«الوحدة» الليبية تعزز الأمن الحدودي مع تونس

تزامناً مع تحرك قواتها جنوباً

دوريات أمنية ليبية على الحدود التونسية (جهاز حرس الحدود)
دوريات أمنية ليبية على الحدود التونسية (جهاز حرس الحدود)
TT
20

«الوحدة» الليبية تعزز الأمن الحدودي مع تونس

دوريات أمنية ليبية على الحدود التونسية (جهاز حرس الحدود)
دوريات أمنية ليبية على الحدود التونسية (جهاز حرس الحدود)

رصدت وسائل إعلام ليبية محلية أول تحرك من قوات «حكومة الوحدة» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، لتأمين الحدود الجنوبية، وعززت من تأمين الحدود المشتركة مع تونس، فيما ناقش وزير الداخلية المكلف مصطفى الطرابلسي، الاثنين، مع بعض السفراء والقائمين بأعمال السفارات الأوروبية والأفريقية، آخر المستجدات حول ملف الهجرة غير الشرعية، وسبل تعزيز التعاون المشترك لمواجهته.

الطرابلسي يترأس اجتماعاً للسفراء الأوروبيين والأفارقة بطرابلس (داخلية الوحدة)
الطرابلسي يترأس اجتماعاً للسفراء الأوروبيين والأفارقة بطرابلس (داخلية الوحدة)

وأعلنت وزارة الداخلية بـ«حكومة الوحدة»، تسيير دوريات على الشريط الحدودي مع تونس: «انطلاقاً من نقطة ظهرة الخص، مروراً بالنواظير الحدودية، وصولاً إلى برج طويل الطاهر».

وأدرجت الوزارة هذه الخطوة في إطار «تعزيز تأمين الحدود، ومكافحة ظاهرة التهريب بجميع أشكاله، والهجرة غير الشرعية، بهدف الحفاظ على الأمن والاستقرار».

كما أعلنت عن تمكن دوريات إدارة إنفاذ القانون، المكلفة بتأمين معبر رأس جدير البري على الحدود المشتركة مع تونس، من ضبط شخص اعتدى على أفراد الدوريات أثناء أداء مهامهم الأمنية، مشيرة إلى اتخاذ الإجراءات القانونية كافة، وإحالته إلى مركز الشرطة لاستكمال التحقيقات.

وأكدت الوزارة استمرار جهودها في تأمين المنافذ الحدودية، والتصدي لأي محاولات من شأنها تهديد الأمن، وتعهدت بالتعامل بحزم مع أي أعمال خارجة عن القانون.

معبر رأس جدير الحدودي مع تونس (أرشيفية - الوحدة)
معبر رأس جدير الحدودي مع تونس (أرشيفية - الوحدة)

في السياق نفسه، ذكرت وسائل إعلام محلية، تكليف صلاح معتوق، آمر «اللواء 19 حرس حدود» التابع لـ«حكومة الوحدة»، عناصر «الكتيبة 604 مشاة»، بالوجود في النقاط الحدودية لتأمينها، مع توفير جميع الآليات والمعدات اللازمة لمنع الهجرة غير الشرعية.

وتعهد معتوق، بحصول العسكريين على التموين والإمكانات اللازمة لأداء مهامهم، ودعاهم للابتعاد عن التكدس داخل ما وصفه بالوحدات الاستهلاكية في المدن، بما في ذلك العاصمة طرابلس، وأكد أن «حماية الحدود تعزز استقلال البلاد وسيادة الدولة، وانهيارها يعني انهيار الأمن القومي».

بدورها، حذرت مفوضية المجتمع المدني، من «أي محاولات لتوطين المهاجرين غير النظاميين في ليبيا»، مؤكدة «أن الأمن القومي الليبي واستقرار ليبيا الديمغرافي، هما خطان أحمران، لا يسمح بالمساس بهما، سواء من الداخل أو الخارج تحت ذريعة الدفاع عن الحقوق والحريات، ونبذ خطاب الكراهية أو التمييز العنصري».

