ترقب إعلان تحالف سياسي جديد في السودان برئاسة حمدوك

فك الارتباط بين فصائل تحالف «تقدم» بسبب خلافات على «الحكومة الموازية»

رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك (رويترز)
رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك (رويترز)
TT
20

ترقب إعلان تحالف سياسي جديد في السودان برئاسة حمدوك

رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك (رويترز)
رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك (رويترز)

تقترب قوى سياسية ومدنية مناهضة للحرب في السودان، من إعلان تحالف سياسي مدني، تحت اسم جديد، ليكون بديلاً عن تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، إثر وصول الخلافات بين الفصائل إلى طريق مسدود، بشأن تكوين سلطة موازية، للحكومة التي يرأسها قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، وتعتمد مدينة بورتسودان مقرا لها.

وقبل أشهر نشبت خلافات داخل «تنسيقية تقدم»، وخرجت إلى العلن، بعدما تبنت فصائل مسلحة وقوى سياسية موقفاً واضحاً بتشكيل حكومة في المناطق التي تخضع لسيطرة «قوات الدعم السريع».

ودخلت القوى السياسية الرافضة لفكرة الحكومة الموازية الثلاثاء، في اجتماع لاختيار اسم جديد وهياكل، يشارك فيه، رئيس الوزراء السوداني السابق، عبد الله حمدوك.

واتفق الطرفان يوم الاثنين على أن يعمل كل طرف تحت منصة سياسية وتنظيمية جديدة، باسمين جديدين مختلفين. ووفقا للاتفاق لا يحق لأي طرف الاستحواذ على المسمى السابق المعروف اختصارا بـ«تنسيقية تقدم».

وضم التحالف الجديد الرافض لمشروع الحكومة، حزب الأمة القومي، والتجمع الاتحادي، وحزب المؤتمر السوداني، ولجان المقاومة الشعبية، وشخصيات قومية مستقلة، أبرزها عبد الله حمدوك، الرئيس السابق للهيئة القيادية لتنسيقية «تقدم». وتوقعت مصادر تحدثت لــ«الشرق الأوسط» أن يخرج الاجتماع بوقف العمل باسم «تنسيقية تقدم» وتشكيل تحالف جديد، ورأت أن ذلك يخدم الموقف المبدئي والثابت للقوى السياسية المدنية في رفضها لاستمرار الحرب في البلاد.

توافق على وقف الحرب

وأعلنت الهيئة القيادية لتنسيقية «تقدم» يوم الاثنين، فك الارتباط رسمياً عن المجموعات التي أعلنت عن رغبتها المشاركة في حكومة تضم «قوات الدعم السريع» في كل أنحاء البلاد.

وتوافقت المجموعتان على العمل كل من موقعه لوقف الحرب وتحقيق السلام الشامل الدائم وتأسيس الحكم المدني الديمقراطي المستدام والتصدي لمخططات النظام السابق وحزبه المحلول وواجهاته.

حمدوك رئيس تنسيقية «تقدم» خلال أحد الاجتماعات في لندن أكتوبر الماضي (فيسبوك)
حمدوك رئيس تنسيقية «تقدم» خلال أحد الاجتماعات في لندن أكتوبر الماضي (فيسبوك)

وتأسست «تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية» في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بمشاركة واسعة من قوى سياسية ومدنية ونقابية ومهنية وحركات مسلحة، بالإضافة إلى «تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير»، وكان يُعد التحالف السياسي الأكبر والأكثر تمثيلاً للقوى السودانية الرافضة لاستمرار الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع».

وفي السياق أعلنت أحزاب سياسية وقوى مدنية انتظامها تحت الهياكل المؤقتة للتحالف الجديد، برئاسة عبد الله حمدوك. وأكدت تمسكها بما تم التوافق عليه في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) سابقا بشأن الموقف العام من إيقاف الحرب في البلاد. وقال التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة: «تراضينا على العمل عبر هياكل مؤقتة يترأس قيادتها رئيس الوزراء السابق للبلاد، عبد الله حمدوك، بعد إكمال النقاشات التنظيمية اللازمة». وذكر أن أحزابا سياسية وقوى مدنية ونقابات مهنية مستقلة، بالإضافة إلى شخصيات قومية مستقلة توافقت على هذه المبادئ.

