ما فُرص الوساطة المصرية - القطرية في استئناف الهدنة؟

بعد عودة الحرب الإسرائيلية على غزة

مسعفون فلسطينيون يبحثون عن ناجين تحت أنقاض مبنى بعد القصف الإسرائيلي في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
مسعفون فلسطينيون يبحثون عن ناجين تحت أنقاض مبنى بعد القصف الإسرائيلي في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

ما فُرص الوساطة المصرية - القطرية في استئناف الهدنة؟

مسعفون فلسطينيون يبحثون عن ناجين تحت أنقاض مبنى بعد القصف الإسرائيلي في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
مسعفون فلسطينيون يبحثون عن ناجين تحت أنقاض مبنى بعد القصف الإسرائيلي في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

بالكاد صمدت «الهدنة الإنسانية» الأولى في غزة التي تم التوصل إليها بوساطة مصرية - قطرية – أميركية لأسبوع، وبعد رفض إسرائيل تمديداً جديداً للهدنة، استأنفت قوات الاحتلال قصفها للقطاع الفلسطيني، الجمعة، ورغم ذلك أكدت القاهرة والدوحة أن المفاوضات بشأن تمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة «متواصلة».

وحذر خبراء من خطورة انتقال الحرب الإسرائيلية على غزة لمراحل «أكثر تقدما وخطورة» بوصولها إلى جنوب القطاع المتكدس بسكانه والنازحين إليه من المناطق الشمالية، ما يستوجب - بحسبهم - ممارسة «ضغوط أكبر عربيا وأميركيا لدفع تل أبيب إلى التجاوب مع جهود التهدئة».

وكانت الهدنة الإنسانية في قطاع غزة، قد دخلت حيز التنفيذ الساعة السابعة من صباح الجمعة 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ولمدة أربعة أيام؛ حيث جرى تمديدها لثلاثة أيام إضافية، بعد عدوان إسرائيلي متواصل منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وأسفر عن استشهاد أكثر من 15 ألف فلسطيني، بينهم 6150 طفلاً، وأكثر من 4 آلاف امرأة، إضافة إلى أكثر من 36 ألف جريح، في حصيلة مرشحة للزيادة عقب استئناف أعمال القتال. وقد سمحت الهدنة بتبادل عشرات المحتجزين في غزة بأسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والوقود للقطاع المحاصر.

من جانبها، أعربت قطر عن أسفها الشديد «لاستئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة» إثر انتهاء الهدنة دون التوصل لاتفاق على تمديدها، وأكدت استمرار الجهود بهدف العودة إلى حالة الهدنة. وقالت الخارجية القطرية، في بيان لها الجمعة، إن المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي مستمرة بهدف العودة إلى حالة الهدنة، كما أوضحت أن قطر ملتزمة مع شركائها في الوساطة باستمرار الجهود التي أدت إلى الهدنة الإنسانية، ولن تتوانى عن القيام بكل ما يلزم للعودة إلى التهدئة. وشدد البيان على أن استمرار القصف على قطاع غزة في الساعات الأولى بعد انتهاء الهدنة «يعقد جهود الوساطة ويفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع»، ودعا المجتمع الدولي إلى سرعة التحرك لوقف القتال.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، الجمعة، إن «(حماس) خرقت الاتفاق وقامت بإطلاق القذائف نحو الأراضي الإسرائيلية»، معلنا أن الجيش الإسرائيلي «قام بإعادة تفعيل النيران في مواجهة حماس في قطاع غزة».

من جانبها، حمّلت حركة «حماس» إسرائيل مسؤولية استئناف الحرب. وقالت في بيان، الجمعة، إن الاحتلال «يتحمل مسؤولية استئناف الحرب والعدوان النازي على قطاع غزة، بعد رفضه طوال الليل التعاطي مع كل العروض للإفراج عن محتجزين آخرين».

وقال الدبلوماسي الفلسطيني السابق، بركات الفرا، إن نهج الهدن المؤقتة «لم يعد مجديا» في ظل التكلفة الإنسانية الباهظة التي يتسبب فيها العدوان الإسرائيلي على غزة، والمتوقع أن تزداد مع استهداف الاحتلال لمناطق جنوب القطاع المكتظة بالسكان والتي تضاعفت الأعداد بها جراء حركة النزوح إليها من الشمال. وأكد الفرا لـ«الشرق الأوسط» أن الإسرائيليين كانوا «مُصرين منذ البداية على خرق الهدنة، رغم أن أهدافهم في القطاع غامضة، وليس لديهم تصور واضح لليوم التالي لوقف الحرب». وعدّ الفرا أن «إصرار اليمين المتطرف في إسرائيل على الذهاب بعيدا في مشروعه الدموي سيضع مزيدا من العراقيل أمام جهود الوساطة المصرية - القطرية».

