الجزائر تُعِد خطة «للتصدي للأخبار المضللة»

مدير الأمن الخارجي يحذَّر من «زرع الشك في المؤسسات»

جانب من أشغال الاجتماع الأفريقي حول مكافحة الأخبار الكاذبة (وزارة الاتصال الجزائرية)
جانب من أشغال الاجتماع الأفريقي حول مكافحة الأخبار الكاذبة (وزارة الاتصال الجزائرية)
TT

الجزائر تُعِد خطة «للتصدي للأخبار المضللة»

جانب من أشغال الاجتماع الأفريقي حول مكافحة الأخبار الكاذبة (وزارة الاتصال الجزائرية)
جانب من أشغال الاجتماع الأفريقي حول مكافحة الأخبار الكاذبة (وزارة الاتصال الجزائرية)

في مواجهة ما وصفه بالأخبار «المضللة» التي تستهدف الأمن القومي، أعلن وزير الاتصال الجزائري، محمد مزيان، عن العمل على إعداد خطة للتصدي للأنباء الزائفة، وذلك خلال اجتماع عقده «مكتب التنسيق الأمني لشمال أفريقيا» في الجزائر.

وأوضح مزيان أن هناك توجهاً نحو «تعزيز التشريعات الوطنية لمكافحة التضليل الإعلامي والأخبار الزائفة» التي تقول الجزائر إن «خصوماً وأعداءً في الخارج» يستهدفونها بها. وكان الوزير قد ذكر سابقاً أن هناك «حملات ممنهجة لتشويه صورة الجزائر، يقودها آلاف الصحافيين حول العالم»، حسب وصفه، عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.

انطلقت اجتماعات «مكتب التنسيق الأمني لشمال أفريقيا»، التابع لـ«لجنة أجهزة الاستخبارات والأمن في أفريقيا»، التي تتبع بدورها الاتحاد الأفريقي، يوم السبت الماضي، وتواصلت على مدى ثلاثة أيام.

وخُصّصت الاجتماعات لموضوع «المعلومات المضللة والأخبار الزائفة وتداعياتها على أمن واستقرار الدول».

ودعا مزيان في كلمة ألقاها، الأحد، إلى «رفع كفاءة القوانين الوطنية والدولية لمكافحة التضليل الإعلامي»، مشدداً على أن محاربة الأخبار الزائفة «تُعد معركة مشتركة تستوجب تنسيقاً دائماً ومتواصلاً بين الدول الأفريقية».

كما شدد على أنها «حرب لا تقع على عاتق دولة واحدة، بل تُعد معركة مشتركة تتطلب تبادلاً فعالاً للمعلومات بين أجهزة الأمن المختصة والمؤسسات الإعلامية».

وزير الاتصال الجزائري محمد مزيان (وزارة الاتصال)

ودعا الوزير الجزائري إلى إنشاء «منصة أفريقية لمحاربة التضليل الإعلامي»، تضم خبراء في الإعلام الأمني والتكنولوجيا. كما شدد على أهمية «التوعية المجتمعية، لا سيما لدى فئة الشباب، من أجل محاربة الأخبار الزائفة عبر منصات التواصل الاجتماعي».

وأشار إلى ضرورة التصدي للظاهرة على الصعيدين الأمني والإعلامي، مع العمل على ترسيخ ثقافة التثبت من صحة المعلومات والمصادر الموثوقة.

وتحدث مزيان عن أهمية تطوير آليات فنية لاكتشاف المعلومات الزائفة والتصدي «للحملات الإعلامية العدائية»، وضرورة تعزيز التعاون بين الدول الأفريقية لمواجهة الدعاية الإعلامية بشكل جماعي من خلال تبادل المعلومات والتجارب الناجحة.

«تجاوب أفريقي موحد»

من جانبه، أكد اللواء رشدي فتحي موساوي، مدير الأمن الخارجي ومكافحة التجسس الجزائري، في كلمة خلال الاجتماع، أن استقرار وأمن الجزائر لا ينفصلان عن استقرار وأمن القارة الأفريقية.

مدير الأمن الخارجي الجزائري اللواء فتحي موساوي (وزارة الاتصال)

ودعا موساوي إلى «تجاوب أفريقي موحد في مواجهة الأخبار الكاذبة والتضليل الإعلامي»، مشيراً إلى خطورة مثل هذه الأخبار واستخدامها «لزعزعة الاستقرار، وبث الفتنة، وزرع الشك في مؤسسات الدولة».

كما وصفها بأنها «تهديد مباشر للسلام والاستقرار، تُستخدم للتأثير على المجتمعات وزعزعة الثقة بين الشعوب وحكوماتها، وهي أساليب حديثة تعادل الحروب في قوتها التخريبية».

وهذه أول مرة يظهر فيها موساوي للعلن مند تعيينه في المنصب يوم 24 سبتمبر (أيلول) 2024 خلفاً للواء جبار مهنا الذي أُحيل إلى التقاعد.

وقال إن خطر وسائل الإعلام الجديدة يكمن «في سهولة تداول المعلومات دون رقابة أو إشراف، ما أدى إلى تفشي الأخبار الكاذبة»، وعدَّ أن مكافحة هذا الظاهرة «معركة وجودية تتطلب مواصلة العمل المشترك لحماية مستقبل قارتنا من هذه التهديدات الخطيرة».

