العادل» أمر مهم للغاية بالنسبة لأوكرانيا.

ونددت أوكرانيا، الجمعة، بأول اتصال هاتفي منذ أكثر من عامين بين المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عادّة أنه «محاولة تهدئة» إزاء موسكو، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية غيورغي تيخي، في بيان، إن «الأحاديث مع (الديكتاتور الروسي) لا تمثل في ذاتها أي قيمة مضافة للتوصل إلى سلام عادل»، داعياً إلى «أفعال ملموسة وقوية تجبره على السلام، وليس (إلى وسائل) إقناع ومحاولات تهدئة».

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس: «تعهد الرئيس (جو) بايدن بضمان دفع كل دولار لدينا تحت تصرفنا من الآن حتى 20 يناير (كانون الثاني)»، مضيفاً أن دول حلف شمال الأطلسي يجب أن تركز جهودها على «ضمان حصول أوكرانيا على المال والذخائر والقوات للقتال بشكل فعّال في عام 2025، أو أن تكون قادرة على التفاوض على السلام من موقف قوة».

ورغم تمسك أوكرانيا بأنها لن تتنازل عن الأراضي التي تحتلها روسيا في أي تسوية سلمية، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أوكرانيين قولهم إنهم الآن يولون أهمية كبيرة على الأقل للحصول على ضمانات أمنية لمستقبل بلادهم، بقدر ما يولون أهمية لخط وقف إطلاق النار المحتمل.

ومع خسارة القوات الأوكرانية للأرض بشكل مطرد في الشرق، قال مسؤولان كبيران إن الدفاع عن مصالح أوكرانيا في المحادثات المحتملة لن يتوقف على الحدود الإقليمية، التي من المرجح أن تحددها المعارك، بل على الضمانات المتاحة لإبقاء وقف إطلاق النار صامداً.