رئيس سيراليون مادا بيو يؤدي اليمين الدستورية لولاية ثانية

وسط تشكيك المعارضة في نتائج الانتخابات

رئيس سيراليون يحيي أنصاره بفريتاون في 20 يونيو (أ.ف.ب)
رئيس سيراليون يحيي أنصاره بفريتاون في 20 يونيو (أ.ف.ب)
TT

رئيس سيراليون مادا بيو يؤدي اليمين الدستورية لولاية ثانية

رئيس سيراليون يحيي أنصاره بفريتاون في 20 يونيو (أ.ف.ب)
رئيس سيراليون يحيي أنصاره بفريتاون في 20 يونيو (أ.ف.ب)

أدى رئيس سيراليون جوليوس مادا بيو، اليمين الدستورية لولاية ثانية جديدة مدتها 5 سنوات، بعد فوزه في الانتخابات التي جرت السبت الماضي، وحصوله على 56 في المائة من الأصوات، وسط تشكيك من المعارضة.

وأعلن رئيس اللجنة الانتخابية محمد كينوي كونيه في فريتاون، مساء الثلاثاء، أن بيو فاز بالرئاسة بنيله 56 في المائة من الأصوات، فيما نال سامورا كامارا خصمه الرئيسي المرشح عن حزب «مؤتمر عموم الشعب» المعارض 41 في المائة.

رئيس اللجنة الانتخابية يعلن عن نتائج الانتخابات في فريتاون (أ.ف.ب)

وعقب إعلان فوزه، أعرب بيو (59 عاماً) عن شكره للسيراليونيين، ومنحه الثقة مجدداً في الانتخابات. وقال في تغريدة نشرها على حسابه بـ«تويتر»، الأربعاء: «أظهرنا مرة أخرى أنه على الرغم من اختلاف ألسنتنا وقبائلنا ومعتقداتنا السياسية، إلا أننا متحدون في رغبتنا في رؤية الأرض التي نحبها». ووجه دعوة إلى قوى المعارضة، من أجل الاتحاد معه لصالح سيراليون، قائلاً: «لا يوجد رابحون أو خاسرون في هذه الانتخابات... لكن السيراليونيين ذوي الانتماءات السياسية المختلفة، متحدون في رغبتنا في النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي». وأثنى على كل مرشح شارك في الانتخابات، معلناً مبادرته بـ«دعوة جميع الأحزاب السياسية وأعضائها للانضمام إلى مشروعاته التنموية».

ويعتزم بيو، الذي أدّى القسم الدستوري أمام رئيس القضاة ديزموند باباتوندي إدواردز، التركيز خلال ولايته الثانية على «قضايا الأمن الغذائي، وخلق فرص عمل للشباب، وتطوير التكنولوجيا والبنية التحتية»، على حد قوله. ولم يخسر أي زعيم في المنصب الرئاسة، في الانتخابات الأربعة الماضية، منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 2002. وأودى الصراع الذي استمر 11 عاماً بحياة ما يقدر بنحو 50 ألف شخص. لكن منذ ذلك الحين، كان للبلاد تقليد إجراء انتخابات سلمية إلى حدٍ كبيرٍ، وفقاً لمنظمات حقوقية غربية.

أنصار مادا بيو يحتفلون بفوزه في الانتخابات في 27 يونيو (أ.ف.ب)

وفور صدور نتائج الانتخابات التي شارك فيها 13 مرشحاً، أكّد كامارا الذي حل ثانياً، رفضه «القاطع» فوز منافسه، مؤكّداً أنّ النتيجة «غير جديرة بالثقة». وأضاف في تغريدة: «سأتجاوز هذه المهزلة، وأتعهّد مواصلة النضال من أجل سيراليون أفضل»، من دون أن يكشف عمّا ينوي فعله.

وفي وقت سابق، شكّك حزب «مؤتمر عموم الشعب» المعارض بالنتيجة، وندّد في بيان بافتقار مفوضية الانتخابات للشفافية والمسؤولية، وأشار الحزب إلى شحّ المعلومات حول المراكز والدوائر الانتخابية التي جاءت منها بطاقات الاقتراع.

