روسيا: إحراز تقدم بشأن السلام في أوكرانيا لكن الاتصالات مع أميركا معقدة

المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (رويترز)
المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (رويترز)
TT

روسيا: إحراز تقدم بشأن السلام في أوكرانيا لكن الاتصالات مع أميركا معقدة

المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (رويترز)
المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (رويترز)

قال الكرملين، الجمعة، إنه جرى إحراز بعض التقدم في المحادثات الرامية إلى التوصل لتسوية سلمية محتملة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لكنه وصف الاتصالات مع الولايات المتحدة بأنها معقدة.

وذكر المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، لصحافيين أن «الاتصالات معقدة للغاية، لأن الموضوع بطبيعة الحال ليس سهلاً». وأضاف: «روسيا ملتزمة بحل هذا الصراع، وضمان مصالحها، وهي منفتحة على الحوار. ونحن مستمرون في ذلك».

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم إنه يريد التوصل إلى اتفاق سلام بسرعة، لكنه أشار إلى أنه لا يستطيع أن يشارك في البحث عن تسوية إلى أجل غير مسمى «إذا جعل أحد الطرفين الأمر صعباً للغاية».

بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن على الطرفين إحراز تقدم في غضون أيام «وإلا ستتخلى واشنطن عن جهودها»، وذلك بعد اجتماعه مع زعماء أوروبيين وأوكرانيين في باريس، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وعند سؤال بيسكوف عما إذا كان بإمكان الولايات المتحدة الانسحاب من البحث عن تسوية سلمية في أوكرانيا، قال إن هذا سؤال يجب توجيهه إلى واشنطن.

وأضاف: «نعتقد أنه يمكن بالفعل ملاحظة بعض التقدم»، مشيراً إلى التعليق المؤقت لقصف البنية التحتية للطاقة، لكنه قال إن أوكرانيا لم تلتزم به. وتابع: «لذلك، فقد شهدنا بعض التطورات بالفعل، ولكن بالطبع لا تزال تنتظرنا مناقشات كثيرة معقدة».

وعند سؤاله عما إذا كان تعليق قصف منشآت الطاقة انتهى، قال بيسكوف إن شهراً مضى بالفعل، ولكن لم تصدر أي أوامر من الرئيس لتغيير الموقف الروسي.

وعبّر دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، عن موافقته على التصريحات الأميركية في منشور له على منصة «إكس».

وكتب ميدفيديف بالإنجليزية في المنشور: «يقول مسؤولون أميركيون إن في حالة عدم إحراز أي تقدم في الأزمة الأوكرانية، فإن الولايات المتحدة ستتخلى عنها. تصرف حكيم».

وأضاف: «على الاتحاد الأوروبي أن يحذو حذو (الولايات المتحدة). حينها ستحل روسيا الأمر بسرعة أكبر».


مقالات ذات صلة

بوتين: أعتقد أن «أوكرانيا كلها ملكنا»... و«كل مكان تطأه قدم الجندي الروسي»

أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال جلسة صحافية على هامش المنتدى الاقتصادي في سان بطرسبرغ (إ.ب.أ) play-circle

بوتين: أعتقد أن «أوكرانيا كلها ملكنا»... و«كل مكان تطأه قدم الجندي الروسي»

بوتين يعتقد أن «أوكرانيا بأكملها ملكنا»، في حين هدَّد للمرة الأولى، الجمعة، بالاستيلاء على مدينة سومي الواقعة في شمال شرقي أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (سان بطرسبرغ (روسيا))
أوروبا صورة مُركّبة تُظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب) play-circle

زيلينسكي: هناك حاجة إلى عمل دولي ضد روسيا وإيران وكوريا الشمالية

زيلينسكي: هناك حاجة إلى عمل دولي ضد روسيا وإيران وكوريا الشمالية بعدما أصبح تركيز واشنطن، أكبر حليف لكييف، مُنصباً على الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا صورة مُركّبة تُظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب) play-circle

زيلينسكي: دفاع روسيا عن إيران يظهر ضرورة تشديد العقوبات

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس (الخميس)، إن دفاع روسيا عن السلطات الإيرانية يؤكد ضرورة تشديد العقوبات ضد موسكو.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا المفوض الأوروبي لشؤون الدفاع أندريوس كوبيليوس (حسابه عبر «فيسبوك») play-circle

مسؤول أوروبي متفائل بقدرة القارة على الدفاع عن نفسها دون واشنطن

خلال معرض لو بورجيه للطيران، قرب باريس، أعرب المفوض الأوروبي لشؤون الدفاع أندريوس كوبيليوس عن تفاؤله بقدرة أوروبا على ضمان دفاعها الذاتي «في المستقبل».

