«مستقبل غزة» يفجر خلافاً بين «حماس» و«الجامعة العربية»

الحركة رفضت اعتبار خروجها من المشهد «مصلحة للشعب الفلسطيني»

إخلاء سكان مخيمي النصيرات والبريج للاجئين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة (إ.ب.أ)
إخلاء سكان مخيمي النصيرات والبريج للاجئين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة (إ.ب.أ)
TT
20

«مستقبل غزة» يفجر خلافاً بين «حماس» و«الجامعة العربية»

إخلاء سكان مخيمي النصيرات والبريج للاجئين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة (إ.ب.أ)
إخلاء سكان مخيمي النصيرات والبريج للاجئين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة (إ.ب.أ)

تفجر خلاف بين جامعة الدول العربية وحركة «حماس» حول «مستقبل قطاع غزة في اليوم التالي لانتهاء الحرب»، حيث عدّ مسؤول بارز بـ«الجامعة» أن «مصلحة الشعب الفلسطيني تتمثل في خروج (حماس) من المشهد في القطاع»، وهو ما رفضته الحركة بشدة، بينما أكد دبلوماسيان سابقان لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذا خلاف في تفسير الأقوال والتصريحات، ولن يتسع ليؤثر على الموقف العربي أو المفاوضات الجارية بشأن مستقبل غزة».

وقبل أيام، ظهر الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، في إحدى الفضائيات المحلية المصرية، وقال إن «المصلحة الفلسطينية تقتضي خروج (حماس) من المشهد».

لكن الناطق باسم حركة «حماس»، حازم قاسم، أصدر بياناً، الجمعة، قال فيه إن «الحركة تستغرب» تصريحات زكي، مشيراً إلى أن «(حماس) أبدت أقصى درجات المرونة في صياغة مقاربات سياسية وإدارية لإدارة قطاع غزة خلال الحوارات المتعددة، خصوصاً مع الأشقاء في مصر، بما في ذلك الموافقة على تشكيل حكومة توافق وطني، وكذلك قبولها الكامل بالطرح المصري بشأن (لجنة الإسناد المجتمعي)».

وأكد الناطق باسم «حماس» أن «الحركة ستواصل وضع المصلحة العليا للشعب الفلسطيني في صلب جميع قراراتها المتعلقة بالوضع في قطاع غزة بعد الحرب، ضمن إطار التوافق الوطني، وبعيداً عن أي تدخلات من قبل الاحتلال أو الولايات المتحدة».

ودعا جامعة الدول العربية إلى دعم «هذا الموقف، وعدم السماح بتمرير أي مشاريع من شأنها تهديد منظومة الأمن القومي العربي»، بحسب تعبيره.

رد فعل امرأة فلسطينية على مقتل أحد أقاربها في غارة إسرائيلية بدير البلح وسط قطاع غزة (رويترز)
رد فعل امرأة فلسطينية على مقتل أحد أقاربها في غارة إسرائيلية بدير البلح وسط قطاع غزة (رويترز)

«الشرق الأوسط» سعت، الجمعة، إلى الحصول على تعليق رسمي من جامعة الدول العربية ومن حركة «حماس»، لكن لم يتم الرد.

سفير مصر السابق لدى الأمم المتحدة، السفير معتز أحمدين، قال إن «رد (حماس) أمر طبيعي ومتسق مع موقفها الذي أعلنته مراراً، وهو عدم تمسكها بالحكم في غزة بعد الحرب، مع عدم التنازل عن حق المقاومة»، منوهاً بأن «عدم المشاركة في الحكم لا تعني الخروج من غزة».

وأوضح أن «حماس» ردت «ربما لأنها قد تكون فهمت تصريح حسام زكي أنه استجابة من جامعة الدول العربية للمخطط والمطلب الإسرائيلي - الأميركي، وهو القضاء على الحركة وإنهاء وجودها في غزة».

وشدد أحمدين على أن «الطرح العربي وحتى الأميركي - قبل مجيء دونالد ترمب - الذي تم بموجبه التوصل إلى هدنة وقف إطلاق النار، لم يشِرْ إلى إخراج (حماس) من غزة، لكن فقط يتحدث عن عدم وجود دور لها في القطاع، وحالياً تريد إسرائيل تغيير ذلك، وتطالب بالقضاء على (حماس) وإنهاء وجودها في غزة».

