مخاوف أممية من اشتداد الجوع وسوء التغذية في اليمن

3 ملايين طفل وامرأة عُرضة للأمراض والوفاة

الجوع يهدد 6 ملايين شخص في اليمن (الأمم المتحدة)
الجوع يهدد 6 ملايين شخص في اليمن (الأمم المتحدة)
TT

مخاوف أممية من اشتداد الجوع وسوء التغذية في اليمن

الجوع يهدد 6 ملايين شخص في اليمن (الأمم المتحدة)
الجوع يهدد 6 ملايين شخص في اليمن (الأمم المتحدة)

حذّر تقرير أممي حديث من تداعيات إنسانية كارثية باليمن في حال فشلت خطة الاستجابة الإنسانية للحصول على التمويل اللازم، حيث تهدد المجاعة 6 ملايين شخص، في موازاة مع تصعيد الحوثيين للصراع الاقتصادي مع الحكومة اليمنية، والذهاب نحو سك فئات جديدة من العملة، واستهداف موانئ تصدير النفط.

ووفق ما أورده مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فإنه بداية من 5 مايو (أيار) الحالي، سيحتاج 18.2 مليون شخص في اليمن إلى المساعدات الإنسانية وخدمات الحماية، مع استمرار التدهور الاقتصادي، وتدهور الخدمات العامة والبنية الأساسية، والنزوح الناجم عن الصراع والكوارث المرتبطة بالمناخ، وكل ذلك سيدفع بالأزمة الإنسانية إلى الأمام.

4.5 مليون طفل يمني خارج المدارس (الأمم المتحدة)

وبيّن التقرير أن انعدام الأمن الغذائي، وسوء التغذية الزائد في اليمن، خصوصاً بين النساء الحوامل، والمرضعات، وكبار السن، والأطفال، والنازحين داخلياً، والمهمشين، وانتشار الكوليرا خلال موسم الأمطار الحالي، يشكل كل ذلك تهديدات للمجتمعات في أنحاء البلاد كافة، وذكر أن وجود مخلفات الحرب المتفجرة يؤدي إلى الوفاة والإصابة والنزوح، ويقيد الوصول إلى الأراضي الزراعية، ويعيق الحلول الدائمة.

ونبه المكتب الأممي أنه في حال الفشل في الحفاظ على الاستجابة الإنسانية في اليمن، فإن نحو 17.6 مليون شخص سيعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد. وقد يؤدي ذلك إلى انتشار الجوع، وسوء التغذية على نطاق واسع، خصوصاً بين 6 ملايين شخص يعيشون في المرحلة الرابعة من التصنيف المرحلي لانعدام الأمن الغذائي، وهي مرحلة (الطوارئ).

وأشار التقرير الأممي إلى إمكانية ظهور جيوب من المرحلة الخامسة من التصنيف الدولي لانعدام الأمن الغذائي، وهي مرحلة من مراحل الجوع، وقال إن أكثر من 4.5 مليون طفل في سن المدرسة (من 5 إلى 17 عاماً) سيظلون في عام 2023 غير قادرين على الالتحاق بالمدارس، وسيظل 1.3 مليون طفل نازح مجبرين على التكيف مع الفصول الدراسية المكتظة، والمدرسين المثقلين بالأعباء وغير المجهزين.

عواقب طويلة المدى

وفق مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، هناك 2.4 مليون طفل و900 ألف امرأة حامل ومرضعة سيكونون عُرضة لخطر الإصابة بالأمراض والوفيات المرتبطة بسوء التغذية، مع ما يترتب على ذلك من عواقب طويلة المدى، بما في ذلك تأخر النمو، وانخفاض إنتاجية البالغين، وستزداد الاستجابة الصحية غير الكافية للإصابة بالأمراض والوفيات بين الملايين من الأشخاص الضعفاء، كما سيؤدي إغلاق ما بين 500 إلى 700 منشأة للرعاية الصحية، وتقييد الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية بشدة.

1.3 مليون طفل نازح يتلقون تعليمهم في فصول غير مجهزة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لهذه البيانات سيكون نحو 1.7 مليون طفل معرضين بشدة لخطر الإصابة بالأمراض المعدية بسبب عدم إمكانية الحصول على المياه النظيفة والنظافة، مما يؤثر على نتائج التغذية، وسوف يتفاقم تفشي الأمراض المستمرة؛ مثل الكوليرا، والحصبة، وشلل الأطفال بسبب نقص خدمات الوقاية العلاجية، مما يؤثر على 1.75 مليون فرد.

