مع تقدم القوات الروسية... لماذا تشكل مدينة بوكروفسك الأوكرانية أهمية استراتيجية؟

جندي روسي يطلق طائرة مُسيرة للمراقبة قرب خطوط القتال في أوكرانيا (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)
جندي روسي يطلق طائرة مُسيرة للمراقبة قرب خطوط القتال في أوكرانيا (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)
TT
20

مع تقدم القوات الروسية... لماذا تشكل مدينة بوكروفسك الأوكرانية أهمية استراتيجية؟

جندي روسي يطلق طائرة مُسيرة للمراقبة قرب خطوط القتال في أوكرانيا (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)
جندي روسي يطلق طائرة مُسيرة للمراقبة قرب خطوط القتال في أوكرانيا (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

ذكرت تقديرات وزارة الدفاع البريطانية أن القوات الروسية تتقدم بسرعة نحو مدينة بوكروفسك ذات الأهمية الاستراتيجية في منطقة دونيتسك الشرقية بأوكرانيا.

وأشار تقدير وزارة الدفاع البريطانية، الأحد، إلى أن القوات الروسية على بُعد 10 كيلومترات من أطراف المدينة. فلماذا تسعى روسيا للاستيلاء على هذه المدينة؟ وما أهميتها الاستراتيجية في معارك شرق أوكرانيا؟

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن اليوم الاثنين إن القوات الروسية تتقدم في شرق أوكرانيا بوتيرة أسرع مما كانت تفعل قبل فترة طويلة وتسيطر على عدة كيلومترات مربعة يوميا في الوقت الذي تحاول فيه اختراق خط دفاعي أوكراني رئيسي.

أقارب يدعون بعضهم البعض بجانب قطار إجلاء إلى غرب أوكرانيا في محطة للقطارات بمدينة بوكروفسك (رويترز)
أقارب يدعون بعضهم البعض بجانب قطار إجلاء إلى غرب أوكرانيا في محطة للقطارات بمدينة بوكروفسك (رويترز)

ما أهمية بوكروفسك؟

تُعدّ مدينة بوكروفسك مركزاً للطرق والسكك الحديدية التي تصل مدن شرق أوكرانيا بوسطها، وهي ممر حيوي لإرسال الإمدادات إلى مدن الشرق التي ما زالت تحت السيطرة الأوكرانية، مثل كراماتورسك وكونستانتينوفكا وتشاسيف يار، وكان يبلغ تعداد سكانها، قبل الهجوم الروسي في فبراير (شباط) 2022، نحو 60 ألف نسمة، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقال قائد الجيش الأوكراني، أولكسندر سيرسكي، الأحد، إن الوضع «صعب» في مواجهة الهجوم الروسي الرئيسي، لكن جرى اتخاذ جميع القرارات اللازمة.

وأوضح سيرسكي، عبر «تلغرام»: «الوضع صعب في مواجهة الهجوم الرئيسي للعدو، لكن يجري اتخاذ جميع القرارات اللازمة على كل المستويات دون تأخير»، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.

خريطة لتقدم القوات الروسية باتجاه بوكروفسك (معهد دراسات الحرب الأميركي)
خريطة لتقدم القوات الروسية باتجاه بوكروفسك (معهد دراسات الحرب الأميركي)

ولم يُشِر سيرسكي بشكل محدد إلى موقع الهجوم الروسي الرئيسي، لكن، في وقت سابق قال هو والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن القوات الروسية تستهدف مدينة بوكروفسك ذات الأهمية الاستراتيجية.

وصرّح سيرسكي، الأسبوع الماضي، بأنه أمضى عدة أيام على الجبهة الشرقية بالقرب من بوكروفسك، ووصف القتال هناك بأنه «صعب جداً».

لماذا تريد روسيا السيطرة على بوكروفسك؟

تُعدّ مدينة بوكروفسك «بوابة دونتيسك»، وهي المنطقة التي أعلنت روسيا ضمها إلى أراضيها. والسيطرة على بوكروفسك ستسمح للقوات الروسية بقطع خط إمدادات أوكرانيا لقواتها التي تُقاتل على الجبهة الشرقية، ما قد يعطي دفعة قوية لسعي روسيا للسيطرة على مدينة تشاسيف يار، التي تقع على مرتفع ويمكنها كشف عدة مناطق حولها.

كذلك يعني قطع طريق الإمدادات الأوكراني أو الضغط عليه بالنيران إضعاف القوات الأوكرانية، ما قد يسمح لروسيا بالتقدم أكثر.

وبدأت أوكرانيا حملة عسكرية مفاجئة، وهاجمت الأراضي الروسية في منطقة كورسك، خلال الأسبوع الأول من شهر أغسطس (آب)، واستطاعت التقدم سريعاً، وسيطرت على عدد من البلدات الروسية، فيما وُصف بأنه أكبر هجوم يستهدف الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية.

وهدفت أوكرانيا من هجومها على الأراضي الروسية إلى إجبار موسكو على نقل قوات من الجبهة شرق أوكرانيا، لتخفيف القتال قرب مدن مثل بوكروفسك، إلا أن قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي صرّح، الأسبوع الماضي، بأن «موسكو فهمت الهدف من عملية كورسك، واستمرت في التقدم نحو بوكروفسك».

وذكر تقرير لمعهد دراسات الحرب، نقل عنه موقع «فايننشيال تايمز»، أن «القيادة العسكرية الروسية لم ترغب في سحب قواتها المجهزة والمدرّبة جيداً من محيط بوكروفسك وتورتسك»؛ لصدّ الهجوم الأوكراني في كورسك، بينما سحبت قوات من مناطق ذات أهمية أقل من خطوط القتال قرب خاركيف وزابوريجيا.

