مصدر مصري: المرحلة الأولى من «اتفاق غزة» قد تحسم قبل الجمعة

قال لـ«الشرق الأوسط» إن مفاوضات شرم الشيخ تشهد «أجواء إيجابية»

TT

مصدر مصري: المرحلة الأولى من «اتفاق غزة» قد تحسم قبل الجمعة

فلسطينيون يسيرون حاملين أكياساً من المساعدات الإنسانية في النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يسيرون حاملين أكياساً من المساعدات الإنسانية في النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أكد مصدر مصري مطلع أن إنجاز المرحلة الأولى من اتفاق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن غزة قد يحسم قبل الجمعة المقبل، حال استمرت الأجواء الإيجابية التي تشهدها مفاوضات شرم الشيخ المصرية حالياً.

وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن الأمور يحكمها التقدم الجاري في مفاوضات شرم الشيخ، وقد تطول عدة أيام، حال واجهتها عقبات بددت الأجواء الإيجابية الحالية، وأضاف: «لكن يمكن القول إن جدول الأعمال تم التوافق عليه بشأن تبادل الأسرى والمحتجزين، وجار الاتفاق على مراجعة خرائط الانسحابات من مدينة غزة وخان يونس ودير البلح على أن تمتد لمناطق أخرى».

ونبه إلى أن «حماس» تضغط في ملف الأسرى لتحقيق مكسب داخلي بالإفراج عن قيادات النخبة أو الرموز الكبار عبد الله البرغوثي ومروان البرغوثي وحسن سلامة، مشيراً إلى أنه من المبكر القول إنه قد يحدث تجاوب معها بشأن هذين الملفين، في ظل ضغط أميركي متواصل من ترمب سيتكرر وسيرى في إحاطات مستمرة بشأن المفاوضات ونتائجها.

ويرجح المصدر المصري ذاته أن يكون «الاتفاق الأولي الخميس أو الجمعة المقبلين، ويعلنه ترمب، وحال وجود عقبات قد يمتد الحسم إلى الأحد المقبل على أقصى تقدير».

وأوضح أن «العقبة الرئيسية الحالية استمرار العملية العسكرية، و(حماس) تناقش اللوجستيات المطلوب توافرها وتضغط لأخذ وقت وإطار زمني يمكنها من الإيفاء بتسليم الرهائن، سواء برفع الحواجز والانسحابات ووقف التحليق أو الحصول على أسرى من فصائل أخرى».

ويتوقع المصدر أن تمضي المرحلة الأولى باتفاق لن يتجاوز بأي حال أسبوعاً مع احتمال أن يعلن الجمعة أو قبلها، مرجحاً أن تشهد المراحل التالية الخاصة بالقضايا الأكثر تعقيداً كسلاح «حماس» مزيداً من الجهد والضغط الأميركي للوصول لتوافقات أو حلول وسط.

امرأة فلسطينية وأطفالها يهرعون بعيداً عن موقع غارات جوية إسرائيلية على مبنى من ستة طوابق غرب جباليا (أ.ف.ب)

في سياق متصل، قال متحدث وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، في مؤتمر صحافي بالدوحة، الثلاثاء، إن مفاوضات شرم الشيخ شهدت «محادثات دقيقة امتدت إلى 4 ساعات»، وننتظر المخرجات «الأيام المقبلة». وأضاف: «هناك وفد قطري موجود بالمفاوضات يعمل عن قرب في شرم الشيخ للتوصل لاتفاق ممتد لما بعد المرحلة الأولى، وتركيزنا الوصول لخطة عملية لا تكون بها عقبات تتخذها إسرائيل فرصة لعودة عدوانها».

وأفادت قناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية، الثلاثاء، باستمرار مفاوضات جولة المفاوضات غير المباشرة بين حركة «حماس» وإسرائيل في مدينة شرم الشيخ المصرية، لليوم الثاني، لافتة إلى أن «الأجواء السائدة في المشاورات (التي بدأت الاثنين) تتسم بالإيجابية حتى الآن».

