«أحدهم نال أكبر حكم بالسجن»... 6 أسرى كبار تريد «حماس» تحريرهم

الحركة متمسكة بالإفراج عنهم... ونتنياهو تعهد لـ«بن غفير» بعدم إدراجهم في أي صفقة

فلسطينيون يرحّبون بأسرى محررين في خان يونس فبراير الماضي (أ.ف.ب)
فلسطينيون يرحّبون بأسرى محررين في خان يونس فبراير الماضي (أ.ف.ب)
TT

«أحدهم نال أكبر حكم بالسجن»... 6 أسرى كبار تريد «حماس» تحريرهم

فلسطينيون يرحّبون بأسرى محررين في خان يونس فبراير الماضي (أ.ف.ب)
فلسطينيون يرحّبون بأسرى محررين في خان يونس فبراير الماضي (أ.ف.ب)

تفرض أسماء أسرى فلسطينيين كبار نفسها على مسار المباحثات بين إسرائيل و«حماس» حتى قبل أن تبدأ. وبينما أكدت مصادر في «حماس» وفصائل فلسطينية أخرى أن الحركة «ستقاتل على إطلاق سراح القادة» من السجون الإسرائيلية، تعهدت مصادر إسرائيلية بأنهم لن يكونوا على طاولة التفاوض.

وقالت مصادر إسرائيلية وأخرى فلسطينية لـ«القناة 12» العبرية، إن حركة «حماس» تُصر على إطلاق سراح أسرى كبار، وستطلب إطلاقهم عموماً حسب الأقدمية في الأسر والعمر، إلى جانب جميع معتقلي «قوات النخبة» من «كتائب القسام» (الذراع العسكرية لحركة «حماس») الذين اعتُقلوا في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

ونقلت القناة العبرية أن «(حماس) تريد الإفراج عن قائمة من 6 شخصيات، على رأسها: مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، وعبد الله البرغوثي، وإبراهيم حامد، وعباس السيد، وحسن سلامه، وذلك من بين 50 معتقلاً تضع إسرائيل عليهم (فيتو كبيراً) منذ صفقة التبادل التي جرت عام 2011 المعروفة باسم (صفقة جلعاد شاليط)».

الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط (سي إن إن)

لكن مسؤولين إسرائيليين قالوا لـ«القناة 12» إن «موقف إسرائيل لم يتغير»، في حين أفاد مصدر سياسي، الاثنين، «القناة 14» الإسرائيلية، بأن «موقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على مر السنين، هو أنه لن يتم الإفراج عن (رموز الإرهاب) في الصفقة».

ووفق القناة فإن نتنياهو تعهد لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بأن الأسماء الكبيرة في سجون إسرائيل لن يتم الإفراج عنها، وبينهم مروان البرغوثي، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع بوصفه خليفة محتملاً للرئيس الفلسطيني محمود عباس في قيادة حركة «فتح»، لن يُدرج في الصفقة.

وقالت مصادر كانت حاضرة في الاجتماع بين نتنياهو وبن غفير، إن ذلك كان التزاماً أُعطي صراحة من قِبل نتنياهو لبن غفير.

وقالت «القناة 12» إن «إسرائيل لم تُقرر بعدُ كيفية الرد على مطلب (حماس) المتوقع، ولكن من الواضح أن هذا البند من أكثر البنود إثارةً للجدل في المفاوضات، وهو بندٌ قد يعوق التقدم، بل يُشعل جدلاً شعبياً وسياسياً حاداً داخل إسرائيل نفسها».

فمن هم رموز الأسرى الذين تصر عليهم «حماس» وترفضهم إسرائيل؟

مروان البرغوثي

قيادي بارز في حركة «فتح»، ويُنظر إليه بوصفه قائداً مستقبلياً للحركة، برز في الانتفاضة الأولى 1987، وكان ناشطاً، وقاد مسيرات حاشدة ضد الحكم الإسرائيلي في الضفة الغربية، واعتُقل ونُفي إلى الأردن جراء نشاطه.

وعاد البرغوثي مرة أخرى إلى الضفة الغربية عام 1994 بموجب «اتفاق أوسلو»، الموقع بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993، وفي عام 1996 انتُخب نائباً في المجلس التشريعي الفلسطيني.

