تشديد مصري ماليزي على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية

السيسي وأنور إبراهيم أكدا في اتصال هاتفي رفض «تهجير» سكان غزة

مؤتمر صحافي مشترك بين الرئيس المصري ورئيس وزراء ماليزيا في القاهرة نوفمبر الماضي (الرئاسة المصرية)
مؤتمر صحافي مشترك بين الرئيس المصري ورئيس وزراء ماليزيا في القاهرة نوفمبر الماضي (الرئاسة المصرية)
TT
20

تشديد مصري ماليزي على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية

مؤتمر صحافي مشترك بين الرئيس المصري ورئيس وزراء ماليزيا في القاهرة نوفمبر الماضي (الرئاسة المصرية)
مؤتمر صحافي مشترك بين الرئيس المصري ورئيس وزراء ماليزيا في القاهرة نوفمبر الماضي (الرئاسة المصرية)

شددت مصر وماليزيا على «ضرورة تكثيف الجهود الدولية لإقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية؛ كونه الضمانة الوحيدة للتوصل إلى السلام الدائم في المنطقة، ولتحقيق الاستقرار والازدهار لشعوبها».

وأكد البَلدان «رفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم؛ لعدم تصفية القضية الفلسطينية».

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقّاه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الجمعة، من رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم.

ووفق إفادة لمتحدث الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، فإن الاتصال تناول الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، حيث جرى استعراض الجهود المصرية لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، ولإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع؛ لمواجهة المأساة الإنسانية التي يتعرض لها أهالي غزة.

وأشاد رئيس الوزراء الماليزي بالجهود المصرية الحثيثة لدعم الأشقاء الفلسطينيين ولحقن الدماء واستعادة الهدوء بالمنطقة.

وتُشدد مصر على ضرورة بدء عمليات إعادة إعمار قطاع غزة؛ بهدف جعله قابلاً للحياة، وذلك دون تهجير سكانه الفلسطينيين، وبما يضمن الحفاظ على حقوقهم ومقدَّراتهم في العيش على أرضهم.

ومنذ 25 يناير (كانون الثاني) الماضي، اقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب استقبال مصر والأردن فلسطينيين بعد تهجيرهم من غزة، قبل أن تبدأ سلسلة من الرفض المصري والعربي كان أبرزها حديث السيسي، في 29 من الشهر الماضي، بأن «تهجير الفلسطينيين ظُلمٌ لن نشارك فيه».

ولم يتوقف ترمب عن تصريحاته باستقبال مصر للفلسطينيين، وكذلك الاتصالات المصرية التي تُوّجت بإعلان القاهرة استضافة قمة عربية طارئة، أواخر فبراير (شباط) الحالي، لبحث تطورات القضية الفلسطينية.

كما تناول اتصال السيسي وإبراهيم، وفق المتحدث الرئاسي المصري، «تأكيد قوة العلاقات بين مصر وماليزيا، وحرص البلدين على تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وخاصةً الاقتصادية والاستثمارية، بما يتفق مع ثقل البلدين في إقليميهما، ويحقق تطلعات الشعبين والأمة الإسلامية».

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أكد السيسي، خلال محادثات مع رئيس وزراء ماليزيا في القاهرة، «أهمية تطوير العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة بكل المجالات».

وقال السيسي حينها إنه لا حل لإنهاء الأزمات والمشاكل في المنطقة إلا بـ«حل الدولتين» عبر إقامة دولة فلسطينية. ونوه بأنه جرى التوافق على أهمية إيجاد حلول للقضايا والصراعات الموجودة في المنطقة، سواء في السودان أم ليبيا أم سوريا أم اليمن أم لبنان، وصولاً لاستعادة الاستقرار في المنطقة، موضحاً أن لها تأثيراً كبيراً؛ ليس على الأمن الإقليمي فحسب، ولكن على العالم كله.

وأكدت مصر وماليزيا، في بيان مشترك، حينها في ختام المباحثات، «الحاجة للدعوة إلى إحلال السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط، وضرورة تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين بقطاع غزة». واتفقت قيادتا البلدين على الارتقاء بالعلاقات الثنائية، وصولاً إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية في المستقبل القريب، كحافز لضمان مزيد من التقدم والتنمية لكلا البلدين، وكذلك تعضيداً لجهودهما «نحو خلق عالم مستقر وعادل ومنصف».


