الحكومة المصرية تستعين بـ«المؤثرين» لتحفيز دافعي الضرائب

جانب من اجتماع وزير المالية المصري مع المؤثرين وخبراء الاقتصاد (وزارة المالية)
جانب من اجتماع وزير المالية المصري مع المؤثرين وخبراء الاقتصاد (وزارة المالية)
TT

الحكومة المصرية تستعين بـ«المؤثرين» لتحفيز دافعي الضرائب

جانب من اجتماع وزير المالية المصري مع المؤثرين وخبراء الاقتصاد (وزارة المالية)
جانب من اجتماع وزير المالية المصري مع المؤثرين وخبراء الاقتصاد (وزارة المالية)

تحركات مكثفة من وزارة المالية المصرية لتوسيع مساراتها لتحفيز دافعي الضرائب، باستضافة المؤثرين عبر منصات التواصل الاجتماعي بهدف التواصل مع كل شرائح المجتمع المستهدفين.

ويختلف خبراء اقتصاد بشأن أهمية تلك الخطوة، حسب أحاديث لـ«الشرق الأوسط»، مؤكدين أنها بادرة متميزة وتحتاج لمزيد من الحوافز المرتبطة بها لنجاحها، مقابل رأي آخر يفضل الجلوس مع المتخصصين أولاً لبحث آليات جديدة لتحفيز دافعي الضرائب أو الممولين.

وبلغت حصيلة مصلحة الضرائب المصرية 1.483 تريليون جنيه خلال الفترة من يوليو (تموز) 2023 حتى يونيو (حزيران) 2024، مقابل 1.139 تريليون جنيه (الدولار نحو 51 جنيهاً) عن الفترة المماثلة بمعدل نمو 30 في المائة، وبزيادة قدرها 343 مليار جنيه، وفق ما أعلنته سابقاً رئيس مصلحة الضرائب المصرية رشا عبد العال في مؤتمر صحافي أغسطس (آب) الماضي، حول نتائج الأداء المالي للعام 2023 - 2024.

وزير المالية المصري يلتقي المؤثرين وخبراء الاقتصاد (وزارة المالية)

وأشارت إلى أن معدلات النمو التي حققتها مصلحة الضرائب المصرية بلغت 30 في المائة، حيث بلغت معدلات نمو الضرائب على الدخل 36 في المائة، وبالنسبة لضرائب القيمة المضافة فبلغت 23 في المائة، مؤكدةً أن تبسيط الإجراءات والعمل على مد جسور الثقة مع المجتمع الضريبي وفق توجيهات وزارة المالية كان لهما عظيم الأثر في تحقيق نتائج فاقت المستهدفات.

وتستهدف مصر، التي تشكل الضرائب أكثر من ثلثي إيرادات موازنتها، تحصيل نحو تريليوني جنيه من الضرائب خلال العام المالي الحالي الذي ينتهي في يونيو.

وارتفعت إيرادات الضرائب في مصر خلال النصف الأول من السنة المالية الجارية (2024 - 2025) بنسبة 38 في المائة على أساس سنوي، لتسجل 913.4 مليار جنيه، حسب تقديرات غير رسمية.

وأفادت وزارة المالية المصرية، في بيان صحافي الأحد، بأنه إيماناً بتأثير «السوشيال ميديا» وسيلة للتوعية والشرح والتبسيط ومساحة حقيقية للتواصل مع فئات متعددة من المواطنين، أطلقت الوزارة مبادرة «نفهمهما صح»، التي تستهدف تنظيم اللقاءات الدورية بين فريق وزارة المالية وأبرز المؤثرين وخبراء الاقتصاد والكتاب وأصحاب الفكر وممثلي مجتمع الأعمال الأكثر نشاطاً على مختلف منصات السوشيال ميديا للتفاعل معهم.

وتم تخصيص أول لقاء لشرح مميزات حزمة التسهيلات الضريبية، انطلاقاً من اهتمام وزارة المالية بالتواصل الحكومي الفعال مع مختلف فئات المواطنين من خلال فتح قنوات أكثر وضوحاً ومباشرةً مع الجمهور.

وأكد أحمد كجوك، وزير المالية، خلال اللقاء، أن اختيار مسار مختلف للإصلاح الضريبي «ثقة وشراكة ومساندة لمجتمع الأعمال، ونعمل على بناء حالة إيجابية لدى شركائنا بحزمة التسهيلات الضريبية»، لافتاً إلى أننا منفتحون جداً على التواصل الإعلامي بكل الوسائل، قائلاً: «نريد أن تصل مبادرتنا لكل الناس».

وأضاف كجوك، في أول لقاء مع «المؤثرين» بالسوشيال ميديا، أن «شغلنا الشاغل» توسيع القاعدة الضريبية بتحفيز «الامتثال الطوعي» لجذب ممولين جدد، أخذاً في الاعتبار أنه كلما ارتفع عدد الممولين، كلما زادت قدرتنا في التيسير على الجميع.

وتابع: «قناعة وحماسة زملائي بالضرائب... تعطي أمل النجاح لمبادرتنا مع شركائنا من الممولين»، موضحاً أن بلدنا واقتصادنا يحتاجان تكاتف جهودنا جميعاً، وأن للإعلام دوراً مؤثراً جداً في بناء الوعي الضريبي.