بدوره أعلن الحزب الجمهوري أنه لن يكون طرفاً منتمياً تنظيماً لأي من المجموعتين. وقال في بيان على موقع «فيسبوك»، إن «الحزب ظل يعمل داخل اللجنة السياسية لتقدم لإدارة الخلاف بين مكوناتها حول مقترح إقامة حكومة داخل البلاد موازية لحكومة الأمر الواقع في بورتسودان، وبين المجموعة الأخرى التي ترى العمل في مواجهة الشرعية الزائفة لحكومة الأمر الواقع من خلال تكوين كتلة لإيقاف الحرب عن طريق الضغط على طرفيها».

وتضم المجموعة التي تتبنى قيام سلطة في المناطق الواقعة تحت سيطرة «الدعم السريع»، حركة العدل والمساواة، جناح سليمان صندل، تجمع قوى تحرير السودان، بقيادة الطاهر حجر، بالإضافة إلى حركة تحرير السودان - المجلس الانتقالي، بزعامة الهادي إدريس.


مقالات ذات صلة

عشرات القتلى المدنيين في الفاشر بدارفور

شمال افريقيا نازحون فروا من مخيم «زمزم» إلى مخيم بالعراء في دارفور الغربية (أرشيفية - أ.ف.ب)

عشرات القتلى المدنيين في الفاشر بدارفور

قُتل عشرات المدنيين في مدينة الفاشر في إقليم دارفور غرب السودان في ظل تصاعد الاشتباكات ووسط مخاوف من اقتحام «قوات الدعم السريع» للمدينة.

«الشرق الأوسط» (بورتسودان)
تحليل إخباري المشاركون في مؤتمر لندن حول السودان أثناء اجتماعهم (موقع وزارة الخارجية البريطانية)

تحليل إخباري مؤتمر لندن للسودان... بصيص أمل في نفق «الحرب المنسية»

استضافت العاصمة البريطانية لندن مؤتمراً دولياً حول النزاع في السودان الثلاثاء الماضي وصفه البعض بـ«الفشل الدبلوماسي» فيما رأى فيه آخرون «بصيص أمل»

عيدروس عبد العزيز (لندن)
تحليل إخباري سد مروي في شمال السودان الذي استهدفته مسيّرات ليل الثلاثاء - الأربعاء (وكالة السودان للأنباء/ سونا)

تحليل إخباري هل يصمد سد مروي في السودان أمام ضربات المسيرات؟

يواجه سد مروي أحد أكبر المشاريع الكهرومائية في السودان، أخطاراً جمة، بسبب هجمات مسيرات «قوات الدعم السريع» على بنيته التحتية، خاصة بنية الكهرباء والبوابات.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا لاجئون سودانيون فرُّوا من مخيم زمزم للنازحين بعد سقوطه تحت سيطرة «قوات الدعم السريع» يستريحون في مخيم مؤقت بالقرب من بلدة طويلة بمنطقة دارفور غرب السودان التي مزَّقتها الحرب 13 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

السودان: 57 قتيلاً جراء اشتباكات وهجمات على مدينة الفاشر بإقليم دارفور

قُتل 57 مدنياً على الأقل في اشتباكات بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، وفي قصف نفذته «الدعم السريع» على مدينة الفاشر في إقليم دارفور بالسودان.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
المشرق العربي تعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر على توزيع المساعدات على 1500 أسرة محتاجة في قولو، جبل مرة  (موقع الصليب الأحمر)

