الجزائر تتهم فرنسا بـ«المماطلة والتعطيل» في تسليمها متهمين بالفساد

وزير الصناعة السابق عبد السلام بوشوارب (الشرق الأوسط)
وزير الصناعة السابق عبد السلام بوشوارب (الشرق الأوسط)
TT
20

الجزائر تتهم فرنسا بـ«المماطلة والتعطيل» في تسليمها متهمين بالفساد

وزير الصناعة السابق عبد السلام بوشوارب (الشرق الأوسط)
وزير الصناعة السابق عبد السلام بوشوارب (الشرق الأوسط)

احتجت الجزائر بشدة على «مماطلات وتسويفات غير مبررة وغير مفهومة من الجانب الفرنسي»، تخص طلبات تسليم وجهاء في النظام خلال فترة حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة (1999 - 2019) دانهم القضاء الجزائري غيابياً بالسجن بناء على تهم «فساد».

وقالت وزارة الخارجية الجزائرية، في بيان، الخميس، إنها «أخذت علماً» بقرار القضاء الفرنسي رفض طلب تسليم وزير الصناعة سابقاً عبد السلام بوشوارب، الذي حكم القضاء عليه الجزائري في عدة قضايا «فساد واختلاس واستغلال نفوذ، مما تسبب في خسائر كبيرة للخزينة الجزائرية»، وفق البيان نفسه.

وأكدت الجزائر أنه «بصرف النظر عن إمكانية اللجوء إلى سبل قانونية أخرى، تنتهز الحكومة الجزائرية هذه الفرصة لتسليط الضوء على الغياب التام لتعاون الحكومة الفرنسية في مجال المساعدة القضائية، رغم وجود العديد من الأدوات القانونية الدولية والثنائية المخصصة لهذا الغرض»، بحسب بيان الخارجية الذي أوضح بأن القضاء الفرنسي لم يقدم ردوداً على 25 إنابة قضائية رفعتها إليه الحكومة الجزائرية تخص «جهودها لاسترجاع كافة الثروات التي نهبت منها»، من دون توضيح الفترة التي أرسلت فيها هذه الإنابات ولا الأشخاص المعنيين بها.

وفقاً لما ذكرته الجزائر في البيان ذاته، «يختلف هذا الموقف الفرنسي عن مواقف شركاء أوروبيين آخرين، يتعاونون بصدق وإخلاص ومن دون خلفيات مع السلطات الجزائرية في هذا الملف المتعلق بالممتلكات المنهوبة، والذين يدركون مدى حساسيته البالغة بالنسبة للجزائر».

والأربعاء، رفضت محكمة الاستئناف بمدينة إكس أون بروفانس بالجنوب الفرنسي، طلبات الجزائر تسليمها بوشوارب (72 سنة)، معلّلة قرارها بـ«العواقب الاستثنائية الجسيمة التي قد تترتب على الترحيل، بسبب حالة الصحة والعمر للسيد بوشوارب».


مقالات ذات صلة

فرنسا تطرد 12 موظفاً دبلوماسياً جزائرياً

شمال افريقيا 
الرئيس الجزائري مستقبلاً وزير الداخلية (وزير العدل حالياً) ورئيسة الوزراء الفرنسيين في الجزائر نهاية 2022 (الرئاسة الجزائرية)

فرنسا تطرد 12 موظفاً دبلوماسياً جزائرياً

أعلنت الرئاسة الفرنسية أمس (الثلاثاء) أنها ستطرد 12 دبلوماسياً وموظفاً يعملون في السفارة الجزائرية في باريس وفي قنصليات المناطق، وذلك رداً على إجراء مماثل.

ميشال أبونجم (باريس ) «الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا صوفيا بن لمان مع المحامي فريدريك ليلارد (أ.ف.ب)

السجن مع وقف التنفيذ لمؤثرة فرنسية-جزائرية

حُكم على مؤثرة فرنسية-جزائرية في مدينة ليون (وسط شرقي فرنسا) بالسجن 9 أشهر مع وقف التنفيذ، بتهمة توجيه تهديدات بالقتل لمعارضين للنظام الجزائري.

«الشرق الأوسط» (ليون (فرنسا))
شمال افريقيا الرئيس ماكرون قرر استدعاء السفير الفرنسي لدى الجزائر بسبب تفاقم الأزمة بين البلدين (أ.ف.ب)

باريس تطرد 12 موظفاً من الشبكة القنصلية والدبلوماسية رداً على إجراءات الجزائر

توترت العلاقات أكثر فأكثر بين فرنسا والجزائر بعد قرار الأخيرة طرد 12 دبلوماسياً وموظفاً فرنسياً في السفارة الفرنسية بالعاصمة الجزائرية والمدن الكبرى.