مقالات ذات صلة

«هدنة العيد» في غزة... فُرص التهدئة تتزايد

العالم العربي فلسطينيون فارون من القصف الإسرائيلي في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

«هدنة العيد» في غزة... فُرص التهدئة تتزايد

ساعات حاسمة يترقبها قطاع غزة لتأمين هدنة بالتزامن مع دخول عيد الفطر عبر مخرجات مفاوضات تستضيفها الدوحة، مقابل تحديات عديدة أبرزها احتمال استمرار التصعيد العسكري

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا صورة من الجو التقطتها مُسيّرة تُظهر حجم الدمار في بيت حانون بشمال قطاع غزة (رويترز)

اتصالات عربية تبحث جهود استئناف وقف إطلاق النار في غزة

أجرى وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، مشاورات مع نظرائه في البحرين والكويت والإمارات بشأن مستجدات الأوضاع في القطاع.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
خاص من المظاهرات الغاضبة على استمرار «حماس» بإطلاق الصواريخ في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ب) play-circle 01:41

خاص ​«حماس» تمتص غضب الشارع الغزاوي... وتواجه صعوبات «إدارية»

واجهت «حماس» في الأيام الماضية موجة غضب من سكان قطاع غزة لجهة استمرار إطلاقها الصواريخ وكذلك لجهة مطالبتها بالتنازل عن الحكم أملاً في التوصل إلى وقف إطلاق نار.

المشرق العربي جانب من الدمار جرَّاء الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)

«الهلال الأحمر الفلسطيني» يعلن انتشال جثامين 14 مسعفاً قتلوا برصاص إسرائيلي

أعلن «الهلال الأحمر الفلسطيني»، اليوم (الأحد)، أنه انتشل جثث 14 مسعفاً قتلوا في إطلاق نار للجيش الإسرائيلي على سيارات إسعاف في قطاع غزة قبل أسبوع.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
شؤون إقليمية جانب من تظاهرة في تل أبيب ضد رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته في 29 مارس الجاري (د.ب.أ)

إسرائيل ترد على المقترح المصري بزيادة الضغط على غزة... وبمقترح مضاد

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد ساعات من إعلان «حماس» قبولها مقترحاً مصرياً لوقف النار، أنه قرر زيادة الضغط العسكري.

كفاح زبون (رام الله)

روسيا تعتبر حادث «غواصة الغردقة جريمة»... ومصدر مصري: «ملتزمون بالشفافية»

محافظ البحر الأحمر عمرو حنفي خلال زيارة مصابي «غواصة الغردقة» (محافظة البحر الأحمر)
محافظ البحر الأحمر عمرو حنفي خلال زيارة مصابي «غواصة الغردقة» (محافظة البحر الأحمر)
TT
20

روسيا تعتبر حادث «غواصة الغردقة جريمة»... ومصدر مصري: «ملتزمون بالشفافية»

محافظ البحر الأحمر عمرو حنفي خلال زيارة مصابي «غواصة الغردقة» (محافظة البحر الأحمر)
محافظ البحر الأحمر عمرو حنفي خلال زيارة مصابي «غواصة الغردقة» (محافظة البحر الأحمر)

في الوقت الذي عدت فيه السلطات الروسية حادث غرق غواصة تحمل بعض مواطنيها في البحر الأحمر بشواطئ مدينة الغردقة المصرية «جريمة»، أكد مصدر مصري مسؤول أن «السلطات المصرية حريصة على كشف جميع ملابسات الحادث وأسبابه وإعلان جميع التفاصيل بشفافية واتخاذ اللازم تجاه أي تقصير أو إهمال».

وكانت وكالة «تاس» الروسية نقلت أن رئيس لجنة التحقيق في روسيا، ألكسندر باستريكين، طلب تقريراً عن حادث غرق الغواصة السياحية في شواطئ الغردقة بالبحر الأحمر وعلى متنها مواطنون روس.

وذكرت الوكالة «تاس» أن «باستريكين أوعز إلى رئيس إدارة التحقيقات الإقليمية الغربية للنقل، بافل فيمنتس، بتقديم تقرير عن سير التحقيق الجنائي وملابسات الحادث المُثبتة».

وبحسب الوكالة فقد فتحت السلطات الروسية قضية جنائية بشأن حادث غرق الغواصة السياحية ومقتل 6 مواطنين روس، حيث عدتها «جريمة» بموجب الجزء 3 من المادة 263 من القانون الجنائي لروسيا الخاص بـ«انتهاك قواعد سلامة حركة وتشغيل وسائل النقل المائية، والذي أدى إلى وفاة أكثر من شخصين بسبب الإهمال»

وتجدر الإشارة إلى أن السلطات الروسية درجت على تحريك قضايا جنائية بموجب تلك المادة المذكورة من قانونها الجنائي فيما يتعلق بالحوادث التي ينتج عنها وفاة مواطنين روس سواء داخل أو خارج البلاد، حيث تنظم المادة شؤون التحقيق والتقاضي في الحوادث المرورية البرية والجوية والمائية.

من جانبه، أوضح المصدر المصري المسؤول لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك تنسيقاً كاملاً ومستمراً منذ اللحظة الأول لوقوع الحادث مع السلطات الروسية، وأن سلطات التحقيق في مصر تفحص كل ما يتعلق بالرحلة والغواصة لبيان أسباب الحادث، وهناك لجنة متخصصة بالفعل بناء على تكليف النيابة العامة فحصت بدن الغواصة في قاع المياه وعملت على مراجعة كل أجهزتها وستعد تقريراً مفصلاً لعرضه على سلطات التحقيق».

