مفاوضات «شرم الشيخ»... «تقدم حذر» باتجاه وقف حرب غزة يصطدم بـ«عقبات»

السيسي يشيد بخطة ترمب مع انطلاق المباحثات بين «حماس» وإسرائيل

أطفال يلعبون خارج خيام تؤوي نازحين بخان يونس جنوب غزة (أ.ف.ب)
أطفال يلعبون خارج خيام تؤوي نازحين بخان يونس جنوب غزة (أ.ف.ب)
TT

مفاوضات «شرم الشيخ»... «تقدم حذر» باتجاه وقف حرب غزة يصطدم بـ«عقبات»

أطفال يلعبون خارج خيام تؤوي نازحين بخان يونس جنوب غزة (أ.ف.ب)
أطفال يلعبون خارج خيام تؤوي نازحين بخان يونس جنوب غزة (أ.ف.ب)

بدأ الوسطاء مشاورات إنجاز خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لإنهاء حرب قطاع غزة، بعد تجاوب فلسطيني - إسرائيلي لبدء مفاوضات التنفيذ التي تحتضنها مدينة شرم الشيخ عشية حلول الذكرى الثانية للحرب.

تلك البداية التي شهدت الاثنين، إشادة رئاسية مصرية بخطة ترمب مصحوبة بنقاط رئيسية لإنهاء الحرب، تساعد في إحراز تقدم حذر في تنفيذ الخطة، لا سيما في ملف الرهائن، غير أنه من المتوقع أن تكون هناك ملفات مثل نزع سلاح «حماس» وإدارة القطاع والانسحابات التالية من الملفات الشائكة التي تضع عقبات أمام تقدم سريع للمحادثات، وفق تقديرات خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط».

وأفادت القناة 13 الإسرائيلية، الاثنين، بأن الوفد الإسرائيلي المكلف بالمفاوضات وصل إلى شرم الشيخ بتشكيلة أولية، بينما نقلت شبكة «CNN» الأميركية عن مصدر مطلع، أن «وسطاء قطريين ومصريين في القاهرة التقوا بخليل الحية، القيادي في (حماس) الذي يرأس مفاوضات الحركة، لتسوية أي نقاط خلاف متبقية قبل الجلسة الرئيسية مع المفاوضين الآخرين المقررة في شرم الشيخ».

وبلغة تحمل حذراً، قال المصدر ذاته إنه «من السابق لأوانه الحكم» على كيفية سير المفاوضات، بينما قال مصدر ثانٍ لـ«رويترز»، الاثنين، إن «مفاوضات شرم الشيخ ستركز على التوصل إلى اتفاق شامل قبل تنفيذ وقف إطلاق النار بالاختلاف عن الجولات السابقة التي كانت تناقش مرحلة، ثم تلبث أن تنهار الأولى دون اتفاق شامل».

أشخاص يمرون أمام خيامٍ تؤوي نازحين في خان يونس جنوب غزة (أ.ف.ب)

ونقلت «رويترز» الاثنين، عن مسؤول إسرائيلي بارز قوله إنه من المتوقع أن تستمر المباحثات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة «حماس» في مصر عدة أيام، لافتاً إلى أن الطرفين يهدفان إلى التوصل إلى اتفاق شامل ومفصل، بعيداً عن أي هدنة مؤقتة.

وأوضح المصدر: «لدى الوسطاء قائمة طويلة من القضايا الصعبة التي يتعين عليهم إقناع إسرائيل و(حماس) بالتوصل إلى اتفاق بشأنها؛ بدءاً من الجوانب المتعلقة بالوضع على الأرض مثل تفاصيل انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة والجدول الزمني لذلك، وصولاً إلى التفاصيل الدقيقة لنقل إدارة غزة من (حماس) وتشكيل قوة دولية لتثبيت الاستقرار، وفقاً لما شملته خطة ترمب».