وحذّر بيان للمفوضية مساء الأحد «من تسلل الجماعات الإرهابية أو الإجرامية إلى ليبيا»، و«استغلال وتورط بعض هذه الجماعات في تهريب المهاجرين غير الشرعيين، وهو ما أسهم في ارتفاع معدلات الجريمة».

كتيبة عسكرية تضبط مهاجرين غير نظاميين أثناء تسللهم إلى غرب ليبيا (أرشيفية - الكتيبة 17)
كتيبة عسكرية تضبط مهاجرين غير نظاميين أثناء تسللهم إلى غرب ليبيا (أرشيفية - الكتيبة 17)

كما نبهت منظمات المجتمع المدني من «الدعوة لتسهيل توطين المهاجرين»، وهددت باتخاذ «الإجراءات القانونية اللازمة لإحالة المخالفين إلى المحاكم المختصة».

وحذّر بيان لـ«المجلس العسكري لثوار مصراتة»، من انتشار العمالة غير المنظمة للمهاجرين غير الشرعيين، وطالب بعدم الاعتداء عليهم، ولفت إلى «خطر وجود العمالة غير المنظمة، في التغيير الديمغرافي للتركيبة السكانية، الذي تمت ملاحظته خاصة في الجنوب، من خلال حصول بعض المهاجرين على أرقام وطنية بالتزوير».

في المقابل، شدّد عصام أبو زريبة، وزير الداخلية بـ«حكومة الاستقرار»، لدى لقائه مع رئيس «جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية»، ورؤساء الفروع، في مركز إيواء قنفودة بمدينة بنغازي، على ضرورة «اتخاذ إجراءات صارمة ضد عصابات تهريب البشر التي تشكل تهديداً للأمن القومي الليبي».

وفي شأن مختلف، طالبت وزارة العمل بـ«حكومة الوحدة» كل جهات العمل والأفراد الذين يشغلون عمالة وافدة، وانتهت مدة عملهم بضرورة مراجعة إدارتها للاستخدام، خلال 45 يوماً، ودعت لتقديم ما يثبت قانوناً مغادرة العمالة إلى بلدانها، لإخلاء مسؤولية المشغلين القانونية عن أي تبعات تترتب على عدم استيفاء إجراءات الإعادة.

وكان علي العابد وزير العمل بـ«حكومة الوحدة»، أكد ضرورة تكثيف متابعة شركات استجلاب العمالة الأجنبية، مشدداً على إلزامها بتقديم تقارير دورية حول الوجود القانوني للعمالة، وإجراءات الخروج النهائي وإخلاء الطرف.

وشدّد خلال اجتماع مساء الأحد مع الإدارات المختصة، على «ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لضبط سوق العمل، والتأكد من امتثال الشركات للقوانين المنظمة لتشغيل العمالة الأجنبية، بما يضمن حماية حقوق العمال وأصحاب العمل»، مشيراً إلى تعزيز «الدعم اللوجيستي والقانوني لفرق التفتيش لضمان تنفيذ الحملات بكفاءة وفاعلية».


مقالات ذات صلة

دعوات لتحقيق أممي في «انتهاكات ممنهجة» لحقوق الإنسان بليبيا

شمال افريقيا النائب العام الليبي الصديق الصور (مكتب النائب العام)

دعوات لتحقيق أممي في «انتهاكات ممنهجة» لحقوق الإنسان بليبيا

دعت منظمات حقوقية وأحزاب وتكتلات سياسية ليبية إلى ضرورة التحقيق في عملية الخطف والاعتقال، واتخاذ مواقف «جادة وحازمة» لإنهاء هذه الممارسات، والانتهاكات الممنهجة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا المنفي مستقبلاً وفد ترهونة ( المجلس الرئاسى)

توتر غرب طرابلس بعد الحكم بسجن 6 ليبيين في تونس

على خلفية حكم السلطات التونسية على 6 ليبيين بالسجن 44 سنة، بتهمة التورط في محاولة اغتيال مستشار الدبيبة، أغلق محتجون الطريق الساحلي المؤدي إلى الزاوية.

