باكستان تعتزم استهداف مسلحين في أفغانستان مع تصاعد العنف عبر الحدود

خطوة أدت إلى توتر العلاقات بين إسلام آباد وكابل

مسؤولون أمنيون باكستانيون يقومون بدوريات خلال زيارة الرئيس آصف زرداري إلى كويتا عاصمة إقليم بلوشستان المضطرب في باكستان في 19 مارس 2025 (إ.ب.أ)
مسؤولون أمنيون باكستانيون يقومون بدوريات خلال زيارة الرئيس آصف زرداري إلى كويتا عاصمة إقليم بلوشستان المضطرب في باكستان في 19 مارس 2025 (إ.ب.أ)
TT
20

باكستان تعتزم استهداف مسلحين في أفغانستان مع تصاعد العنف عبر الحدود

مسؤولون أمنيون باكستانيون يقومون بدوريات خلال زيارة الرئيس آصف زرداري إلى كويتا عاصمة إقليم بلوشستان المضطرب في باكستان في 19 مارس 2025 (إ.ب.أ)
مسؤولون أمنيون باكستانيون يقومون بدوريات خلال زيارة الرئيس آصف زرداري إلى كويتا عاصمة إقليم بلوشستان المضطرب في باكستان في 19 مارس 2025 (إ.ب.أ)

قال مسؤولون إن باكستان تعتزم استهداف مخابئ المسلحين، الذين يتردد أنهم وراء التصاعد الأخير للعنف عبر الحدود.

يقف مسؤولو الأمن الباكستانيون على أهبة الاستعداد أثناء زيارة الرئيس آصف زرداري إلى كويتا عاصمة إقليم بلوشستان المضطرب في باكستان في 19 مارس 2025 (إ.ب.أ)
يقف مسؤولو الأمن الباكستانيون على أهبة الاستعداد أثناء زيارة الرئيس آصف زرداري إلى كويتا عاصمة إقليم بلوشستان المضطرب في باكستان في 19 مارس 2025 (إ.ب.أ)

وقال مسؤول استخبارات لوكالة الأنباء الألمانية، الأربعاء، بعد اجتماع أمني، الثلاثاء: «سوف نأخذ الحرب إلى أبواب مَن هم وراء العنف في باكستان».

يقف مسؤولون أمنيون باكستانيون على أهبة الاستعداد أثناء زيارة الرئيس آصف زرداري إلى كويتا عاصمة إقليم بلوشستان المضطرب في باكستان في 19 مارس 2025 (إ.ب.أ)
يقف مسؤولون أمنيون باكستانيون على أهبة الاستعداد أثناء زيارة الرئيس آصف زرداري إلى كويتا عاصمة إقليم بلوشستان المضطرب في باكستان في 19 مارس 2025 (إ.ب.أ)

وترأس الاجتماع رئيس الوزراء شهباز شريف في ظل التصاعد القوي للهجمات التي ينفذها أفراد حركة «طالبان باكستان»، من أماكن اختبائهم في أفغانستان.

وقال مسؤول آخر، رفض الكشف عن هويته: «سوف نستخدم الطائرات المسيرة والطائرات المقاتلة وأي موارد لدينا».

يقف مسؤول أمني باكستاني حارساً أثناء زيارة الرئيس آصف زرداري إلى كويتا عاصمة إقليم بلوشستان المضطرب في باكستان في 19 مارس 2025 (إ.ب.أ)
يقف مسؤول أمني باكستاني حارساً أثناء زيارة الرئيس آصف زرداري إلى كويتا عاصمة إقليم بلوشستان المضطرب في باكستان في 19 مارس 2025 (إ.ب.أ)

وتشن باكستان هجمات جوية من حين لآخر داخل أفغانستان لاستهداف مخابئ المسلحين، في خطوة أدت إلى توتر العلاقات بين إسلام آباد وكابل. كما تعتزم باكستان استهداف مقاتلي جماعة انفصالية في أفغانستان، كانوا وراء اختطاف قطار في جنوب غربي إقليم بلوشستان، مما أسفر عن مقتل نحو 30 راكباً وجندياً.

عودة اللاجئين الأفغان

في غضون ذلك، قالت منظمة حقوقية، الأربعاء، إن السلطات الباكستانية تكثف الضغط على اللاجئين الأفغان للعودة إلى بلادهم؛ حيث يواجهون خطورة التعرض للاضطهاد على يد حركة «طالبان» ومواجهة أحوال اقتصادية صعبة.