ورفض نتنياهو، في مقابلة مع قناة «يورو نيوز» الأحد، فكرة أي تسوية جزئية مع «حماس»، مؤكداً أن على الحركة الاستسلام الكامل ونزع سلاحها دون تحفظات، فيما قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لشبكة «إن بي سي نيوز»: «سنعرف في القريب العاجل ما إذا كانت حركة (حماس) جادة أم لا من خلال سير المحادثات الفنية فيما يتعلق بالأمور اللوجيستية».

وكانت «الخارجية» المصرية أعلنت بدء جولة محادثات غير مباشرة بين «حماس» وإسرائيل، الاثنين، لبحث تنفيذ تبادل الرهائن والأسرى وفق خطة ترمب، التي تجاوب معها الجانبان الأيام الماضية من حيث المبدأ قبيل دخول الحرب عامها الثالث.

ويعتقد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، مساعد وزير الخارجية الأسبق، رخا أحمد حسن، أن مفاوضات شرم الشيخ ستعمل على تهيئة الأجواء لتنفيذ البنود الأولية من إطار ترمب، عبر ملفات الرهائن ووقف إطلاق النار وإدخال المساعدات لغزة والانسحابات الأولية، مشيراً إلى أن هذه الأجواء قد تحرز تقدماً حذراً، خصوصاً مع بدء التفاوض على بنود لاحقة ستكون صعبة، لا سيما المتعلقة بلجنة دولية لإدارة القطاع ونزع سلاح «حماس».

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور عبد المهدي مطاوع، أن مفاوضات شرم الشيخ ستشكل الاختبار الحقيقي لخطة ترمب وإمكانية تنفيذها، معتقداً إمكانية حدوث تقدم حذر في المفاوضات رغم النوايا غير الواضحة في هذا المسار سواء بتعديل بنود أو إضافة أخرى.

ومع انطلاق حراك المفاوضات، وجّه الرئيس المصري التحية إلى نظيره الأميركي دونالد ترمب، «على مبادرته التي تسعى إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد عامين من الحرب والإبادة، والقتل والدمار»، وذلك في كلمة بمناسبة الذكرى الـ52 لحرب السادس من أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973.

وتابع قائلاً: «إن وقف إطلاق النار، وعودة الأسرى والمحتجَزين، وإعادة إعمار غزة، وبدء مسار سلمى سياسي، يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية والاعتراف بها، ويعني أننا نسير في الطريق الصحيح نحو السلام الدائم والاستقرار الراسخ، وهو ما نصبو إليه جميعاً».

وتأتي تصريحات السيسي، غداة كشف ترمب في منشور بمنصات التواصل، أنه تم إبلاغه بأنه من المقرر إتمام المرحلة الأولى (من الخطة) هذا الأسبوع، مضيفاً: «وأدعو الجميع إلى التحرك بسرعة».

وتتعلق المرحلة الأولى بإطلاق سراح الرهائن مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين. ولا تزال هناك 48 رهينة في غزة، 20 منهم على قيد الحياة، بحسب إعلام إسرائيلي.

ويتوقف إنجاز المراحل اللاحقة من إطار ترمب على مدى جدية الرئيس الأميركي في تحقيق السلام والضغط على إسرائيل، وفق ما يرى السفير رخا.

وبرأي مطاوع، فإنه يمكن البناء على هذه الخطة في إنهاء الحرب لأسباب عديدة؛ بينها أن ترمب يريد إيقاف الحرب لبحث ملفات أخرى، فضلاً عن أنه ليس من مصلحة نتنياهو الانقلاب عليها، بجانب أنه لم تعد هناك فرص أمام «حماس» للمناورة حالياً في ظل موقفها العسكري الضعيف وقرب نزع ورقة الرهائن منها.


مقالات ذات صلة

روبيو: نشر قوة دولية في غزة أمر حاسم للسماح بدخول مزيد من المساعدات

الولايات المتحدة​ روبيو متحدثا للصحافيين بعد اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في كندا (أ.ف.ب)

روبيو: نشر قوة دولية في غزة أمر حاسم للسماح بدخول مزيد من المساعدات

أعرب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الأربعاء عن تفاؤله بأن مجلس الأمن الدولي سيصدر قرارا بشأن غزة يدعم نشر قوة أمنية دولية.

