شكاوى يمنية من السطو على إنجازات وأموال المبادرات المجتمعية

اتهامات للحوثيين بتجيير المشاريع إلى سلطاتهم الانقلابية

مبادرة مجتمعية لرصف طريق فرعية بمحافظة المحويت اليمنية (فيسبوك)
مبادرة مجتمعية لرصف طريق فرعية بمحافظة المحويت اليمنية (فيسبوك)
TT

شكاوى يمنية من السطو على إنجازات وأموال المبادرات المجتمعية

مبادرة مجتمعية لرصف طريق فرعية بمحافظة المحويت اليمنية (فيسبوك)
مبادرة مجتمعية لرصف طريق فرعية بمحافظة المحويت اليمنية (فيسبوك)

شكا يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين من قيام الجماعة بالسطو على أموال المبادرات التعاونية الأهلية وتجيير إنجاز المشاريع المجتمعية إلى سلطات الجماعة.

وفي حين تشمل تلك المبادرات إنشاء طرق وإعادة إصلاح بعضها، وبناء فصول دراسية وحواجز مائية، تزعم الجماعة عقب الانتهاء من إنجاز المشاريع أنها مشروعات تحققت على يد حكومتها وأجهزتها المحلية غير المعترف بها.

وادعت الجماعة الحوثية أخيراً أنها أنجزت مشاريع طرق وحواجز مائية في قرى تقع في نطاق مدينة دمت بمحافظة الضالع (250 كيلومتراً جنوب صنعاء) بقيمة إجمالية تعادل حوالي مليون دولار و354 ألف دولار.

زيارة قيادات حوثية بمحافظة الضالع اليمنية لمشروعات المبادرات التعاونية (إعلام حوثي)

وأبدى سكان في المدينة تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» استياءهم من حضور مسؤولي الجماعة بعد تلقيهم بلاغات من موالين لهم يعملون في كيانات مجتمعية عن جهوزية بعض المشروعات التعاونية لغرض افتتاحها رسمياً، والزعم أنها منجزات للجماعة.

وبينما يبذل أهالي منطقة المحابشة بمحافظة حجة الخاضعة هي الأخرى لسيطرة الجماعة منذ مطلع العام كل جهدهم وطاقتهم بتنفيذ نحو 12 مبادرة مجتمعية بمجال الطرق بقيمة إجمالية تعادل 430 ألف دولار بجهود تطوعية، سارع قادة ومسؤولون حوثيون عقب خروج بعض المشروعات إلى النور إلى القيام بزيارات عدة للمنطقة لتجيير الإنجاز لمصلحتهم.

حيلة جديدة

ذكرت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة لجأت أخيرا إلى ابتكار حيلة جديدة تمكّنها من مواصلة سرقة ما تبقى من أموال اليمنيين ومبادراتهم المجتمعية الذاتية، وذلك عبر بوابة تأسيس ما يسمى بـ«وحدة التدخلات الطارئة» التابعة لوزارة مالية الانقلاب.

ويقر مسؤولون حوثيون يديرون ما يسمى بـ«وحدة التدخلات» المستحدثة باقتصار تقديمهم الدعم لبعض المبادرات الطوعية بمناطق سيطرتهم، إن لزم الأمر، بمادتي «الديزل» و«الإسمنت» التي تتحصل الجماعة على كميات كبيرة منها بصورة شهرية من قبل تجار النفط التابعين لها، ومن مصانع الإسمنت الخاضعة لها.

تركز المبادرات المجتمعية في مناطق سيطرة الحوثيين على إنشاء الطرق أو إصلاحها (فيسبوك)

وكان الأهالي الذين يتبعون قرى بمحافظة المحويت يتصدرهم سكان منطقة «الريدين» طالبوا قبل أشهر قليلة حكومة الميليشيات غير المعترف بها بالتخفيف من معاناتهم جراء تهالك كثير من الطرق الفرعية، والعمل على مساعدتهم في القيام بإعادة إصلاحها ورصفها بالأحجار، لكن دون جدوى.