وتتركز اللقاءات على وضع آليات وتفاصيل تطبيق المرحلة الأولى من ترمب، التي تشمل ثلاثة محاور رئيسية؛ أولها تحديد آليات الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، ثم بحث ترتيبات التهدئة وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، ثم ضمان تدفق المساعدات الإنسانية الكافية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في القطاع.

والاثنين، انطلقت في مصر مشاورات غير مباشرة بشأن تنفيذ «خطة ترمب» لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط، بحضور وفدين من إسرائيل وحركة «حماس»، لبحث ترتيبات تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، أعلن ترمب خطة تتألف من 20 بنداً، بينها الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في غزة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح «حماس».


مقالات ذات صلة

3 أسباب وراء تأخر اجتماع الفصائل في القاهرة وسط مساعٍ للتوافق

تحليل إخباري فلسطينيون يحملون جثثاً انتشلوها من بين أنقاض منزل دمر في غارة إسرائيلية بمدينة غزة (أ.ف.ب)

3 أسباب وراء تأخر اجتماع الفصائل في القاهرة وسط مساعٍ للتوافق

يترقب مسار اتفاق وقف إطلاق النار حواراً جامعاً للفصائل الفلسطينية تستضيفه القاهرة، وسط تباينات لا سيما بين حركتي فتح و«حماس».

محمد محمود (القاهرة )
تحليل إخباري مبان مدمرة في مدينة غزة يوم 5 نوفمبر الحالي (رويترز)

تحليل إخباري هدنة غزة أمام عقدة «الانتقال للمرحلة الثانية»

تتعدد مطالب الوسطاء بضرورة الانتقال إلى المرحلة الثانية من «اتفاق وقف إطلاق النار» في قطاع غزة، في ظل تعقيدات ما زالت تواجهها «المرحلة الأولى»

أحمد جمال (القاهرة)
المشرق العربي المصورة الفلسطينية رنين صوافطة خلال حملها على نقالة في مستشفى رفيديا بنابلس بعد أن أُصيبت على يد مستوطنين إسرائيليين خلال تغطيتها موسم حصاد الزيتون في قرية بيتا الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)

إصابة 4 متضامنين أجانب في اعتداء مستوطنين شمال الضفة الغربية

أُصيب مواطن فلسطيني و4 متضامنين أجانب بجروح، اليوم (السبت)، عقب اعتداء مستوطنين في شمال الضفة الغربية.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي جنديان إسرائيليان يؤديان التحية لعربة تنقل جثث رهائن أعيدت من قطاع غزة الشهر الماضي (د.ب.أ) play-circle

إسرائيل تعلن هوية رهينة أعيد رفاته من غزة... وتسلّم جثامين 15 فلسطينياً

أعلنت إسرائيل السبت، أن الجثمان الذي تسلّمته من حركة «حماس» عبر الصليب الأحمر الدولي الجمعة يعود إلى رهينة إسرائيلي - أرجنتيني.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي جنود إسرائيليون في الضفة الغربية (إ.ب.أ)

وزيرة إسرائيلية: نمضي في تنفيذ «ضم فعلي» للضفة الغربية رغم رفض ترمب

قالت وزيرة النقل الإسرائيلية ميري ريجيف إن وزارتها تمضي في تنفيذ خطوات «ضم فعلي» للضفة الغربية على أرض الواقع.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

تشديد مصري - روسي على رفض أي «كيانات موازية» في السودان

نازحتان في مدينة طويلة بولاية شمال دارفور بعد فرارها من الفاشر (أ.ف.ب)
نازحتان في مدينة طويلة بولاية شمال دارفور بعد فرارها من الفاشر (أ.ف.ب)
TT

تشديد مصري - روسي على رفض أي «كيانات موازية» في السودان

نازحتان في مدينة طويلة بولاية شمال دارفور بعد فرارها من الفاشر (أ.ف.ب)
نازحتان في مدينة طويلة بولاية شمال دارفور بعد فرارها من الفاشر (أ.ف.ب)

أعربت مصر وروسيا عن رفضهما إقامة «كيانات موازية» في السودان، وتوافق البلدان بشأن «ضرورة الحفاظ على وحدة البلاد»، بعد تطورات أمنية قادت لسقوط مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور في غرب السودان تحت قبضة «قوات الدعم السريع».

