«هدنة العيد» في غزة... فُرص التهدئة تتزايد

تحركات مصرية - قطرية... وإعلام إسرائيلي يتحدث عن مرونة من «حماس»

فلسطينيون فارون من القصف الإسرائيلي في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون فارون من القصف الإسرائيلي في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT
20

«هدنة العيد» في غزة... فُرص التهدئة تتزايد

فلسطينيون فارون من القصف الإسرائيلي في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون فارون من القصف الإسرائيلي في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

ساعات حاسمة يترقبها قطاع غزة لتأمين هدنة بالتزامن مع دخول عيد الفطر عبر مخرجات مفاوضات تستضيفها الدوحة، مقابل تحديات عديدة أبرزها احتمال استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي، منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار منذ 18 مارس (آذار) الماضي.

ومع ترويج منابر إسرائيلية إعلامية استئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يقول خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» إن التزام حكومة بنيامين نتنياهو بالتهدئة التي يعكف عليها الوسطاء منذ أيام هو الضمان الأكبر لرؤية هدنة إنسانية في عيد الفطر واستمرارها وإلا الانهيار سيعود مجدداً.

وقال مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن حركة «حماس» أبدت مرونة مع الوسيطين مصر وقطر لتأمين هدنة في عيد الفطر، وفرص التوصل لها واستمرارها مع عيد الفصح لدى اليهود أكبر من تحدياتها طالما التزم نتنياهو بها وضغطت واشنطن عليه.

وكانت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أفادت السبت، بأن «(حماس) قد تكون منفتحة على إطلاق سراح بعض الرهائن مقابل هدنة في عيد الفطر»، مشيرة إلى أن هيئة البث الإسرائيلية تحدثت عن أن الرهائن الذين سيطلق سراحهم سيكون من بينهم الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأميركية، مع مشاركة الولايات المتحدة وقطر بشكل مكثف في الاقتراح.

فلسطينيون يمرون بين أنقاض مبانٍ دُمرت خلال الحرب الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يمرون بين أنقاض مبانٍ دُمرت خلال الحرب الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)

وجاء تقرير هيئة البث بعد يوم من تصريح دبلوماسي عربي رفيع المستوى لـ«تايمز أوف إسرائيل» بأن قطر عرضت على «حماس» مقترحاً أميركياً جديداً لإعادة وقف إطلاق النار من خلال إطلاق سراح ألكسندر، مقابل أن يصدر الرئيس دونالد ترمب بياناً يدعو فيه إلى التهدئة في غزة واستئناف المفاوضات من أجل إنهاء دائم للحرب، مشيراً إلى أن الوسطاء القطريين أبلغوا الحركة بأن الامتثال للمقترح الأميركي سيخلق لهم حسن نية مع ترمب، مما يزيد من احتمال أن يضغط على نتنياهو للموافقة على وقف دائم لإطلاق النار.

وكشف استطلاع رأي حديث أجرته «القناة 12» الإسرائيلية أن 69 في المائة من الإسرائيليين يؤيدون إنهاء حرب غزة، مقابل اتفاق يفرج فيه عن جميع الرهائن المتبقين في القطاع، وفي المقابل يعارض 21 في المائة من الإسرائيليين مثل هذه الصفقة.

وحتى بين أنصار الائتلاف الحاكم في إسرائيل الذي يقوده نتنياهو، أيدت أغلبية بنسبة 54 في المائة مثل هذه الخطوة، مقارنة بمعارضة 32 في المائة لوقف الحرب مقابل عودة الرهائن، ويأتي هذا وسط بيان جديد من هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين، السبت يطالب بإبرام صفقة تبادل رهائن.

وباعتقاد الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء سمير فرج، فإن فرص التوصل لهدنة في عيد الفطر أكبر من العقبات، وخصوصاً بعد ما قدمته «حماس» من مرونة وتنازلات، حيث الأعياد لدى المسلمين واليهود.