«الشرق الأوسط» (هاميلتون (كندا))
المشرق العربي مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر (رويترز) play-circle

تقرير: كوشنر وإسرائيل يعملان على «خطط طوارئ» لغزة في حال فشل خطة ترمب

أفادت صحيفة إسرائيلية بأن مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر والجيش الإسرائيلي يعملان معاً على وضع خطط طوارئ لغزة في حال تعثر خطة ترمب بخصوص القطاع.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم العربي وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة (إ.ب.أ)

وزيرَا خارجية مصر وتركيا يؤكدان أهمية تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة تطورات الأوضاع بقطاع غزة، وشددا على أهمية تثبيت اتفاق السلام.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
خاص رجل فلسطيني يتحدث إلى صبي يجلس على صاروخ غير منفجر في حي الرمال بمدينة غزة يوم الأربعاء (أ.ف.ب) play-circle

خاص تعثر المرحلة الثانية يضع غزة أمام شبح «استئناف الحرب»

لا يزال التعثر سائداً بشأن الانتقال للمرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب في قطاع غزة، ما يعزز المخاوف من استئناف الحرب.

«الشرق الأوسط» (غزة)
أوروبا فلسطينيون في خيامهم  في مدينة غزة(رويترز)

الاتحاد الأوروبي وكندا يحثان كل الأطراف على تنفيذ جميع مراحل اتفاق غزة

حث الاتحاد الأوروبي وكندا، اليوم الأربعاء، كل الأطراف على الالتزام الكامل بتنفيذ جميع مراحل اتفاق إنهاء الحرب في غزة، والإحجام عن أي خطوات قد تُعرضه للخطر.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

الجيش الأميركي: ساعدنا شركاء بسوريا في 22 عملية ضد «داعش» الشهر الماضي

جنود من القوات الأميركية في ريف دير الزور بسوريا (أرشيفية-الشرق الأوسط)
جنود من القوات الأميركية في ريف دير الزور بسوريا (أرشيفية-الشرق الأوسط)
TT

الجيش الأميركي: ساعدنا شركاء بسوريا في 22 عملية ضد «داعش» الشهر الماضي

جنود من القوات الأميركية في ريف دير الزور بسوريا (أرشيفية-الشرق الأوسط)
جنود من القوات الأميركية في ريف دير الزور بسوريا (أرشيفية-الشرق الأوسط)

أعلنت القيادة المركزية الأميركية، اليوم الأربعاء، أن قواتها قدمت المشورة والمساعدة والدعم لشركائها في سوريا في أكثر من 22 عملية ضد تنظيم «داعش» خلال الشهر الماضي، مما حد من قدرة الجماعة على شن عمليات محلية وتصدير العنف إلى أنحاء العالم.

وأضافت القيادة المركزية في بيان أن العمليات التي نفذت بالتنسيق مع شركاء سوريين في الفترة من 1 أكتوبر (تشرين الأول) حتى 6 نوفمبر (تشرين الثاني)، أسفرت عن مقتل خمسة من عناصر «داعش» واعتقال 19 آخرين.

ونقل البيان عن الأميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأميركية قوله «نجاحنا في مواجهة تهديد داعش في سوريا إنجاز كبير».

وأضاف «سنواصل ملاحقة فلول داعش بقوة في سوريا، مع العمل مع التحالف الدولي ضد داعش لضمان استمرار المكاسب التي تحققت ضد التنظيم في العراق وسوريا، ومنع داعش من تجديد نشاطه أو تصدير هجماته الإرهابية إلى دول أخرى».

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أعلنت سوريا الانضمام إلى التحالف الدولي ضد «داعش» لتصبح العضو التسعين في التحالف.


وزيرَا خارجية مصر وتركيا يؤكدان أهمية تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة (إ.ب.أ)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة (إ.ب.أ)
TT

وزيرَا خارجية مصر وتركيا يؤكدان أهمية تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة (إ.ب.أ)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة (إ.ب.أ)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اليوم الأربعاء، مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة، تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وشددا على أهمية تثبيت اتفاق السلام المبرم في شرم الشيخ الشهر الماضي.