وأعرب المؤثرون بالسوشيال ميديا، المشاركون في هذا اللقاء، وفق بيان وزارة المالية، عن شكرهم وتقديرهم لوزير المالية قائلين: «إن الوزير استمع إلينا، وأجاب عن تساؤلاتنا؛ حتى فهِّمنا فلسفة المسار الضريبي الجديد، وسنقدم شرحاً وافياً لرواد السوشيال ميديا حول الصورة، التي بدأت تتغير في الضرائب».

تباينات

واختلف خبراء اقتصاد إزاء تلك الخطوة؛ مرحباً بها قال الخبير الاقتصادي والمدير التنفيذي في شركة «VI Markets» أحمد معطي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن تلك الخطوة «جيدة للغاية وفكرة متميزة تسهل للممولين فهم المسار الضريبي أكثر وتحفز أكثر دافعي الضرائب».

ويعتقد أنه من المهم أن يعمل المؤثرون على تشجيع من هم خارج الاقتصاد الرسمي للاندماج في المسار الرسمي، خصوصاً في ظل زيادة الحوافز والتسهيلات.

بالمقابل، يرى أستاذ الاقتصاد الدكتور علي الإدريسي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن الاستعانة بغير المتخصصين لن يفيد. وشدد على أهمية سؤال المتخصصين أولاً والجلوس معهم للتفكير في آليات تتناسب مع الوضع الحالي لزيادة عدد دافعي الضرائب... «كان يجب الجلوس مع المتخصصين أولاً ثم المؤثرين في نهاية المطاف».

ورداً على سؤال بشأن إمكانية احتمال حدوث ذلك اللقاء المسبق مع المتخصصين من جانب المالية قبل الجلوس مع المؤثرين، أضاف الإدريسي: «لم نسمع بذلك ونحن متابعون للأمر»، مستدركاً: «لو حدث ذلك اللقاء المسبق مع المتخصصين فدعونا نرى النتائج لكن لو لم يحدث فيجب أن تفكر الوزارة في تقديم آليات وحوافز جديدة وتخفيضات جاذبة للممولين ومن هنا تكون الفائدة أكبر».


مقالات ذات صلة

مصر والإمارات تناقشان تطورات مفاوضات اتفاق «الشراكة الاستراتيجية»

شمال افريقيا وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المصري خلال لقاء وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية (مجلس الوزراء المصري)

مصر والإمارات تناقشان تطورات مفاوضات اتفاق «الشراكة الاستراتيجية»

أجرى وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المصري حسن الخطيب محادثات مع وزير الدولة للتجارة الخارجية الإماراتي ثاني بن أحمد الزيودي في الإمارات لتعزيز العلاقات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا بائع يشير إلى أن تلف الفاكهة بسرعة في الصيف من ضمن أسباب ارتفاع سعرها (الشرق الأوسط)

الفاكهة تتقلص على موائد المصريين مع ارتفاع أسعارها

تتصاعد شكاوى مصريين من ارتفاع أسعار الفاكهة، التي بات شراؤها يحتاج إلى «ميزانية» خاصة، ما يحمّل الأسر مزيداً من الأعباء.

رحاب عليوة (القاهرة )
العالم العربي مقر البرلمان المصري الجديد في العاصمة الإدارية (مجلس النواب)

معارضون مصريون ينتقدون تثبيت نظام الانتخابات البرلمانية

انتقد سياسيون مصريون معارضون عدم تعديل نظام الانتخابات البرلمانية الحالية، والذي يحرم العديد من الأحزاب من التمثيل داخل المجلس النيابي، على حد قولهم.

عصام فضل (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (رويترز)

السيسي يجدد رفض مصر التام لتصفية القضية الفلسطينية أو التهجير

أفادت الرئاسة المصرية، اليوم (الخميس)، بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي جدد رفض بلاده التام لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي ورشة للأطفال عن علوم الفلك ورصد الزلازل بمرصد حلوان في مصر (مرصد حلوان)

تطمينات مصرية رغم تكرار الزلازل

أثارت هزة أرضية جديدة شعرت بها مصر، الخميس، وذلك للمرة الثانية في نحو أسبوع، مخاوف لدى كثير من المصريين، لكن مسؤولاً بعث برسالة تطمينية.

هشام المياني (القاهرة)

إسرائيل تعترض باليستيين حوثيين والجماعة تهدد بالمزيد

اعتراض صاروخ قال الجيش الإسرائيلي إنه أُطلق من اليمن شوهد من مدينة عسقلان (رويترز)
اعتراض صاروخ قال الجيش الإسرائيلي إنه أُطلق من اليمن شوهد من مدينة عسقلان (رويترز)
TT

إسرائيل تعترض باليستيين حوثيين والجماعة تهدد بالمزيد

اعتراض صاروخ قال الجيش الإسرائيلي إنه أُطلق من اليمن شوهد من مدينة عسقلان (رويترز)
اعتراض صاروخ قال الجيش الإسرائيلي إنه أُطلق من اليمن شوهد من مدينة عسقلان (رويترز)

فيما أبلغ سكان في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء عن دوي انفجارات وتصاعد الدخان بموقعين على الأقل قرب مطار المدينة، تبنت الجماعة الحوثية، الخميس، إطلاق صاروخين باليستيين وطائرتين مسيّرتين باتجاه إسرائيل، وتوعدت بالمزيد في سياق ما تقول إنه مساندة للفلسطينيين في غزة.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخين لم يشر إلى الطائرتين المسيرتين، وسط مخاوف يمنية من موجة تاسعة من الغارات الانتقامية رداً على هذه الهجمات.