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا المنفي خلال مأدبة إفطار رمضاني أعدها لعدد من مسؤولي الدولة والسفراء المعتمدين لدى ليبيا (المجلس الرئاسي)

المنفي: «الاستشارية» الأممية غير ملزمة للأطراف الليبية

رأى محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، أن «الاستفتاء هو أحد البدائل» للخروج من حالة الجمود السياسي في بلده.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا لقاء سابق يجمع نورلاند (وسط) والقائم بالأعمال الأميركي جيريمي برنت مع عبد الله اللافي النائب بالمجلس الرئاسي الليبي (السفارة)

أميركا تدخل على خط أزمة «الاعتقالات التعسفية» في ليبيا

دعا المبعوث الأميركي إلى ليبيا للإفراج «الفوري» عن جميع الأفراد المحتجزين تعسفياً. يأتي ذلك على خلفية تصاعد عملية الاعتقال والخطف بشكل ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا النائب العام الليبي الصديق الصور (مكتب النائب العام)

«الخصومة السياسية»... تهمة تطول النشطاء وأسرهم في ليبيا

تُشكّل عملية توقيف النشطاء على خلفيات تتعلق بـ«الخصومة السياسية» ظاهرة ملموسة في ليبيا؛ ما يعمّق مخاوف المجتمع المدني، ويزيد من رقعة الانتهاكات الحقوقية.

جمال جوهر (القاهرة)

الحكومة المصرية تؤكد أولوية تخفيف الأعباء عن المواطنين «الأكثر احتياجاً»

الحكومة المصرية تؤكد استمرار دعمها لمحدودي الدخل (وزارة التموين المصرية)
الحكومة المصرية تؤكد استمرار دعمها لمحدودي الدخل (وزارة التموين المصرية)
TT
20

الحكومة المصرية تؤكد أولوية تخفيف الأعباء عن المواطنين «الأكثر احتياجاً»

الحكومة المصرية تؤكد استمرار دعمها لمحدودي الدخل (وزارة التموين المصرية)
الحكومة المصرية تؤكد استمرار دعمها لمحدودي الدخل (وزارة التموين المصرية)

شددت الحكومة المصرية على أولوية تخفيف الأعباء الاقتصادية على المواطنين «الأكثر احتياجاً»، وتحسين مستوى معيشتهم، متعهدة بتنفيذ مبادرات وبرامج «حماية اجتماعية» موسعة، بداية من العام المالي الجديد، في يوليو (تموز) المقبل.

ووفق إفادة لوزارة المالية، السبت، فإن مخصصات الدعم للفئات الأكثر احتياجاً ارتفعت إلى نحو 732.6 مليار جنيه، بالموازنة الجديدة للدولة. (الدولار يساوي 50.52 جنيه في البنك المركزي المصري).

وضمن إجراءات حزم حماية اجتماعية، أعلنتها الحكومة المصرية أخيراً، قالت وزارة المالية، إن «مشروع موازنة العام المالي الجديد (2025 - 2026)، يشهد اهتماماً كبيراً لتعزيز أوجه الإنفاق الخاصة بتخفيف الأعباء عن محدودي الدخل والشرائح الاجتماعية الأكثر احتياجاً».

وأعلنت الحكومة المصرية، في 26 فبراير (شباط) الماضي، حزمة حماية اجتماعية جديدة، تتضمن تدابير ومنحاً مالية لدعم الفئات الأكثر احتياجاً، حتى شهر يونيو (حزيران) المقبل، إلى جانب «رفع الحد الأدنى للأجور إلى 7 آلاف جنيه، وزيادة الأجور، ومنح مالية مختلفة للعاملين بالمؤسسات الحكومية»، سيتم تطبيقها، من بداية العام المالي في مصر، في شهر يوليو (تموز) المقبل.

وأقر مجلس الوزراء المصري، مشروع الموازنة الجديدة، قبل إرساله إلى مجلس النواب (البرلمان)، لإقراره، متضمناً إيرادات تُقدَّر بنحو 3.1 تريليون جنيه بمعدل نمو سنوي 19 في المائة، ومصروفات تُقدَّر بنحو 4.6 تريليون جنيه بزيادة 18 في المائة، حسب المالية المصرية.