وتنقل هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن خبراء قولهم إن روسيا حشدت لعملية السيطرة على بوكروفسك نحو 30 ألف مقاتل، بالإضافة إلى جنود الاحتياط الأكثر تدريباً.

وأشار معهد دراسات الحرب، في تقرير، إلى أن القيادة الأوكرانية سحبت قواتها من مدينة نوفوروديفكا، لاستخدامها في تقوية الدفاعات حول بوكروفسك. وتابع: «القيادة العسكرية الأوكرانية رأت أنها لا تريد خسارة قوات في الدفاع عن نوفوروديفكا».


مقالات ذات صلة

تقرير: أميركا منفتحة على الاعتراف بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم

الولايات المتحدة​ جنود مسلحون ينتظرون بالقرب من مركبات للجيش الروسي خارج نقطة حرس الحدود الأوكرانية بمدينة بالاكلافا في شبه جزيرة القرم يوم 1 مارس 2014 (رويترز)

تقرير: أميركا منفتحة على الاعتراف بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم

ذكرت وكالة «بلومبرغ» نقلاً عن مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة مستعدة للاعتراف بالسيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم الأوكرانية في إطار اتفاق سلام أوسع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (رويترز) play-circle

روسيا: إحراز تقدم بشأن أوكرانيا لكن الاتصالات مع أميركا معقدة

قال الكرملين، الجمعة، إنه جرى إحراز بعض التقدم في المحادثات الرامية إلى التوصل لتسوية سلمية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لكنه وصف الاتصالات مع أميركا بأنها معقدة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب) play-circle

ترمب يهدّد بـ«تجاهل» محاولة إنهاء الحرب في أوكرانيا

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم (الجمعة)، أنه «سيتجاهل» محاولة إنهاء الحرب في أوكرانيا إذا صعّبت موسكو أو كييف وضع حد للصراع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا اجتماع موسع في قصر الإليزيه ضم الوفود الفرنسية والأوكرانية والأميركية وممثلين من بريطانيا وألمانيا (إ.ب.أ)

واشنطن تضغط على روسيا وأوكرانيا وتهددهما بالانسحاب من الوساطة إذا لم تتجاوبا

واشنطن تضغط على روسيا وأوكرانيا وتهددهما بالانسحاب من الوساطة إذا لم تتجاوبا، واجتماعات باريس «إيجابية» ومكنت الأوروبيين من العودة إلى المشاركة بالمفاوضات.

ميشال أبونجم (باريس)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث في مؤتمر صحافي الخميس في كييف (إ.ب.أ)

أوكرانيا والولايات المتحدة توقعان مذكرة تفاهم تمهيداً لاتفاقية معادن شاملة

أوكرانيا والولايات المتحدة توقعان مذكرة تفاهم تمهيداً لاتفاقية معادن شاملة وترمب يتوقع توقيعها مع كييف، الأسبوع المقبل.

إيلي يوسف (واشنطن)

بعد تقليص ترمب تمويل الأبحاث... ماكرون يدعو العلماء للعمل بفرنسا

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)
TT
20

بعد تقليص ترمب تمويل الأبحاث... ماكرون يدعو العلماء للعمل بفرنسا

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العلماء من جميع أنحاء العالم إلى القدوم للعمل في فرنسا أو أوروبا في وقت تبدأ فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجديدة تقليص تمويل الجامعات والهيئات البحثية.

ولم يذكر ماكرون الولايات المتحدة، حيث تم فصل مئات العلماء في إطار تخفيض الإنفاق على الأبحاث في ظل صدام أوسع نطاقاً بين ترمب وجامعات رابطة «آيفي ليج» التي تضم مجموعة من أشهر الجامعات الأميركية.

وقال ماكرون في منشور على منصة «إكس»: «هنا في فرنسا، البحث أولوية، والابتكار ثقافة، والعلم أفق بلا حدود. أيها الباحثون من جميع أنحاء العالم، اختاروا فرنسا، اختاروا أوروبا!».

وقال مسؤولون في إدارة ترمب إن موجة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات العام الماضي هي التي دفعتهم لتقديم مطالب للجامعات. ومع ذلك، يقول منتقدو هذه الإجراءات من أعضاء هيئة التدريس والطلاب إن هذه الإجراءات تهدف إلى قمع حرية التعبير، وإن الجامعات يجب أن تكون مكاناً لحرية التعبير والفكر الأكاديمي.

ويمنح التهديد الذي تتعرض له وظائف الأكاديميين في الجامعات الأميركية الزعماء السياسيين في أوروبا أملاً في أن يتمكنوا من تحقيق مكاسب فكرية، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأطلقت فرنسا، اليوم الجمعة، منصة «اختر فرنسا للعلوم» التي تمكّن الجامعات والهيئات البحثية من التقدم بطلبات للحصول على تمويل مشترك من الحكومة لاستضافة الباحثين.

وقالت الوكالة الوطنية الفرنسية للأبحاث، التي تدير هذه المنصة، في بيان: «تلتزم فرنسا بالتصدي للهجمات على الحرية الأكاديمية في جميع أنحاء العالم».

وأضافت أن «السياق الدولي» يهيئ الظروف لموجة غير مسبوقة من تنقل الباحثين في أنحاء العالم، وأن فرنسا تعتزم جعل نفسها مكاناً يرحب بالراغبين في مواصلة عملهم بأوروبا.

وذكرت الوكالة أن المنصة ستسمح للجامعات بتقديم مشروعات لاستضافة باحثين دوليين، ولا سيما في مجالات تشمل أبحاث الصحة، والمناخ والتنوع البيولوجي، والذكاء الاصطناعي، ودراسات الفضاء، والزراعة، والطاقة منخفضة الكربون، والأنظمة الرقمية.