«الصليب الأحمر» الدولي في السودان: الخطر يطارد الناس بمناطق النزاع

قال رئيس البعثة الدولية للصليب الأحمر دانيال اومالي، إن نظام الرعاية الصحية في السودان تعرَّض للانهيار، واضطر بعض الجرحى إلى طلب العلاج في بلدان مجاورة

وجدان طلحة (بورتسودان)

عبد العاطي في الجزائر وتونس... زيارة ثنائية تحمل رسائل سياسية

الرئيس الجزائري خلال لقاء وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
الرئيس الجزائري خلال لقاء وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT
20

عبد العاطي في الجزائر وتونس... زيارة ثنائية تحمل رسائل سياسية

الرئيس الجزائري خلال لقاء وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
الرئيس الجزائري خلال لقاء وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

زار وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، الخميس والجمعة، كلاً من الجزائر وتونس، في زيارة ثنائية حملت رسائل سياسية، عدّها خبراء «محاولة لجسر التوتر وتقليل الخلافات التي رافقت (قمة فلسطين) الطارئة التي استضافتها القاهرة مطلع الشهر الماضي».

وخلال زيارته للجزائر، الخميس، سلم عبد العاطي رسالة خطية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، «تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين». وأشار عبد العاطي إلى «التطلع لعقد الدورة التاسعة للجنة العليا المصرية - الجزائرية المشتركة بالقاهرة خلال العام الحالي، وعقد منتدى الأعمال بين الجانبين، بما يُساهم في دفع مسيرة التعاون في القطاعات الاقتصادية والاستثمارية».

وتناول اللقاء بين تبون وعبد العاطي «أبرز القضايا على الساحة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية»، حيث استعرض وزير الخارجية المصري «جهود بلاده لاستئناف تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بما يساهم في تحقيق التهدئة واستعادة نفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة». كما تطرقت المحادثات إلى «الخطة العربية - الإسلامية» للتعافي المبكر وإعادة الإعمار بوجود الفلسطينيين على أرضهم والتحركات المقبلة لدعم الخطة مع الفاعلين الدوليين، بحسب إفادة لـ«الخارجية المصرية».

وعد عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، السفير محمد حجازي، زيارة عبد العاطي إلى الجزائر «تأتي في إطار جسر التوتر مع الجزائر لا سيما مع دورها الفاعل والمهم في القضية الفلسطينية»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الجزائر لعبت أدواراً مهمة في القضية الفلسطينية ومن هنا كان لا بد من إحاطتها بالتطورات الأخيرة وخطة إعادة إعمار غزة التي أعدتها القاهرة واعتمدتها القمة العربية».

فيما أشار السياسي والحقوقي الجزائري، محمد آدم المقراني، إلى أن «زيارة عبد العاطي للجزائر وتونس تأتي في سياق إقليمي معقد، حيث تسعى الجزائر إلى تعزيز دورها في القضية الفلسطينية، خاصة بعد غيابها عن (قمة القاهرة) الأخيرة، وهو ما فُسّر على أنه احتجاج على ما عُدّ تهميشًا للدور الجزائري في هذا الملف».

وقال المقراني لـ«الشرق الأوسط» إن «الرسالة التي حملها الوزير المصري إلى الجزائر تعكس رغبة القاهرة في احتواء أي خلاف محتمل وإعادة بعث قنوات الحوار والتنسيق، خصوصاً أن الظرف الإقليمي لا يحتمل الانقسامات العربية، بل يتطلب توحيد الجهود».

جانب من محادثات الرئيس الجزائري مع بدر عبد العاطي (الخارجية المصرية)
جانب من محادثات الرئيس الجزائري مع بدر عبد العاطي (الخارجية المصرية)