وقالت إلين بيرسون، مديرة مكتب «هيومن رايتس ووتش» في آسيا: «على المسؤولين الباكستانيين أن يوقفوا فوراً إجبار الأفغان على العودة لبلادهم، ومنح الذين يواجهون الطرد فرصة للسعي للحصول على الحماية».

وأضافت: «يتعين على سلطات (طالبان) في أفغانستان أن تمنع أي أعمال انتقامية ضد الأفغان العائدين وأن تغير سياستها المسيئة للنساء والفتيات».

جنود باكستانيون يحرسون شاحنات تدخل باكستان على الحدود الباكستانية الأفغانية في تورخام في 19 مارس 2025 بعد أن أعادت باكستان وأفغانستان فتح المعبر جزئياً أمام التجارة والمرضى (إ.ب.أ)
جنود باكستانيون يحرسون شاحنات تدخل باكستان على الحدود الباكستانية الأفغانية في تورخام في 19 مارس 2025 بعد أن أعادت باكستان وأفغانستان فتح المعبر جزئياً أمام التجارة والمرضى (إ.ب.أ)

وحددت باكستان 31 مارس (آذار) الحالي موعداً نهائياً لترحيل جميع الأجانب الذين يعيشون بصورة غير قانونية في البلاد. ويشار إلى أن معظم الأجانب من الأفغان.

وتأتي مناشدة المنظمة بعد شهر من تصريح السفارة الأفغانية في إسلام آباد بأن باكستان تكثف من عمليات إلقاء القبض على مواطنين أفغان في إسلام آباد ومدينة راوالبيندي القريبة من أجل ترحيلهم قسراً.

مع ذلك، نفت باكستان مزاعم كابل، قائلة إن السلطات تحاول فقط تسهيل الأوضاع لعودة سريعة للأفغان إلى بلادهم.

يشار إلى أن أكثر من 500 ألف أفغاني فروا أثناء سيطرة «طالبان» على أفغانستان عام 2021 يعيشون من دون أوراق رسمية في باكستان، وينتظر الآلاف منهم إعادة توطينهم في الولايات المتحدة أو أماكن أخرى.

وقالت المنظمة، في بيان، إن وضع حقوق الإنسان في أفغانستان مستمر في التدهور منذ سيطرة «طالبان» على السلطة في أفغانستان في أغسطس (آب) 2021».

وأضافت: «يتم منع النساء والفتيات من التعليم بعد الابتدائي، كما يتم حرمانهن من مجموعة كبيرة من الحقوق والحريات».

وأوضحت «هيومن رايتس ووتش» أن الأفغان الذين يعودون إلى بلادهم يكافحون للبقاء في ظل ارتفاع معدل البطالة في أفغانستان وانهيار نظام الرعاية الصحية وتراجع المساعدات الأجنبية.

فتح معبر تورخام الحدودي

إلى ذلك، قال مسؤولون حكوميون من باكستان وأفغانستان إن البلدين أعادا، الأربعاء، فتح معبر رئيسي على الحدود بينهما بعد إغلاقه نحو شهر بسبب اشتباكات بين الجانبين. وقال المسؤول الحكومي الباكستاني رياض خان محسود لـ«رويترز» إن معبر تورخام الحدودي، الشريان الرئيسي للسفر والتجارة بين باكستان وأفغانستان، سيفتح مبدئياً للتجارة وسيسمح للأشخاص بالعبور على الأقدام بداية من يوم الجمعة. وقال قريشي بادلون رئيس دائرة الإعلام في منطقة ننكرهار الأفغانية إن الجانبين اتفقا على إعادة فتح المعبر واستئناف تجارة الترانزيت.

شاحنات تدخل باكستان عبر الحدود الباكستانية الأفغانية في تورخام في 19 مارس 2025 بعد أن أعادت باكستان وأفغانستان فتح المعبر جزئياً أمام التجارة والمرضى (إ.ب.أ)
شاحنات تدخل باكستان عبر الحدود الباكستانية الأفغانية في تورخام في 19 مارس 2025 بعد أن أعادت باكستان وأفغانستان فتح المعبر جزئياً أمام التجارة والمرضى (إ.ب.أ)

وأُغلق المعبر في 21 فبراير (شباط) بعد اندلاع اشتباكات استخدم الجانبان فيها قذائف المورتر والصواريخ بعد اعتراض القوات الأفغانية على بناء باكستان موقعاً حدودياً. ووفقاً لوزارة الخارجية الباكستانية، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من 1.6 مليار دولار في 2024.


