الجماعة الحوثية تخسر العشرات من مسلحيها رغم التهدئة

قتلى خلال هجمات وردود انتقامية وتصفيات بينية 

عناصر أمنية في إب اليمنية يحضرون فعالية ذات صبغة طائفية (إعلام حوثي)
عناصر أمنية في إب اليمنية يحضرون فعالية ذات صبغة طائفية (إعلام حوثي)
TT
20

الجماعة الحوثية تخسر العشرات من مسلحيها رغم التهدئة

عناصر أمنية في إب اليمنية يحضرون فعالية ذات صبغة طائفية (إعلام حوثي)
عناصر أمنية في إب اليمنية يحضرون فعالية ذات صبغة طائفية (إعلام حوثي)

خسرت الجماعة الحوثية في اليمن منذ مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الحالي العشرات من عناصرها الميدانيين في مناطق عدة خاضعة لسيطرتها، بعضهم تم تصفيتهم على أيدي سكان بدوافع الانتقام، فيما أقرت الجماعة بمصرع آخرين في معارك قتالية مع القوات الحكومية، وقُتِل البعض على إثر اشتداد الصراع البيني على النفوذ والمال.

جاء ذلك بالتوازي مع اعتراف الجماعة أخيراً بأن عدد قتلاها وصل إلى أكثر من 70 ألف عنصر، بينهم أكثر من 6 آلاف قائد عسكري وميداني، في حين كشفت تقارير محلية أخرى عن مقتل 42 حوثياً خلال سبتمبر (أيلول) المنصرم، جراء مواجهات مع القوات الحكومية.

مقاتلون حوثيون في سيارة دفع رباعي في تجمع مسلح بصنعاء (إ.ب.أ)
مقاتلون حوثيون في سيارة دفع رباعي في تجمع مسلح بصنعاء (إ.ب.أ)

في هذا السياق، أعلنت الجماعة الحوثية قبل أيام عن مقتل 6 من ضباطها في معارك متفرقة مع القوات الحكومية. وبحسب وكالة «سبأ» بنسختها الحوثية، شيّعت الجماعة العقيد ناجي قربع والمقدم ناصر القشوي والمقدم عبد الرحمن الوشلي والملازم أول مبروك داحش، إلى جانب تشييعها بمحافظة البيضاء جثماني النقيب عبد السلام جحلان والملازم أول جمال المصيادي. وأعقب ذلك، إعلان الجماعة عن وفاة أحد أكبر قادتها العسكريين، ويدعى يحيى حسن المداني، في صنعاء في ظل توارد أنباء عن حدوث تصفيات جسدية بين أجنحتها.

وبالانتقال إلى محافظة إب، وتحديداً في مديرية القفر، لقي قيادي حوثي أمني و3 من مرافقيه مصرعهم إثر اشتباك عنيف مع مواطن من أبناء المنطقة بعد أن حاولت العناصر الحوثية التهجم عليه وملاحقته لاختطافه.

مصادر مطلعة في إب ذكرت لـ«الشرق الأوسط» أن عناصر حوثيين على متن عربة أمنية يقودها شقيق مسؤول حوثي بمديرية القفر في إب، يدعى قصي الجمهوري، باشرت بمطاردة المواطن أثناء ما كان يستقل دراجته النارية بمنطقة «رحاب» مركز مديرية القفر بغرض اختطافه وإيداعه السجن.

ولفتت المصادر إلى تصدي المواطن للعناصر الحوثيين بسلاحه الشخصي، ما أسفر عن مقتل القيادي الحوثي (الجمهوري) و3 من مرافقيه، قبل أن يلوذ بالفرار إلى مكان مجهول.

عناصر حوثية على متن عربة في أحد شوارع صنعاء (إ.ب.أ)
عناصر حوثية على متن عربة في أحد شوارع صنعاء (إ.ب.أ)

وسبق تلك الحادثة الإعلان عن مقتل القيادي البارز في الجماعة عبد الوهاب الشامي داخل منزله بمنطقة سمارة، شمال إب، وسط ظروف غامضة، بالتزامن مع اشتداد الخلاف على النفوذ والمال بين قادة الجماعة.