مروان البرغوثي مقيد اليدين ملوِّحاً بعلامة النصر ومحاطاً برجال الشرطة الإسرائيليين عام 2003 (أ.ف.ب)

بعد اندلاع الانتفاضة الثانية، أيّد علناً القتال ضد إسرائيل، وتحول إلى رمز شعبي، وفي أثناء ذلك تعرض للمطاردة ولمحاولتي اغتيال.

اتهمته إسرائيل بقيادة الجناح العسكري لحركة «فتح»، «كتائب شهداء الأقصى»، المسؤول عن العديد من الهجمات ضد الإسرائيليين، ثم اعتقلته في 15 أبريل (نيسان) 2002، خلال اجتياح مدن الضفة، وتعرّض لأشهر من التعذيب خلال التحقيق معه، ولأكثر من ألف يوم في العزل الانفرادي، وتم الحكم عليه بالسجن 5 مؤبدات و40 عاماً، بتهمة التخطيط والمشاركة في قتل خمسة إسرائيليين في الانتفاضة الثانية عام 2000.

خلال فترة سجنه، حصل على درجة الدكتوراه، وكان آخر ظهور له في مقطع مصور قصير من سجن إسرائيلي، عندما تعمّد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير زيارته وتهديده بالقول له: «من يعبث بإسرائيل، ومن يقتل أطفالنا، ومن يقتل نساءنا، فسنمحوه. عليك أن تعرف ذلك».

عبد الله البرغوثي

عمره 53 عاماً، ويُعرف بأنه «مهندس (حماس)»، وأحد قادة الجناح العسكري للحركة في الضفة الغربية، ويُعد خبير متفجرات.

تتهمه إسرائيل بأنه «قاد ووجه عشرات العمليات والهجمات ضد الإسرائيليين، ما أسفر عن مقتل 66 إسرائيلياً وإصابة نحو 500 آخرين، بما في ذلك الهجوم على مطعم (سبارو) في القدس عام 2001 ومقهى (مومنت) عام 2002».

عبد الله البرغوثي (فيسبوك)

اعتُقل البرغوثي في ​​مارس (آذار) 2003، وحُكم عليه بالسجن المؤبد 67 مرة، مما جعله أطول حكم لأسير فلسطيني في تاريخ إسرائيل.

في عام 2009، طُرح اسم عبد الله البرغوثي بوصفه أحد المرشحين للإفراج عنه في مفاوضات صفقة التبادل مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط (تمت عام 2011)، ولكن بسبب المعارضة الإسرائيلية، استُبعد من الصفقة الموقعة في أكتوبر 2011.

إبراهيم حامد (60 عاماً)

تعدّه إسرائيل أخطر أسير لديها، وتتهمه بأنه كان قائد الجناح العسكري لـ«حماس» في الضفة الغربية خلال الانتفاضة الثانية. وحسب لائحة الاتهام، فقد خطّط ونظّم عشرات الهجمات ضد الإسرائيليين، ومن بين هذه الهجمات هجوم «شيفيلد» في «ريشون لتسيون» عام 2002، الذي قُتل فيه 15 إسرائيلياً وجُرح 57، وهجوم الجامعة العبرية في العام نفسه الذي قُتل فيه 9 أشخاص وجُرح نحو 100.

الأسير الفلسطيني إبراهيم حامد (مكتب إعلام الأسرى)

كانت مطاردة حامد صعبة باعتراف الإسرائيليين، حتى اعتُقل في 27 يونيو (حزيران) 2012، واتُّهم بقتل 46 إسرائيلياً وإصابة أكثر من 400 آخرين. حُكم عليه بالسجن المؤبد 54 مرة، ورفضت إسرائيل إطلاق سراحه في صفقة شاليط.

أحمد سعدات

يشغل سعدات منصب الأمين العام لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين». وُلد عام 1953 في بلدة دير طريف في الرملة، ثم نزح مع أسرته إلى مدينة البيرة في رام الله.

اعتُقل أكثر من مرة من قِبل إسرائيل، غير أن اعتقاله الأخير كان درامياً، فبعد أن مكث في مقر المقاطعة حيث كان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات محاصراً، في عام 2002؛ أصرّت إسرائيل على اعتقاله على خلفية اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي الأسبق رحبعام زئيفي في 17 أكتوبر 2001.