مقالات ذات صلة

نيابة إسطنبول تبدأ التحقيق مع إمام أوغلو بتهم الفساد والإرهاب

شؤون إقليمية امرأة تركية ترفع صورة لإمام أوغلو ومصطفى كمال أتاتورك أمام حواجز الشرطة (رويترز)

نيابة إسطنبول تبدأ التحقيق مع إمام أوغلو بتهم الفساد والإرهاب

وسط توتر حاد واحتجاجات عنيفة، أحيل رئيس بلدية إسطنبول المعتقل أكرم إمام أوغلو إلى النيابة العامة للتحقيق معه في الاتهامات بالفساد ومساعدة منظمة إرهابية

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
تحليل إخباري متظاهر يقف أمام صف من قوات الأمن خلال مظاهرات في أنقرة 21 مارس (أ.ف.ب)

تحليل إخباري بعد توسّع الاحتجاجات في تركيا... هل ارتكب إردوغان أكبر خطأ في مسيرته السياسية؟

تسبّب اعتقال رئيس بلدية اسطنبول في غليان سياسي شجّع على اتّساع الاحتجاجات من إسطنبول إلى أنقرة وإزمير وولايات تركية في جميع أنحاء البلاد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا عناصر من الجيش النيجري (أرشيفية - متداولة)

مقتل 13 من عناصر الجيش النيجري

قُتل 13 من عناصر الجيش النيجري وأُصيب ما لا يقل عن 7 آخرين في هجومين منفصلين بالمناطق الحدودية للنيجر.

«الشرق الأوسط» (نيامي )
أفريقيا سيارة إطفاء تمر عبر حطام المباني في موقع انفجار بالقرب من القصر الرئاسي المعروف أيضًا باسم فيلا الصومال في منطقة حمر جاجاب بمقديشو - 18 مارس 2025 (رويترز)

الاستخبارات الصومالية: مقتل 82 عنصراً من «حركة الشباب» في غارات جوية

أعلنت وكالة الاستخبارات والأمن الوطني الصومالية، صباح (الجمعة)، مقتل 82 عنصراً من «حركة الشباب» المتمردة، منهم قياديون في غارات جوية نفذتها الوكالة

«الشرق الأوسط» (مقديشيو)
آسيا يقف مسؤولو الأمن الباكستانيون على أهبة الاستعداد أثناء زيارة الرئيس آصف زرداري إلى كويتا عاصمة إقليم بلوشستان المضطرب... باكستان 19 مارس 2025. شهدت بلوشستان تصاعداً في العنف المسلح في السنوات الأخيرة (إ.ب.أ)

باكستان: تقمص الهند دور الضحية لا يمكن أن يخفي تورطها في إثارة الإرهاب

أكدت إسلام آباد، الخميس، أن رواية الهند الوهمية عن سردية الضحية لا يمكن أن تخفي تورطها في إثارة الإرهاب على الأراضي الباكستانية

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد - كويتا)

اليابان والصين وكوريا الجنوبية تتفق على تعزيز السلم والتعاون

وزير الخارجية الصيني وانغ يي (يسار) يصافح نظيره الكوري الجنوبي تشو تاي يول... وفي الوسط وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي (يسار) يصافح نظيره الكوري الجنوبي تشو تاي يول... وفي الوسط وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا (إ.ب.أ)
TT
20

اليابان والصين وكوريا الجنوبية تتفق على تعزيز السلم والتعاون

وزير الخارجية الصيني وانغ يي (يسار) يصافح نظيره الكوري الجنوبي تشو تاي يول... وفي الوسط وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي (يسار) يصافح نظيره الكوري الجنوبي تشو تاي يول... وفي الوسط وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا (إ.ب.أ)

أكدت اليابان وكوريا الجنوبية والصين (السبت)، أن السلم في شبه الجزيرة الكورية مسؤولية مشتركة، وفق ما أعلن وزير الخارجية الياباني خلال اجتماع ضم وزراء خارجية الدول الثلاث، وتعهدوا خلاله تعزيز التعاون.

