مصر تعوِّل على المفاوضات الأميركية - الإيرانية في خفض توترات المنطقة

القاهرة تؤكد دعمها الكامل للتوصل إلى حلول سلمية

إيرانية تمر أمام جدارية معادية للولايات المتحدة على حائط سفارتها السابقة وسط طهران (أ.ف.ب)
إيرانية تمر أمام جدارية معادية للولايات المتحدة على حائط سفارتها السابقة وسط طهران (أ.ف.ب)
TT

مصر تعوِّل على المفاوضات الأميركية - الإيرانية في خفض توترات المنطقة

إيرانية تمر أمام جدارية معادية للولايات المتحدة على حائط سفارتها السابقة وسط طهران (أ.ف.ب)
إيرانية تمر أمام جدارية معادية للولايات المتحدة على حائط سفارتها السابقة وسط طهران (أ.ف.ب)

تتطلع مصر إلى أن تُفضي المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران إلى تقريب وجهات النظر، بما يسهم في خفض التصعيد والحد من التوترات في المنطقة ودعم الأمن والاستقرار في الإقليم.

وأجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اتصالين هاتفيين مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عمان، وعباس عراقجي وزير خارجية إيران، وفق ما نشرته وزارة الخارجية المصرية على صفحتها بموقع «فيسبوك» يوم الاثنين.

وخلال الاتصالين ناقش الوزير المصري تطورات الأوضاع الإقليمية، لا سيما فيما يتعلق بالجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران حول الملف النووي الإيراني، التي استضافتها مسقط، حيث اطَّلع على آخر مستجدات المحادثات بين الجانبين.

ووفق البيان ثمَّن الوزير المصري التزام الجانبين الأميركي والإيراني بمواصلة المسار الدبلوماسي وجهود الوساطة العمانية، مُجدداً دعم مصر الكامل للمبادرات الرامية إلى التوصل إلى حلول سلمية عبر الحوار والقنوات الدبلوماسية، معرباً عن التطلع لأن تفضي تلك المفاوضات إلى تقريب وجهات النظر، بما يسهم في خفض التصعيد والحد من التوترات في المنطقة ودعم الأمن والاستقرار في الإقليم.

وأشار البيان إلى تبادل عبد العاطي الرؤى كذلك مع ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، بشأن المفاوضات الأميركية - الإيرانية، والتطورات في كل من غزة وأوكرانيا.

وتحرص القاهرة على إجراء اتصالات مع أطراف المفاوضات الأميركية - الإيرانية الجارية برعاية عُمانية عقب كل جولة تفاوض.

ووفق تصريح سابق لمصدر مصري مطَّلع، تحدث إلى «الشرق الأوسط»، فإن «القاهرة تُجري تلك الاتصالات في إطار جهود سياسية شاملة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف بهدف تخفيف التوتر خصوصاً في البحر الأحمر، وعدم استخدام الملاحة في البحر الأحمر ورقة تفاوض في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني؛ لأن ذلك سيضر الصالح العالمي كما يضر القضية الفلسطينية».


مقالات ذات صلة

وزراء «التعاون الإسلامي» يبحثون في إسطنبول الصراع الإسرائيلي - الإيراني

شؤون إقليمية نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي «القبة الحديدية» يطلق النار لاعتراض الصواريخ الإيرانية فوق تل أبيب (أ.ب)

وزراء «التعاون الإسلامي» يبحثون في إسطنبول الصراع الإسرائيلي - الإيراني

يعقد في إسطنبول، السبت، اجتماع الدورة 51 لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي برئاسة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
تحليل إخباري نظام الدفاعات الجوية الإسرائيلي معترضاً الصواريخ الإيرانية (أ.ب)

تحليل إخباري هل تصمد صواريخ إسرائيل الاعتراضية أكثر من صواريخ إيران؟

تمتلك إسرائيل نظاماً رائداً لاعتراض الصواريخ، لكن مخزونها محدود، كما أنها في حربها مع إيران تطلق هذه الصواريخ أكثر مما يمكنها إنتاجه. فما قدرتها على الصمود؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص السفير الفرنسي لدى السعودية (الشرق الأوسط)

خاص سفير فرنسا في الرياض لـ«الشرق الأوسط»: الحل العسكري بين إسرائيل وإيران غير فعال

شدد مسؤول فرنسي أن خطورة العمل على تغيير النظام الإيراني من الخارج ستسفر عن عواقب وخيمة تشمل انهيار الدولة، والحرب الأهلية، وزعزعة الاستقرار.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
شؤون إقليمية صورة فضائية لمنشأة «فوردو» النووية التقطها قمر شركة «ماكسار»... (إ.ب.أ)