وفي نهاية الأمر، عقد عرفات اتفاقاً مع الولايات المتحدة وبريطانيا قضى بنقل سعدات إلى سجن يحرسه الأميركيون والبريطانيون في أريحا على ألا تعتقله إسرائيل.

الأمن الإسرائيلي يحيط بأحمد سعدات قائد «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» (حسابات «الجبهة» على مواقع التواصل)

وفي الأول من مايو (أيار) 2002، نُقل سعدات وزملاؤه الذين تتهمهم إسرائيل بقتل زئيفي إلى سجن أريحا تحت وصاية أميركية-بريطانية، لكن إسرائيل اقتحمت السجن في 14 مارس 2006 واعتقلت سعدات ورفاقه من سجن أريحا.

يُعد أرفع مسؤول في «الجبهة الشعبية» تعتقله إسرائيل، وحُكم عليه بالسجن 30 عاماً.

عباس السيد

كان قائد الجناح العسكري لحركة «حماس» في طولكرم. تتهمه إسرائيل بهجوم فندق «بارك» في نتانيا عام 2002.

الأسير الفلسطيني عباس السيد (نادي الأسير الفلسطيني)

تنسب إسرائيل إلى السيد أنه قتل 35 إسرائيلياً، وحُكم عليه بالسجن المؤبد 35 مرة.

حسن سلامة

أحد أبرز قيادات «كتائب القسام» منذ تأسيسها، وُلد في خان يونس عام 1971، والتحق مبكراً بحركة «حماس».

تم تكليفه بقيادة سلسلة من العمليات الانتقامية بعد اغتيال القيادي الكبير يحيى عياش عام 1996.

في عام 2023، نشر كتاب «الحافلات المحترقة» الذي ألّفه من داخل زنزانته، ويتناول هجمات سابقة نفّذتها عناصر «حماس» في إسرائيل، ونُشر الكتاب بغزة في ذكرى اغتيال يحيى عياش. وقالت «حماس» قبل أشهر إن سلامة يتعرض لمحاولة تصفية في السجون.

غلاف كتاب «الحافلات تحترق» للأسير الفلسطيني حسن سلامة

تتهم إسرائيل سلامة بالمسؤولية عن سلسلة هجمات، وأنه كان أحد مخططي الهجومَين على «طريق 18» في القدس، اللذَين قُتل فيهما 45 إسرائيلياً، والهجوم على مفترق عسقلان عام 1996، الذي قُتل فيه جندي إسرائيلي، وجُرح 36 شخصاً. حُكم عليه بالسجن المؤبد 46 مرة.


مقالات ذات صلة

بابا الفاتيكان يتحدث عن معاناة مواطني غزة في أول قداس عيد ميلاد له

أوروبا بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر في أول قداس عيد ميلاد له اليوم (رويترز)

بابا الفاتيكان يتحدث عن معاناة مواطني غزة في أول قداس عيد ميلاد له

تحدث بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر في أول قداس عيد ميلاد له اليوم الخميس عن مواطني غزة «الذين يتعرضون للأمطار والرياح والبرد منذ أسابيع».

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)
شؤون إقليمية 
جانب من احتفالات ليلة عيد الميلاد خارج «كنيسة المهد» في بيت لحم بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)

نتنياهو يتهم «حماس» بخرق الاتفاق قبل لقائه ترمب

سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، إلى تحميل حركة «حماس» المسؤولية عن إصابة ضابط بالجيش الإسرائيلي في ‌انفجار عبوة ناسفة ‍في رفح.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب - غزة)
العالم العربي احتفالات عيد الميلاد في بيت لحم بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

احتفالات عيد الميلاد تعود إلى بيت لحم بعد عامين من الحرب على غزة

تجوب فرق الكشافة شوارع بيت لحم الأربعاء، مع بدء الاحتفالات بعيد الميلاد في المدينة الواقعة في الضفة الغربية المحتلّة بعد عامين خيّمت عليهما حرب غزة.