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، كما أكد الوزيران على «ضرورة الحفاظ على الدولة السودانية ومؤسساتها الوطنية»، وفقاً لبيان صادر عن «الخارجية المصرية»، السبت.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير تميم خلاف، أن عبد العاطي جدّد خلال الاتصال ثوابت الموقف المصري الداعم لوحدة السودان واستقراره، مشيراً إلى الجهود التي تبذلها القاهرة في إطار «الآلية الرباعية» بهدف تحقيق التهدئة والتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، وفقاً للبيان.

وشدد الوزير المصري على ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لضمان هدنة إنسانية شاملة وفتح الممرات الآمنة لتسهيل دخول المساعدات إلى المناطق المتضررة، مندداً بالانتهاكات التي شهدتها مدينة الفاشر، معرباً عن قلق مصر من تدهور الأوضاع الإنسانية واستمرارها في تقديم الدعم الإغاثي للسودانيين.

وفي 26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، سيطرت «قوات الدعم السريع» على الفاشر، فيما أقر قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في 29 من الشهر نفسه، بحدوث «تجاوزات» من قواته في المدينة، مشيراً إلى تشكيل لجان تحقيق.

مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون السودان سابقاً، السفير حسام عيسى، قال إن الموقف الدولي واضح بشأن رفض الاعتراف بما يُسمى في السودان «الحكومة الموازية» التي شكلتها «قوات الدعم السريع»، وهي لم تحظَ بأي اعتراف دولي وتفتقد للشرعية، ويُعد تشكيلها «موقفاً انتهازياً ليس له تأثير إيجابي في المصلحة الوطنية السودانية».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «(الحكومات الموازية) خطر على أي دول موحدة، وهي خطوة تمثل خطورة داهمة على السودان، وهو ما يفسّر الموقف المصري والدولي الرافض لتصرفات (الدعم السريع)».

وفي يوليو (تموز) الماضي، أعلنت «قوات الدعم السريع» تشكيل مجلس رئاسي و«حكومة موازية» بمناطق سيطرتها داخل السودان، وفي نهاية أغسطس (آب) الماضي، أعلن تحالف السودان التأسيسي المعروف اختصاراً بـ«تأسيس» أن «حميدتي» أدى القسم، رئيساً للمجلس الرئاسي للحكومة التي شكلها التحالف.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقاء رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان في القاهرة منتصف أكتوبر الماضي (الرئاسة المصرية)

وجددت مصر دعوتها إلى «ضرورة إقرار هدنة إنسانية شاملة في السودان، لضمان تدفق المساعدات الإنسانية». وشدد وزير الخارجية المصري، الجمعة، على «ضرورة فتح الممرات الإنسانية لتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية»، وأدان في اتصال هاتفي مع نظيرته البريطانية، إيفيت كوبر «الانتهاكات التي وقعت في مدينة الفاشر (شمال دارفور)».

وأوضح عيسى أن «الاتصالات الأخيرة تأتي في إطار الجهود المستمرة لمصر على مستويات عديدة في هذه الفترة الحرجة من تاريخ السودان، بخاصة مع احتدام الصراع العسكري، والعقبات التي تواجه (الرباعية الدولية) نتيجة انعدام الثقة بين أطراف النزاع، وهي اتصالات مهمة تهدف إلى وضع مبادرة (الرباعية) موضع التنفيذ».

وتعمل «الآلية الرباعية» التي تضم «السعودية ومصر والإمارات والولايات المتحدة»، من أجل وقف إطلاق النار في السودان، وسبق أن عقدت اجتماعاً على المستوى الوزاري بواشنطن، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وأكدت «ضرورة بذل كل الجهود لتسوية النزاع المسلح في السودان»، إلى جانب «الضغط على جميع الأطراف لحماية المدنيين والبنية التحتية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين».

