اعتداءات وتهديدات وتلاسن تخيم على أجواء انتخابات تركيا

الرئيس رجب طيب إردوغان في مهرجان انتخابي بإسطنبول (د.ب.أ)
الرئيس رجب طيب إردوغان في مهرجان انتخابي بإسطنبول (د.ب.أ)
TT

اعتداءات وتهديدات وتلاسن تخيم على أجواء انتخابات تركيا

الرئيس رجب طيب إردوغان في مهرجان انتخابي بإسطنبول (د.ب.أ)
الرئيس رجب طيب إردوغان في مهرجان انتخابي بإسطنبول (د.ب.أ)

تصاعدت حدة التوتر والاعتداءات والتهديدات والاتهامات المتبادلة لتلقي بظلال سلبية على أجواء الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي تشهدها تركيا يوم الأحد المقبل. وكشفت حادثة رشق حافلة رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، المرشح لمنصب نائب الرئيس حال فوز مرشح المعارضة للرئاسة كمال كليتشدار أوغلو، بالحجارة أثناء تجمع انتخابي في أرضروم، شمال شرقي البلاد، مساء الأحد، التي أصيب فيها 9 أشخاص، عن تحوّل خطير في مسار الحملات الانتخابية، قبل أقل من أسبوع من إجرائها بعد أن كان الأمر قاصراً على التراشق اللفظي بين المرشحين. الاثنين، واصل أكرم إمام أوغلو حملته الانتخابية بشكل عادي، وعقد مؤتمراً جماهيرياً في كونيا، التي تعد أحد معاقل المحافظين في وسط الأناضول، وأكد خلال كلمته أنهم سيردون على الأحجار بالورد، وسيحتضنون جميع أبناء الشعب التركي بلا تفرقة. ودعا إلى عدم التوقف عند هذا الأمر. وعدّ إمام أوغلو أن الأحجار التي ألقيت على حافلته في أرضروم إنما ألقيت على الديمقراطية وعلى رؤوس الأمة، وأن على الشعب ألا ينجر وراء هذه الاستفزازات، وأن يرد عليها في صناديق الاقتراع.

مرشح المعارضة للرئاسة كمال كليتشدار أوغلو في مهرجان انتخابي (رويترز)

وعلّق الرئيس رجب طيب إردوغان على الحادثة، خلال تجمع في أدرنة، شمال غربي تركيا، الاثنين، قائلاً: «إنهم من يصنعون ذلك بأنفسهم، يدفعون إلى الاستفزازات بعد أن سقطوا في الوحل وتعاونوا مع التنظيمات الإرهابية وشعروا بأنهم سيخسرون لا محالة... لقد عفا الزمن على هذه الحيل القديمة». وأعلن وزير العدل بكير بوزداغ أنه تم القبض على 15 شخصاً شاركوا في الأحداث التي وقعت في أرضروم، فيما قال إمام أوغلو إن 9 أشخاص أصيبوا، محملاً الوالي ورئيس البلدية ومدير الأمن المسؤولية. وهاجم وزير الداخلية سليمان صويلو، في تغريدة على «تويتر»، أكرم إمام أوغلو، ووصفه بالمستفز، وبأنه يجلب الاستفزاز أينما حلّ، مشيراً إلى أنه رفض المكان الذي عرضته عليه السلطات المحلية لعقد تجمعه الانتخابي. واعتبرت وسائل إعلام مؤيدة للحكومة أن المعارضة التركية أرادت من هذه الحادثة تحويل الأنظار عن التجمع الضخم، الذي شهدته مدينة إسطنبول يوم الأحد للرئيس رجب طيب إردوغان، والذي وصفته بأكبر تجمع في تاريخ الجمهورية التركية. وقبل عقد مؤتمره الانتخابي في كونيا، أعلنت السلطات طرد اثنين من مسؤولي «الهلال الأحمر» في الولاية، دعوا إلى الهجوم على أكرم إمام أوغلو، مشبهين قذفه بالحجارة برجم الشيطان في الحج.

أخبار الانتخابات تتصدر الصفحات الأولى للصحف التركية (أ.ب)

وقال المتحدث باسم حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، عمر تشيليك، إن ما حدث في أرضروم غير مقبول، وإنه «لا يوجد عذر للعنف في السياسة وضد السياسيين بأي شكل من الأشكال». وفي غضون ذلك، تعرضت حافلة حزب الشعب الجمهوري للهجوم في شانلي أورفا، جنوب شرقي البلاد، وقامت مجموعة مجهولة بتمزيق اللافتات والشعارات الانتخابية لحملة كليتشدار أوغلو، الذي دعا المواطنين إلى عدم الالتفات لتلك الاستفزازات والتركيز على يوم الانتخابات. وسبقت الاعتداء على إمام أوغلو تصريحات لرئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي، الشريك في تحالف «الشعب» الحاكم خلال تجمع، غرب البلاد، هاجم فيها المعارضة بشدة، قائلاً إن أولئك الذين يقولون إنهم سيلغون مديرية الشؤون الدينية وسيعيدون عفرين إلى النظام السوري خونة، وإذا فعلوا ذلك يجب وضعهم في السجن أو إطلاق الرصاص عليهم. وردّ كليتشدار أوغلو على بهشلي قائلاً إن «المافيا والمسلحين وعصابات سادات (شركة تدرب عناصر شبه عسكرية) وعصابة المقاولين الخمسة ومافيا المخدرات اجتمعوا معاً ويهددون تركيا، سوف تدفنهم في سلة مهملات التاريخ في الجولة الأولى (لانتخابات الرئاسة) أيها الشاب، وبعد ذلك سيرسلهم السيد كمال إلى المكان الذي ينتمون إليه. هذا وعد لك».


