إحالة قاضٍ معارض في صنعاء إلى محكمة مختصة بالإرهاب

انقلابيو اليمن اعتقلوا سكرتير رئيس مجلس حكمهم السابق

محتجزون في سجون الجماعة الحوثية أُفْرِجَ عنهم أخيراً (أ.ف.ب)
محتجزون في سجون الجماعة الحوثية أُفْرِجَ عنهم أخيراً (أ.ف.ب)
TT

إحالة قاضٍ معارض في صنعاء إلى محكمة مختصة بالإرهاب

محتجزون في سجون الجماعة الحوثية أُفْرِجَ عنهم أخيراً (أ.ف.ب)
محتجزون في سجون الجماعة الحوثية أُفْرِجَ عنهم أخيراً (أ.ف.ب)

بعد 5 أشهر على اعتقال الحوثيين القاضي المعارض عبد الوهاب قطران بتهمة ملفقة، وهي حيازة مشروبات كحولية، أحاله جهاز مخابراتهم إلى المحكمة المتخصصة في قضايا الإرهاب وأمن الدولة بتهمة انتقاد زعيم الجماعة. وتزامن ذلك مع كشف قيادي حوثي سابق عن قيام جهاز مخابرات الجماعة باعتقال سكرتير رئيس مجلس حكمهم السابق قبل 6 أشهر، على خلفية مواقفه من أداء قادة الجماعة.

وذكر المحامي اليمني عبد المجيد صبرة ونجل القاضي قطران، أن جهاز الأمن والمخابرات الحوثي أحال ملف قضية القاضي المعارض إلى النيابة الجزائية الابتدائية المتخصصة في الإرهاب وأمن الدولة للتحقيق معه بتهمة إذاعة أخبار وإشاعات كاذبة، وتحريضه ضد قيادة الجماعة، وفق ما جاء في قرار الإحالة، وذلك في إشارة إلى انتقادات لاذعة وجَّهها قطران لقرار عبد الملك الحوثي بمهاجمة السفن في البحر الأحمر.

القاضي قطران رفض الاعتذار لزعيم الحوثيين فأحيل إلى محكمة الإرهاب (إعلام محلي)

وكانت عناصر من الجماعة قد اقتحمت في يناير (كانون الثاني) الماضي منزل قطران، وعبثت بمحتوياته، وصادرت هواتفه، ولم تكتفِ بذلك بل تعمدت تشويه سمعته من خلال الادعاء بحيازته مشروبات كحولية. وأودعت الجماعة منذ ذلك الوقت القاضي قطران في زنزانة انفرادية، ومنعت عنه الزيارة والاتصال قبل أن يُسمح له بذلك لاحقاً، كما أنه بعد مرور أكثر من شهر على اعتقاله، فوجئ الجميع بصدور قرار من مجلس القضاء الأعلى برفع الحصانة عنه.

وأوضح المحامي صبرة أنه تقدم بطلب إلى النيابة الجزائية المتخصصة للحصول على نسخة من ملف القضية، لكن رئيس النيابة لم يوجه صراحة بمنحه صورة من الملف، ولم يتمكن من الحصول على نسخة منها حتى الآن، ودعا نادي القضاة ونقابة المحاميين لمتابعة القضية، والوقوف مع القاضي قطران، والمطالبة بسرعة الإفراج عنه حماية لحقه في الإنصاف والمحاكمة العادلة.

مساومة للاعتذار

‏وفي تأكيد على مساومة الحوثيين للقاضي المعارض للاعتذار عن انتقاده زعيمهم، أكد الناشط عبد الله العفيف أنه حضر لقاءً مع النائب العام الحوثي وهو يقول للمتضامنين إن القاضي قطران عليه أن يقدم اعتذاراً رسمياً، ووعد بأنه سوف يطلق سراحه إذا فعل ذلك.

وكان قطران قد كتب منشوراً على مواقع التواصل الاجتماعي أكد فيه أن أحداً لم يفوض عبد الملك الحوثي لفتح حرب جديدة في البحر الأحمر، وأن الناس يريدون رواتبهم، وليس الهروب إلى حرب جديدة.

مسلح حوثي يرافق مختطفين أفرجت عنهم الجماعة الحوثية من سجونها (رويترز)

ومع أن القانون اليمني يمنع اعتقال منتسبي القضاء إلا بعد الحصول على إذن مسبق من مجلس القضاء، فقد وضعت مخابرات الحوثيين الرجل في زنزانة انفرادية، ثم طلبت من مجلس القضاء التابع للجماعة رفع الحصانة عنه، وهذا ما حدث بالفعل. وتقول مصادر قريبة من أسرة القاضي إن قيادات في الجماعة عرضت عليه الاعتذار والالتزام بعدم الكتابة مرة أخرى، في مقابل إطلاق سراحه إلا أنه رفض ذلك.

اعتقال وإخفاء

في إطار تصعيد المواجهة بين أجنحة الحوثيين، كشف رئيس المجلس السياسي السابق لجماعة الحوثي صالح هبرة عن اعتقال الجماعة أحمد الرازحي السكرتير الصحافي السابق لرئيس مجلس حكمهم الانقلابي صالح الصماد الذي كان قد لقي مصرعه في عملية لتحالف دعم الشرعية.

وقال هبرة الذي أصبح واحداً من أشد منتقدي الجماعة الحوثية، إن غياب الرازحي قد طال بحجة أنه يتلقى دورة ثقافية، وأضاف أن والد المعتقل أصبح مقعداً، وأمه متعبة جداً، وأولاده يفتقدونه، مبيناً أن سجنه حال دون مناقشته رسالة الماجستير.