وشدد على أن «سلطات التحقيق لم تكتف فقط بمراجعة الأوراق التي تؤكد سلامة الموقف الفني والتراخيص اللازمة للغواصة؛ بل تعمل على مطابقة تلك الأوراق بالحالة الواقعية للغواصة، وكذلك بالإجراءات التي تم اتخاذها بالفعل قبل القيام بتلك الرحلة، وتراجع كل كبيرة وصغيرة مع الشركة المشغلة للغواصة».

يأتي ذلك في وقت أصدرت شركة sindbadsubmarines المالكة والمشغلة للغواصة الغارقة بياناً، الأحد، هو الأول لها عن الحادث، أعربت فيه عن تعازيها لأسر الضحايا الـ6، مؤكدة أنها «تتابع عن كثب حالة المصابين وتنسق مع الجهات المختصة لاستيفاء التحقيقات»، مشددة على «التزامها التام بالشفافية في التعامل مع الحادث، وأنها ستكشف عن أي مستجدات فور توفر معلومات مؤكدة».

وأوضحت الشركة أنها ملتزمة بتطبيق أعلى معايير الأمن والسلامة، وأن غواصاتها معتمدة من منظمة ABS الدولية المتخصصة في تصنيف واعتماد سلامة السفن والهياكل البحرية. وقالت الشركة إن فرق الإنقاذ التابعة لها تحركت فور وقوع الحادث لضمان سرعة نقل المصابين إلى المستشفيات وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم، كما أشادت بسرعة استجابة غرفة عمليات محافظة البحر الأحمر والجهات المعنية، التي أسهمت في إنقاذ 39 راكباً، من إجمالي 45 سائحاً كانوا على متن الغواصة.

مصاب في حادث «غواصة الغردقة» (محافظة البحر الأحمر)
مصاب في حادث «غواصة الغردقة» (محافظة البحر الأحمر)

إلى ذلك، أعلن القنصل العام الروسي في الغردقة، فيكتور فوروبايف، بدء عملية إعادة جثامين الضحايا الروس الذين لقوا حتفهم في حادث الغواصة السياحية، مشيراً إلى أن الإجراءات قد تستغرق وقتاً بسبب إجازة عيد الفطر في مصر. وقال فوروبايف، في تصريح للصحافيين: «بدأت العملية، لكن لا يزال يتعين استكمال الإجراءات في وزارة الخارجية المصرية، وهو ما قد يستغرق بضعة أيام».

وكان مصدر أمني مصري تحدث لـ«الشرق الأوسط»، السبت، عن أن مسؤولي السفارة الروسية تسلموا جثث الضحايا الروس بعد انتهاء سلطات التحقيق من فحصها وبدأوا في عمليات إنهاء إجراءات نقلهم إلى روسيا. وأوضح المصدر الأمني أيضاً أن تحقيقات النيابة العامة كشفت أن الحادث وقع قبل انطلاق رحلة الغواصة بينما كان الركاب لا يزالون ينتقلون إليها من المرسى المخصص لها، مما يرجح وجود خلل تقني تسبب في سقوط الغواصة من على المرسى تحت الماء قبل تشغيلها.

و«حادث الغواصة» وقع صباح الخميس الماضي تحت المياه على بُعد كيلومتر من منطقة المركز السياحي في الغردقة، وكانت الغواصة تحمل 45 سائحاً أجنبياً، و5 مصريين، 3 منهم طاقم الغواصة، و2 من الغواصين، أي أن إجمالي حمولتها 50 فرداً.

وحسب المتوفر من معلومات فإن الغواصة، تتبع شركة sindbadsubmarines المتخصصة في إدارة المنشآت الفندقية وتشغيل الغواصات السياحية، والشركة هي مالكة الغواصة التي تحمل اسم «سندباد»، وكذلك الفندق الذي يحمل الاسم نفسه ويقيم به السائحون الذين كانوا على متن الغواصة، كما أن الشركة تملك فندقين متقابلين على شواطئ الغردقة في منطقة المركز السياحي بقرية سندباد، وبها مرسى مخصص لغواصتين سياحيتين تملكهما الشركة، وتشغلهما يومياً في رحلات إلى عمق البحر الأولى غواصة «سندباد 1» والثانية «سندباد 2»، وهي التي وقع لها الحادث.

وكان السائحون على متن الغواصة يتألفون من 39 روسياً، و3 هنود، بالإضافة إلى سويديين ونرويجي. وأسفر الحادث عن مقتل 6 أشخاص من الجنسية الروسية، وإصابة 9 آخرين تم نقلهم إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج اللازم وخرجوا منها بعد ذلك.

وعقب الحادث، ذكرت محافظة البحر الأحمر أن المحافظ عمرو حنفي زار المصابين؛ حيث تنوعت الإصابات بين جروح وكدمات وضيق تنفس، وتوجد 4 حالات خطرة في العناية المركزة. ووجّه المحافظ، بمواصلة التنسيق والتواصل مع السفارات والقنصليات والجهات المعنية، لتقديم التسهيلات ولاستخراج الأوراق المطلوبة للركاب.