وقال المتحدث باسم «الخارجية» المصرية، تميم خلاف، في بيان، إن عبد العاطي أكد خلال المحادثات ضرورة الانتقال للمرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لوقف الحرب.

وأضاف البيان: «كما تناول الجانبان التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة الإعمار والتعافي المبكر في قطاع غزة، حيث أعرب الوزير عبد العاطي عن تطلع مصر لمشاركة تركية فعالة في هذا المؤتمر بما يسهم في حشد الجهود الدولية لدعم إعادة إعمار القطاع».

وأكد الوزيران أيضاً تمسكهما بضرورة التوصل إلى حل الدولتين على أساس خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967، ورفض أي محاولات لتغيير الوضع القانوني أو فرض وقائع جديدة على الأرض، حسب بيان «الخارجية» المصرية.

وفي وقت لاحق، أشاد فيدان في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري، بتطور العلاقات بين البلدين، وقال إن مصر أكبر شريك تجاري لتركيا في أفريقيا، وإن بلاده تسعى لتعزيز التعاون مع مصر في مجال الطاقة، وتطوير الحوار العسكري بين البلدين.

وفيما يتعلق بقطاع غزة، قال فيدان إن حركة «حماس» أظهرت رغبة في تنفيذ اتفاق وقف الحرب، وطالب إسرائيل بأن تبدي الرغبة نفسها من جانبها.

وأضاف: «يجب أن يكون هناك إطار قانوني بشأن قوة الاستقرار الدولية» المنتظر نشرها في غزة بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام.

وقال عبد العاطي إن التأكد من التزام الطرفين باتفاق غزة لن يتحقق إلا بوجود القوة الدولية، مضيفاً أن القرار الذي سيصدر عن مجلس الأمن بشأن القطاع «سيكون شديد الأهمية ولا بد من صياغته بعناية».

وتابع قائلاً إنه لا بد من تحديد دقيق لولايات الكيانات التي سيتم إنشاؤها ضمن قرار مجلس الأمن المقترح، وعبَّر عن أمله في أن يتم التوافق حول القرار وصدوره في أقرب وقت ممكن.

وذكر الوزير التركي أنه بحث مع نظيره المصري أيضاً الوضع في سوريا، ووصف زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن ولقائه مع ترمب في البيت الأبيض هذا الأسبوع بأنها «تشكل تطوراً مهماً».

كما عبَّر الوزيران عن القلق البالغ إزاء الوضع في الفاشر في إقليم دارفور بغرب السودان، وأكدا دعم البلدين لوحدة وسلامة أراضي السودان ورفض أي مخططات لتقسيمه.


«الداخلية السورية» تعلن القبض على قائد «لواء القدس»

عنصران من وحدات الأمن الداخلي السورية (أرشيفية - الداخلية السورية)
عنصران من وحدات الأمن الداخلي السورية (أرشيفية - الداخلية السورية)
TT

«الداخلية السورية» تعلن القبض على قائد «لواء القدس»

عنصران من وحدات الأمن الداخلي السورية (أرشيفية - الداخلية السورية)
عنصران من وحدات الأمن الداخلي السورية (أرشيفية - الداخلية السورية)

أعلنت وزارة الداخلية السورية اليوم الأربعاء أن وحدات خاصة تابعة لقيادة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية الساحلية ألقت القبض على شادي عدنان آغا قائد «لواء القدس» الموالي لنظام الرئيس السابق بشار الأسد، قائلة إنه متورط في ارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين.

وأضافت «الداخلية السورية» أن التحقيقات الأولية أظهرت أن عدنان آغا قاد عمليات عسكرية في مناطق متفرقة من سوريا، وخاصة في محافظة حلب، مشيرة إلى أن العمليات التي أشرف على تنفيذها أسفرت عن سقوط ضحايا من المدنيين.

ويتكون «لواء القدس» من لاجئين فلسطينيين يعيشون في سوريا، وشارك في معارك في حلب خلال الحرب الأهلية السورية بجانب قوات الحكومة.