«الشرق الأوسط» (بيت لحم)
خاص فلسطيني يحمل طفلاً بجوار أنقاض المباني المدمرة في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة الأربعاء (أ.ف.ب) play-circle

خاص التفاهم المصري - الأميركي على «إعمار غزة» يكتنفه الغموض وغياب التفاصيل

رغم اتفاق القاهرة وواشنطن على ضرورة تفعيل خطة لإعادة إعمار غزة، فإن النهج الذي ستتبعه هذه الخطة ما زال غامضاً، فضلاً عن عدم تحديد موعد لعقد مؤتمر في هذا الشأن.

محمد محمود (القاهرة)
العالم العربي «حماس» تقول إن المساعدات الإغاثية التي تدخل قطاع غزة لا ترقى للحد الأدنى من الاحتياجات (رويترز)

وفد من «حماس» يبحث مع وزير الخارجية التركي مجريات تطبيق اتفاق غزة

قالت حركة «حماس» إن وفداً بقيادة رئيس الحركة في قطاع غزة خليل الحية التقى مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في أنقرة اليوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (قطاع غزة)

اغتيال مسؤول أمني أفغاني سابق في العاصمة الإيرانية

أكرم الدين سريع القائد السابق لشرطة ولايتي بغلان وتخار (إكس)
أكرم الدين سريع القائد السابق لشرطة ولايتي بغلان وتخار (إكس)
TT

اغتيال مسؤول أمني أفغاني سابق في العاصمة الإيرانية

أكرم الدين سريع القائد السابق لشرطة ولايتي بغلان وتخار (إكس)
أكرم الدين سريع القائد السابق لشرطة ولايتي بغلان وتخار (إكس)

قتل أكرم الدين سريع، مسؤول أمني سابق في الحكومة الأفغانية السابقة، في هجوم مسلح وقع في العاصمة الإيرانية طهران، في حادثة أكدت الشرطة الإيرانية وقوعها، فيما لا تزال التحقيقات جارية لكشف ملابساتها.

وأفادت مصادر لوكالة «مهر» الحكومية الإيرانية بأن القائد السابق لشرطة ولايتي بغلان وتخار، استُهدف بعد مغادرته مقر عمله في شارع ولي عصر وسط طهران؛ حيث أُطلق عليه النار وأصيب برصاصة في الرأس، نقل على أثرها إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة متأثراً بإصابته.

وأظهرت متابعات «مهر» مع قيادة شرطة طهران أن حادثة الاغتيال مؤكدة، وأن الأنباء المتداولة بشأنها صحيحة، مشيرة إلى أن الجهات الأمنية تواصل البحث عن منفذي الهجوم.

وحسب مصادر مطلعة، تحدثت لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي فارسي) وقع الهجوم نحو الساعة السابعة والنصف مساء الأربعاء، أثناء خروج سريع من مكتبه، وكان برفقته شخصان آخران. وأسفر إطلاق النار عن مقتل أحد مرافقيه، فيما أصيب المرافق الآخر بجروح.

وتولّى سريع قيادة شرطة بغلان بين عامي 2017 و2019 في عهد الرئيس السابق محمد أشرف غني، قبل أن يعين قائداً لشرطة ولاية تخار. وبعد عودة حركة «طالبان» إلى السلطة عام 2021، توجه إلى إيران وأقام في طهران خلال السنوات الأخيرة.

ونقلت «إذاعة أوروبا الحرة» عن مصادر مطلعة أن سريع كان يعمل في إيران على مساعدة العسكريين الأفغان السابقين في الحصول على تصاريح إقامة من السلطات الإيرانية، وهي تصاريح تمنع ترحيلهم إلى أفغانستان. وحسب إحدى هذه المصادر، تلقى سريع اتصالاً هاتفياً قبل الحادث، حيث طلب المتصل مساعدته في حل مشكلة يواجهها.

وفي رسالة على منصة «إكس»، اتهم علي ميثم نظري، مسؤول العلاقات الخارجية في «جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية»، وهي من الجماعات المعارضة لحكم «طالبان»، حكومة «طالبان» بالوقوف وراء عملية الاغتيال. ولم تُبدِ حكومة «طالبان» حتى الآن أي موقف رسمي من هذه الاتهامات، لكنها كانت قد نفت في السابق تنفيذ أي أنشطة أمنية أو عسكرية خارج حدود أفغانستان.