من جهته، أكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، حسين هريدي، لـ«الشرق الأوسط»، أن استئناف الحرب يمثل أولوية بالنسبة للحكومة الإسرائيلية، عادّا الهجوم على غزة «الورقة الأخيرة» بيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للحفاظ على صمود الائتلاف الحكومي والبقاء في السلطة لأطول فترة ممكنة، حتى لو كان الثمن سفك مزيد من دماء الفلسطينيين. ويرى هريدي أن هناك تراجعا ملحوظا في الدعم الأميركي للمواقف الإسرائيلية وبخاصة رغبة عناصر اليمين في استئناف العدوان على غزة، وتحذيرات مسؤولين بارزين في الإدارة الأميركية من أن الاستمرار في الحرب لا يخدم سوى «حماس»، وذهب الفرا إلى أن الموقف الأميركي لا يتجاوز كونه «مسكنات خطابية» للحفاظ على المصالح الأميركية مع الدول العربية.

في السياق، اتفق الفرا وهريدي، الجمعة، على أن المرحلة المقبلة «تتطلب تحركا عربيا مغايرا، ومنسوبا أعلى من الضغط على الولايات المتحدة ومن ثم على إسرائيل». ويرى الفرا أهمية «التلويح بورقة المصالح الاقتصادية»، مؤكداً أن لدى الولايات المتحدة مصالح اقتصادية وأمنية كبرى مع الدول العربية يجب أن تؤخذ في الاعتبار. فيما أشار هريدي إلى أهمية أن «تدعم الضغوط العربية جهود الوساطة المصرية - القطرية، ومن بين تلك الضغوط التزام الدول العربية التي لديها علاقات بإسرائيل بمخرجات القمة العربية - الإسلامية الطارئة في الرياض، عبر التلويح بتجميد العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب في حالة الاستمرار في العدوان على غزة ورفض وقف إطلاق النار».

كانت القمة العربية - الإسلامية المشتركة الطارئة التي استضافتها الرياض الشهر الماضي، شددت على ضرورة «وقف العدوان وكسر الحصار على قطاع غزة». وتبنت القمة ضمن قراراتها دعوة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية «لممارسة الضغوط الدبلوماسية والسياسية والقانونية واتخاذ أي إجراءات رادعة لوقف جرائم سلطات الاحتلال الاستعمارية ضد الإنسانية».


مقالات ذات صلة

غزة: غارة إسرائيلية تُخرج «مستشفى كمال عدوان» عن الخدمة

المشرق العربي مسعفون بالقرب من مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

غزة: غارة إسرائيلية تُخرج «مستشفى كمال عدوان» عن الخدمة

أعلنت منظمة الصحة العالمية أنّ العملية العسكرية التي شنّتها إسرائيل قرب مستشفى كمال عدوان أدّت إلى خروج آخر مرفق صحي رئيس شمالي القطاع عن الخدمة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا مدنيون داخل مبنى مهدم عقب غارة إسرائيلية وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

«هدنة غزة»: مساعٍ للوسطاء لـ«تجاوز مرحلة التفاصيل» وإبرام الاتفاق

اتهامات متبادلة لطرفي الحرب في قطاع غزة بـ«وضع شروط جديدة» جعلت المفاوضات تراوح مكانها وسط مساعٍ لا تتوقف من الوسطاء لوقف الحرب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي دمار لحق بسيارات إسعاف بمستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة  (أ.ف.ب) play-circle 02:02

الجيش الإسرائيلي يقتحم مستشفى بشمال غزة... ووزارة الصحة تفقد الاتصال مع الطاقم الطبي

قال مسؤولون إن القوات الإسرائيلية اقتحمت مستشفى كمال عدوان، أحد المرافق الطبية الثلاثة الواقعة شمال قطاع غزة، اليوم (الجمعة)، وأمرت العشرات من المرضى بإخلائه.