وأشار مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون السودان سابقاً إلى أن العالم لم يكن يولي اهتماماً كافياً بالحرب الدائرة في السودان، ومع فظائع «الدعم السريع» بدأت الأنظار تتجه إلى هناك بعد توقف «حرب غزة». وتعتبر القاهرة ما يحدث الآن هو «تجاوز لجميع الخطوط الحمراء لأنه يمهد لتقسيم السودان»، مضيفاً أن «روسيا في المقابل لديها مصالح في السودان تهدف للحفاظ عليها».

ويشهد السودان منذ أبريل (نيسان) 2023، حرباً دامية بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» أسفرت عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، وأدت إلى نزوح نحو 12 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة.


تحسن في مؤشرات الملاحة بقناة السويس مع عودة الهدوء للمنطقة

سفينة شحن تحمل حاويات تمر عبر قناة السويس (رويترز)
سفينة شحن تحمل حاويات تمر عبر قناة السويس (رويترز)
TT

تحسن في مؤشرات الملاحة بقناة السويس مع عودة الهدوء للمنطقة

سفينة شحن تحمل حاويات تمر عبر قناة السويس (رويترز)
سفينة شحن تحمل حاويات تمر عبر قناة السويس (رويترز)

بعودة الهدوء إلى المنطقة، على وقع اتفاق «وقف إطلاق النار» في قطاع غزة، بدأت مؤشرات الملاحة بقناة السويس المصرية في التحسن التدريجي خلال الفترة الأخيرة، وفق تقديرات «هيئة قناة السويس».

وارتفعت إيرادات «القناة» بنسبة 17.5 في المائة خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، بحسب رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع.

وأشار ربيع خلال استقباله المبعوث الإيطالي لمشروع الممر الاقتصادي الهند - الشرق الأوسط - أوروبا، فرنسيسكو تالو، السبت، إلى أن «إحصاءات الملاحة سجلت ارتفاعاً في حمولات السفن العابرة، بنسبة قدرها 16.3 في المائة للحمولات الصافية».

وتوقع خبراء أن «يستمر التحسن التدريجي في إيرادات قناة السويس مع تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة»، وأشاروا إلى أن «الزيادة في حركة الملاحة بالقناة كانت متوقعة مع توقف الحرب على القطاع».

وتأثرت حركة عبور السفن في قناة السويس نتيجة هجمات جماعة الحوثيين من اليمن على سفن الشحن بالبحر الأحمر، وقدّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، إجمالي ما خسرته بلاده خلال العامين الماضيين بنحو «9 مليارات دولار». (الدولار يساوي 46.9 جنيه في البنوك المصرية).

وتحسنت حركة الملاحة مع وقف إطلاق النار في غزة، وفق أسامة ربيع، ولفت خلال لقائه ممثلي 20 جهة من الخطوط والتوكيلات الملاحية، الأسبوع الماضي، إلى أن «قمة شرم الشيخ للسلام» التي أقيمت في مصر الشهر الماضي «انعكست إيجابياً على هدوء الأوضاع، وعودة العديد من السفن للعبور مجدداً من القناة».

وقال ربيع إن «إحصائيات الملاحة بالقناة سجلت عودة 229 سفينة خلال أكتوبر الماضي كأعلى معدل شهري للسفن العائدة منذ بداية الأزمة». وعدّ خلال لقائه فرنسيسكو تالو، السبت، أن «قناة السويس ستظل ركيزة أساسية لحركة التجارة العالمية، بعدّها الممر الملاحي الأقصر والأسرع والأكثر أماناً في الربط بين الشرق والغرب». وحسب إفادة للهيئة، أكد ربيع أن «القناة نجحت في تبني مشروعات تطوير عملاقة للحفاظ على تنافسيتها، وأبرزها مشروع تطوير القطاع الجنوبي، الذي رفع معدلات الأمان الملاحي بنسبة 28 في المائة».

رئيس هيئة قناة السويس خلال استقباله المبعوث الإيطالي لمشروع الممر الاقتصادي الهند - الشرق الأوسط - أوروبا (هيئة قناة السويس)

وأجرت قناة السويس، في فبراير (شباط) الماضي، تشغيل «مشروع الازدواج الجنوبي» للمجرى الملاحي أمام حركة التجارة العالمية، بما يزيد من طاقة القناة بين 6 إلى 8 سفن يومياً.