وفي أعقاب حرب يونيو (حزيران) مع إسرائيل، طلبت إيران من حكومة «طالبان» معلومات عن مواطنين أفغانيين كانوا في الأجهزة الأمنية، للتحقيق في احتمال صلاتهم بالقوات الأميركية أو الإسرائيلية.

وطالب عدد من مسؤولي الحكومة الأفغانية السابقة وجبهات معارضة لـ«طالبان» السلطات الإيرانية بفتح تحقيق شامل في الحادث وتحديد هوية الجناة. غير أن الحكومة الإيرانية لم تصدر حتى الآن أي بيان رسمي لوسائل الإعلام بشأن نتائج التحقيق.

ويعد مقتل سريع ثاني حادث اغتيال لشخصية أفغانية معارضة لـ«طالبان» في إيران خلال الأشهر الأخيرة. ففي سبتمبر (أيلول) الماضي، قتل معروف غلامي، أحد القادة الجهاديين الأفغان المقيمين في إيران، برصاص مسلحين في مدينة مشهد.

وتأتي هذه الحوادث في وقت أثارت فيه عمليات الترحيل الواسعة للمهاجرين الأفغان من إيران خلال الأشهر الماضية مخاوف من تعرض حياة العسكريين السابقين للخطر، خصوصاً في حال إعادتهم إلى أفغانستان.

وتشير تقارير غير رسمية إلى لجوء آلاف من عناصر الجيش والشرطة الأفغانية السابقين إلى إيران عقب عودة «طالبان» إلى السلطة، ولا يزال كثير منهم يقيمون هناك.

في المقابل، تؤكد حكومة «طالبان» أنها أعلنت عفواً عاماً في عام 2021، وأن أياً من أعضاء الحكومة أو الأجهزة الأمنية السابقة لا يواجه، وفق قولها، ملاحقة رسمية بسبب انتمائه السابق.


تركيا: القبض على عشرات من «داعش» خططوا لهجمات في رأس السنة

عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن إسطنبول خلال مداهمة لمنزل يقيم به عناصر من «داعش» (الداخلية التركية)
عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن إسطنبول خلال مداهمة لمنزل يقيم به عناصر من «داعش» (الداخلية التركية)
TT

تركيا: القبض على عشرات من «داعش» خططوا لهجمات في رأس السنة

عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن إسطنبول خلال مداهمة لمنزل يقيم به عناصر من «داعش» (الداخلية التركية)
عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن إسطنبول خلال مداهمة لمنزل يقيم به عناصر من «داعش» (الداخلية التركية)

ألقت قوات مكافحة الإرهاب في إسطنبول القبض على 137 من عناصر تنظيم «داعش» كانوا يُخططون ‌لشن هجمات خلال ‌احتفالات ‌عيد ⁠الميلاد ​ورأس ‌السنة الجديدة في تركيا.

وقالت مصادر أمنية، الخميس، إنه جرى القبض على عناصر «داعش» بموجب مذكرة صادرة من مكتب المدعي العام لإسطنبول، بناءً على معلومات حصلت عليها مديرية الأمن تُفيد ⁠بأن أعضاء تنظيم «داعش» الإرهابي ‍خططوا ‍لشن هجمات لاستهداف غير المسلمين، على وجه الخصوص، خلال احتفالات عيد الميلاد ورأس ​السنة الجديدة.

وفي وقت سابق، ذكر مكتب المدعي العام في إسطنبول، عبر «إكس»، أن قوات الأمن داهمت 124 ⁠موقعاً في المدينة، وألقت القبض على 115 من أصل 137 مشتبهاً بهم، وأنه جرى ضبط عدد من الأسلحة والذخيرة والعديد من الوثائق التنظيمية.

وجاء في البيان أنه في إطار التحقيقات التي أجرتها مديرية مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية شرطة إسطنبول، بتوجيه من مكتب التحقيقات في جرائم الإرهاب التابع للنيابة العامة، وردت معلومات تُفيد بأن تنظيم «داعش» الإرهابي كان يُخطط لشن هجمات تستهدف بلدنا، خصوصاً غير المسلمين، خلال احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية المقبلة.