وفي محافظة إب (193 كيلومترا جنوب صنعاء) شكا سكان في قرى تابعة لمديرية العدين من سطو الحوثيين على مشروعات بتكلفة تعادل نحو مليون و700 ألف دولار أنجزتها تباعا مبادرات تعاونية محلية وبدعم مغتربين من أبناء تلك القرى.

وتحدث بعض أهالي قرى عزلة «بني هاد» في إب لـ«الشرق الأوسط»، من أن السطو الحوثي الأخير على جهودهم التعاونية بتحقيق بعض مشروعات الطرق والمياه وغيرها، ليس سوى مجرد نموذج بسيط من مسلسل النهب المتكرر لتلك المبادرات.

مئات المبادرات

على صعيد تواصل المبادرات التعاونية التي تحققت بمناطق السيطرة الحوثية على مدى السنوات الماضية من عمر الانقلاب والحرب، أنجز السكان المئات من تلك المبادرات بجهود تطوعية، دون تلقي أي دعم من قبل أجهزة الجماعة.

ويقول السكان إن هناك سلوكا حوثيا يتمثل إما في السطو المباشر على المساهمات المالية التي يقدمها الأهالي لإعادة إصلاح بعض المشاريع المتهالكة، وإما في الانقضاض على بعض المشاريع الجديدة حال تجهيزها، والزعم أنها مشروعات تنموية حققتها الجماعة.

مثلت المبادرات المجتمعية جزءاً من المساعي لتوفير الخدمات بعيداً عن الجماعة الحوثية (فيسبوك)

وزعمت الجماعة الحوثية في تقرير صادر عما يسمى بإدارة المبادرات بمؤسسة «بنيان» التابعة للجماعة، أن المبادرات المجتمعية الخاصة بصيانة قنوات الري والحصاد ومكافحة الآفات الزراعية بلغت حتى أواخر يونيو (حزيران) الماضي، أكثر من 260 مبادرة مجتمعية.

ووفق التقرير الحوثي، تم إنجاز حوالي 43 مبادرة مجتمعية بمجال البيئة و145 مبادرة بمجال التراث والثقافة، و64 في التعليم، و58 مبادرة في التكافل والإغاثة و3 مبادرات صحية، بالإضافة إلى 290 مبادرة مجتمعية في الطرق، و110 أخرى في مجال المياه.

وتعد مؤسسة «بنيان» الذراع الأبرز للجماعة الحوثية في السطو على المساعدات الإنسانية الدولية، وكذا الراعي الرسمي لإخضاع الكيانات المجتمعية للدورات التعبوية.


مقالات ذات صلة

مظاهرات يمنية تؤيد الإصلاحات المصرفية وترفض التدخلات الأممية

العالم العربي متظاهرون يعلنون تأييدهم لمحافظ البنك المركزي اليمني أحمد غالب (إعلام محلي)

مظاهرات يمنية تؤيد الإصلاحات المصرفية وترفض التدخلات الأممية

شهد عدد من المدن اليمنية مظاهرات مؤيدة للقرارات الحكومية الخاصة بالإصلاحات الاقتصادية والسيطرة على القطاع المصرفي التي ضيقت الخناق الاقتصادي على الحوثيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي طفل يتلقى اللقاح ضد مرض شلل الأطفال ضمن حملة كانت قد أطلقتها وزارة الصحة اليمنية (الأمم المتحدة)

مسؤول يمني يكشف وجود 24 حالة شلل أطفال في مناطق سيطرة الحوثيين

كشف مسؤول صحي يمني، الاثنين، رصد 24 حالة شلل أطفال في مناطق سيطرة جماعة الحوثي بشمال البلاد.