وقدّم مدير جهاز الأمن الخارجي مقترحاتِ لمواجهة هذا التحدي، من بينها تعزيز التنسيق والتعاون بين أجهزة الاستخبارات والأمن، وإقامة شراكات مع وسائل الإعلام وإدارات منصات التواصل الاجتماعي لوضع آليات للتحقق من صحة المعلومات ورفع وعي المواطنين.


مقالات ذات صلة

هل يفلح إدريس التكنوقراطي المخضرم في إعادة السودان إلى الحضن الأفريقي؟

شمال افريقيا كمال إدريس (أرشيفية متداولة)

هل يفلح إدريس التكنوقراطي المخضرم في إعادة السودان إلى الحضن الأفريقي؟

تبذل الحكومة السودانية التي تتخذ من بورتسودان عاصمة مؤقتة جهوداً حثيثة لاستعادة عضويتها المجمَّدة في الاتحاد الأفريقي واستعادة شرعيتها الإقليمية.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري يلقي كلمة بلاده في الاجتماع الوزاري الأفريقي-الأوروبي (الخارجية المصرية)

مصر تدعو لتعميق الشراكة الأفريقية - الأوروبية في مكافحة الإرهاب

دعت مصر إلى تعميق الشراكة الأفريقية - الأوروبية لـ«إنهاء النزاعات، ومكافحة الإرهاب، والتعامل مع ظاهرة الهجرة القسرية، وحماية الأمن البحري والملاحي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
أفريقيا قائد القوات المسلحة الأوغندية موهوزي كينيروغابا (رويترز)

قائد الجيش الأوغندي يهدد بترحيل ناخبين يقترعون ضد والده الرئيس

أعلن نجل الرئيس الأوغندي، اليوم (الخميس)، أن أي مواطن يقترع ضد والده في الانتخابات المقبلة سيتم ترحيله.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
أفريقيا مقتل 23 شخصاً في أربع هجمات منفصلة في ولاية بينو في وسط نيجيريا (أ.ب)

مسلّحون يقتلون 23 شخصاً في وسط نيجيريا

قتل مسلّحون 23 شخصاً في أربع هجمات منفصلة في ولاية بينو، وسط نيجيريا، وفق ما أفاد مسؤول في الصليب الأحمر، الأحد، في أحدث اضطرابات عنفية تشهدها المنطقة.

«الشرق الأوسط» (جوس (نيجيريا))
الاقتصاد مصفاة نفط في نيجيريا (رويترز)

«إكسون» تُخطط لاستثمار 1.5 مليار دولار في حقل نفط نيجيري

أعلنت الهيئة التنظيمية للنفط في نيجيريا، الأربعاء، أن شركة «إكسون موبيل» العملاقة للطاقة ستضخ 1.5 مليار دولار في تطوير عملياتها في المياه العميقة بالبلاد.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)

الأمم المتحدة تحذّر من تدهور الوضع الإنساني في السودان

نازحون في ولاية جنوب كردفان - السودان 22 يونيو 2024 (رويترز)
نازحون في ولاية جنوب كردفان - السودان 22 يونيو 2024 (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تحذّر من تدهور الوضع الإنساني في السودان

نازحون في ولاية جنوب كردفان - السودان 22 يونيو 2024 (رويترز)
نازحون في ولاية جنوب كردفان - السودان 22 يونيو 2024 (رويترز)

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن تصاعد القتال في مناطق مختلفة عبر السودان يدفع المدنيين إلى الفرار من منازلهم إلى الملاجئ.

وأضاف المتحدث، نقلاً عن «المنظمة الدولية للهجرة»، أنه في ولاية غرب كردفان، أجبر تزايد انعدام الأمن ما يقرب من 47 ألف شخص على النزوح من بلدتي الخوي والنهود هذا الشهر، وفق ما نقلته «وكالة الأنباء الألمانية».

وأشار دوجاريك إلى أن العديد من هؤلاء الأشخاص كانوا بالفعل نازحين داخلياً، ويُجبَرون الآن على التنقل للمرة الثانية.

وفي ولاية شمال دارفور، نزح نحو ألف شخص من مخيم أبو شوك ومدينة الفاشر، في الأسبوع الماضي وحده، مما رفع العدد الإجمالي للنازحين من هذين المكانين هذا الشهر إلى 6 آلاف شخص. وقال المتحدث إن شمال دارفور تستضيف ما يُقدَّر بأكثر من 1.7 مليون نازح إجمالاً.

ويؤدي ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى تعميق الأزمة.

وأعرب المتحدث عن قلق الأمم المتحدة من تصاعد حالات الكوليرا في بعض المناطق بولاية الخرطوم.

وقال: «على الرغم من أن العاملين في المجال الإنساني يبذلون قصارى جهدهم لمساعدة المحتاجين، فإننا نكرر الحاجة الملحّة لمزيد من الوصول والتمويل المرن»، مشيراً إلى أنه، حتى الآن، لم يتم تلقّي سوى 552 مليون دولار أميركي من التمويل لخطة الاستجابة الإنسانية لهذا العام، التي تتطلب 4.2 مليار دولار.