وخلال مؤتمر صحافي عقدوه، مساء الاثنين، أعرب مراقبو الاتحاد الأوروبي عن شعورهم بأنّ الافتقار إلى الشفافية والتواصل من قبل السلطة الانتخابية أدّى إلى حالة عدم الثقة هذه، وأضافوا أنّهم تلقّوا تقارير عن حوادث عنف في 6 مناطق وشهدوا أعمال عنف مباشرة في 7 مراكز خلال ساعات الاقتراع، و3 أخرى خلال مرحلتي إغلاق مراكز الاقتراع وفرز الأصوات.

أنصار مادا بيو يحتفلون بفوزه في الانتخابات في 27 يونيو (أ.ف.ب)

وتم تسجيل نحو 3.4 مليون شخص للاقتراع في انتخابات السبت التي تنافس فيها 12 مرشّحاً ومرشحة، لكنّ المنافس الرئيسي لبيو كان كامارا.

وتعد هذه الانتخابات سيناريو مكرراً لانتخابات 2018، حين فاز بيو من حزب «شعب سيراليون» بفارق ضئيل على كامارا في جولة الإعادة.

وعمل الرئيس، وهو زعيم انقلابي سابق في التسعينات، على تعزيز التعليم وحقوق المرأة خلال ولايته الأولى. في حين يواجه كامارا، وهو وزير الخارجية والمالية السابق، والبالغ 72 عاماً، محاكمة مطوّلة بتهم «اختلاس أموال عامة»، وهي قضية يقول إنّ «دوافعها سياسية».

وتعد سيراليون، التي تقع في غرب أفريقيا، واحدة من أفقر دول العالم، على الرغم من موارد الماس الوفيرة وغيرها من المعادن. وقد أدى الاتجار غير المشروع في هذه الأحجار الكريمة، الذي يشار إليه عادة باسم «الماس الدموي» بسبب ارتباطه بتمويل الصراع، إلى تفاقم حرب أهلية عام 2002. وارتفع التضخم في سيراليون إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من 20 عاماً في عام 2022، في حين تراجعت قيمة عملة ليون الوطنية بنسبة 60 في المائة.


مقالات ذات صلة

الانتخابات الرياضية السعودية: الشهراني رئيساً للدراجات…والمطيري للتايكوندو

رياضة سعودية عبد العزيز الشهراني (اتحاد الدراجات)

الانتخابات الرياضية السعودية: الشهراني رئيساً للدراجات…والمطيري للتايكوندو

أقرت الجمعية العمومية الانتخابية للاتحاد السعودي للدراجات تزكية عبدالعزيز بن علي الشهراني رئيسًا لمجلس إدارة الاتحاد السعودي للدراجات لأربع سنوات مقبلة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
أفريقيا اندلاع أعمال شغب في موزمبيق بعد تصديق المحكمة العليا على فوز حزب فريليمو الحاكم في الانتخابات (أ.ف.ب)

مقتل 21 شخصاً بموزمبيق في أعمال شغب بعد قرار المحكمة العليا بشأن الانتخابات

قال وزير داخلية موزمبيق، مساء اليوم الثلاثاء، إن 21 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم في أعمال شغب.

«الشرق الأوسط» (مابوتو)
تحليل إخباري شولتس متحدثاً للإعلام لدى وصوله إلى مقرّ الاتحاد الأوروبي في بروكسل الأربعاء (أ.ب)

تحليل إخباري حزب ميركل يستعد للعودة إلى السلطة بسياسة أكثر يمينية

تستعد ألمانيا لتغييرات قد تكون جذرية خصوصاً في سياسات الهجرة بعد الانتخابات المبكرة التي ستجري في البلاد في 23 فبراير (شباط) المقبل.