وتكهنت مصادر مطلعة في إب بأن يكون القيادي الحوثي الشامي قد تعرض لعملية تصفية على يد قيادات أخرى تنحدر من صعدة معقل الجماعة، ضمن مخطط التخلص من القيادات التي لا تنتمي إلى المعقل الرئيسي للجماعة.

ورافق تلك الحادثة ظهور رواية حوثية تفيد بأن القيادي الشامي وجد مقتولاً بسلاحه الشخصي، والزعم أنه قتل نفسه لحظة قيامه بتنظيف سلاحه داخل منزله.

استمرار الخسائر

ويأتي استمرار سقوط مزيد من قادة ومشرفي ومسلحي الجماعة، إما في جبهات القتال أو نتيجة تصاعد الخلافات البينية، أو عن طريق القتل بدوافع الانتقام بعد ارتفاع منسوب الجرائم المختلفة ضد السكان.

وفي حين كشفت تقارير محلية عن ارتفاع أعداد قتلى الجماعة بسبب المواجهات مع القوات الحكومية إلى أزيد من 42 قتيلاً خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، اعترفت الجماعة الحوثية، أثناء فعالية نظّمتها أخيراً عبر هيئة رعاية أسر قتلاها بصنعاء، بأن عدد قتلاها منذ الانقلاب والحرب تجاوز أكثر من 70 ألف عنصر، بينهم أكثر من 6 آلاف قائد عسكري وميداني.

أطفال في مخيم للنازحين بمديرية عبس في محافظة حجة اليمنية (رويترز)
أطفال في مخيم للنازحين بمديرية عبس في محافظة حجة اليمنية (رويترز)

وكانت إحصائية محلية أخرى كشفت عن مواصلة تكبد الميليشيات الحوثية خسائر بشرية بمختلف الجبهات القتالية على يد قوات الجيش اليمني. وأشارت الإحصائية الصادرة عن «شبكة إب» إلى تشييع الجماعة قتلاها بشكل يومي من مختلف المحافظات تحت سيطرتها، ليرتفع بذلك عدد القتلى إلى أكثر 22 ألف قتيل خلال 3 سنوات، حيث جرى دفنهم في محافظات العاصمة صنعاء وريفها وذمار وصعدة والحديدة وإب والمحويت وحجة وعمران والبيضاء.


مقالات ذات صلة

العالم العربي تدمير ميناء رأس عيسى في اليمن من قبل واشنطن يفقد الحوثيين عصبهم الاقتصادي (إ.ب.أ)

حملة ترمب على الحوثيين تنهي أسبوعها الخامس بأقسى الضربات

أنهى الجيش الأميركي الأسبوع الخامس من حملته ضد الحوثيين بتدمير ميناء رأس عيسى النفطي، شمال الحديدة على البحر الأحمر، مشدداً على أنه لا وقود إلى «الإرهابيين».

علي ربيع (عدن)
العالم العربي النيران تتصاعد بجوار المركبات المتفحمة بعد ضربة أميركية على ميناء رأس عيسى النفطي في اليمن (رويترز)

إيران تندد بالضربات الأميركية على الحوثيين... و«حماس» تصفها بـ«العدوان الغاشم»

ندَّدت إيران، اليوم (الجمعة)، بالضربات الأميركية «الهمجية» على ميناء نفطي يمني، التي أسفرت عن مقتل 58 شخصاً على الأقل، بحسب الحوثيين المدعومين من طهران.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مقاتلة تُقلع من فوق متن حاملة طائرات أميركية لضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي) play-circle

الجيش الأميركي: تدمير ميناء رأس عيسى الخاضع لسيطرة «الحوثيين»

قال الجيش الأميركي إنه اتخذ قراراً بحرمان جماعة «الحوثي» اليمنية من «الإيرادات غير القانونية» من تداول الوقود عبر ميناء رأس عيسى عبر استهداف الميناء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - فلوريدا)
العالم العربي سيارة جرفتها السيول في أحد أرياف محافظة إب (إكس)

​الأمطار تنذر بتكرار مآسي الأعوام الماضية في اليمن

مع بداية موسم الأمطار أنذرت الأضرار التي شهدتها محافظة إب اليمنيين بمخاطر جديدة نتيجة تطرفات التغيرات المناخية التي يعد اليمن من أشد البلدان تأثراً بها.