ومدعماً فرص نجاح الهدنة، يقول أستاذ العلوم السياسية في «جامعة الأمة» بغزة، الدكتور حسام الدجني، إن أحد أهم أسباب التقدم وتحقيق اختراق نحو التهدئة هو حلول عيد الفطر لدى المسلمين و«الفصح» لدى اليهود، فضلاً عن حاجة «حماس» لتمرير صفقة تعيد فتح المعابر لدخول المساعدات لتجاوز التجويع الذي تمارسه إسرائيل ضد غزة، بخلاف استطلاعات الرأي التي تحث نتنياهو على التوصل لصفقة.

وكان عضو المكتب السياسي في «حماس»، باسم نعيم، أفاد في حديث «وكالة الصحافة الفرنسية»، بأن المحادثات بين الحركة والوسطاء من أجل استئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة «تكثّفت في الأيام الأخيرة»، وقال: «نأمل أن تشهد الأيام القليلة المقبلة انفراجة حقيقية»، لافتاً إلى أن الحركة تتعامل «بكل مسؤولية وإيجابية ومرونة».

وأفادت قناة «القاهرة الإخبارية»، الخميس الماضي، بأن وفداً أمنياً مصرياً توجه إلى الدوحة بهدف «مواصلة المباحثات الرامية للإفراج عن الأسرى والرهائن، في إطار مرحلة انتقالية للسعي لخفض التصعيد»، في قطاع غزة، تزامناً مع إجراء وزير الخارجية المصري، اتصالين هاتفيين مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، والتركي هاكان فيدان، بشأن التهدئة بغزة، وفق بيانين لـ«الخارجية المصرية»، الجمعة.

يأتي ذلك وسط تصعيد إسرائيلي أسفر عن مقتل 921 شخصاً قتلوا في القطاع منذ أن استأنفت إسرائيل غاراتها الواسعة النطاق على القطاع في 18 مارس (آذار) الجاري، وأفادت «القناة 12» الإسرائيلية السبت، بأن الجيش شن موجة هجمات واسعة على قطاع غزة حيث سمع دوي انفجارات عنيفة.

وعلى رغم التصعيد فإن جهود مصر حثيثة نحو إبرام «هدنة العيد»، بحسب اللواء سمير فرج، مؤكداً على أهمية أن تمارس واشنطن ضغطاً أكبر على إسرائيل لضمان نفاذها واستمرارها وعدم التذرع بأي حجج تعطلها أو تغير تفاصيلها.

وباعتقاد الدجني، فإن خروج رهينة إسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية سيكون أحد أسباب ضغط واشنطن على إسرائيل لضمان استمرار أي تهدئة مستقبلية، مستدركاً: «لكن التهديدات والتحديات موجودة ولدى نتنياهو فقط، الذي قد يواصل الضغط العسكري، ظناً أن هذا سيضغط على (حماس) لمكاسب أكبر وهذا أصبح غير مجد والهدنة الأسلم للجميع».

 

 

 


مقالات ذات صلة

«القسام» تنشر تسجيلاً مصوراً لمحتجزَين إسرائيليَين... وتحذر: «الوقت ينفد»

المشرق العربي محتجزان إسرائيليان أحدهما مصاب ظهرا في فيديو نشرته «كتائب القسام» (لقطة من فيديو)

«القسام» تنشر تسجيلاً مصوراً لمحتجزَين إسرائيليَين... وتحذر: «الوقت ينفد»

نشرت حركة «حماس»، اليوم السبت، تسجيلاً مصوراً لرهينتين إسرائيليين ظهر أحدهما وهو يقول إنه أصيب في قصف على المكان الذي يوجدون فيه ونجا من الموت بأعجوبة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
خاص نازحون فلسطينيون يعبرون ممر «نتساريم» وهم في طريقهم إلى الأجزاء الشمالية من قطاع غزة (أ.ف.ب)

خاص قطاع غزة... جولة على أبرز محاور التوغل الإسرائيلي

كيف تبدو خريطة قطاع غزة في ظل توسيع الجيش الإسرائيلي عملياته داخل القطاع؟ هذه جولة على محاور التقدّم الإسرائيلية وخطط تقسيم القطاع إلى أجزاء منفصلة عن بعضها.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون أمام أنقاض مبنى استهدفته غارة إسرائيلية أسفرت عن مقتل 17 شخصاً على الأقل في خان يونس (ا.ب)