ميشال أبونجم (باريس)
شمال افريقيا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في لقاء سابق مع وزير خارجية روسيا بالجزائر (الرئاسة)

الجزائر وروسيا تبحثان التعاون العسكري

استقبل محمد الصالح بن بيشة، الأمين العام لوزارة الدفاع الجزائرية يوري فاليائيف، نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن الروسية، ورئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الجزائرية.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا وزير الخارجية الفرنسي (متداولة)

وزير خارجية فرنسا: مستعدون للدخول في مواجهة مع الجزائر

أكد وزير الخارجية الفرنسي، الثلاثاء، أن بلاده مستعدة للدخول في مواجهة مع الجزائر ما لم تتراجع عن قرار طرد 12 موظّفاً في السفارة الفرنسية.

«الشرق الأوسط» (باريس)

مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري يلغي زيارته إلى فرنسا

من اجتماع بين رجال أعمال جزائريين وفرنسيين بالجزائر في نوفمبر 2023 (منظمة أرباب العمل الجزائرية)
من اجتماع بين رجال أعمال جزائريين وفرنسيين بالجزائر في نوفمبر 2023 (منظمة أرباب العمل الجزائرية)
TT
20

مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري يلغي زيارته إلى فرنسا

من اجتماع بين رجال أعمال جزائريين وفرنسيين بالجزائر في نوفمبر 2023 (منظمة أرباب العمل الجزائرية)
من اجتماع بين رجال أعمال جزائريين وفرنسيين بالجزائر في نوفمبر 2023 (منظمة أرباب العمل الجزائرية)

أعلن «مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري»، الثلاثاء، إلغاء زيارته إلى فرنسا، ولقائه المبرمج مع منظمة أرباب العمل الفرنسية «ميديف»، وذلك على خلفية الأزمة السياسية «المستعرة» بين البلدين.

وأوضح المجلس، الذي يعد منظمة أرباب العمل الجزائريين مقربة من الحكومة، في بيان له أن هذا القرار «جاء بسبب الإجراء الذي اتخذته السلطات الفرنسية بتوجيه قوي لمسؤول مؤسسة فرنسية للنقل البحري للعدول عن الذهاب إلى الجزائر من أجل تجسيد مشروع استثماري». مبرزاً أن «إلغاء زيارة المسؤول الفرنسي مدفوعة من قبل السلطات الفرنسية بدعوى الأزمة القائمة بين البلدين، وذلك في تناقض صارخ للتصريحات الرسمية، الداعية للتهدئة وعودة العلاقات الجزائرية الفرنسية إلى وضعها الطبيعي».

وتابع البيان مبرزاً أن «هذا التناقض الذي يتجلّى في خطاب السلطات الفرنسية ذاتها، التي لطالما عبرت عن انشغالها إزاء المشاركة المحدودة للمؤسسات الفرنسية في المناقصات الدولية بالجزائر، هي نفسها التي تتخذ إجراءات لعرقلة مبادرات استثمارية خاصة».

كما أكد «مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري» أنه «أمام هذه الوضعية غير المنسجمة، والإشارات السلبية تجاه الفاعلين الاقتصاديين الجزائريين، فإنه يعد أنه من غير المجدي الإبقاء على زيارته المبرمجة إلى فرنسا، ومن ثم لقاءه المبرمج مع ميديف».

في سياق ذلك، جدّد مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري التزامه تجاه الشراكات الدولية القائمة على مبدأ المعاملة بالمثل، والشفافية والاحترام المتبادل، موضحاً أنه يبقى مجنداً من أجل الدفاع عن مصالح الاقتصاد الجزائري وفاعليه.

كان وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، قد كشف عقب استقباله من طرف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قبل 10 أيام، عن عقد اجتماع بين منظمة أرباب العمل الفرنسية ومجلس التجديد الاقتصادي الجزائري في التاسع من مايو (أيار) المقبل، إلى جانب اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة الجزائرية-الفرنسية قبل الصيف لإعادة بعث التعاون الاقتصادي الثنائي.

وكانت الجزائر قد أعلنت، الاثنين، أن 12 موظفاً بسفارة فرنسا وممثلياتها بالبلاد أشخاص «غير مرغوب فيهم»، وطالبتهم بالمغادرة في غضون 48 ساعة، رداً على قيام السلطات الفرنسية باعتقال موظف قنصلي جزائري.