وتصر إسرائيل والولايات المتحدة وأطراف أوروبية على عدم وجود أي دور مستقبلي لـ«حماس» في قطاع غزة، وهو ما تدعمه أطراف عربية أيضاً، في الوقت الذي يواجه فيه اتفاق وقف إطلاق النار تهديدات إسرائيلية وأميركية مستمرة بعدم الالتزام به أو تنفيذه، مما يلقي بمسؤوليات مضاعفة على عاتق الوسطاء لدعم صمود الهدنة.

وفي وقت سابق، أفاد مصدر مصري مطّلع على مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، بأن هناك «اتصالات مصرية مكثّفة لتشكيل لجنة مؤقتة للإشراف على عملية إغاثة القطاع وإعادة إعماره»، مشيراً إلى أن «(حماس) تؤكد التزامها باتفاق وقف إطلاق النار بمراحله الثلاث، وعدم مشاركتها في إدارة القطاع خلال المرحلة المقبلة»، حسبما نقلت قناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية.

فلسطينيون يحملون جريحاً في موقع غارة جوية إسرائيلية على مأوى للنازحين وسط قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يحملون جريحاً في موقع غارة جوية إسرائيلية على مأوى للنازحين وسط قطاع غزة (رويترز)

وأكد المتحدث باسم حركة «حماس»، عبد اللطيف القانوع لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق، أن الحركة أبلغت الوسطاء في مصر وقطر موافقتها على أي طرح يقضي بإدارة القطاع دون مشاركتها في الإدارة.

بينما قال عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية» السفير رخا أحمد حسن، إن «تصريح حسام زكي جانبه التوفيق، لأنه ليس هناك موقف عربي موحد على خروج (حماس) من غزة، والموقف الموحد هو عدم مشاركتها في الحكم».

وأكد أن «الجميع يفهم أنه ليس منطقياً ولا واقعياً القول لحركة تحارب منذ أكثر من عام ونصف العام: اخرجي حالاً من غزة، ولذلك قدمت مصر مقترح (لجنة الإسناد المجتمعي) التي تتشكل بموافقة الفصائل دون مشاركتها فيها». وشدد على أن خروج «حماس» من غزة هو ما تطالب به إسرائيل وتستخدمه ذريعة لتعطيل تنفيذ اتفاق الهدنة الذي لا ينص على ذلك في الأساس، مشيراً إلى أن «خروج (حماس) من المشهد سهل أن يتحقق بإقامة دولة فلسطينية موحدة لا دور للفصائل فيها».

وختم حسن بالتأكيد أن الرد الحمساوي «كان طبيعياً لأنه متعلق بشيء غير وارد في اتفاق وقف إطلاق النار»، مشيراً إلى أن «هذا خلاف عربي ولن يتسع أو يؤثر على مفاوضات تنفيذ وقف إطلاق النار».


مقالات ذات صلة

«حل الدولتين»... حلم فلسطيني لا يُرى ولا يزول

خاص فلسطيني يلوح بعلم بلاده أمام آليات عسكرية إسرائيلية في طولكرم أغسطس الماضي (رويترز) play-circle

«حل الدولتين»... حلم فلسطيني لا يُرى ولا يزول

في اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، الأسبوع الماضي، في رام الله، خرج الرئيس محمود عباس أبو مازن عن النص المكتوب، بكلمات لم تحظ بتعليق واسع؛ قال…

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي فلسطينيون يتلقون تبرعات غذائية بمركز توزيع في خان يونس بقطاع غزة (أ.ب)

غزة: «وورلد سنترال كيتشن» تحذر من تفاقم أزمة الغذاء  

حذَّر مؤسِّس منظمة «وورلد سنترال كيتشن» الإغاثية خوسيه أندريس، اليوم (الخميس)، من تفاقم أزمة الغذاء في قطاع غزة، داعياً إسرائيل إلى فتح ممرات إنسانية على الفور.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية مظاهرة لفلسطينيات وإسرائيليات من مناصرات السلام في تل أبيب منتصف الشهر (أ.ب)

ميليشيات يمينية إسرائيلية تعتدي على نشطاء سلام يهود

في السنوات الأخيرة، بات من النادر أن ترى في إسرائيل والمناطق الفلسطينية أحداً يتحدث عن السلام بين الشعبين

نظير مجلي (تل أبيب)
الخليج وزير الخارجية السعودي خلال مباحثاته مع نظيره الأردني (واس)

السعودية والأردن يبحثان تحضيرات «مؤتمر حل الدولتين»

