بينما اقتربت «قافلة الصمود» المغاربية لفك الحصار المضروب على قطاع غزة، من بلوغ مدينة الزاوية التي تبعد 51 كلم عن العاصمة الليبية طرابلس بعد عبورها من تونس، في طريقها إلى مصر، سادت حالة من الصمت رسمياً في القاهرة إزاء التعامل معها، وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن «السلطات في مصر لم تحسم بعد الموقف بشأن السماح للقافلة بالعبور من عدمه».
وأعلنت «قافلة الصمود المغاربية لكسر الحصار على غزة»، (الثلاثاء)، انتهاء المرحلة الأولى من رحلتها بعد 24 ساعة من انطلاقها والنجاح في اجتياز كامل التراب التونسي.
وبدأت القافلة مرحلتها الثانية بعد دخول الأراضي الليبية محملة بنحو 165 سيارة وحافلة تضم قرابة 2000 شخص شاركوا في الحملة حتى الآن من الجنسيتين التونسية والجزائرية، في مسعى للوصول إلى الحدود الليبية - المصرية، ومنها إلى معبر رفح، الأحد المقبل، بحسب المنظمين.
وسعت «الشرق الأوسط» للحصول على تعليق من الحكومة المصرية والهلال الأحمر المصري بشأن السماح بدخول القافلة من الحدود المصرية من عدمه، لكن لم يتسن ذلك.
فيما ذكرت مصادر مصرية مطلعة أن «هذه القافلة تضع تحديات أمام السلطات في مصر، أولها أن دخول الأشخاص من الخارج يستلزم تأشيرات مسبقة، فضلاً عن أن هذا العدد الكبير من الأشخاص غير المعروفة انتماءاتهم ولا توجهاتهم، يصعّب الموقف الأمني، وكذلك فإن مسألة السماح لهم بالدخول وعبور مصر من غربها إلى شرقها لمسافة تتخطى 700 كلم تضع تحديات ضخمة أمام أجهزة الأمن».
وفي حين قالت المصادر إن الموقف إزاء التعامل معهم «لم يحسم بعد»، لحساسية الأمر، رجحت «ألا يتم السماح بدخول القافلة، خاصة أن منظميها يعلمون أن المعابر لغزة مغلقة ولن تسمح إسرائيل بدخولهم، ما يضع علامات استفهام حول السبب الحقيقي لتنظيم القافلة»، بحسب تعبير المصادر.
وقال العضو المشارك في القافلة، هيثم بدر لـ«الشرق الأوسط» إن «الهدف ليس الدخول إلى غزة وهذه ليست قافلة مساعدات، المساعدات موجودة أصلاً أمام معبر رفح ومتكدسة بكميات رهيبة، الهدف هو كسر حصار دخول المساعدات من خلال ضغط شعبي أمام المعبر».
وأوضح: «قبل انطلاق القافلة تم إخطار السلطات التونسية والسفارتين الليبية والمصرية في تونس، وكان الرد إيجابياً ومشجعاً من الجانبين الليبي والتونسي، لكن السفارة المصرية لم ترد حتى الآن»، وفق تأكيده.
وشدد على أن «القافلة نظمت بمبادرة شبابية وتلقائية وكلٌّ مشارك وفق إمكاناته، وليست هناك تمويلات من أي جهة».
ويتزامن انطلاق هذه القافلة مع ما حدث بشأن السفينة «مادلين» التي أطلقها التحالف الدولي لكسر حصار غزة، قبل أن تصادرها إسرائيل، الاثنين، من المياه الدولية بالبحر المتوسط قرب غزة، وتعتقل النشطاء الذين كانوا على متنها.
من جانبه، قال عضو التحالف الدولي لكسر الحصار عن غزة، رشاد الباز لـ«الشرق الأوسط»، إن «القافلة المغاربية التي انطلقت من تونس ليست لها علاقة بالتحالف، وإنه عرض خدماته لدعم القافلة من واقع تنظيم قوافل مماثلة على مدى 14 عاماً والتنسيق مع السلطات المصرية، ولكنه لم يتلق رداً من منظمي القافلة على عرضه».
وأكدت «تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين» التي تنظم القافلة، أن الهدف من هذا التحرك هو «خلق جسر بشري لمد العون للفلسطينيين في القطاع، وتوجيه رسالة إلى العالم للتحرك من أجل دعم الحق الفلسطيني»، وفقاً لإذاعة «مونت كارلو الدولية».
وتسببت القافلة في حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بمصر حيث حذر برلمانيون وإعلاميون من تداعيات «مغامرة غير محسوبة العواقب».
وبحسب وكالات الأنباء، فإن من بين المشاركين أيضاً في القافلة الناشر البريطاني ذا الأصول الإيطالية سينتوفانتي فلافيو، المؤيد للقضية الفلسطينية، الذي شارك بانتظام في تجمعات ووقفات احتجاجية ومظاهرات داعمة لغزة في بلدة ترو جنوب غربي إنجلترا منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.