واشنطن تعاقب الحوثيين باستهداف مواقع في حجة رداً على تصعيدهم البحري

الجماعة تبنت مهاجمة سفينة واستخدمت زورقاً مفخخاً للمرة الأولى

سفينة شحن بريطانية تعرضت لهجوم صاروخي حوثي في خليج عدن (د.ب.أ)
سفينة شحن بريطانية تعرضت لهجوم صاروخي حوثي في خليج عدن (د.ب.أ)
TT

واشنطن تعاقب الحوثيين باستهداف مواقع في حجة رداً على تصعيدهم البحري

سفينة شحن بريطانية تعرضت لهجوم صاروخي حوثي في خليج عدن (د.ب.أ)
سفينة شحن بريطانية تعرضت لهجوم صاروخي حوثي في خليج عدن (د.ب.أ)

ردت الولايات المتحدة على تصعيد الحوثيين وهجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر، بضرب مواقعهم في محافظة حجة الحدودية، الجمعة، وذلك غداة تبني الجماعة استهداف سفينة شحن جديدة في البحر الأحمر وتنفيذهم أول هجوم بالزوارق المفخخة منذ بدء التصعيد.

وفيما حشدت الجماعة الموالية لإيران عشرات الآلاف في مختلف مناطق سيطرتها للاستعراض والتظاهر استجابة لزعيمها عبد الملك الحوثي، أكدت وسائل إعلامها تعرض مواقعها في منطقة الجر التابعة لمديرية عبس في محافظة حجة (شمال غرب) لسبع غارات على دفعتين.

تشن واشنطن ضربات استباقية وأخرى دفاعية أملاً في تحجيم قدرات الحوثيين في اليمن (رويترز)

ويقع في منطقة الجرّ، حيث المزارع الكثيفة، واحد من معسكرات الجيش اليمني التي استولت عليها الجماعة الحوثية منذ انقلابها، حيث يرجح أنها استخدمته قاعدة لإطلاق الصواريخ والمسيّرات، ولم تصدر عن الجيش الأميركي أي تفاصيل على الفور.

هذه التطورات جاءت غداة يوم حافل من التصعيد الحوثي والرد الأميركي الجوي والبحري، حيث استعملت الجماعة لأول مرة منذ بدء هجماتها البحرية زورقاً مفخخاً، وفق ما ذكره الجيش الأميركي.

ويخشى مراقبون يمنيون ومسؤولون حكوميون أن تعزز الجماعة هجماتها البحرية بنشر الألغام البحرية بكثافة في الممر الملاحي في البحر الأحمر، فضلاً عن المخاوف من استهداف كابلات الاتصالات.

وذكرت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، أنه في الأول من فبراير (شباط)، في حوالي الساعة 5:00 صباحاً (بتوقيت صنعاء)، اشتبكت قوات القيادة المركزية الأمريكية وأسقطت طائرةً بدون طيار فوق خليج عدن. ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار.

تتهم الجماعة الحوثية بتلقي الأسلحة والدعم من إيران و«حزب الله» اللبناني (رويترز)

وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، في حوالي الساعة 10:30 صباحاً (بتوقيت صنعاء)، أفاد البيان بأن قوات القيادة المركزية الأميركية نفذت ضربات ودمرت مركبة سطحية غير مأهولة تابعة للحوثيين مدعومة من إيران في البحر الأحمر، حيث حددت قارباً متجهاً نحو ممر الشحن الدولي وقررت أنه يمثل تهديداً وشيكاً للسفن التجارية وسفن البحرية الأميركية في المنطقة، وقامت بتفجيره دفاعاً عن النفس مما أدى إلى انفجارات ثانوية كبيرة. ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار، وفق البيان.

وأكد البيان الأميركي أنه في حوالي الساعة 12:45 ظهراً في اليوم ذاته (بتوقيت صنعاء)، تم إطلاق صاروخين باليستيين مضادين للسفن من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن على الأرجح باتجاه سفينة الشحن «كوي» في البحر الأحمر. وسقطت الصواريخ في الماء دون أن تصيب السفينة. ولم تقع إصابات ولم يتم الإبلاغ عن أضرار للسفينة المملوكة لـ«برمودا»، التي ترفع العلم الليبيري.

وشدد بيان القيادة المركزية الأميركية أن إجراءاتها ستحمي حرية الملاحة، وتجعل المياه الدولية أكثر أماناً لسفن البحرية الأميركية والسفن التجارية.

كان المتحدث العسكري الحوثي يحيى سريع، قال في بيان ليل الخميس-الجمعة، إن قوات جماعته استهدفت «سفينة تجارية بريطانية في البحر الأحمر كانت متجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة بصواريخ بحرية مناسبة».