ومن بين الإجراءات والبرامج التي أعلنتها المالية المصرية، لدعم الفئات الفقيرة، زيادة دعم السلع التموينية، ورغيف الخبز، لتصل إلى 160 مليار جنيه، وزيادة مخصصات معاش الضمان الاجتماعي (تكافل وكرامة)، بنسبة 35 في المائة، على العام الماضي، لتصل إلى 54 مليار جنيه، إضافة لتخصيص «150 مليار جنية لدعم الكهرباء، والمواد البترولية».

كما أعلنت عن زيادة «المساندة النقدية الشهرية للمستفيدين من برنامج الدعم النقدي المشروط (تكافل وكرامة)، بنسبة 25 في المائة»، ابتداء من أبريل (نيسان) المقبل.

وتشمل حزمة الحماية الاجتماعية، التي أعلنها وزير المالية المصري، أحمد كجوك، في نهاية فبراير الماضي، «زيادة البرامج الاجتماعية للفئات الأولى بالرعاية، من 35 إلى 40 مليار جنيه مصري، في الفترة من مارس (آذار) الحالي، حتى يونيو المقبل»، إلى جانب «تقديم 300 جنيه، مساندة نقدية للأسر المستفيدة من برنامج (تكافل وكرامة)، وعددها 5.2 مليون أسرة، خلال شهر رمضان.

وتضع الموازنة الجديدة في مصر، ثلاثة مستهدفات أساسية أولوية، تشمل خفض معدلات التضخم والغلاء، وحزم الحماية الاجتماعية وزيادة معدلات النمو، حسب رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب المصري (البرلمان)، فخري الفقي، وأشار إلى أن «إجراءات الحكومة المصرية، تركز على تخفيف الأعباء الاقتصادية، في ضوء التأثيرات التي تتعرض لها البلاد خلال السنوات الأخيرة، بداية من جائحة كورونا والحرب الأوكرانية، وصولاً لحرب غزة».

وأوضح الفقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الحكومة المصرية، تضع في أولوياتها، الحد من معدلات الغلاء، بإجراءات اقتصادية، ساهمت في انخفاض تدريجي لمعدلات التضخم»، وبموازاة ذلك «ترفع مخصصات الحماية الاجتماعية، ومن بينها زيادة الأجور والمرتبات ابتداء من يوليو المقبل»، عادّاً الزيادة الجديدة في الأجور سيستفيد منها نحو 20 مليون مواطن.

وستكون نسبة الزيادة في أجور العاملين بالدولة، 1100 جنيه بحد أدنى، وتصل إلى 1600 جنيه، حسب الدرجة الوظيفية.

ويعتقد الخبير الاقتصادي المصري، وليد جاب الله، أن «حزم الحماية الاجتماعية في مصر، تخضع لتطوير لزيادة مخصصاتها، منذ بدء البرنامج الاقتصادي للبلاد، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016»، مشيراً إلى أن «تنوع برامج دعم محدودي الدخل، يحقق التكامل بالنسبة للشرائح المستهدفة، وبما يتيح للأسرة الواحدة الاستفادة من أكثر من عنصر من عناصر الحماية الاجتماعية».

وتتوافق حزم الحماية الاجتماعية الجديدة، مع توصيات صندوق النقد الدولي، وفق جاب الله، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تستهدف إيصال الدعم للفئات المستحقة له»، عادّاً نسبة الزيادة في برامج دعم الفئات الأكثر احتياجاً «أقصى دعم يمكن أن تقدمه الحكومة المصرية، في ضوء الوضع الاقتصادي للبلاد».

وتشكو قطاعات من المصريين، ارتفاع أسعار السلع والخدمات الأساسية، على وقع مواصلة الحكومة المصرية، برنامجها للإصلاح الاقتصادي، مع صندوق النقد الدولي، منذ مارس 2024، بعد تحديد سعر صرف الجنيه، وفق آليات السوق (العرض والطلب)، الذي أدى لخفض قيمة العملة المحلية.

وأمام مخاوف مصريين، من التهام الغلاء الزيادات الجديدة في برامج الحماية الاجتماعية، يرى جاب الله، أن «الزيادة في مخصصات دعم الفئات الفقيرة، لن تكون الأخيرة، ذلك أن البرامج المخصصة لها، لا تقف عند سقف محدد».