«مستعدون للحرب»... مقديشو تهدد بعد الاتفاق بين إثيوبيا و«أرض الصومال»

تأمل «أرض الصومال» في الاعتراف بها دولةً بعد اتفاق الميناء مع إثيوبيا غير الساحلية، لكن هذه الخطوة أثارت الغضب في الصومال.

TT

«مستعدون للحرب»... مقديشو تهدد بعد الاتفاق بين إثيوبيا و«أرض الصومال»


آبي أحمد في مراسم التوقيع مع رئيس «أرض الصومال» بأديس أبابا مطلع الشهر الحالي (رويترز)
آبي أحمد في مراسم التوقيع مع رئيس «أرض الصومال» بأديس أبابا مطلع الشهر الحالي (رويترز)

صرح مستشار كبير لرئيس الصومال بأن بلاده مستعدة للذهاب إلى الحرب لمنع إثيوبيا من الاعتراف بـ«أرض الصومال» المنفصل، جاء هذا التصريح بعد توقيع مذكرة تفاهم في يناير (كانون الثاني) تتيح لإثيوبيا تطوير قاعدة بحرية على ساحل الإقليم المنفصل، حسبما أفادت صحيفة «الغارديان».

وهزت مذكرة التفاهم الموقعة في الأول من يناير الماضي، التي تسمح لإثيوبيا غير الساحلية بتطوير قاعدة بحرية على ساحل «أرض الصومال»، منطقة القرن الأفريقي، وهي واحدة من أكثر المناطق اضطراباً في العالم. الصومال الذي أكد أن «أرض الصومال» جزء من أراضيه، وأعلن أن الصفقة بين إثيوبيا والأخيرة باطلة.

منطقة أرض الصومال (باللون الأخضر يمين الصورة) في مدخل البحر الأحمر (خرائط غوغل)

ودعا الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، الأحد الماضي، الشعب، إلى «الاستعداد للدفاع عن وطنه»، ونظمت مظاهرات في العاصمة مقديشو ضد الاتفاق.

مسيرة احتجاجية في مقديشو تنديداً بالاتفاق الموقع بين إثيوبيا ومنطقة أرض الصومال الانفصالية (أ.ب)

تشير التوترات بين إثيوبيا والصومال إلى التاريخ الطويل للصراع بين البلدين. وفي حالة نشوب الحرب، يقول المستشار الصومالي إن بلادهم مستعدة للتصدي لها، في حين يسعى للحفاظ على الحلول الدبلوماسية.

يأمل «أرض الصومال» في الحصول على الاعتراف الدولي دولةً بعد الاتفاق على ميناء مع إثيوبيا، لكن هذا أثار غضب الصومال.

تظل «أرض الصومال» دولةً ذات سيادة منذ عام 1991 ولديها نظام مالي وبرلمان وبعثات دبلوماسية خارجية، ومع ذلك، لا تزال غير معترف بها دولياً.

الصراع المحتمل يسلط الضوء على تحديات المنطقة، حيث تلعب إثيوبيا دوراً كبيراً في القوى الإقليمية والأمن، وقد تشكل هذه الأحداث تهديداً جديداً في إطار الأمن الإقليمي.


مقالات ذات صلة

القاهرة تعزز مشاركتها في قوات حفظ السلام بأفريقيا

شمال افريقيا بدر عبد العاطي يلتقي كتيبة الشرطة المصرية المشاركة في حفظ السلام بالكونغو (الخارجية المصرية)

القاهرة تعزز مشاركتها في قوات حفظ السلام بأفريقيا

تأكيدات مصرية على لسان وزير الخارجية، بدر عبد العاطي، بشأن «الدور النبيل» الذي تقوم به القوات المصرية ضمن بعثات حفظ السلام عبر «تعزيز السلم والأمن» في أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
العالم العربي رئيس «أرض الصومال» المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

رئيس جديد لـ«أرض الصومال»... هل يُغيّر مسار مذكرة التفاهم مع إثيوبيا؟

بفوز رئيس جديد محسوب على المعارضة، لإقليم «أرض الصومال» الانفصالي، تتجه الأنظار نحو مصير مذكرة التفاهم الموقعة مع إثيوبيا والتي تعارضها الصومال.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي جانب من عملية التصويت بمركز اقتراع خلال الانتخابات الرئاسية بإقليم أرض الصومال لعام 2024 (أ.ف.ب)

مقديشو لتضييق الخناق دولياً على «أرض الصومال»

سلسلة إجراءات اتخذتها مقديشو تجاه رفض أي تدخل بشأن سيادتها على إقليم «أرض الصومال» الانفصالي، وصلت إلى محطة استدعاء السفير الدنماركي ستين أندرسن.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا ضابط شرطة صومالي يقف في حراسة احتجاجات ضد صفقة ميناء إثيوبيا - أرض الصومال بمقديشو (رويترز)

تلميح إثيوبيا لـ«عدم خروج قواتها من الصومال» يعمق التوتر في القرن الأفريقي

تلميح إثيوبي باحتمال عدم خروج قواتها المشاركة بـ«حفظ السلام» في مقديشو بعد قرار صومالي باستبعادها رسمياً بنهاية العام.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا التصويت في انتخابات الرئاسية بإقليم «أرض الصومال» (وكالة الأنباء الصومالية)

كيف تنعكس انتخابات «أرض الصومال» على توترات «القرن الأفريقي»؟

أجرى إقليم «أرض الصومال» الانفصالي، الأربعاء، انتخابات رئاسية مرتقبة، في ظل تساؤلات حول تأثير نتائجها على توترات منطقة القرن الأفريقي.

أحمد إمبابي (القاهرة)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.