وشن الحوثيون المدعومون من إيران منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) ما يناهز 38 هجوماً بحرياً على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، بمزاعم أنها سفن على صلة بإسرائيل التي تخوض حرباً على الفلسطينيين في غزة، ولاحقاً بذريعة أنها سفن أميركية أو بريطانية، رداً على الهجمات التي استهدفت مواقع الجماعة.

ومع الضربات الأميركية ضد مواقع الحوثيين في محافظة حجة، الجمعة، تكون واشنطن نفذت نحو 12 ضربة على الأرض شاركت معها لندن مرتين، إلى جانب الكثير من عمليات التصدي للهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن، سواء كانت بالصواريخ أو الطائرات المسيرة أحادية الاتجاه.

وجد زعيم الحوثيين في حرب إسرائيل على غزة فرصة لتبييض انتهاكات جماعته ضد اليمنيين (إ.ب.أ)

وانتهز زعيم الجماعة الحوثية الأحداث في غزة ليعلن مساندته للفلسطينيين، فيما تقول الحكومة اليمنية إنه ينفذ أجندة إيران ويحاول أن يستثمر عواطف اليمنيين لتبييض جرائم الجماعة بحق أكثر من 300 ألف شخص قتلوا منذ انقلاب جماعته في 2014، إلى جانب أكثر من أربعة ملايين مشرد.

تبعات اقتصادية

أدت الهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، وما تلاها من رد أميركي وبريطاني، إلى عزوف شركات الشحن عن البحر الأحمر وارتفاع تكاليف الشحن إلى الموانئ اليمنية إلى نحو أربعة أضعاف، مع ارتفاع الأسعار في البلد الذي يعيش فيه نحو 19 مليوناً على المساعدات الإنسانية.

كما ألقت الهجمات الحوثية بتبعاتها على الإقليم والعالم، ابتداء من قناة السويس التي تكبدت أكثر من 40 في المائة من مداخيلها، إثر عزوف السفن عن الممر الاستراتيجي العالمي الذي يعبر منه نحو 15 في المائة من حجم التجارة العالمية.

ومنذ أن بدأ الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن بدعوى أنها سفن إسرائيلية، ودخول واشنطن ولندن على خط التصدي للهجمات ومحاولة تحجيمها، شهد الريال اليمني في مناطق سيطرة الشرعية تراجعاً قياسياً.

وفتح التصعيد الحوثي في البحر الأحمر وخليج عدن الباب لعودة أعمال القرصنة البحرية المنطلقة من الأراضي الصومالية التي ازدهرت في 2011، في ظل انشغال القوات الدولية بالتهديد الجديد، حيث سجلت خلال 6 أسابيع نحو 4 عمليات على الأقل نجح القراصنة في واقعتين منها، حيث اقتادوا سفينة بلغارية وأخرى سريلانكية.

سفينة شحن أميركية تعرضت لهجوم حوثي في خليج عدن (أ.ب)

ونقلت «رويترز»، الجمعة، عن محللين أنه جرى تحويل المزيد من السفن المحملة بالحبوب من قناة السويس إلى مسارات حول رأس الرجاء الصالح هذا الأسبوع مع استمرار الهجمات على السفن في البحر الأحمر.

وعادة ما يمر حوالي 7 ملايين طن متري شهرياً من شحنات الحبوب عبر قناة السويس إلى البحر الأحمر، لكن هذا الرقم انخفض بشكل كبير مع استمرار الحوثيين المتحالفين مع إيران في شن هجماتهم على السفن على الرغم من الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة على مواقعهم في اليمن.

وذكر إيشان بهانو، كبير محللي السلع الزراعية في شركة «كبلر للبيانات والتحليلات»، حسب «رويترز»، أن الحسابات تشير إلى أنه جرى تحويل 12 سفينة أخرى بعيداً عن البحر الأحمر هذا الأسبوع، تحمل حوالي 700 ألف طن متري من الحبوب.

وأضاف: «شحنات تتراوح بين 4.5 و4.6 ملايين طن من الحبوب تجنبت البحر الأحمر منذ ديسمبر (كانون الأول). كما شهدنا أيضاً شحن المزيد من القمح من فرنسا والبحر الأسود إلى آسيا بعيداً عن البحر الأحمر». ومع ذلك، لا تزال العديد من ناقلات البضائع السائلة تنقل الحبوب عبر المنطقة.

وقال بهانو: «لا تزال الكثير من السفن التي تنطلق من البحر الأسود تسلك طريق البحر الأحمر... تغيير الطريق أكثر تكلفةً بالنسبة لهذه السفن مقارنة بتلك التي تبحر من أوروبا أو الولايات المتحدة».