وأكد فرنسيسكو تالو أهمية «عودة عبور السفن من قناة السويس، بعدّها منفذاً مهماً للتجارة الأوروبية المارة ما بين المحيط الهندي والبحر الأحمر إلى البحر المتوسط»، وشدد على ضرورة تعامل قناة السويس مع التحديات الجيوسياسية، وضمان استدامة سلاسل الإمداد العالمية، وقال إن «السفن الإيطالية لم تتوقف عن العبور لقناة السويس»، وفق بيان هيئة قناة السويس.

«كان من المتوقع زيادة أعداد السفن العابرة لقناة السويس، ارتباطاً بوقف إطلاق النار في غزة، وعودة الهدوء النسبي للمنطقة»، بحسب الخبير الاقتصادي المصري، عضو «الجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع»، وليد جاب الله، لافتاً إلى استمرار التحسن مع تنفيذ كامل مراحل وقف إطلاق النار في غزة.

وخلال الأشهر الأخيرة، شهدت قناة السويس المصرية تحسناً نسبياً على صعيد أعداد وحمولات السفن العابرة، حيث سجلت إحصائيات الملاحة بالقناة في الفترة من يوليو (تموز) إلى أكتوبر 2025 عبور 4405 سفن بحمولات قدرها 185 مليون طن، مقابل عبور 4332 سفينة بحمولات قدرها 167.6 مليون طن خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، وفق «قناة السويس».

وأضاف جاب الله لـ«الشرق الأوسط» أن «قناة السويس جاهزة لاستقبال أعداد أكبر من السفن، في ضوء استمرار أعمال التطوير والتحديث التي تجريها إدارة القناة، دون تأثر بالأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة، مع إضافة قطع بحرية جديدة»، مؤكداً أن «استثمارات الحكومة المصرية في تطوير تنافسية المجرى الملاحي لم تتأثر مع تراجع أعداد السفن العابرة».

إحدى أكبر حاملات السيارات في العالم خلال عبورها قناة السويس (هيئة قناة السويس)

وشدد ربيع خلال لقائه المبعوث الإيطالي على أن «القناة لم تتوقف عن التطوير والتحديث والارتقاء بمستوى الخدمات الملاحية والبحرية المقدمة لعملائها، وذلك عبر استحداث خدمات ملاحية جديدة تلائم متطلبات السفن العابرة للقناة في الظروف الاعتيادية وحالات الطوارئ مثل خدمات صيانة وإصلاح السفن، والإسعاف البحري، والإنقاذ البحري، وتبديل الطواقم، وتوطين صناعة الوحدات البحرية، وتحديث أسطول الوحدات البحرية المختلفة».

الخبير العسكري المصري، اللواء نصر سالم، أكد أن «الحكومة المصرية كانت تستعد لما بعد وقف إطلاق النار وخفض التصعيد في المنطقة، للحفاظ على تنافسية قناة السويس». وقال إن «الخدمات الملاحية وإجراءات التطوير المستمرة، ستعمل على استعادة معدلات حركة الملاحة لطبيعتها سريعاً، خصوصاً مع توقف هجمات (الحوثيين) في باب المندب».

وأوضح سالم لـ«الشرق الأوسط» أن «إدارة قناة السويس سعت لتعزيز شراكاتها مع توكيلات الملاحة العالمية»، مشيراً إلى أن «التواصل مع خطوط الملاحة العالمية خطوة مهمة لتعزيز حركة عبور السفن العالمية من قناة السويس».

ويعد الممر الملاحي بقناة السويس، أقصر طريق يربط أوروبا بآسيا، ويمكنه توفير نحو 30 يوماً من مدة الرحلة، التي تصل إلى نحو 70 يوماً عبر طريق رأس الرجاء الصالح.