محمد ناصر (تعز)

إيران تندد بالضربات الأميركية على الحوثيين... و«حماس» تصفها بـ«العدوان الغاشم»

النيران تتصاعد بجوار المركبات المتفحمة بعد ضربة أميركية على ميناء رأس عيسى النفطي في اليمن (رويترز)
النيران تتصاعد بجوار المركبات المتفحمة بعد ضربة أميركية على ميناء رأس عيسى النفطي في اليمن (رويترز)
TT
20

إيران تندد بالضربات الأميركية على الحوثيين... و«حماس» تصفها بـ«العدوان الغاشم»

النيران تتصاعد بجوار المركبات المتفحمة بعد ضربة أميركية على ميناء رأس عيسى النفطي في اليمن (رويترز)
النيران تتصاعد بجوار المركبات المتفحمة بعد ضربة أميركية على ميناء رأس عيسى النفطي في اليمن (رويترز)

ندَّدت إيران، اليوم (الجمعة)، بالضربات الأميركية «الهمجية» على ميناء نفطي يمني، التي أسفرت عن مقتل 58 شخصاً على الأقل، بحسب الحوثيين المدعومين من طهران.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي: «ندين بأشد العبارات الضربة الجوية الأميركية على ميناء رأس عيسى اليمني» عادّاً أنها «دليل على الجرائم العدوانية، وانتهاك صارخ للمبادئ الأساسية لشرعة الأمم المتحدة».

من جهتها، دانت حركة «حماس» الفلسطينية اليوم «العدوان الغاشم» بعد الضربات الأميركية ليلاً على ميناء نفطي في اليمن.

ورأت «حماس»، في بيان، أن «هذا العدوان الغاشم يُعدّ انتهاكاً صارخاً للسيادة اليمنية، ويمثل جريمة حرب مكتملة الأركان، ويؤكد استمرار السياسات الأميركية العدوانية التي تستهدف الشعوب الحرة الرافضة للهيمنة الصهيونية والأميركية في المنطقة».

احتراق خزانات الوقود إثر ضربة أميركية على ميناء رأس عيسى في اليمن (رويترز)
احتراق خزانات الوقود إثر ضربة أميركية على ميناء رأس عيسى في اليمن (رويترز)

وفي لقطات بثَّتها قناة «المسيرة» التابعة للحوثيين، فجر اليوم، وقدَّمتها على أنها «أولى صور العدوان الأميركي» على الميناء النفطي، أضاءت كرة من النار المنطقة التي توجد فيها سفن، بينما ارتفعت أعمدة كثيفة من الدخان فوق ما يبدو أنه حريق. وأعلن الحوثيون مظاهرات اليوم ضد الضربات الأميركية، ولنصرة الفلسطينيين في غزة.

وفي المقابل، أعلن الجيش الأميركي أن قواته دمَّرت، الخميس، ميناء رأس عيسى النفطي في اليمن، وذلك في إطار قطع الإمداد والتمويل عن الحوثيين. وجاء في بيان للقيادة العسكرية المركزية الأميركية، على منصة «إكس»، أن «قوات أميركية تحرَّكت للقضاء على هذا (المرفق الذي يُشكِّل) مصدر وقود للإرهابيين الحوثيين المدعومين من إيران، وحرمانهم من إيرادات غير مشروعة تموّل جهودهم لإرهاب المنطقة بأسرها منذ أكثر من 10 سنوات».