مقالات ذات صلة

ياواش يعلن للمرة الأولى استعداده للترشّح لرئاسة تركيا في 2028

شؤون إقليمية رئيس بلدية العاصمة التركية أنقرة منصور ياواش (من حسابه على «إكس»)

ياواش يعلن للمرة الأولى استعداده للترشّح لرئاسة تركيا في 2028

تُظهر استطلاعات الرأي التي أُجريت منذ الانتهاء من الانتخابات المحلية في مارس الماضي تفوّق ياواش بوصفه مرشحاً للرئاسة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة: )
شؤون إقليمية زيارة إردوغان لحزب «الشعب الجمهوري» ولقاء أوزيل للمرة الثالثة أحدثا جدلاً (الرئاسة التركية) 

إردوغان يلتقي زعيم المعارضة للمرة الثالثة في شمال قبرص

يعقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لقاءً ثالثاً مع زعيم المعارضة رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغو أوزيل في شمال قبرص.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا إردوغان ملوحاً لنواب حزبه بالبرلمان الأربعاء عقب انتهاء خطاب تحدث فيه عن محاولة انقلاب ضده وطالبهم بالحرص على دعم إصدار الدستور الجديد (الرئاسة التركية)

إردوغان يتهم حركة غولن بتدبير محاولة انقلاب جديدة ضده

دعا إردوغان أعضاء حكومته ونواب حزبه إلى عدم التفريط أو التراجع بشأن وضع دستور مدني ديمقراطي جديد للبلاد.

سعيد عبد الرازق (انقرة)
شؤون إقليمية الرئيس رجب طيب إردوغان ورئيس «حزب الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل خلال لقائهما الجمعة الماضي (إ.ب.أ)

حديث إردوغان عن «انفراجة سياسية» هل هو مناورة جديدة للبقاء في السلطة؟

فجّر حديث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن «انفراجة سياسية» تحتاج إليها تركيا جدلاً واسعاً.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان يحيي أنصاره بعد الإدلاء بصوته في إسطنبول في 31 مارس الماضي (رويترز)

تركيا: استطلاع رأي يصدم «العدالة والتنمية» بعد هزيمة الانتخابات

كشف استطلاع للرأي عقب الانتخابات، التي أجريت في 31 مارس (آذار) الماضي، عن أن الأتراك لا يثقون بالحزب الحاكم لحل مشاكلهم.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش»، وفق ما أفاد صحافيون في «وكالة الصحافة الفرنسية».

يقف أفراد أمن «طالبان» في حراسة بينما يحضر الناس جنازة خليل الرحمن حقاني بمقاطعة غردا راوا في أفغانستان 12 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

وقتل حقاني، الأربعاء، في مقر وزارته، حين فجّر انتحاري نفسه في أول عملية من نوعها تستهدف وزيراً منذ عودة حركة «طالبان» إلى السلطة عام 2021.

وشارك آلاف الرجال، يحمل عدد منهم أسلحة، في تشييعه بقرية شرنة، مسقط رأسه في منطقة جبلية بولاية باكتيا إلى جنوب العاصمة الأفغانية.

وجرى نشر قوات أمنية كثيرة في المنطقة، في ظل مشاركة عدد من مسؤولي «طالبان» في التشييع، وبينهم رئيس هيئة أركان القوات المسلحة، فصيح الدين فطرت، والمساعد السياسي في مكتب رئيس الوزراء، مولوي عبد الكبير، وفق فريق من صحافيي «وكالة الصحافة الفرنسية» في الموقع.

وقال هدية الله (22 عاماً) أحد سكان ولاية باكتيا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طالباً عدم كشف اسمه كاملاً: «إنها خسارة كبيرة لنا، للنظام وللأمة».

من جانبه ندّد بستان (53 عاماً) بقوله: «هجوم جبان».

أشخاص يحضرون جنازة خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين والعودة في نظام «طالبان» غير المعترف به دولياً العضو البارز في شبكة «حقاني» (إ.ب.أ)

ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم، إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان، إلا أن الفرع المحلي لتنظيم «داعش - ولاية خراسان» لا يزال ينشط في البلاد، وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان»، وكذلك أقلية الهزارة الشيعية.

وخليل الرحمن حقاني، الذي كان خاضعاً لعقوبات أميركية وأممية، هو عمّ وزير الداخلية، واسع النفوذ سراج الدين حقاني. وهو شقيق جلال الدين حقاني، المؤسس الراحل لشبكة «حقاني»، التي تنسب إليها أعنف هجمات شهدتها أفغانستان خلال الفترة الممتدة ما بين سقوط حكم «طالبان»، إبان الغزو الأميركي عام 2001، وعودة الحركة إلى الحكم في 2021.