الخارجية السودانية: الحكومة لا ترفض الهدنة ولكن لديها مخاوف

جانب من الدمار الذي ألحقته في وقت سابق مسيَّرات «الدعم السريع» بمدينة الأُبيّض في إقليم كردفان (متداولة على وسائط التواصل الاجتماعي)
جانب من الدمار الذي ألحقته في وقت سابق مسيَّرات «الدعم السريع» بمدينة الأُبيّض في إقليم كردفان (متداولة على وسائط التواصل الاجتماعي)
TT

الخارجية السودانية: الحكومة لا ترفض الهدنة ولكن لديها مخاوف

جانب من الدمار الذي ألحقته في وقت سابق مسيَّرات «الدعم السريع» بمدينة الأُبيّض في إقليم كردفان (متداولة على وسائط التواصل الاجتماعي)
جانب من الدمار الذي ألحقته في وقت سابق مسيَّرات «الدعم السريع» بمدينة الأُبيّض في إقليم كردفان (متداولة على وسائط التواصل الاجتماعي)

أعلن المستشار الإعلامي بوزارة الخارجية السودانية، عمار العركي، أن «الحكومة السودانية لا تتحفظ على الهدنة بأبعادها الإنسانية». وأضاف في حديثه لإذاعة «سبوتنيك» الروسية، يوم السبت، أن «الحكومة السودانية طرحت الأطر الرسمية داخل الدولة بأنها منفتحة على هذه الهدنة بما يراعي السيادة الوطنية والأسس والقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان».

وأشار العركي إلى أن «الحكومة تتحفظ على إمكانية أن تكون موافقة (قوات الدعم السريع) للبحث عن هدنة سياسية لتعيد ترتيب أوضاعها العسكرية والسياسية»، منوهاً بأن «قوات الدعم السريع سبق أن رفضت كل نداءات مجلس الأمن ومبادرات الحكومة، والآن قبلت بالهدنة بعد سيطرتها على دارفور وفي ظل الجرائم التي أدانها العالم».

وأوضح العركي أن «القيادة السودانية تعتزم المضي في مسارات قانونية وتحركات للاقتصاص لضحايا الانتهاكات، وفقاً لقوانين الاشتباك عسكرياً وسياسياً ودبلوماسياً وقانونياً». وعدّ العركي أن «جزءاً من هذه الحرب له بعد دولي، وتدخلت فيه كثير من الأطراف، وهناك قوى استطاعت تمييع المواقف الدولية»، مشيراً إلى أن «موقف الاتحاد الأفريقي وبعض الأطراف العربية إيجابي في الأزمة السودانية، وهناك تفاهمات. وكان موقف مصر في الآلية الرباعية واضحاً بأنه لا تفريط في مؤسسات وسيادة السودان واحترام مؤسسات الدولة بما فيها قوات الشعب المسلحة».

وأضاف أن «هناك رعاية سعودية لمنبر جدة، والمملكة تدعو حتى الآن للعودة إلى منبر جدة كحل نموذجي كان قد حاول معالجة المشكلة قبل أن تتفاقم إلى إقليم دارفور».

وأعلنت «قوات الدعم السريع» يوم الخميس، موافقتها على مبادرة الهدنة الإنسانية التي طرحتها مجموعة دول الرباعية الدولية، التي تضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر. وتنص مبادرة «الرباعية» على وقف إطلاق النار لمدة 3 أشهر وبدء حوار سوداني - سوداني يفضي إلى تشكيل حكومة مدنية مستقلة خلال 9 أشهر.

غير أن مسؤولاً عسكرياً سودانياً صرح يوم الخميس، بأن الجيش يرحب بمقترح «الرباعية»، لكنه لن يوافق على هدنة إلا بعد انسحاب «قوات الدعم السريع» بالكامل من المناطق المدنية وتسليم الأسلحة وفقاً لمقترحات السلام السابقة.

لعمامرة: الهدنة فرصة نادرة

لعمامرة خلال مؤتمر لندن بشأن السودان الذي عقد في أبريل 2025 (الأمم المتحدة)

ومن جهة ثانية، قال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للسودان، رمطان لعمامرة، إن الهدنة الإنسانية التي اقترحتها «الرباعية الدولية» توفر فرصة نادرة لوقف القتال وحماية المدنيين وتخفيف معاناة الشعب السوداني.

