الدفعة الأولى للحجاج اليمنيين أقلعت من صنعاء وحطَّت في جدة

السعدي لـ«الشرق الأوسط»: جميع جوازات سفرهم صادرة من الحكومة اليمنية

الدفعة الأولى للحجاج اليمنيين تصل إلى مطار الملك عبد العزيز قادمة من صنعاء (واس)
الدفعة الأولى للحجاج اليمنيين تصل إلى مطار الملك عبد العزيز قادمة من صنعاء (واس)
TT

الدفعة الأولى للحجاج اليمنيين أقلعت من صنعاء وحطَّت في جدة

الدفعة الأولى للحجاج اليمنيين تصل إلى مطار الملك عبد العزيز قادمة من صنعاء (واس)
الدفعة الأولى للحجاج اليمنيين تصل إلى مطار الملك عبد العزيز قادمة من صنعاء (واس)

لأول مرة منذ نحو 7 سنوات، وصلت الدفعة الأولى من الحجاج اليمنيين إلى صالة الحجاج بمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، قادمة بشكل مباشر من مطار صنعاء الدولي، وذلك تنفيذاً لتوجيهات القيادة السعودية الهادفة للتسهيل على القادمين من مختلف المحافظات اليمنية لأداء مناسك الحج.

وأكد محمد آل جابر، السفير السعودي لدى اليمن، أن هذه الخطوة تأتي امتداداً لدعم الشعب اليمني الشقيق، والرفع من معاناته، وتحقيق آماله وتطلعاته في السلام والتنمية والازدهار. وأضاف على حسابه في «تويتر» قائلاً: «تنفيذاً لتوجيهات قيادة المملكة إلى التسهيل على القادمين من مختلف محافظات الجمهورية اليمنية لأداء مناسك الحج لهذا العام، وامتداداً لدعم الشعب اليمني الشقيق، والرفع من معاناته، وتحقيق آماله وتطلعاته في السلام والتنمية والازدهار، استقبل مطار الملك عبد العزيز الدولي بمدينة جدة طلائع الحجاج اليمنيين القادمين جواً من مطار صنعاء الدولي».

وشملت الدفعة الأولى نحو 270 من الحجاج اليمنيين، القادمين عبر مطار صنعاء الدولي، على أن تصل 16 رحلة طيران أخرى إلى صالة الحجاج بمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة.

من جانبه، أوضح مختار الرباش، وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية لقطاع الحج والعمرة، أن عدد الحجاج اليمنيين الواصلين إلى مكة المكرمة بلغ نحو 19 ألفاً و466 حاجاً منذ بداية التفويج، مبيناً أن عمليات التفويج تتم بكل يسر وسهولة.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أحمد السعدي، نائب القنصل اليمني بجدة لشؤون الحج والعمرة، أن الرحلة الأولى منذ نحو 7 سنوات القادمة من صنعاء إلى جدة، استُقبلت بكل ترحاب من السلطات السعودية، وتم تسهيل أمورهم وكأنهم قادمون من داخل السعودية.

ولفت السعدي إلى أن عدداً من المسؤولين السعوديين واليمنيين كانوا في استقبال الحجاج اليمنيين، وعلى رأسهم مدير عام جوازات مطار الملك عبد العزيز، وممثلون عن وزارة الصحة، ووزارة الخارجية، ووزارة الحج والعمرة.

وأضاف: «كان التعامل راقياً جداً من السلطات السعودية، ونشكر المملكة حكومة وشعباً، وعلى رأسهم ملك الإنسانية الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ولا ننسى شكر سفارة خادم الحرمين الشريفين في اليمن، ممثلة في السفير محمد آل جابر الذي بذل جهوداً جبارة، كما نشكر القيادة اليمنية ممثلة في الدكتور رشاد العليمي ورئيس الوزراء ووزير الأوقاف».

وأكد نائب القنصل اليمني أن الحجاج وصلوا إلى مكة المكرمة، ونزلوا في الفنادق المخصصة لهم، وأمورهم مستقرة، وقال: «كل جوازات الحجاج القادمين من صنعاء صادرة من الشرعية، وكل تأشيراتهم صادرة من سفارة المملكة في صنعاء. لدينا 4 أبراج لسكن الحجاج اليمنيين المقدر عددهم بـ24 ألفاً، والذين اكتملوا تقريباً».