«الشرق الأوسط» (غزة)
تحليل إخباري فلسطينيان يتفقدان آثار الغارات الإسرائيلية على حي الزيتون بمدينة غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «هدنة غزة»: «المناطق العازلة» تُعمق مخاوف الإخفاق

حديث إسرائيلي رسمي عن إنشاء «مناطق عازلة» في قطاع غزة، أثار تساؤلات بشأن مدى تأثيراتها على اتفاق الهدنة المحتمل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي تسبب القصف الإسرائيلي على غزة في استشهاد أكثر من 45 ألف فلسطيني أكثر من نصفهم نساء وأطفال (رويترز)

تجمدوا حتى الموت... البرد يودي بحياة 3 أطفال في غزة

توفي 3 أطفال فلسطينيين في الساعات الـ48 الماضية بسبب البرد الشديد، حيث قال الأطباء إنهم تجمدوا حتى الموت أثناء وجودهم في مخيمات غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)

الحوثيون يهاجمون إسرائيل ويستأنفون عمل مطار صنعاء غداة قصفه

برج مطار صنعاء المتضرر من الضربات الإسرائيلية (رويترز)
برج مطار صنعاء المتضرر من الضربات الإسرائيلية (رويترز)
TT

الحوثيون يهاجمون إسرائيل ويستأنفون عمل مطار صنعاء غداة قصفه

برج مطار صنعاء المتضرر من الضربات الإسرائيلية (رويترز)
برج مطار صنعاء المتضرر من الضربات الإسرائيلية (رويترز)

تبنّت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، الجمعة، مهاجمة إسرائيل بطائرة مسيّرة وصاروخ باليستي فرط صوتي، وقصف سفينة شحن في البحر العربي، كما أعلنت استئناف عمل مطار صنعاء وميناء الحديدة وذلك غداة ضربات إسرائيلية استهدفتهما مع محطتي كهرباء، وأدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة 46 آخرين.

وتشنّ الجماعة هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى جانب هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مساندة الفلسطينيين في غزة، وهي السردية التي تصفها الحكومة اليمنية بالمضللة.

وإذ أكد الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ حوثي قبل دخوله الأجواء الإسرائيلية، ادعى المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع في بيان متلفز، أن قوات جماعته نفذت 3 عمليات عسكرية.

صاروخ باليستي أرض - أرض تبنى الحوثيون إطلاقه باتجاه إسرائيل (رويترز)

وشملت الهجمات - وفق سريع - قصف مطار «بن غريون» بصاروخ فرط صوتي من طراز «فلسطين2»، وقصف هدف عسكري في يافا بطائرة مسيرة، واستهداف سفينة في البحر العربي تدعى «Santa Ursula» قال إنها اخترقت قرار حظر الجماعة على مواني إسرائيل.

وزعم المتحدث الحوثي أن الهجومين حققا أهدافهما، وأن الصاروخ وصل إلى مطار بن غوريون، «وأدى إلى وقوعِ إصاباتٍ وتوقُّفِ حركةِ المِلاحةِ في المطار»، وهي الرواية التي نفاها الجيش الإسرائيلي.

ومع توعد المتحدث الحوثي باستمرار الهجمات وتوسيع بنك الأهداف، أعلن الجيش الإسرائيلي، فجر الجمعة، اعتراض صاروخ باليستي أُطْلِق من اليمن قبل دخوله إلى وسط البلاد.

وأفاد الإسعاف الإسرائيلي بإصابة 18 شخصاً خلال التدافع وهم في طريقهم إلى الملاجئ، بينما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن هبوط الطائرات إلى مطار بن غوريون توقف أثناء تفعيل صفارات الإنذار.

وكانت الجبهة الداخلية الإسرائيلية قالت إن صفارات الإنذار دوت في عشرات المناطق وسط إسرائيل إثر رصد إطلاق صاروخ من اليمن.

في السياق نفسه، قال أفيخاي أدرعي المتحدث العسكري باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، في تغريدة على «إكس» إنه «تم اعتراض صاروخ أُطْلِقَ من اليمن قبل أن يخترق المجال الجوي الإسرائيلي. وتم تفعيل الإنذارات في وسط إسرائيل خشية سقوط شظايا عملية الاعتراض».

46 قتيلاً وجريحاً

أعلنت السلطات الصحية الخاضعة للحوثيين في صنعاء أن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت، الخميس، صنعاء والحديدة أدت إلى مقتل وإصابة 46 شخصاً، وأوضحت أن الغارات على مطار صنعاء قتلت 3 أشخاص، وأصابت 30، في حين أدت الغارات على الحديدة إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة 10.

وعلى الرغم من هذه الموجة الرابعة من الضربات الإسرائيلية ضد الحوثيين التي استهدفت مطار صنعاء لأول مرة ومواني الحديدة للمرة الرابعة، أعلن قادة الجماعة استئناف العمل، الجمعة، بشكل طبيعي، حيث أقلعت من صنعاء طائرة ركاب كما هو مجدول لها.