حملات مكثفة

وأضاف أنه تبين أن هؤلاء الأفراد كانوا على اتصال بمناطق النزاع (في سوريا والعراق) في إطار أنشطة التنظيم الإرهابي، وصدرت بحق بعضهم أوامر اعتقال على المستويين الوطني والدولي بتهم تتعلق بالإرهاب.

وتواصل أجهزة الأمن التركية حملاتها على التنظيم وخلاياه، بشكل منتظم، منذ الهجوم الإرهابي الذي نفذه الداعشي الأوزبكي، عبد القادر مشاريبوف، المُكنى «أبو محمد الخراساني»، في نادي «رينا» الليلي بمنطقة أورتاكوي في إسطنبول خلال احتفالات رأس السنة عام 2017، ما أسفر عن مقتل 39 شخصاً وإصابة 79 آخرين، غالبيتهم أجانب.

عناصر من قوات الدرك التركية تقتاد أعضاء في «داعش» للتحقيق معهم بعد القبض عليهم (الداخلية التركية)

ورحّلت السلطات التركية، أو منعت من الدخول، الآلاف من عناصر «داعش»، منذ ذلك الوقت، وتقوم بحملات مكثفة على عناصر التنظيم قبل احتفالات رأس السنة كل عام.

ونتيجةً لهذه الجهود والحملات المكثفة ضد التنظيم، الذي أدرجته تركيا على لائحة المنظمات الإرهابية لديها عام 2013، بعد أن أعلن مسؤوليته عن عمليات إرهابية نُفِّذت على أراضيها بين عامي 2015 و2017، وأسفرت عن مقتل أكثر من 300 شخص وإصابة العشرات، توقّف نشاط التنظيم منذ آخر عملياته في رأس السنة عام 2017.

عودة النشاط

وعاود «داعش» نشاطه الإرهابي، بعد 7 سنوات، بالهجوم على كنيسة «سانتا ماريا» في إسطنبول، مطلع فبراير (شباط) 2024، ما أسفر عن مقتل المواطن التركي تونجر جيهان (52 عاماً).

وعقب الهجوم، جرى القبض على 17 من عناصر «ولاية خراسان» بعد تحديد هويتهم بواسطة المخابرات التركية وشعبة مكافحة الإرهاب في مديرية أمن إسطنبول، وجرى التأكد من صلتهم بالهجوم المسلَّح على الكنيسة والتخطيط لإقامة كيان لتدريب ونشر مسلَّحي «داعش» في دول الشرق الأوسط.

مراسم تأبين مواطن تركي قتل في هجوم نفذه عناصر من تنظيم «ولاية خراسان» التابع لـ«داعش» على كنيسة في إسطنبول خلال فبراير 2024 (إعلام تركي)

وفي إطار ملاحقتها عناصر تنظيم «ولاية خراسان»، التابع لـ«داعش»، نجحت المخابرات التركية بالتنسيق مع نظيرتها الباكستانية، في القبض على التركي محمد غوران، الذي يحمل الاسم الحركي «يحيى»، يوم الاثنين الماضي على الحدود الأفغانية-الباكستانية.

وأفادت معلومات بأن غوران كان يُخطط لتنفيذ عملية انتحارية ضد مدنيين في كل من أفغانستان وباكستان وتركيا وأوروبا، بتكليف من «داعش»، وتبيّن أنه عمل سابقاً مع أوزغور ألطون المُكنى بـ«أبو ياسر التركي»، الذي كان يُعد أرفع مسؤول تركي في تنظيم «ولاية خراسان»، والذي لعب دوراً فعالاً في نقل عناصر من «داعش» من تركيا إلى منطقة الحدود الأفغانية-الباكستانية، وأُلقي القبض عليه في عملية مشتركة مع السلطات الباكستانية على الحدود مع أفغانستان حين كان يستعد لدخول باكستان، وجرى جلبه إلى تركيا مطلع يونيو (حزيران) الماضي.

