«حميدتي» يتوعد بطرد الجيش من الخرطوم و«تحرير» مواقع جديدة

قائد «الدعم السريع» يعترف بخسارة قواته عدداً من المناطق طوم والجزيرة

«حميدتي» قال في خطاب الاستقلال الأربعاء إن السودان في مفترق طرق (الشرق الأوسط)
«حميدتي» قال في خطاب الاستقلال الأربعاء إن السودان في مفترق طرق (الشرق الأوسط)
TT
20

«حميدتي» يتوعد بطرد الجيش من الخرطوم و«تحرير» مواقع جديدة

«حميدتي» قال في خطاب الاستقلال الأربعاء إن السودان في مفترق طرق (الشرق الأوسط)
«حميدتي» قال في خطاب الاستقلال الأربعاء إن السودان في مفترق طرق (الشرق الأوسط)

حث قائد قوات «الدعم السريع» في السودان، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الجمعة، قواته على التماسك والقتال بشكل أقوى، وعدم الالتفات إلى خسارتها مواقع مدنية وعسكرية مهمة، استردها الجيش السوداني في الأيام الماضية، وعكس ذلك خطابه التحفيزي لرفع الروح المعنوية لقواته بعد الهزائم المتلاحقة التي تلقتها في الميدان.

وتوعّد «حميدتي» بـ«طرد» الجيش السوداني من الخرطوم، مقرّاً للمرّة الأولى وبطريقة غير مباشرة بالانتكاسات التي تكبّدتها قوّاته في العاصمة.

وفي خطاب نادر على التلفزيون، دعا «حميدتي»، إلى عدم التفكير في إنجازات الجيش أو «(أنهم) دخلوا القيادة أو دخلوا (معسكر سلاح) الإشارة... أو تسلموا الجيلي (مصفاة النفط) أو تسلموا مدني (عاصمة ولاية الجزيرة)» في جنوب الخرطوم.

والأسبوع الماضي، أكّدت قوّات «الدعم السريع» أن إعلان الجيش فكّ الحصار عن مصفاة الجيلي النفطية في شمال الخرطوم، وهي الأكبر من نوعها في البلد، والسيطرة عليها، «ليس سوى إشاعات هدفها تضليل الرأي العام»، غير أن حميدتي توعد الجمعة، بأن عناصر الجيش لن يستفيدوا من مقرّ القيادة العامة أو معسكر سلاح الإشارة لفترة طويلة، متعهّداً بـ«طردهم»، كما حصل سابقاً، بحسب قوله في التسجيل الذي ظهر فيه بالزي العسكري من مكتبه.

قائد الجيش السوداني رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان يحيي مؤيديه في أم درمان غرب الخرطوم 29 يونيو 2019 (أ.ب)
قائد الجيش السوداني رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان يحيي مؤيديه في أم درمان غرب الخرطوم 29 يونيو 2019 (أ.ب)

وكان البرهان، الحليف السابق لدقلو، قد تفقّد مقرّ القيادة العامة للقوّات المسلّحة الأحد. ولم يكن لدقلو إطلالات علنية طوال الحرب التي اندلعت في أبريل (نيسان) 2023، واقتصرت خطاباته على تسجيلات صوتية متداولة عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وفي بداية الحرب، سيطرت قوّاته على جزء كبير من الخرطوم متقدّمة نحو الجنوب، واستولت على ولاية الجزيرة وعاصمتها ود مدني التي استعادها الجيش الشهر (يناير/ كانون الثاني). وشنّ الجيش هجوماً على الخرطوم ودخل القطاع الشمالي في العاصمة (بحري) الذي استولت عليه قوّات «الدعم السريع».

وأفاد مصدر عسكري بتواصل المعارك الجمعة، في حيّ كافوري، أحد آخر معاقل قوّات «الدعم السريع» في شرق الخرطوم بحري. وكشف دقلو في خطابه عن «4 معارك في بحري»، متعهّداً بانتصار قوّاته.

وقبيل انتهاء ولايته، فرض الرئيس الأميركي السابق جو بايدن عقوبات على البرهان. واتّهمت إدارته الجيش السوداني بشن هجمات على مدارس وأسواق ومستشفيات، واستخدام الحرمان من الغذاء سلاحاً في الحرب. وجاءت تلك العقوبات بعد نحو أسبوع على فرض واشنطن عقوبات على دقلو الذي اتّهمت قواته بـ«ارتكاب إبادة جماعية».

«حميدتي» يتوعد

وتوعد قائد «الدعم السريع» في كلمته بتصعيد جديد، بقوله: «نريد أن نحرر مناطق محددة، ولا أريد التوضيح أكثر في هذا الأمر، القادة الميدانيون سيبلغونكم بالأمر، ولن أذيعه في الإعلام». وعاد «حميدتي» لمهاجمة رئيس مجلس السيادة، القائد العام للجيش السوداني، وحذره بأنه لم يخرج من المأزق الحالي بعد، بقوله: «أقول للبرهان الشَّرَك لسه لم تخرج منه»، و«الشَّرَك» كلمة عامية سودانية أقرب إلى معنى «الكمين»، متعهداً بمحاكمة «البرهان» ومن معه.

