رئيس مجلس القيادة اليمني يزور تعز رغم المخاوف الأمنية

حظي باستقبال شعبي ورسمي على طول الطريق إلى المدينة

العليمي مفتتحاً أحد المشاريع في تعز (سبأ)
العليمي مفتتحاً أحد المشاريع في تعز (سبأ)
TT

رئيس مجلس القيادة اليمني يزور تعز رغم المخاوف الأمنية

العليمي مفتتحاً أحد المشاريع في تعز (سبأ)
العليمي مفتتحاً أحد المشاريع في تعز (سبأ)

على الرغم من المخاوف الأمنية، وصل رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي إلى مدينة تعز، الثلاثاء، في زيارة تاريخية للمدينة التي يحاصرها الحوثيون للسنة التاسعة، حيث حظي باستقبال شعبي ورسمي واسع على طول الطريق إلى المدينة التي قدم إليها براً من العاصمة المؤقتة عدن.

واستهل العليمي زيارته لتعز بوضع حجر الأساس لعدد من المشاريع الإنمائية والخدمية الممولة من السعودية عبر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، من بينها مركز الأورام التخصصي، ومحطة كهرباء عصيفرة بقدرة 30 ميجاوات، إضافة إلى المستشفى الريفي بمديرية المواسط، ومشروع إعادة تأهيل وتجهيز المعهد التقني الصناعي بمدينة تعز.
كما افتتح العليمي مدرسة نموذجية، واطلع على سير العمل في المدينة الطبية بجامعة تعز المكونة من كليات الطب، والتمريض، والصيدلة، والمستشفى الجامعي والمباني الإدارية التابعة للمدينة الطبية التي سيستفيد منها أكثر من 280 ألف طالب وطالبة عند الافتتاح، كأكبر صرح طبي في اليمن.

العليمي محيياً مستقبليه في تعز (سبأ)

وقال العليمي في تصريح رسمي: «إن تعز ستبقى رافعة للمشروع الوطني، ومهد التغيير، وعاصمة للصمود الذي سطرته على مدى سنوات من الحصار الظالم الذي فرضته المليشيات الحوثية الإرهابية».
وأوضح أن لقاءاته مع قيادة السلطة المحلية والأجهزة المعنية والفعاليات المجتمعية في المحافظة، تركز دائماً على تعزيز سبل العيش، وتحسين الخدمات، وحشد كل الطاقات خدمة لهدف تحرير بقية المحافظة.

ويأمل سكان محافظة تعز (جنوب غرب) أن تكون زيارة العليمي إلى المدينة التي تحمل الاسم نفسه (تعز)، منطلقاً لتعزيز بناء المؤسسات وتوفير الخدمات والاهتمام بالبنية التحتية، مع الاستمرار في التصدي للمشروع الحوثي واستعادة بقية مناطقها الخاضعة للحوثيين.

وفي حين تعد زيارة العليمي إلى تعز هي الأولى لرئيس البلاد منذ نحو 15 عاماً، شوهد السكان على جنبات الطريق إلى المدينة وهم يقومون بالترحيب به، رفقة عضوي مجلس القيادة الرئاسي عبد الله العليمي وعثمان مجلي.

وتداول الناشطون اليمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد للعليمي في أثناء إطلالته من وسط مدرعة عسكرية لإلقاء التحية على حشود المستقبلين، على الرغم من المخاطر الأمنية وقرب المناطق التي مر منها من مواقع الجماعة الحوثية.

وتعليقاً على الزيارة، قال الوزير اليمني السابق والسفير الحالي لدى المغرب عز الدين الأصبحي، إن حشود الناس التي استقبلت العليمي في الطريق من عدن إلى لحج إلى الحجرية إلى تعز «تؤكد شغف الجماهير بكل خطوة نحو تعزيز وجود الدولة».

ووصف الزيارة بأنها «تاريخية تعيد الألق لمدينة صامدة في وجه حصار قاتل لعشر سنوات، وهتاف يؤكد مسار الانتماء لليمن، كل اليمن»، على حد تعبيره.

تطبيب جروح المدينة

يرى الكاتب والصحافي اليمني غمدان اليوسفي أن زيارة العليمي إلى تعز تأتي نوعاً من «تطبيب جروح المدينة»، ويقول إنها «مغامرة أمنية بكل تأكيد، فقد دأب الحوثيون على استهداف قادة الدولة بكل ما أوتوا من قوة»، معيداً التذكير بقصف الحوثيين للطائرة التي كانت تقل رئيس الوزراء السابق معين عبد الملك وأعضاء حكومته لدى وصولهم إلى مطار عدن، وباستهداف محافظ تعز الذي نجا بشكل غير مصدق بعد قصف سيارته وتدميرها.

رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي حظي باستقبال شعبي ورسمي في تعز (إكس)

ويؤكد اليوسفي أن أمام العليمي ملفات عصيبة في هذه المحافظة المنهكة (تعز)، «فهي التي دفعت أغلى الأثمان والتضحيات في سبيل رفض المشروع الحوثي، وصارعت وحيدة في ظل توجه كل وسائل الدعم لبقية المحافظات».

ويفترض للزيارة - وفق اليوسفي - أن تكون غير عابرة، وأن تكون زيارة كسر حصار، وكسر جمود في العلاقة بين أبناء تعز وقيادتهم.

ومن جهته، يؤكد الباحث والمحلل السياسي اليمني مصطفى ناجي الجبزي، أن «زيارة العليمي إلى تعز هي أقل ما يمكن فعله لرد الاعتبار لمحافظة قدمت تضحيات جسيمة من أجل الحفاظ على العلم الجمهوري، وعلى يمنية اليمن وعروبته (...) وهي في الخط الأمامي في مواجهة مع عدو حشد كل أحقاد التاريخ الجيوسياسية والمذهبية والجهوية»، في إشارة إلى الحوثيين.

وحض الجبزي القوى السياسية والفعاليات الاجتماعية، خصوصاً الشباب، على تقديم برنامج إصلاح لأوضاع المدينة لكي تعمل زيارة العليمي على تسريع تنفيذها، ووضع السلطات المحلية تحت مجهر النقد والمحاسبة والمسؤولية.

جانب من موكب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي خلال زيارته تعز (إكس)

وإلى جانب عدن وحضرموت والمهرة ومأرب، تعد تعز خامس محافظة يزورها العليمي منذ توليه منصب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن في أبريل (نيسان) 2022، حيث أعلن المجلس الذي يقوده أنه سيعمل من أجل استعادة الدولة وإنهاء انقلاب الحوثيين «سلماً أو حرباً».

وعلى الرغم من تعثر التوصل إلى السلام المنشود في اليمن وطي صفحة الصراع حتى الآن، فإن البلاد تعيش حالة هدوء نسبي على خطوط التماس منذ التهدئة التي رعتها الأمم المتحدة في 2022.

ويتهم الحوثيون بتعطيل تنفيذ خريطة الطريق لإنجاز السلام التي توسطت فيها السعودية وعمان، حيث بدأوا هجماتهم منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهو ما عرقل المضي في تنفيذ مسار السلام.


مقالات ذات صلة

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

العالم العربي تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب  (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تقرير حديث للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن حول مساهماته في بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

أحال رئيس الحكومة اليمنية، أحمد بن مبارك، رئيس مؤسسة نفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

تتزايد مخاطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، في حين تتصاعد الدعوات لإجراء حلول عاجلة ودائمة تمكن الحكومة من السيادة على الموارد.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً جديدةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الأمطار في اليمن تترك مخيمات النازحين بأوضاع سيئة (المجلس النرويجي للاجئين)

نصف سكان اليمن يواجهون تهديدات زائدة بسبب تغير المناخ

نبه البنك الدولي إلى المخاطر الزائدة التي يواجهها اليمن نتيجة لتغير المناخ وأكد أن سكاناً كثيرين يواجهون تهديدات مثل الحرارة الشديدة والجفاف والفيضانات

محمد ناصر (تعز)

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)
TT

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)

قرر مصرف الإمارات المركزي تعليق نشاط تحويل الأموال لشركة «الرازوقي» للصرافة العاملة في الدولة، لمدة 3 سنوات، وذلك بسبب انتهاك قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

وبحسب بيان للمصرف المركزي، أرسل نسخة منه لـ«الشرق الأوسط» قال إنه تم إغلاق فرعين للشركة في منطقتي المرر وديرة بدبي، حيث اتُّخذت هذه الإجراءات الإدارية بموجب المادة 14 من قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

ووفقاً للبيان، فإن المصرف المركزي يعمل من خلال مهامه الرقابية والإشرافية، على ضمان التزام جميع شركات الصرافة ومالكيها وموظفيها، بالقوانين السارية في البلاد، والأنظمة والمعايير المعتمَدة من المصرف المركزي، مشيراً إلى أنه يهدف للحفاظ على شفافية ونزاهة النظام المالي للدولة.

وتنص المادة 14 من قانون غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب في الإمارات أنه يجب على جميع المرخص لهم الامتثال للمتطلبات القانونية والتنظيمية الحالية الخاصة بمواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب المحددة من قِبل المصرف المركزي، والتصدي لمخاطر غسل الأموال، وتمويل الإرهاب من خلال التدابير الوقائية المناسبة لردع إساءة استخدام القطاع قناةً للأموال غير المشروعة، والكشف عن غسل الأموال، وأنشطة تمويل الإرهاب، وإبلاغ وحدة المعلومات المالية في المصرف المركزي عن أي معاملات مشبوهة.