وكانت الضربات في المطار قد أدت إلى تضرر برج المراقبة وصالة الانتظار والمدرج، كما استهدفت محطة الكهرباء في منطقة «حزيز» جنوب مدينة صنعاء، ومحطة الكهرباء في منطقة «رأس كثيب» شمال مدينة الحديدة.

أحد موظفي المطار في صنعاء يسير بالقرب من الطائرات بعد يوم من الغارات الجوية الإسرائيلية (إ.ب.أ)

وعلى امتداد 14 شهراً، أطلقت الجماعة الحوثية مئات الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي، وكذا تضررت مدرسة بشكل كبير جراء انفجار رأس صاروخ في 19 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر، السبت الماضي، 21 ديسمبر.

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة؛ ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات في 19 ديسمبر الحالي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين. قبل أن تشن تل أبيب الموجة الرابعة من الضربات يوم الخميس 26 ديسمبر.

زجاج متناثر على الأرض في مبنى مطار صنعاء جراء الغارات الإسرائيلية (رويترز)

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي أبلغ أعضاء الكنيست بأنه طلب من الجيش تدمير البنى التحتية التابعة للحوثيين. وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال نتنياهو: «وجّهت قواتنا المسلحة بتدمير البنى التحتية للحوثيين؛ لأننا سنضرب بكامل قوتنا أي طرف يحاول إلحاق الضرر بنا. سنواصل سحق قوى الشر بقوة ومهارة، حتى إن استغرق الأمر وقتاً».

تنديد يمني وقلق أممي

بينما استنكر الجيش اليمني الهجمات الإسرائيلية على المصالح العامة في صنعاء والحديدة، جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قلقه من التصعيد.

وقال رئيس الأركان اليمني صغير بن عزيز في تغريدة على منصة «إكس»: «نستنكر بكل العبارات استمرار الكيان الصهيوني ضرب المصالح اليمنية العامة، ونحمّل الموتور عبد الملك الحوثي وجماعته الإرهابية كامل المسؤولية في تدمير البنى التحتية».

واجهات مبنى مطار صنعاء الزجاجية تعرضت للتحطم بسبب الغارات (إ.ب.أ)

وأضاف بن عزيز بالقول: «عبد الملك الحوثي رأس الشر والمتسبب في كل ما يحصل لليمن واليمنيين، وآخرها جلب الكيان الصهيوني لتدمير بلادنا وأملاك الشعب».

من جهته، ندد غوتيريش بالتصعيد، وقال إن الضربات الجوية الإسرائيلية على مطار صنعاء الدولي ومواني البحر الأحمر ومحطات الكهرباء في اليمن تثير القلق بشكل خاص.

وأشار غوتيريش في البيان الذي أدلت به ستيفاني ترمبلاي، مساعدة المتحدث باسم الأمين العام إلى إصابة أحد أفراد طاقم خدمات الأمم المتحدة للنقل الجوي الإنساني عندما تَعَرَّضَ المطار للقصف.

وقال الأمين العام إن الغارات الإسرائيلية أتت بعد نحو عام من الأعمال التصعيدية التي قام بها الحوثيون في البحر الأحمر والمنطقة والتي تهدد المدنيين والاستقرار الإقليمي وحرية الملاحة البحرية.

أضرار كبيرة لحقت ببرج المراقبة في مطار صنعاء بعد الغارات الإسرائيلية (إ.ب.أ)

وشدد غوتيريش على وجوب احترام القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني حسب الاقتضاء، في جميع الأوقات؛ وناشد الجميع احترام وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، وقال: «لا يجوز استهداف العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، ويجب احترامهم وحمايتهم في جميع الأوقات».

ومع دعوته إلى وقف جميع الأعمال العسكرية، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس. حذر أمين عام الأمم المتحدة من أن الغارات الجوية على مواني البحر الأحمر ومطار صنعاء تشكل مخاطر جسيمة على العمليات الإنسانية في وقت يحتاج فيه ملايين الأشخاص إلى المساعدة المنقذة للحياة.

ورأى غوتيريش أن «مزيداً من التصعيد في المنطقة لا يزال يقوض جهود الوساطة التي يقودها المبعوث الخاص هانس غروندبرغ للتوصل إلى حل سياسي تفاوضي للصراع في اليمن».

وجدد الأمين العام دعوته للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة وغيرهم من الموظفين المحتجزين تعسفياً من قبل الحوثيين.