الجيش الإسرائيلي ينسف بنايات سكنية غرب مدينة رفح

قالت الإذاعة الفلسطينية، اليوم (الجمعة)، إن الجيش الإسرائيلي نسف عدة بنايات سكنية في غرب مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي أبو عبيدة الناطق العسكري باسم «كتائب القسام» play-circle

«القسام»: نصف المحتجزين الأحياء في مناطق طلب الجيش الإسرائيلي إخلاءها

قال أبو عبيدة المتحدث باسم «كتائب عز الدين القسام» إن نصف المحتجزين الإسرائيليين الأحياء يوجدون في مناطق بقطاع غزة طلب الجيش الإسرائيلي إخلاءها مؤخراً.

شؤون إقليمية منظر عام اليوم الجمعة لمدرسة دار الأرقم في غزة غداة القصف الإسرائيلي الذي أوقع عشرات الضحايا (رويترز)

ضوء أخضر أميركي للتصعيد الإسرائيلي في غزة... لكنه مشروط بسقف زمني

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب، الجمعة، عن أن الإدارة الأميركية منحت الضوء الأخضر للحكومة الإسرائيلية لكي توسّع الحرب في قطاع غزة، في إطار الضغط على قيادة «حماس».

نظير مجلي (تل أبيب)

السيسي وماكرون يبحثان عقد قمة ثلاثية مع العاهل الأردني بالقاهرة

لقاء سابق بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون (أرشيفية - رويترز)
لقاء سابق بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون (أرشيفية - رويترز)
TT
20

السيسي وماكرون يبحثان عقد قمة ثلاثية مع العاهل الأردني بالقاهرة

لقاء سابق بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون (أرشيفية - رويترز)
لقاء سابق بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون (أرشيفية - رويترز)

أفاد المتحدث باسم الرئاسة المصرية، اليوم السبت، بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي ناقش مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون هاتفياً عقد قمة ثلاثية مصرية فرنسية أردنية بالقاهرة خلال زيارة الرئيس الفرنسي لمصر.

وأضاف المتحدث، في بيان نشرته الرئاسة على موقع «فيسبوك»، أن الرئيسين تناولا أيضاً آخر التطورات في قطاع غزة والجهود المصرية لوقف إطلاق النار، مؤكداً أن السيسي وماكرون حرصا على التأكيد على ضرورة استعادة التهدئة من خلال الوقف الفوري لإطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية.

وأكد الرئيسان أهمية حل الدولتين بعدّه الضمان الوحيد للتوصل إلى السلام الدائم بالمنطقة، بحسب البيان.

وناقش الرئيسان، خلال الاتصال الهاتفي، العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها «بما يتفق مع مصالح البلدين الصديقين»، وذلك في إطار الإعداد لزيارة ماكرون المرتقبة إلى مصر.

بدوره، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه سيعقد قمة ثلاثية حول الوضع في غزة مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وذلك بمناسبة زيارته مصر يومي الاثنين والثلاثاء.

وجاء في بيان للرئيس الفرنسي على منصة «إكس» أنه «استجابة لحالة الطوارئ في غزة، وفي إطار الزيارة التي سأجريها إلى مصر بدعوة من الرئيس السيسي، سنعقد قمة ثلاثية مع الرئيس المصري والعاهل الأردني».

ومن المقرر أن يصل ماكرون إلى القاهرة، مساء الأحد، حيث سيعقد اجتماعاً مع نظيره المصري، صباح الاثنين. وأعلن قصر الإليزيه أن القمة الثلاثية ستُعقد في اليوم نفسه بالعاصمة المصرية.

كما سيتوجه الرئيس الفرنسي إلى مدينة العريش على بُعد 50 كيلومتراً من قطاع غزة، الثلاثاء، للقاء جهات إنسانية وأمنية و«لإظهار سعيه المستمر» لوقف إطلاق النار، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».