«الشرق الأوسط» (صنعاء )
العالم العربي مبادرات شعبية يمنية لرصف الطرق الريفية في محافظة إب (الصندوق الاجتماعي للتنمية)

طرق ريفية بدعم دولي لمقاومة التغيرات المناخية في اليمن

يعمل مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع والبنك الدولي في اليمن على بناء طرق ريفية قادرة على مقاومة تغيرات المناخ، وتحسين الوصول إلى الغذاء والخدمات.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي إيران متهمة بتزويد الحوثيين بصواريخ بحرية لمهاجمة السفن (أ.ب)

تعرُّض سفينتين للهجوم في البحر الأحمر دون إصابات

أبلغت تقارير غربية، الاثنين، عن تعرُّض سفينتين في جنوب البحر الأحمر للهجوم دون تسجيل إصابات، حيث يرجح وقوف الجماعة الحوثية المدعومة من إيران وراء الحادثتين.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي تطعيم رضع في مركز طبي بالعاصمة اليمنية المختطفة صنعاء (إ.ب.أ)

منتسبو العيادات الإسعافية يواجهون جبايات الحوثيين بكيان نقابي

دفعت حملات التعسف والجباية الحوثية منتسبي المهن الطبية المساعدة نحو السعي لإشهار كيان نقابي تحت اسم «نقابة العيادات الإسعافية والقبالة»، لتولي مهام الدفاع عنهم.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

مسؤول يمني يكشف وجود 24 حالة شلل أطفال في مناطق سيطرة الحوثيين

طفل يتلقى اللقاح ضد مرض شلل الأطفال ضمن حملة كانت قد أطلقتها وزارة الصحة اليمنية (الأمم المتحدة)
طفل يتلقى اللقاح ضد مرض شلل الأطفال ضمن حملة كانت قد أطلقتها وزارة الصحة اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

مسؤول يمني يكشف وجود 24 حالة شلل أطفال في مناطق سيطرة الحوثيين

طفل يتلقى اللقاح ضد مرض شلل الأطفال ضمن حملة كانت قد أطلقتها وزارة الصحة اليمنية (الأمم المتحدة)
طفل يتلقى اللقاح ضد مرض شلل الأطفال ضمن حملة كانت قد أطلقتها وزارة الصحة اليمنية (الأمم المتحدة)

كشف مسؤول صحي يمني، الاثنين، عن رصد 24 حالة شلل أطفال في مناطق سيطرة جماعة الحوثي بشمال البلاد.

وقال مسؤول الإعلام في مكتب وزارة الصحة بمحافظة تعز، تيسير السامعي، أكبر المحافظات اليمنية سكاناً، إن السلطات الصحية رصدت 24 حالة شلل أطفال منذ مطلع العام الحالي 2024، في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

وأضاف في تصريح لـ«وكالة الأنباء الألمانية» أن ظهور هذه الحالات لشلل الأطفال جاء بسبب منع جماعة الحوثي حملات التطعيم ضد هذا الفيروس.

ورجح السامعي وجود مئات الحالات الأخرى لشلل الأطفال لم يجرِ تسجيلها في مناطق سيطرة الحوثيين ، نتيجة صعوبة الوصول إليها من قبل فرق الرصد الوبائي.

وحذر المسؤول الصحي من كارثة صحية قد تطرأ في حال استمرار حظر حملات التطعيم في مناطق سيطرة الحوثيين.

ولفت إلى أن استمرار انتشار مرض شلل الأطفال يعني أن حالات كثيرة قد تعاني من عاهات مستديمة نتيجة الإصابة بهذا الفيروس الخطير.

وفي المناطق الخاضعة لسلطة الحكومة، أفاد السامعي بأنه لم يجرِ رصد أي حالة مصابة بشلل الأطفال نتيجة حملات التطعيم المتكررة ضد الفيروس.

ومع ذلك، حذر المسؤول من أنه قد تأتي حالات من مناطق سيطرة الحوثيين وتنقل العدوى إلى المحافظات الواقعة تحت سلطة الحكومة المعترف بها دولياً، لذلك من المهم التطعيم في كل مناطق اليمن، حسب قوله.

يأتي تصريح السامعي مع حملة تطعيم ضد شلل الأطفال أطلقت صباح، الاثنين، في مختلف المناطق الواقعة تحت سلطة الحكومة، بدعم من منظمتي الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف).

ويعاني القطاع الصحي في اليمن تدهوراً حاداً أدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة، نتيجة تداعيات الحرب المستمرة منذ نحو 10 سنوات.