وقال يحيى سريع المتحدث العسكري باسم الحوثيين في بيانين منفصلين، الخميس، إن جماعته استهدفت في المرة الأولى مطار بن غوريون في تل أبيب بصاروخٍ باليستي اسمه «ذو الفقار».

وزعم المتحدث الحوثي أن العملية حققت هدفها، وأدت إلى هروب الإسرائيليين إلى الملاجئ، وأوقفت حركة المطار قرابة ساعة، كما زعم مهاجمة هدفين في تل أبيب وحيفا بطائرتين مسيرتين.

نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي «القبة الحديدية» اعترض مقذوفاً فوق مدينة نابلس بالضفة الغربية (إ.ب.أ)

وفي البيان الثاني، قال سريع إن جماعته استهدفت المطار نفسه بصاروخ باليستي فرط صوتي أدى إلى توقف حركة المطار والدخول إلى الملاجئ، متوعداً بمزيد من الهجمات حتى توقف إسرائيل حربها على غزة، وتسمح بدخول المساعدات.

من جهته، أفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي باعتراض صاروخين أطلقا من اليمن في عمليتين منفصلتين، مشيراً إلى تفعيل صفارات الإنذار في عدد من المناطق الإسرائيلية، دون الحديث عن أي أضرار.

وتقول الحكومة اليمنية إن هجمات الحوثيين لا تفيد الفلسطينيين في غزة، بقدر ما تستدعي إسرائيل لشن ضربات تدمر ما بقي من المنشآت الحيوية والبنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

انفجارات غامضة

بالتزامن مع الهجمات الحوثية الجديدة باتجاه إسرائيل سمع السكان في صنعاء دوي انفجارات قوية في الأنحاء القريبة من المطار، كما شاهدوا أعمدة من الدخان تتصاعد من أماكن الانفجارات.

ومع الاعتقاد للوهلة الأولى أن هذه الانفجارات ناجمة عن ضربات إسرائيلية جديدة، لم تتطرق الجماعة الحوثية إلى الأمر، كما لم تتبن أي جهة تنفيذ أي ضربات، وهو ما يرجح فرضية أن تكون الانفجارات ناجمة عن عمليات إطلاق فاشلة لصواريخ أو مسيّرات مفخخة.

انفجار في صنعاء يعتقد أنه جراء عملية فاشلة لإطلاق صاروخ حوثي (إكس)

وسبق أن هاجمت الجماعة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 نحو 100 سفينة، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أطلقت أكثر من 200 صاروخ ومسيّرة باتجاه إسرائيل حتى 19 يناير (كانون الثاني) الماضي.

ولم تحقق هجمات الحوثيين أي نتائج مؤثرة على إسرائيل، باستثناء مقتل شخص بطائرة مسيّرة ضربت شقته في تل أبيب 19 يوليو (تموز) 2024.

ومنذ انهيار الهدنة بين إسرائيل و«حركة حماس»، عادت الجماعة للهجمات الجوية، وأطلقت ابتداء من 17 مارس (آذار) الماضي نحو 27 صاروخاً باتجاه إسرائيل وطائرات مسيرة كثيرة.

وكان أخطر هذه الهجمات الأخيرة انفجار أحد الصواريخ قرب مطار بن غوريون في 4 مايو (أيار) الحالي، محدثاً حفرة ضخمة بعد أن فشلت الدفاعات الجوية في اعتراضه.

حطام طائرة مدنية في مطار صنعاء إثر ضربات إسرائيلية انتقامية رداً على هجمات الحوثيين (أ.ف.ب)

وفتح هذا الهجوم المجال لإسرائيل لشن ضربات انتقامية كثيرة دمرت بها ميناء الحديدة ومطار صنعاء ومصنعي أسمنت ومحطات كهرباء، قبل أن تشن الجمعة الماضي، الموجة الثامنة من هذه الضربات الانتقامية على الحديدة والصليف.

وتوّعدت إسرائيل باستمرار ضرباتها، وهددت على لسان وزير دفاعها بتصفية زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي أسوة بما حدث مع زعيم «حزب الله» اللبناني حسن نصر الله، وقادة «حركة حماس».

ومن المرجح أن تستمر تل أبيب من وقت لآخر في ضرب المنشآت الخاضعة للحوثيين رداً على الهجمات، لكن يستبعد المراقبون للشأن اليمني أن تكون الضربات ذات تأثير حاسم على بنية الجماعة وقادتها وأسلحتها بسبب البُعد الجغرافي.