وتساءل هبرة عما إذا كان اعتقال الرازحي له علاقة بعمله السابق؛ إذ كان الساعد الأيمن للصماد، أم له علاقة بصداقته لهبرة وسفره معه أخيراً.

ومنذ سنوات عدة وجَّه هبرة انتقادات شديدة لفكر وسلطة الحوثيين، منتقداً الفساد والقمع، ومصادرة رواتب الموظفين، وانتشار الفقر، ورأى أن الجماعة قادت البلاد إلى خراب وظلم لم يكن في الحسبان.

قيادي حوثي سابق يقع ضحية صراع أجنحة الجماعة (إعلام محلي)

وعرف عن هبرة أخيراً مساندته لكل خطوات وقف الحرب والذهاب نحو السلام، لكن مصادر مقربة من الجماعة الحوثية أكدت أن هناك تعليمات صارمة من زعيم الجماعة بفرض العزلة على هبرة، وعدّه أحد من يوصفون بالطابور الخامس، إلا أن تاريخه في مناصرة وتأسيس الجماعة منذ سنوات طويلة لا يزال يحول دون اعتقاله، مثلما حدث لآخرين.

وكان القيادي أحمد حامد مدير مكتب مجلس حكم الجماعة الانقلابية قد أودع هو الآخر سكرتيره الصحافي في السجن سنوات عدة بتهمة عدم الولاء، ولم يفرج عنه إلا بعد مضي 3 أعوام، كما يخضع كثير من المسؤولين في الجماعة والعاملين معها إلى ما تسمى الدورات الثقافية المذهبية بهدف تعزيز ولائهم لزعيم الجماعة والفكر الطائفي، في بلد يعتنق أكثر من 80 في المائة من سكانه المذهب السُّني.


مقالات ذات صلة

31 قتيلاً في اليمن جراء السيول وانفجار صهريج غاز

المشرق العربي قتلى ومفقودون إثر انجراف منازلهم بسبب السيول غرب محافظة ذمار اليمنية (إكس)

31 قتيلاً في اليمن جراء السيول وانفجار صهريج غاز

لقي 28 يمنياً حتفهم جراء سيول ضربت غرب محافظة ذمار الخاضعة للحوثيين، كما أدى انفجار صهريج غاز في مدينة عدن، حيث العاصمة المؤقتة للبلاد، إلى مقتل 3 أشخاص.

«الشرق الأوسط» (عدن)
المشرق العربي نقص التمويل يحرم الملايين في اليمن من المساعدات (المجلس النرويجي للاجئين)

تحسن الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية

أظهرت دراسة أممية انخفاض مستوى انعدام الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، في مقابل زيادة في تدابير الأمن الغذائي بمناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي عناصر حوثية في عرض عسكري بعد أن جندت الجماعة عشرات الآلاف خلال الأشهر الماضية (غيتي)

قادة حوثيون يجردون رئيس حكومتهم الانقلابية من صلاحياته

منع الحوثيون رئيس حكومتهم الانقلابية الجديدة من اختيار مدير مكتبه بنفسه في سياق سعيهم لجعله مجرد واجهة لأجندة كبار قادة الجماعة المنتسبين لسلالة زعيمهم الحوثي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أشخاص يتجمعون بالقرب من ورشة عمل تضررت جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)

مقتل 3 أشخاص وإصابة 18 آخرين بانفجار محطة غاز في مدينة عدن

لقى ثلاثة أشخاص حتفهم، وأصيب 18 آخرون، في انفجار بمحطة غاز، مساء الجمعة، في مدينة عدن، جنوبي اليمن.

«الشرق الأوسط» (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي مستقبلاً في عدن المبعوث الأممي غروندبرغ (سبأ)

العليمي للمبعوث الأممي: الحوثيون ليسوا شريكاً موثوقاً للسلام

وسط مساعي المبعوث الأممي لتحقيق اختراق في جدار الأزمة اليمنية، أبلغه رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بأن الحوثيين ليسوا شريكاً موثوقاً للسلام.

علي ربيع (عدن)

هيئة بريطانية: انفجار صاروخين بالقرب من سفينة قبالة سواحل عدن

الدخان يتصاعد من الناقلة «سونيون» التي استهدفها الحوثيون (إ.ب.أ)
الدخان يتصاعد من الناقلة «سونيون» التي استهدفها الحوثيون (إ.ب.أ)
TT

هيئة بريطانية: انفجار صاروخين بالقرب من سفينة قبالة سواحل عدن

الدخان يتصاعد من الناقلة «سونيون» التي استهدفها الحوثيون (إ.ب.أ)
الدخان يتصاعد من الناقلة «سونيون» التي استهدفها الحوثيون (إ.ب.أ)

قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، يوم الجمعة، إن صاروخين انفجرا على مقربة من سفينة تبعد 130 ميلاً بحرياً شرق عدن في اليمن.

وذكرت الهيئة في مذكرة استرشادية أن أفراد طاقم السفينة سالمون وأن السفينة تبحر نحو ميناء التوقف التالي. ولم تشر إلى أي أضرار قد تكون السفينة تعرضت لها، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأغرق المتمردون الحوثيون في اليمن سفينتين في حملتهم بالصواريخ والطائرات المسيرة المستمرة منذ عشرة شهور ضد الملاحة التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويقولون إن هجماتهم تأتي تضامناً مع الفلسطينيين في الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية في قطاع غزة وإنها ستستمر على الأرجح ما لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وفي أحد أحدث الهجمات شن الحوثيون المدعومون من إيران عدة هجمات على ناقلة النفط «سونيون» التي ترفع علم اليونان والتي تنقل نحو مليون برميل من النفط.