راغدة بهنام (برلين)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس يبتسم لوزير الاقتصاد وحماية المناخ بعد إعلان نتائج التصويت على الثقة في مجلس النواب الاثنين (أ.ف.ب)

المستشار الألماني يخسر ثقة النواب في تصويت يمهّد لانتخابات مبكرة

خسر المستشار الألماني أولاف شولتس، الاثنين، كما كان متوقعاً ثقة النواب في تصويت أنهى ولايته التي قوّضها انهيار الائتلاف الحكومي، ومهّد الطريق لانتخابات تشريعية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا زورابيشفيلي، الموالية للغرب، رئيسة جورجيا منذ 2018، تقول هي الرئيسة الشرعية وترافض التنحي(ا.ب.أ)

جورجيا تنتخب رئيساً مقرباً من روسيا وسط احتجاجات

تتخبّط جورجيا، الدولة القوقازية، في أزمة منذ الانتخابات التشريعية التي جرت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وفاز بها حزب «الحلم الجورجي» الحاكم، وطعنت بنتائجها

«الشرق الأوسط» (تبليسي (جورجيا))

هروب 6 آلاف سجين في موزمبيق وسط أعمال عنف عقب الانتخابات

جانب من الاحتجاجات التي قامت بها المعارضة عقب الإعلان عن فوز حزب فريليمو الحاكم في الانتخابات التي جرت في 9 أكتوبر (رويترز)
جانب من الاحتجاجات التي قامت بها المعارضة عقب الإعلان عن فوز حزب فريليمو الحاكم في الانتخابات التي جرت في 9 أكتوبر (رويترز)
TT

هروب 6 آلاف سجين في موزمبيق وسط أعمال عنف عقب الانتخابات

جانب من الاحتجاجات التي قامت بها المعارضة عقب الإعلان عن فوز حزب فريليمو الحاكم في الانتخابات التي جرت في 9 أكتوبر (رويترز)
جانب من الاحتجاجات التي قامت بها المعارضة عقب الإعلان عن فوز حزب فريليمو الحاكم في الانتخابات التي جرت في 9 أكتوبر (رويترز)

أعلن قائد شرطة موزمبيق هروب 6 آلاف سجين على الأقل من سجن شديد الحراسة في عاصمة البلاد يوم عيد الميلاد عقب حدوث حالة تمرد، في وقت لا تزال تشهد في البلاد أعمال الشغب والعنف واسعة النطاق بعد الانتخابات.

وأضاف قائد الشرطة برناردينو رافائيل أن 33 سجينا لاقوا حتفهم وأصيب 15 آخرون خلال مواجهة مع قوات الأمن. وفر السجناء خلال احتجاجات عنيفة، جرى خلالها تدمير سيارات تابعة للشرطة، ومحطات، وبنية تحتية عامة، بعد أن صادق المجلس الدستوري في البلاد على فوز حزب فريليمو الحاكم في الانتخابات التي جرت في 9 أكتوبر (تشرين الأول).

وقال رافائيل إن عملية الهروب من سجن مابوتو المركزي، الذي يقع على بعد 14 كيلومترا جنوب غرب العاصمة، بدأت حوالي ظهر أول أمس الأربعاء، بعد حدوث حالة «هياج» من جانب «مجموعة من المتظاهرين المخربين» في منطقة

مجاورة، مضيفا أن السجناء في المنشأة انتزعوا أسلحة من حراس السجن وشرعوا في تحرير سجناء آخرين. وأضاف رافائيل «هناك حقيقة لافتة للنظر وهي أنه في ذلك السجن كان لدينا 29 إرهابيا مدانا، تم إطلاق سراحهم، ونحن قلقون، كدولة وكمواطنين في موزمبيق، وكأفراد في قوات الدفاع والأمن».

وأضاف رافائيل «كانوا (المحتجون) يثيرون الضوضاء مطالبين بإخراج السجناء الذين يقضون عقوباتهم هناك»، مضيفا أن الاحتجاجات أدت إلى انهيار جدار، ما سمح للسجناء بالفرار. ودعا السجناء الهاربين إلى تسليم أنفسهم طواعية، وطالب السكان بالإبلاغ عن الهاربين.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه إزاء العنف، ودعا جميع القادة السياسيين والأطراف المعنية إلى «تخفيف التوترات بما في ذلك من خلال الحوار الجاد وسبل التعويض القانونية»، كما قالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة، ستيفاني ترمبلاي، يوم الخميس. وأضافت أن الأمين العام دعا أيضا إلى وقف العنف ومضاعفة الجهود «للتوصل إلى حل سلمي للأزمة المستمرة».