«الشرق الأوسط» (لو بورجيه (فرنسا))
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال جلسة صحافية على هامش المنتدى الاقتصادي في سان بطرسبرغ 18 يونيو (إ.ب.أ) play-circle

بوتين يؤكد على «إيجاد حل» ينهي الصراع الأوكراني - الروسي على المدى الطويل

بوتين يريد وضع حد للنزاع ويبدي استعداده للقاء زيلينسكي في «المرحلة الأخيرة» ويحذر ألمانيا من تسليم كييف صواريخ تاوروس ولا يعتبر تسليح الناتو «تهديداً» لموسكو

«الشرق الأوسط» (سانت بطرسبرغ)

باكستان لتزكية ترمب للحصول على «نوبل للسلام»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
TT

باكستان لتزكية ترمب للحصول على «نوبل للسلام»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

قالت باكستان، اليوم السبت، إنها ستزكي الرئيس الأميركي دونالد ترمب للحصول على جائزة «نوبل للسلام» التي قال إنه يتوق إليها، وذلك بسبب مساعدته في إنهاء أحدث صراع بين الهند وباكستان.

وقال بعض المحللين في باكستان إن هذه الخطوة قد تقنع ترمب بالتفكير مجدداً في مسألة الانضمام المحتمل إلى إسرائيل في قصف المنشآت النووية الإيرانية. وكانت باكستان نددت بالهجمات الإسرائيلية، ووصفتها بأنها انتهاك للقانون الدولي وتهديد للاستقرار الإقليمي.

وفي مايو (أيار)، أدى إعلان ترمب المفاجئ عن وقف إطلاق النار إلى نهاية غير متوقعة لصراع استمر أربعة أيام بين الهند وباكستان، الخصمين المسلحين نووياً. ومنذ ذلك الحين، قال ترمب مرارا إنه تفادى حرباً نووية، وأنقذ ملايين الأرواح، وتذمر من عدم نسب الفضل إليه في ذلك.

وتتفق باكستان في أن التدخل الدبلوماسي الأميركي أنهى القتال، لكن الهند تقول إنه كان اتفاقاً ثنائياً بين الجيشين.

وقالت باكستان: «أظهر الرئيس ترمب بُعد نظر استراتيجياً كبيراً وحنكة سياسية ممتازة من خلال التعامل الدبلوماسي القوي مع كل من إسلام آباد ونيودلهي، مما أدى إلى تهدئة وضع كان يتدهور بسرعة... ويقف هذا التدخل شاهداً على دوره كصانع سلام حقيقي».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى الصحافيين لدى وصوله إلى مطار موريستاون في نيوجيرسي (أ.ب)

ويجوز للحكومات ترشيح أفراد لنيل جائزة «نوبل للسلام». ولم يصدر رد بعد من واشنطن. ولم يرد متحدث باسم الحكومة الهندية على طلب التعليق.

ودأب ترمب على قول إنه على استعداد للتوسط بين الهند وباكستان بشأن منطقة كشمير المتنازع عليها، وهي مصدر العداء الرئيسي بينهما. وأسعد هذا الموقف إسلام آباد التي لطالما دعت إلى إيلاء اهتمام دولي إلى كشمير.

لكن موقف ترمب قلب سياسة الولايات المتحدة في جنوب آسيا، والتي كانت تفضل الهند كثقل مقابل للصين، وجعل العلاقات الوثيقة السابقة بين ترمب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي موضع شك.

وقدم ترمب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، أمس الجمعة، قائمة طويلة من الصراعات التي قال إنه حلها، مثل صراع الهند وباكستان واتفاقيات إبراهيم التي أبرمت خلال ولايته الأولى بين إسرائيل وبعض الدول ذات الأغلبية المسلمة. وأضاف: «لن أحصل على جائزة نوبل للسلام مهما فعلت».

وتأتي خطوة باكستان لترشيح ترمب بعد لقاء قائد جيشها عاصم منير مع ترمب على الغداء. وهذه هي المرة الأولى التي يُدعى فيها قائد للجيش الباكستاني إلى البيت الأبيض خلال تولي حكومة مدنية السلطة في إسلام آباد.

ولم يُعقد اجتماع مقرر بين ترمب ومودي خلال قمة مجموعة السبع في كندا، الأسبوع الماضي بعد مغادرة الرئيس الأميركي في وقت مبكر، لكنهما تحدثا لاحقاً عبر الهاتف. وقالت الحكومة الهندية إن مودي ذكر في هذا الاتصال أن «الهند لا تقبل الوساطة ولن تقبلها أبداً» في نزاعها مع باكستان.

وأشار مشاهد حسين، الرئيس السابق للجنة الدفاع في مجلس الشيوخ في البرلمان الباكستاني، إلى أن ترشيح ترمب لجائزة السلام له مبرراته.

وقال: «ترمب جيد لباكستان». وأضاف: «إذا كان هذا الأمر يرضي غرور ترمب، فليكن إذن. فجميع القادة الأوروبيين يتملقونه بصورة كبيرة».

لكن هذه الخطوة لم تلق ترحيباً واسعاً على ما يبدو في باكستان؛ إذ أدى دعم ترمب لحرب إسرائيل على قطاع غزة إلى تأجيج المشاعر. وقال طلعت حسين، الذي يقدم برنامجاً حوارياً تلفزيونياً يتناول موضوعات سياسية في منشور على منصة «إكس»: «راعي إسرائيل في غزة والمهلل لهجماتها على إيران لا ينبغي ترشيحه لأي جائزة».

وأضاف: «وماذا لو بدأ بالتقارب الوثيق مع مودي مرة أخرى بعد بضعة أشهر؟».