ووفق التقرير الأممي، فإن أكثر من مليون شخص سيعانون أمراضاً غير معدية، وإنه من دون المساعدة المنقذة للحياة، سيكافح اللاجئون وطالبو اللجوء والمهاجرون من أجل الوصول إلى الاحتياجات الأساسية، وسيواجهون مخاطر حماية زائدة، كما سيواجه أكثر من 232 ألف شخص، بما في ذلك النازحون بسبب الصراعات أو الكوارث الناجمة عن المناخ، الاستغلال والمشاكل الصحية.

كما تبين أن أكثر من 500 ألف امرأة لن تتمكن من الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية الحيوية، مما يزيد من مخاطر أمراض الأمهات والوفيات ومضاعفات الولادة، وسيحرم نحو 600 ألف طفل من خدمات التطعيم الحاسمة ورعاية الأطفال الأساسية. وسيؤدي الفشل في تلبية احتياجات المأوى، والمواد غير الغذائية لـ1.7 مليون شخص إلى تعريض الفئات الضعيفة لمخاطر حماية زائدة، بما في ذلك العنف القائم على النوع الاجتماعي والتمييز.


مقالات ذات صلة

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)
رياضة عربية فرحة عبد الله الحمدان بهدفه القاتل في شباك اليمن (تصوير: سعد العنزي)

خليجي 26: رغم الفوز... الأخضر باهت

حقق المنتخب السعودي الفوز على منتخب اليمن 3-2، الأربعاء، ليحصد أول ثلاث نقاط له في المجموعة الثانية بكأس الخليج لكرة القدم (خليجي 26) التي تستضيفها الكويت

«الشرق الأوسط» (الكويت)
العالم العربي عناصر حوثيون يحملون مجسماً لصاروخ وهمي خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)

إسرائيل تستقبل خامس هجوم حوثي خلال أسبوع

نفّذ الحوثيون خامس هجماتهم هذا الأسبوع باتجاه إسرائيل على الرغم من الردود الانتقامية المتوقعة من جانب تل أبيب والمخاوف التي تسيطر على الشارع اليمني.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يستنفرون استعداداً لضربات إسرائيلية أشدّ

الحوثيون يستنفرون استعداداً لضربات إسرائيلية أشدّ

رفع الحوثيون حالة الجاهزية القتالية إلى أعلى مستوياتها، ودفعوا بأغلب قواتهم إلى مناطق خطوط التماس مع القوات الحكومية تحسباً لضربات إسرائيلية أكثر شدة.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي صورة وزعها الحوثيون لصاروخ هاجموا به إسرائيل يسمونه «فلسطين 2» (إعلام حوثي) play-circle 03:14

الحوثيون يتجاهلون تهديدات نتنياهو ويواصلون هجماتهم تجاه إسرائيل

تجاهل الحوثيون المدعومون من إيران تهديدات بنيامين نتنياهو بضربهم وتدمير البنية التحتية وواصلوا هجماتهم باتجاه إسرائيل بالتوازي مع التصعيد ضد الجيش اليمني في تعز

علي ربيع (عدن)

إسرائيل تستقبل خامس هجوم حوثي خلال أسبوع

الحوثيون مستنفرون في مناطق سيطرتهم مع ترقب هجمات إسرائيلية أكثر قسوة (إ.ب.أ)
الحوثيون مستنفرون في مناطق سيطرتهم مع ترقب هجمات إسرائيلية أكثر قسوة (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل تستقبل خامس هجوم حوثي خلال أسبوع

الحوثيون مستنفرون في مناطق سيطرتهم مع ترقب هجمات إسرائيلية أكثر قسوة (إ.ب.أ)
الحوثيون مستنفرون في مناطق سيطرتهم مع ترقب هجمات إسرائيلية أكثر قسوة (إ.ب.أ)

كثّف الحوثيون المدعومون من إيران هجماتهم، هذا الأسبوع، باتجاه إسرائيل على الرغم من الردود الانتقامية المتوقعة من جانب تل أبيب والمخاوف التي تسيطر على الشارع اليمني في مناطق سيطرة الجماعة لجهة هشاشة الأوضاع المعيشية والخدمية وعدم القدرة على تحمل المزيد من الأزمات.