ووصف زعيم الجماعة الموالية لإيران، في خطبة جديدة، الخميس، الضربات الأميركية والبريطانية، بـ«الفاشلة»، كما وصف تصنيف جماعته من قبل واشنطن على لوائح الإرهاب بـ«السخيف»، وزعم تجنيد 165 ألف مسلح جدد إلى جانب 600 ألف آخرين، والاستمرار في تطوير القدرات العسكرية.

تأتي هذه التطورات في وقت جدَّدت فيه الحكومة اليمنية دعوتها للمجتمع الدولي من أجل إسنادها لاستعادة مؤسسات الدولة وتحرير الحديدة وموانئها، بوصف ذلك الضامن لحماية الملاحة الدولية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يُصعّدون جنوباً... وواشنطن تدمر مسيّرة ومركبة دعم

العالم العربي طائرة وهمية من دون طيار يرفعها أحد عناصر الحوثيين في أحد ميادين صنعاء (إ.ب.أ)

الحوثيون يُصعّدون جنوباً... وواشنطن تدمر مسيّرة ومركبة دعم

صعّدت الجماعة الحوثية، المدعومة من إيران، هجماتها باتجاه محافظة لحج، في حين أعلن الجيش الأميركي تدمير مسيّرة للجماعة ومركبة دعم في أحدث ضرباته لحماية السفن.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي لقطة جوية لمدينة صنعاء نشرتها الجماعة الحوثية لاستعراض قدراتها على فرض طابعها الطائفي (إعلام حوثي)

جبايات حوثية من بوابة «المولد النبوي» رغم نفي زعيم الجماعة

رغم نفي زعيمها، واصلت الجماعة الحوثية إجبار السكان، بمختلف فئاتهم ومهنهم، على التبرع لمصلحة الاحتفالات بـ«المولد النبوي»، وفرضت إجراءات عقابية على من يرفض.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وزير يمني يحذر من مخطط حوثي لإغراق البلاد بالسياحة الطائفية

حذر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني مما وصفه بـ«مخطط حوثي» لإغراق البلاد بالسياحة الدينية ذات البعد الطائفي، متهماً الجماعة بتدمير المعالم الأثرية والتاريخية.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي السيول في اليمن تزامنت مع تفشي وباء الكوليرا (الأمم المتحدة)

تضرّر نصف مليون يمني وآلاف المساكن جراء السيول

تضرّر أكثر من نصف مليون يمني، وأصابت الأضرار آلاف المساكن، بالإضافة إلى عزل آلاف السكان بعد أن دمّرت السيول الطرقات التي تربط المناطق المنكوبة.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي مسلحون حوثيون يحتفلون في صنعاء بأحقية زعيمهم في حكم اليمن (إ.ب.أ)

حقوقيون يوثقون آلاف الانتهاكات الحوثية في 3 محافظات يمنية

سلطت تقارير حقوقية يمنية حديثة الضوء على آلاف الانتهاكات وأعمال التعسف والقمع التي ارتكبتها جماعة الحوثيين ضد المدنيين القاطنين في ثلاث محافظات.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

الحوثيون يُصعّدون جنوباً... وواشنطن تدمر مسيّرة ومركبة دعم

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» عقب سلسلة هجمات حوثية (أ.ف.ب)
حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» عقب سلسلة هجمات حوثية (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يُصعّدون جنوباً... وواشنطن تدمر مسيّرة ومركبة دعم

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» عقب سلسلة هجمات حوثية (أ.ف.ب)
حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» عقب سلسلة هجمات حوثية (أ.ف.ب)

صعّدت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران من هجماتها باتجاه محافظة لحج اليمنية (جنوباً)، وذلك عقب تهديدات زعيمها عبد الملك الحوثي في أحدث خطبه بما وصفه بـ«المفاجآت البرية».

جاء ذلك في وقت واصل فيه الجيش الأميركي ضرباته الاستباقية ضد الجماعة، في سياق السعي لإضعاف قدراتها على مهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية بأن قواتها نجحت خلال 24 ساعة في تدمير مسيرة للحوثيين المدعومين من إيران، إضافة إلى مركبة دعم واحدة في منطقة يمنية تسيطر عليها الجماعة.

وفي حين لم يتحدث الحوثيون عن هذه الضربات، ولا آثارها، ولا عن المنطقة التي استهدفتها، قال الجيش الأميركي إنه تبيّن أن هذه الأنظمة كانت تُشكل تهديداً واضحاً وشيكاً للقوات الأمريكية وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة.

وأضاف البيان أنه «تم اتخاذ الإجراء (تدمير المسيرة المركبة) لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أماناً وأمناً».