ما الذي يجعل منشأة «فوردو» النووية هدفاً بالغ الحساسية؟

تُعد منشأة «فوردو» من أكثر المواقع النووية الإيرانية تحصيناً وتعقيداً، حيث تقع داخل جبل صخري قرب مدينة قم، وعلى عمق يصل إلى 90 متراً تحت الأرض.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية صورة يتوسطها المرشد الإيراني وعلى يمينها رئيس الوزراء الإسرائيلي وشمالها الرئيس الأميركي (أ.ف.ب) play-circle

حدثت قبل 72 عاماً... هل تعيد أميركا تجربتها بالإطاحة بالحكم في إيران؟

منذ فجر الجمعة الماضي، تعيش المنطقة بأسرها استنفاراً واسعاً، وسط ترقّب لما ستؤول إليه المواجهة غير المسبوقة بين ​إسرائيل وإيران​.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

سفير فرنسا في الرياض لـ«الشرق الأوسط»: الحل العسكري بين إسرائيل وإيران غير فعال

السفير الفرنسي لدى السعودية (الشرق الأوسط)
السفير الفرنسي لدى السعودية (الشرق الأوسط)
TT

سفير فرنسا في الرياض لـ«الشرق الأوسط»: الحل العسكري بين إسرائيل وإيران غير فعال

السفير الفرنسي لدى السعودية (الشرق الأوسط)
السفير الفرنسي لدى السعودية (الشرق الأوسط)

قال السفير الفرنسي لدى السعودية، باتريك ميزوناف، إن فرنسا لا ترى أن التدخل العسكري سيحل مشكلة البرنامج النووي الإيراني، «بل إننا نعدّه غير فعال»، معللاً ذلك بأنه «لا يمكن أن يقضي نهائياً على المعرفة النووية الإيرانية، أو يضمن التدمير الكامل للمنشآت النووية المدفونة أو المنتشرة».

وخلال إجابته عن أسئلة مكتوبة بعثت بها «الشرق الأوسط»، حذّر السفير من خطورة العمل على تغيير النظام الإيراني من الخارج، إذ يرى أن عواقب وخيمة سوف تسفر عن ذلك، تشمل انهيار الدولة، والحرب الأهلية، وزعزعة الاستقرار والصراعات الإقليمية، إلى جانب التهديد الإرهابي، وأزمات الهجرة، ومن شأن هذا الوضع أن يؤثر على أمن منطقة الخليج واستقرارها، ويمتد أيضاً إلى أوروبا.

التدخل العسكري، قد يؤدي بحسب السفير «إلى تشتت القدرات والمواد، ومن ثمّ إلى خطر الانتشار النووي، وكما يعلم شركاؤنا في السعودية ودول مجلس التعاون، فإن ذلك يحمل جميع أنواع المخاطر الإشعاعية، بما في ذلك على مياه الخليج». بالإضافة إلى ذلك، يشكل (التدخل العسكري) وفق السفير مخاطر كبيرة على الاستقرار الإقليمي «وأمن شركائنا وحلفائنا في المنطقة وعلى رأسها منطقة مضيق هرمز، وتوجيه ضربات ضد القواعد الأميركية، وضرب البنية التحتية للطاقة».

وزاد ميزوناف: «أعتقد أن الحل الدبلوماسي هو الحل الأنسب. فنحن نعتقد أنه يوفر إمكانية التوصل إلى اتفاق قابل للتحقق ودائم، يحظى بتأييد دولي، بشأن المسائل التقنية الحاسمة مثل القدرة على التخصيب. كما أنه يجنّب المخاطر الجسيمة المرتبطة بالتصعيد العسكري، مثل الانتشار والمخاطر الإشعاعية وزعزعة الاستقرار الإقليمي».

وشدد الدبلوماسي الفرنسي على ضرورة أن يسفر الحل الدبلوماسي عن اتفاق مصحوب بتحقق قوي، وينبغي أن يتضمن عناصر قوية تتعلق أولاً بالجوانب التقنية «القدرة على التخصيب»، وثانياً بالاستدامة، وثالثاً بالتأييد الدولي الكامل وإمكانية التحقق، التي تتعلق أساساً بتمكّن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تفتيش المنشآت في أي وقت من دون إشعار مسبق.

وأضاف ميزوناف: «هذا الخيار هو الطريق الأفضل للخروج من الأزمة. هو الطريق الذي اختارته فرنسا في الماضي والذي نعده الطريقة الأفضل لحل دائم وسلمي».

في الوقت ذاته، يعتقد ميزوناف أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديداً خطيراً للمصالح الأمنية الفرنسية والأوروبية، ودول المنطقة في مجلس التعاون الخليجي، نظراً لتداعياته المحتملة على الاستقرار الإقليمي و«أمن حلفائنا». ووفق ميزوناف، فإن هذا القلق تفاقم بسبب عدم تمكّن الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مدى عدة سنوات من ضمان سلمية البرنامج بشكل كامل، مؤكداً أن فرنسا ودول أوروبا تخشى بشكل كبير من أن البرنامج النووي الإيراني لم يصمم لأغراض مدنية بحتة.