وكان رئيسا الجزائر وتونس أعلنا غيابهما عن حضور «القمة العربية الطارئة» التي عقدت بالقاهرة، مطلع مارس (آذار) الماضي، حول غزة والقضية الفلسطينية. وأفادت «وكالة الأنباء الجزائرية»، آنذاك بأن رئيس الجزائر، قرر عدم المشاركة في «القمة»، وكلف وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الأفريقية، أحمد عطاف، تمثيل الجزائر، وأرجعت الوكالة، نقلاً عن مصدر لم تسمه، القرار إلى «اختلالات ونقائص شابت المسار التحضيري للقمة»، ومنها «احتكار مجموعة محدودة من الدول العربية إعداد مخرجات القمة دون تنسيق مع بقية الدول العربية المعنية كلها بالقضية الفلسطينية». كما أعلنت الرئاسة التونسية أن الرئيس التونسي قيس سعيد، كلف وزير الخارجية، محمد علي النفطي، ترأس الوفد التونسي المشارك في القمة الطارئة، دون توضيح سبب عدم مشاركة الرئيس.

مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، أكد أن «زيارة عبد العاطي تحمل معنى أكبر وأخطر من الرسائل السياسية، يتعلق بمنهج التعامل العربي مع القضية الفلسطينية في ظل التحديات الخطيرة التي تواجهها»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه التحديات تستلزم ألا يكون التحرك العربي بشأن القضية قاصراً على أطراف معينة»، لافتاً إلى «أهمية دور الجزائر في دعم القضية الفلسطينية ما يستدعي أن تكون شريكاً في أي تحركات مستقبلية».

وصول عبد العاطي إلى تونس واستقباله بالمطار من قبل وزير الشئون الخارجية والهجرة وشؤون التونسيين بالخارج ومفتي الديار التونسية (الخارجية المصرية)
وصول عبد العاطي إلى تونس واستقباله بالمطار من قبل وزير الشئون الخارجية والهجرة وشؤون التونسيين بالخارج ومفتي الديار التونسية (الخارجية المصرية)

وتضمنت لقاءات عبد العاطي في الجزائر اجتماعات مع وزراء الخارجية والطاقة والصناعة والإنتاج الصيدلاني الجزائريين تناولت «تعزيز التعاون المشترك ودعم مشروعات التنمية بالجزائر، لا سيما في قطاعات الطاقة والبناء والتشييد، وتوطين صناعة الدواء، إلى جانب تبادل وجهات النظر حول أبرز القضايا المطروحة على الساحة الإقليمية بما في ذلك التطورات في غزة وليبيا».

ولفت المقراني إلى جوانب أخرى للتعاون بين مصر والجزائر في ملفات ليبيا ومنطقة الساحل، وقال: «التحديات الراهنة تجعل التنسيق حول الملف الليبي أكثر إلحاحاً، كما تفرض على الجزائر البحث عن تحالفات عربية أوسع، لتعويض الفراغ الذي خلفه تراجع حضورها التقليدي في منطقة الساحل».

وعقب زيارته للجزائر توجه عبد العاطي، الجمعة، إلى تونس «في زيارة ثنائية تستهدف تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين»، حيث «عقد محادثات مع كبار المسؤولين التونسيين بشأن سبل دفع أوجه التعاون الثنائي، فضلاً عن تبادل الرؤى حيال التحديات الإقليمية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة»، بحسب إفادة رسمية لوزارة «الخارجية المصرية».

وعدّ مستشار «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، الدكتور عمرو الشوبكي، زيارة عبد العاطي للجزائر «مهمة ومفيدة»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الرئيس الجزائري غاب عن (قمة فلسطين) بالقاهرة، لأنه شعر أن القرارات معدة سلفاً». وقال إن «زيارة عبد العاطي مهمة لوضع الجزائر وتونس في إطار تصور خطة إعمار غزة، ومخططات رفض التهجير التي تتطلب تضافراً وتكاتفاً عربياً لمواجهتها لكونها تحدياً وجودياً يهدد الشعب الفلسطيني».

واعتمدت «القمة العربية» الطارئة، التي استضافتها القاهرة «خطة إعادة إعمار وتنمية قطاع غزة، المقدمة من مصر لتكون خطة عربية جامعة»، كما أكدت «الموقف العربي القاطع الرافض لدعوات تهجير الفلسطينيين».