وسط حالة تذمر واسعة من تراجع أداء الأحزاب السياسية في اليمن، وبقاء قيادات هذه الأحزاب على حالها لفترة تقترب من عقدين من الزمن، تستعد محافظة تعز لانعقاد المؤتمر الأول للشباب في المحافظة؛ لتمكين الشباب من المشاركة الفعالة في التنمية وصنع القرار داخل الأحزاب وفي السلطة المحلية، بمشاركة ممثلين عن كل المكونات في المحافظة ومناطقها بما فيها تلك الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.
ومع دخول حصار الحوثيين المفروض على المدينة (تعز) عامه التاسع، وتراجع دور الأحزاب على الصعيدين السياسي والاجتماعي، ووسط مطالبات واسعة بتغيير قيادتها التي تُتَّهم بالعجز أمام تنامي قوة التشكيلات المسلحة، يسعى ممثلو القطاعات الشبابية من داخل الأحزاب وخارجها، والمرتبطة بها في محافظة تعز، إلى تحريك المياه الراكدة من خلال انعقاد مؤتمرهم.
وذكر إبراهيم الجبري، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الأول للشباب في تعز، أن فكرة عقد المؤتمر كانت حصيلة نقاشات طرحها عدد من الشباب وعملوا على بلورتها والترتيب لها، وتحركوا الآن للبدء في تنفيذ الأنشطة التحضيرية، والذي من المفترض انعقاده الأسبوع المقبل.
وقال إن اللقاءات التي عُقدت مع أطراف مختلفة تهدف إلى توحيد الجهود والطاقات لإنجاح المؤتمر وتحقيق رؤيته، مؤكداً أن الشباب كانت لهم اليد الأولى في إحياء الروح الوطنية والدفاع عن الجمهورية ومكتسباتها.
سعي للتمكين
اللجنة التحضيرية لهذا المؤتمر، وهو الأول من نوعه في المحافظة، التقت المكونات الشبابية وممثلي الأحزاب السياسية؛ لمناقشة قضايا الشباب، وأهمية التمكين والمشاركة في عملية التنمية وصناعة القرار، وبغرض صياغة رؤية موحدة لتعزيز دور الشباب وتحقيق التنمية المستدامة والشاملة.
ووفق ما ذكره وجدي السالمي، عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر، فإنهم التقوا ممثلي الأحزاب، وتركّز النقاش معهم على المحاور الأساسية للمؤتمر، مُمثلةً في تعزيز الوعي السياسي للشباب ودورهم الحاسم في صناعة القرار، وتحقيق التغيير المجتمعي والتمكين الاقتصادي.
وقال إن هذه الأحزاب ثمّنت الجهود المبذولة من قبل اللجنة التحضيرية للمؤتمر في حشد الطاقات لإنجاح هذه الفعالية التي تهدف إلى تعزيز مشاركة الشباب وتمكينهم في مراكز صنع القرار، ومساهمتهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
بدورها، أكدت عضوة هيئة التشاور والمصالحة وأستاذة علم الاجتماع بجامعة تعز، ألفت الدبعي، أن مخرجات الحوار الوطني نصّت على مشاركة الشباب الفاعلة في إدارة شؤون الدولة بنسبة 20 في المائة. وأكدت ضرورة استيعاب الأحزاب السياسية تلك النسبة من الشباب في هياكلها، إضافة إلى الالتزام بما نصّ عليه القرار الأممي 2250 بأهمية التمثيل والمشاركة السياسية للشباب.
النقاشات الموسعة أفضت إلى عدة توصيات للعمل عليها، أبرزها، استيعاب المؤتمر جميع الشباب في محافظة تعز شاملاً كل المدرسات بما فيها الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، وشمولية القضايا المجتمعية، وإمكانية تشكيل أكاديمية خاصة تهتم بكل احتياجات الشباب وتدعمهم، إضافة إلى العمل على تأهيل الشباب ودمجهم بالخبرات السياسية، وإقامة شراكة مع السلطة المحلية ومختلف القطاعات العامة والخاصة.
دور محوري
في لقاء آخر عقدته «تحضيرية المؤتمر» مع المكونات الشبابية، كُرّس لمناقشة واقع الشباب وآليات تعزيز مشاركتهم في التنمية وصناعة القرار، تحدث نائب مدير مكتب الشباب والرياضة بتعز، بلال الحكيمي، عن الدور المحوري للشباب منذ بداية الحرب في استعادة مؤسسات الدولة وقيادة العملية الإنسانية، والتخفيف من معاناة السكان، وعودة الحياة والتعافي لعاصمة المحافظة. وأشاد بالمبادرات التي تعمل على تمكين الشباب وتفعيل دورهم.
وطبقاً لما أورده الحكيمي فإن لتعز نصيباً من توجهات وزارة الشباب والرياضة التي تسعى إلى توفير البيئة المناسبة لتمكين الشباب وتطوير قدراتهم، من خلال قطاع الشباب، وإنشاء إدارة التنمية الشبابية. وقال إن الشباب من ضمن أولويات الوزارة الرئيسية، ويجري حالياً العمل على إنشاء مراكز شبابية مستدامة تعنى باحتياجاتهم التنموية.
وتطرقت اللقاءات إلى أهداف ورؤية مؤتمر الشباب والمحاور التي ستركز النقاشات عليها بدرجة رئيسية، والمتمثلة في صناعة القرار، والتنمية الشاملة والمستدامة، والنهوض بواقع المجتمع. كما تناولت دور الشباب في إيجاد حلول للمشكلات التي يعاني منها المجتمع، والقضايا الشائكة، والطرق والأساليب الممكنة لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة من شأنها أن تخفف من معاناة السكان في مدينة تعز وتعمل على تحسين الخدمات الأساسية.
وشملت اللقاءات، إلى جانب المكونات الشبابية لفروع الأحزاب في المحافظة، «فريق مشاورات شباب تعز»، و«تكتل وهج الشبابي»، و«تحالف كلنا معك» لمناصرة قضايا المرأة، و«اتحاد طلاب اليمن»، واتُّفق خلالها على تعزيز التنسيق بين التكتلات الشبابية، وإيجاد برامج لتوعية الشباب، وضرورة إشراكهم في صناعة القرار، ورعاية الموهوبين، إضافة إلى تنمية القدرات، وتوحيد جهود العمل على القضايا الاجتماعية.