وفي مقابل التصعيد الحوثي، أطلقت واشنطن في ديسمبر (كانون الأول) الماضي ما سمّته «تحالف حارس الازدهار» لحماية الملاحة البحرية، قبل أن تبدأ ضرباتها الجوية على الأرض في 12 يناير (كانون الثاني) بمشاركة من بريطانيا.

طائرة وهمية من دون طيار يرفعها أحد عناصر الحوثيين في أحد ميادين صنعاء (إ.ب.أ)

وتلقت الجماعة الحوثية أكثر من 600 غارة منذ ذلك الوقت في مناطق عدة خاضعة لها، بما فيها صنعاء، لكن أكثر الضربات تركّزت على المناطق الساحلية في محافظة الحديدة، التي تتخذ منها الجماعة منطلقاً لشن الهجمات ضد السفن.

وتشّن الجماعة الحوثية منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، ومنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، بغض النظر عن جنسيتها، إضافة إلى السفن الأميركية والبريطانية.

وكانت الجماعة قد هاجمت الأسبوع الماضي ناقلة نفط ترفع علم بنما، وتدعى «بلو لاجون 1»، ليرتفع عدد السفن التي أصيبت منذ بدء التصعيد إلى ما يقارب 34 سفينة، من بين نحو 185 سفينة تبنّت الجماعة مهاجمتها.

تعثر إنقاذ «سونيون»

وكان أحدث هجوم مؤثر ضد السفن قد نفّذته الجماعة في البحر الأحمر في 21 أغسطس (آب) الماضي ضد ناقلة النفط اليونانية «سونيون» عبر سلسلة هجمات؛ ما أدى إلى توقُّف محركها وجنوحها، قبل أن يجري إخلاء طاقمها بواسطة سفينة فرنسية تابعة للمهمة الأوروبية «أسبيدس».

وبعد إخلاء الطاقم، اقتحم المسلحون الحوثيون الناقلة، وقاموا بتفخيخ سطحها وتفجيرها؛ ما أدى إلى اشتعال الحرائق على متنها، وسط مخاوف من انفجارها، أو تسرُّب حمولتها من النفط البالغة مليون برميل.

وأعلنت البعثة البحرية الأوروبية «أسبيدس»، الثلاثاء الماضي أنّ «الظروف غير مواتية» لقطر الناقلة المشتعلة، محذرةً من كارثة بيئية «غير مسبوقة» في المنطقة.

وقالت «أسبيدس» على منصة «إكس»: «إن الشركات الخاصة المسؤولة عن عملية الإنقاذ توصَّلت إلى أن الظروف لم تكن مواتية لإجراء عملية القطر، وأنه لم يكن من الآمن المُضي قدماً، وتدرس الشركات الخاصة الآن حلولاً بديلة».

وأدى هجوم حوثي في 18 فبراير (شباط) الماضي إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور»، التي استهدفتها الجماعة في 12 يونيو (حزيران) الماضي.

كما أدى هجوم صاروخي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية في خليج عدن.

وإلى جانب الإصابات التي لحقت بالسفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها في 19 نوفمبر الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.

تصعيد ميداني

إلى جانب التهديد البحري ضد السفن، ذكرت مصادر محلية يمنية أن الجماعة الحوثية شنّت هجمات على مواقع عسكرية تابعة للقوات الموالية للحكومة اليمنية في محافظة لحج الجنوبية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.

ووفق المصادر، استهدفت الهجمات الحوثية موقعين في منطقة عهامة، التابعة لمديرية المسيمير، واستولت عليهما، قبل تشّن القوات الموالية للحكومة هجمات مضادة في مسعى لاستردادهما.

مسلحون حوثيون ضمن حشد دعا إليه زعيمهم في ميدان السبعين بصنعاء (رويترز)

وتسود مخاوف في الأوساط اليمنية من أن تقوم الجماعة الحوثية بنسف التهدئة الميدانية القائمة منذ أبريل (نيسان) 2022، خصوصاً بعد حديث زعيم الجماعة الحوثية في أحدث خطبه عما وصفه بـ«مفاجآت برية».

ومن وقت لآخر، تهاجم الجماعة الانقلابية مواقع القوات الحكومية في تعز ولحج والضالع ومأرب، واتهمتها الحكومة أخيراً بمحاولة قصف منشأة «صافر» النفطية في مأرب.

وبعد تطلع اليمنيين في آخر العام الماضي إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة اليمنية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، فإن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي أحدث تصريحات رئيس «مجلس القيادة الرئاسي اليمني»، رشاد العليمي، حمل الحوثيين مسؤولية تعطيل مسار السلام، وتطرق إلى المبادرات التي قدمها «المجلس»، وقال: «لم نجد المشترك معهم للتقدم على هذه الطريق؛ إذ ليس لديهم سوى الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».