تفكيك الشبكة المالية

وصعّدت أجهزة الأمن التركية، خلال الأشهر الأخيرة، من وتيرة عملياتها التي تستهدف كوادر التمويل والدعاية والترويج في «داعش»، ضمن حملاتها المستمرة ضد التنظيم، والتي أسفرت عن ضبط عدد من كوادره القيادية، ومسؤولي التسليح والتمويل والتجنيد.

أحد عناصر قوات مكافحة الإرهاب التركية يؤمن محيط عملية استهدفت «داعش» في إسطنبول (الداخلية التركية)

وألقت قوات الأمن التركية، خلال هذه العمليات، القبض على مئات من عناصر تنظيم «داعش» ممن نشطوا سابقاً في صفوفه بالعراق وسوريا، وقاموا بأنشطة للتمويل، داخل تركيا، في حملات شملت عدداً من الولايات في أنحاء البلاد.

وكانت آخر العمليات في هذا الإطار قد نفذت الأسبوع الماضي، وجرى خلالها القبض على 170 من عناصر التنظيم في عمليات متزامنة في 32 ولاية من ولايات تركيا الـ81.

وتبين أن هذه العناصر التي أُلقي القبض عليها سبق لها العمل ضمن تنظيم «داعش» الإرهابي، وتقديم الدعم المالي له، وبعضهم قام بتحويل أموال من سوريا إلى نساء من عائلات عناصر «داعش» قدمن إلى تركيا، ويقمن في إسطنبول حالياً.


كاتس: إسرائيل ستقيم شريطاً أمنياً في قطاع غزة لحماية مستوطناتها

جنود إسرائيليون في مستوطنة سنور الإسرائيلية التي تم إخلاؤها بالقرب من مدينة جنين في الضفة الغربية (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون في مستوطنة سنور الإسرائيلية التي تم إخلاؤها بالقرب من مدينة جنين في الضفة الغربية (إ.ب.أ)
TT

كاتس: إسرائيل ستقيم شريطاً أمنياً في قطاع غزة لحماية مستوطناتها

جنود إسرائيليون في مستوطنة سنور الإسرائيلية التي تم إخلاؤها بالقرب من مدينة جنين في الضفة الغربية (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون في مستوطنة سنور الإسرائيلية التي تم إخلاؤها بالقرب من مدينة جنين في الضفة الغربية (إ.ب.أ)

قال وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، اليوم (الخميس)، خلال حديثه عن حرب غزة: «لقد انتصرنا في غزة». وفيما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار مع حركة «حماس»، أشار كاتس إلى أن بلاده «لن تغادر غزة أبداً».

أفاد موقع «واي نت» الإسرائيلي، نقلاً عن كاتس قوله إن إسرائيل ستقيم شريطاً أمنياً داخل قطاع غزة لحماية المستوطنات.

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي مجدداً أن «حماس» يجب أن تتخلى عن السلاح، وإلا «فستقوم إسرائيل بهذه المهمة بنفسها».

ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، عن كاتس، تأكيده مجدداً في «المؤتمر الوطني للتربية» الذي نظمته منظمة «بني عكيفا التعليمية الدينية» و«مركز أولبانوت» وصحيفة «ماكور ريشون»، على أنه إذا لم تتخلَّ حماس عن سلاحها في إطار خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب: «فسنقوم نحن بذلك».

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه رغم أن الاتفاق ينص على انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، التي سيتم تسلم لاحقاً إلى الفلسطينيين، وأضاف وزير الدفاع الإسرائيلي: «سيكون هناك شريط أمني محيط بقطاع غزة لحماية المستوطنات».

تجدر الإشارة إلى أن الدول الغربية لا تزال تتحدث عما يعرف بحل الدولتين رغم أن البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) كان صوَّت رسمياً، في يونيو (حزيران) 2024 لصالح قرار يرفض إقامة دولة فلسطينية غرب نهر الأردن.

ووصف القرار إقامة دولة فلسطينية، في أعقاب أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول)، بأنها «مكافأة للإرهاب»، معتبراً أن «مثل هذه المكافأة لن تؤدي إلا إلى تشجيع حركة (حماس)، التي ستستخدم دولة فلسطين بعد ذلك لشن هجمات على إسرائيل».

كما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وعدد من وزرائه من اليمين الديني المتطرف، صرحوا مراراً بأنه لن تكون هناك دولة فلسطينية.