وأتى الاجتماع عقب قمة ثلاثية استضافتها سيول في مايو (أيار) الماضي اتفق خلالها القادة على تعزيز العلاقات التجارية، وأكدوا مجدداً هدفهم المتمثل في جعل شبه الجزيرة الكورية منزوعة السلاح النووي، في إشارة إلى كوريا الشمالية. لكنه يأتي أيضاً في حين تخيم الرسوم الأميركية التجارية على المنطقة، وتزداد المخاوف إزاء تجارب تجريها كوريا الشمالية على الأسلحة، ونشرها قوات دعماً لحرب روسيا ضد أوكرانيا.

وقال الوزير الكوري الجنوبي تشو تاي يول السبت: «أكدنا مجدداً أن إرساء السلم والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية هو مصلحة مشتركة ومسؤولية مشتركة للدول الثلاث». وأضاف: «كما شددتُ على وجوب وقف التعاون العسكري غير القانوني بين روسيا وكوريا الشمالية فوراً».

الوزراء الثلاثة ومسؤولون آخرون قبيل بدء المحادثات (أ.ف.ب)
الوزراء الثلاثة ومسؤولون آخرون قبيل بدء المحادثات (أ.ف.ب)

وعادة ما تتخذ سيول وطوكيو موقفاً أشد لهجة من كوريا الشمالية مقارنة بالصين التي تظل من أكبر حلفاء بيونغ يانغ، وتقدم لها مساعدة اقتصادية.

وصرح وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا بأنه أجرى مع تشو والوزير الصيني وانغ يي «تبادلاً صريحاً لوجهات النظر حول التعاون الثلاثي والشؤون الدولية والإقليمية من منظور واسع، وأكدنا تعزيز التعاون في المستقبل».

وقال إيوايا في مستهل اجتماع السبت إن «الوضع الدولي يزداد خطورة، وليس من المبالغة القول إننا عند نقطة تحول في التاريخ».

وأضاف: «في هذا السياق أصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى بذل الجهود للتغلب على الانقسام والمواجهة من خلال الحوار والتعاون».

من جهته، قال وانغ إن هذا العام يصادف الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، مؤكداً أنه «لا يمكننا بناء مستقبل أفضل إلا بالتأمل الصادق في التاريخ».

وأضاف أن تعزيز التعاون سيسمح للدول بـ«مقاومة المخاطر معاً»، بالإضافة إلى تعزيز «التفاهم المتبادل» بين شعوبها.

وناقش المجتمعون السبت أيضاً مسألة أوكرانيا، وحذر إيوايا من أن تغيير الوضع الراهن بالقوة من جانب واحد أمر غير مقبول في أي مكان.

وقال: «فيما يتعلق بالوضع في أوكرانيا، شدّدتُ على ضرورة تكاتف المجتمع الدولي في التأكيد على أن أي محاولة لتغيير الوضع الراهن بالقوة من جانب واحد لن يتم التهاون معها في أي مكان في العالم».

خلال الاجتماع الوزاري في طوكيو (د.ب.أ)
خلال الاجتماع الوزاري في طوكيو (د.ب.أ)

وكان تغير المناخ وشيخوخة السكان والتجارة... من بين المواضيع الرئيسية التي قال المسؤولون إنها ستناقَش السبت، بالإضافة إلى التعاون في مجال الإغاثة من الكوارث والعلوم والتكنولوجيا.

وتأثرت الصين، وبدرجة أقل كوريا الجنوبية واليابان، بالرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الأسابيع الأخيرة، لكن لم يتطرق أي من الوزراء إلى هذه القضية بشكل مباشر في تصريحاتهم الصحافية. وأوضح إيوايا أن الوزراء الثلاثة «اتفقوا على تسريع التنسيق للقمة المقبلة» بين قادة الدول.

ورأت الباحثة في السياسة الخارجية في معهد بروكينغز بواشنطن، باتريشيا م. كيم، أنه رغم أن «الحوارات الثلاثية تجري من أكثر من عقد»، فإن هذه الجولة «تحمل أهمية متزايدة»، نظراً للموقف الأميركي الجديد.

وقالت لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «القادة يتعرضون لضغوط متزايدة لتنويع خياراتهم والبحث عن فرص اقتصادية بديلة».

وأضافت أن بكين «تسعى جاهدة لتحسين علاقاتها مع القوى الكبرى والمتوسطة الأخرى في ظل تزايد الخلافات مع الولايات المتحدة».