وكيل وزارة الأوقاف اليمنية يستقبل الحجاج اليمنيين بصحبة مسؤولين سعوديين (سبأ)

وكانت وزارة الحج والعمرة السعودية قد أعلنت قبل يومين عن قرار المملكة تسهيل وصول الحجاج اليمنيين القادمين لأداء فريضة الحج لهذا العام، وأداء العمرة، من مطار صنعاء إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، أسوة ببقية المنافذ البرية والجوية مع اليمن.

وأشارت الوزارة في بيان إلى أن هذا القرار جاء «انطلاقاً من حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، على تيسير رحلات حجاج بيت الله الحرام، وضمان سلامتهم وأمنهم، وامتداداً لدعم الشعب اليمني الشقيق والرفع من معاناته وتحقيق آماله وتطلعاته في السلام والتنمية والازدهار، وتلبية لاحتياجات الشعب اليمني من المقيمين في مختلف مناطق اليمن، في تسهيل أدائهم لمناسك الحج والعمرة».

إضافة إلى ذلك، ثمَّنت الولايات المتحدة الجهود السعودية لدعم الهدنة في اليمن خلال الأشهر الأخيرة، بما في ذلك رحلات الحج المباشرة من صنعاء إلى جدة، والتي تمكن اليمنيين من أداء فرائضهم الدينية بيسر.

ووفقاً لبيان للمتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي آدم هودج، رحبت الولايات المتحدة برحلات الحج بين اليمن والمملكة العربية السعودية، لتمكين اليمنيين من أداء فرائضهم الدينية.

وشدد المسؤول الأميركي على أن بلاده «أعطت الأولوية للتخفيف من التصعيد في اليمن، وإنهاء النزاع في نهاية المطاف من خلال المشاركات الدبلوماسية».

وأضاف: «لقد وفرت الهدنة التي تحققت بوساطة أممية وبدأت في مارس (آذار) 2022 نحو 15 شهراً من الهدوء للشعب اليمني، وهذه أطول فترة هدوء تشهدها البلاد منذ بدأت الحرب قبل نحو عقد من الزمن (...) نثمن جهود المملكة العربية السعودية التي بذلتها لدعم الهدنة في خلال الأشهر الأخيرة، بما في ذلك رحلات الحج التاريخية اليوم والتي تمكن اليمنيين من أداء فرائضهم الدينية، وغيرها من الرحلات عما قريب».


مقالات ذات صلة

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

الخليج الأمير سعود بن مشعل أكد ضرورة تكثيف التنسيق بين كافة القطاعات لتهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات (إمارة منطقة مكة المكرمة)

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

نحو تهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات وتسهيل طرق الحصول عليها وتحسين المرافق التي تحتضن هذه الشعيرة العظيمة، أعلنت السعودية عن بدء التخطيط الزمني لحج 1446هـ.

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا الحجاج المصريون النظاميون يؤدون مناسك الحج (أرشيفية - وزارة التضامن الاجتماعي)

مصر تلغي تراخيص شركات سياحية «متورطة» في تسفير حجاج «غير نظاميين»

ألغت وزارة السياحة والآثار المصرية تراخيص 36 شركة سياحة، على خلفية تورطها في تسفير حجاج «غير نظاميين» إلى السعودية.

أحمد عدلي (القاهرة)
الخليج 7700 رحلة جوية عبر 6 مطارات نقلت حجاج الخارج إلى السعودية لأداء فريضة الحج (واس)

السعودية تودّع آخر طلائع الحجاج عبر مطار المدينة المنورة

غادر أراضي السعودية، الأحد، آخر فوج من حجاج العام الهجري المنصرم 1445هـ، على «الخطوط السعودية» من مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينة المنورة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة للطرفين عقب توقيع الاتفاقية (مجموعة السعودية)

«مجموعة السعودية» توقّع صفقة لشراء 100 طائرة كهربائية

وقّعت «مجموعة السعودية» مع شركة «ليليوم» الألمانية، المتخصصة في صناعة «التاكسي الطائر»، صفقة لشراء 100 مركبة طائرة كهربائية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الثوب الأغلى في العالم بحلته الجديدة يكسو الكعبة المشرفة في المسجد الحرام بمكة المكرمة (هيئة العناية بشؤون الحرمين)

«الكعبة المشرفة» تتزين بالثوب الأنفس في العالم بحلته الجديدة

ارتدت الكعبة المشرفة ثوبها الجديد، الأحد، جرياً على العادة السنوية من كل عام هجري على يد 159 صانعاً وحرفياً سعودياً مدربين ومؤهلين علمياً وعملياً.

إبراهيم القرشي (جدة)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.