وتشنّ الجماعة هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى جانب هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مساندة الفلسطينيين في غزة، وهي السردية التي تصفها الحكومة اليمنية بالمضللة.

وتبنى المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع، الأربعاء، هجوماً باتجاه إسرائيل هو الخامس خلال أسبوع، إذ أعلن إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» باتجاه تل أبيب زاعماً أنه حقق هدفه، مع وعيده باستمرار الهجمات.

من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي في بيان اعتراض صاروخ أطلق من اليمن وعبر إلى الأراضي الإسرائيلية في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، مشيراً إلى تفعيل صفارات الإنذار بسبب احتمال سقوط شظايا من عملية الاعتراض.

وأوضح، في منشور على منصة «إكس»، أنه «للمرة الخامسة في أسبوع، سارع ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ مع شن الإرهابيين الحوثيين في اليمن هجوماً صاروخياً».

إلى ذلك، قالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية (نجمة داود الحمراء)، في بيان، إنها تلقت تقارير عن إصابة نحو 9 أشخاص أثناء توجههم إلى الملاجئ.

تصاعد الهجمات

كانت الجماعة الحوثية قد تبنت، السبت الماضي، إطلاق صاروخ باليستي على وسط إسرائيل، ولم تتمكن الدفاعات الجوية من اعتراضه فسقط في ساحة وسط مبانٍ سكنية، وأدى إلى إصابات طفيفة طالت نحو 23 إسرائيلياً، وفق وسائل إعلام عبرية.

وفي وقت مبكر، الثلاثاء، أفاد الجيش الإسرائيلي بأن صفارات الإنذار دوت في مناطق عدة بوسط إسرائيل بعد إطلاق صاروخ من اليمن، مؤكداً اعتراضه قبل أن يعبر إلى الأراضي الإسرائيلية.

عناصر حوثيون يحملون مجسما لصاروخ وهمي خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)

ويوم الاثنين الماضي، قالت تل أبيب إن سلاح الجو اعترض طائرة مسيّرة، أُطلقت من اليمن قبل أن تخترق الأجواء الإسرائيلية، وفقاً لصحيفة «يديعوت أحرنوت».

وفي حين لم تسجل أي إصابة مباشرة خلال عمليتي الاعتراض، تحدثت خدمة الإسعاف الإسرائيلي عن إصابة أكثر من 20 شخصاً أثناء توجههم إلى الملاجئ، بعضهم أصيب بحالة هلع، بعد دوي صفارات الإنذار.

وعلى امتداد أكثر من عام، تبنى الحوثيون إطلاق نحو 370 صاروخاً وطائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي، وكذا تضررت مدرسة بشكل كبير جراء انفجار رأس صاروخ في 19 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر السبت الماضي 21 ديسمبر.

حفرة أحدثها صاروخ حوثي في منطقة يافا جنوب تل أبيب (رويترز)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات في 19 ديسمبر الحالي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة 3 آخرين.

صورة جوية وزعها الجيش الإسرائيلي لاستهداف أحد المواقع الخاضعة للحوثيين (رويترز)

ومع تجاهل الحوثيين تهديدات نتنياهو المتكررة، كان الأخير قد أبلغ أعضاء الكنيست بأنه طلب من الجيش تدمير البنى التحتية التابعة للحوثيين. وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال نتنياهو: «وجّهت قواتنا المسلحة بتدمير البنى التحتية للحوثيين لأننا سنضرب بكامل قوتنا أي طرف يحاول إلحاق الضرر بنا. سنواصل سحق قوى الشر بقوة ومهارة، حتى وإن استغرق الأمر وقتاً».

وعلى وقع التصعيد المستمر يترقب اليمنيون بخوف عمليات الرد الإسرائيلية الانتقامية، خاصة أن ضربات تل أبيب لا تفرق بين ما هو هدف عسكري، وبين الأهداف الأخرى المتصلة بحياة السكان الخاضعين للجماعة بالقوة.