بحثت السعودية والأردن التحضيرات القائمة لمؤتمر تسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين المقرر عقده في شهر يونيو المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تحليل إخباري فتيات فلسطينيات ينتظرن وجبات طعام خيرية في خان يونس جنوب غزة... الثلاثاء (رويترز)

تحليل إخباري «هدنة غزة»: محادثات جديدة بمصر لتحقيق «اختراق» وتفادي «التعثر»

محادثات جديدة احتضنتها القاهرة بين رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وطاقم التفاوض الإسرائيلي برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر؛ لبحث التهدئة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«الدعم السريع» تقصف القصر الجمهوري في الخرطوم بمدفعية بعيدة المدى

شاحنات محملة بمساعدات غذائية من برنامج الغذاء العالمي تصل إلى طويلة في شمال دارفور بالسودان في 27 أبريل 2025 (رويترز)
شاحنات محملة بمساعدات غذائية من برنامج الغذاء العالمي تصل إلى طويلة في شمال دارفور بالسودان في 27 أبريل 2025 (رويترز)
TT
20

«الدعم السريع» تقصف القصر الجمهوري في الخرطوم بمدفعية بعيدة المدى

شاحنات محملة بمساعدات غذائية من برنامج الغذاء العالمي تصل إلى طويلة في شمال دارفور بالسودان في 27 أبريل 2025 (رويترز)
شاحنات محملة بمساعدات غذائية من برنامج الغذاء العالمي تصل إلى طويلة في شمال دارفور بالسودان في 27 أبريل 2025 (رويترز)

استهدفت «قوات الدعم السريع»، الخميس، القصر الجمهوري في وسط العاصمة السودانية الخرطوم بقصف مدفعي بعيد المدى، وفق مصدر عسكري.

وقال المصدر العسكري لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن القصف انطلق من منطقة الصالحة جنوب أم درمان بالخرطوم الكبرى، وطال كذلك مقر وزارة المعادن في المنطقة الحكومية في العاصمة.

وكانت «قوات الدعم السريع» قصفت السبت مقر القيادة العامة للجيش السوداني بقذائف مدفعية بعيدة المدى. وأتى استهداف مواقع تابعة للجيش بعد أسابيع من إعلان الأخير إخراج قوات الدعم السريع من الخرطوم. وأطلق الجيش السوداني في مارس (آذار) عملية واسعة من وسط البلاد أفضت إلى استعادة السيطرة على القصر الجمهوري ومطار الخرطوم ومواقع حيوية أخرى انتهت بإعلان قائد الجيش «الخرطوم حرة»، وما زالت «قوات الدعم السريع» تحتفظ بمعاقلها في جنوب وغرب أم درمان التي تنطلق منها هجماتها الأخيرة على الجيش السوداني.

في سياق متصل، قُتل 165 مدنياً على الأقل في هجمات شنّتها «قوات الدعم السريع» في الأيام العشرة الأخيرة على مدينة الفاشر التي تحاصرها في إقليم دارفور في غرب البلاد، وفق ما أفاد نشطاء الأربعاء «وكالة الصحافة الفرنسية».

وكانت «قوات الدعم السريع» التي تخوض حرباً في مواجهة الجيش السوداني منذ أبريل (نيسان) 2023، دكّت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور بأكثر من 750 قذيفة «هاون» وراجمات ودبابات ومدافع ثقيلة، وفق «تنسيقية لجان المقاومة» في الفاشر، وهي مجموعة تطوعية تنشط في تنسيق المساعدات في السودان.

وقالت «التنسيقية» إن حصيلة القتلى وثّقتها «المرافق الصحية التي استقبلت الجرحى والضحايا» الذين سقطوا فيما وصفته بأنه «مجزرة دموية بحق مدينة الفاشر وسكانها العزل».

ولفتت «التنسيقية» إلى أن شهادات ميدانية لديها تشير إلى أن «أعداد الشهداء الفعلية تفوق ذلك بكثير، إذ سقط كثيرون على الفور في مواقع القصف، ولم يتمكن أحد من نقلهم إلى المستشفيات».

وأسفرت الحرب التي اندلعت في 15 أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و«قوات الدعم السريع» بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، عن سقوط عشرات آلاف القتلى، وعن أكثر من 13 مليون نازح ولاجئ، وأغرقت البلاد البالغ عدد سكانها 50 مليون نسمة في أزمة إنسانية حادة، وفق الأمم المتحدة.