وأضاف في تدوينة على منصة «إكس» أن الأمم المتحدة على أهبة الاستعداد للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتحويل هذه الهدنة المقترحة إلى جسر حقيقي نحو السلام. وحض لعمامرة الأطراف المتحاربة في السودان على اغتنام هذه الفرصة، قائلاً: «قد تتيح الهدنة المستدامة مساحة للحوار ومساراً سياسياً جاداً... وهو الطريق الوحيد نحو سلام عادل ودائم».

بدوره، قال حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، إن قبول الهدنة الإنسانية، يجب أن يسبقه انسحاب «قوات الدعم السريع» من المدن والمناطق السكنية والمستشفيات والإفراج عن «المختطفين» وتأمين عودة النازحين. وأضاف في تدوينة على منصة «إكس»، لن تكون هناك هدنة من دون حماية المدنيين ومحاسبة مرتكبي الجرائم، محذراً من أن أي هدنة دون تنفيذ تلك الشروط «تعني تقسيم السودان».

من جانبه، جدد سفير السودان في واشنطن، محمد عبد الله إدريس، التزام الحكومة السودانية بتنفيذ خريطة الطريق التي أودعتها لدى الأمم المتحدة، داعياً المجتمع الدولي إلى دعم جهود الحكومة المدنية التي يقودها رئيس الوزراء كامل إدريس.

ويشهد السودان صراعاً على السلطة بين الجيش و«قوات الدعم السريع» منذ أبريل (نيسان) 2023، خلّف أكثر من 40 ألف قتيل ونزوح نحو 12مليون شخص داخلياً وخارجياً، فضلاً عن أزمة نقص غذاء شديدة.

تحشيد عسكري في كردفان

ميدانياً، قالت مصادر محلية إن الجيش أسقط صباح السبت، مسيرة كانت تحلق فوق مدينة الأُبيّض، أكبر مدن إقليم كردفان، وذلك وسط قلق دولي ومحلي من تحشيد مستمر للجيش و«قوات الدعم السريع» استعداداً لمعارك كبيرة متوقعة في الإقليم.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن أنظمة الدفاع الجوي رصدت مسيّرتين على مستوى مرتفع، وسُمع صوت المضادات الأرضية التابعة للجيش تتصدى لهما في المدينة. وبث الجيش مقاطع مصورة لحطام طائرة مسيّرة في أطراف مدينة الأُبيّض.

وتأتي هذه التطورات بعد يوم من تصدي الجيش لسرب طائرات مسيّرة تابعة لـ«قوات الدعم السريع» استهدفت مدينة أم درمان، إحدى مدن العاصمة المثلثة الخرطوم، كما استهدفت مسيّرات أخرى مدينة عطبرة في ولاية نهر النيل شمال البلاد.

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، لحظات اعتراض الدفاعات الأرضية التابعة للجيش لإحدى المسيّرات.

وتكثف «قوات الدعم السريع» هجماتها باستخدام الطائرات المسيّرة ضد أهداف عسكرية ومدنية في الولايات التي يسيطر عليها الجيش. وكان سلاح الجو التابع للجيش، قد شن يوم الخميس، غارات بمسيّرات على أهداف لـ«الدعم السريع» في بعض مدن إقليم دارفور الذي تسيطر عليه «الدعم السريع»، وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى من العسكريين من جراء هذه الغارات.

وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات الدعم السريع» حشدت قوات كبيرة استعداداً لمهاجمة الفرقة «22 مشاة» التابعة للجيش في مدينة بابنوسة غرب إقليم كردفان، بينما تتحرك مجموعات أخرى حول البلدات المحيطة بمدينة الأُبيّض.

وبعد أسبوعين من سيطرة «قوات الدعم السريع» على مدينة الفاشر، المعقل الأخير للجيش السوداني في إقليم دارفور بغرب البلاد، هددت بتوسيع عملياتها العسكرية في ولايات كردفان.