وندد في كلمته بمجزرة «الكنابي» بالجزيرة، وقتل الجنوبيين، وقال: «هذا الأمر ليس بجديد، هم قتلوا الملايين، منذ أكثر من 50 عاماً... ظلوا يقاتلون الجنوبيين». وقدّم قائد «الدعم السريع»، اعتذاره للجنوبيين، قائلاً: «نحن نعتذر لإخواننا الجنوبيين (من دولة جنوب السودان) نيابةً عن الشعب السوداني الذي يشبهكم وتشبهونه، الشعب السوداني الذي يشعر بآلامكم، وتشعرون بآلامه».

علي كرتي الأمين العام لـ«الحركة الإسلامية» في السودان (غيتي)
علي كرتي الأمين العام لـ«الحركة الإسلامية» في السودان (غيتي)

وتحدث حميدتي في خطابه عن الأمين العام للحركة الإسلامية، علي كرتي، وقال: «نحن نتابعه، ونعرف أين يقيم بالكلية الحربية بمنطقة (وادي سيدنا) شمال أم درمان، ومعه القياديان أحمد هارون وأسامة عبد الله».

وسبق أن اتهم «حميدتي» المجموعة ذاتها من قيادات الصف الأول في تنظيم الإسلاميين المعزول، بأنها تحالفت مع قادة الجيش الحاليين، وخططوا معاً لإشعال الحرب بالبلاد في أبريل 2023. وأوصى قائد «الدعم السريع» أفراد قواته، بالحفاظ على معنوياتهم مرتفعة، مذكراً بالانتصارات التي حققوها، الجمعة، في 4 معارك بالخرطوم بحري وأم درمان.

ودعا «حميدتي» قواته على الأرض، إلى عدم الركون والالتفات إلى دعايات «الفلول» بأنهم استعادوا «القيادة وسلاح الإشارة»، وقال: «لن يتمتعوا بها، وأريد منكم التفكير في تحرير مواقع جديدة، وليس فيما أُخِذَ منكم».


مقالات ذات صلة

الجيش السوداني يسترد منطقة استراتيجية في أم درمان

شمال افريقيا عناصر من الجيش السوداني في مدينة أم درمان (أرشيفية - رويترز)

الجيش السوداني يسترد منطقة استراتيجية في أم درمان

أعلن الجيش السوداني، يوم السبت، استرداد واحد من أكبر معاقل «قوات الدعم السريع» الرئيسية في غرب مدينة أم درمان، وهي منطقة «سوق ليبيا».

أحمد يونس (كمبالا)
الخليج ولي العهد السعودي مستقبِلاً رئيس مجلس السيادة السوداني بقصر الصفا في مكة المكرمة الجمعة (واس)

محمد بن سلمان والبرهان يستعرضان مستجدات أوضاع السودان

استعرض ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق الأول ركن عبد الفتاح البرهان، مستجدات أوضاع السودان والجهود المبذولة تجاهها.

«الشرق الأوسط» (مكة المكرمة)
شمال افريقيا الجيش السوداني في جنوب الخرطوم بعد طرد «قوات الدعم السريع» منها (أ.ب)

الجيش السوداني يعلن «السيطرة الكاملة» على الخرطوم

أعلن الجيش السوداني أنه سيطر بالكامل على العاصمة الخرطوم بعد أسبوع من استعادته القصر الرئاسي من «قوات الدعم السريع» في هجوم واسع نفذه مؤخراً.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان لدى وصوله مطار الخرطوم قبل التوجه للقصر الرئاسي (مجلس السيادة الانتقالي السوداني) play-circle

الجيش السوداني ينفي خروج «الدعم السريع» من الخرطوم باتفاق مع الحكومة

نفى الجيش السوداني أن يكون خروج «قوات الدعم السريع» من العاصمة الخرطوم تم باتفاق مع الحكومة.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان خلال لقائه هيكو نتشكا المبعوث الألماني الخاص للقرن الأفريقي (مجلس السيادة الانتقالي السوداني) play-circle

البرهان يعلن عن توجه لتشكيل حكومة تكنوقراط وعدم رغبة الجيش في السياسية

قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، يوم الخميس، إن الجيش يعمل على «تهيئة الظروف المواتية لتولّي حكومة مدنية منتخَبة مقاليد السلطة في البلاد».

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

حميدتي يقر بـ«مغادرة» قواته الخرطوم ويقول إن الحرب مع الجيش السوداني لم تنته بعد

مبانٍ مُدمّرة في حيّ «جنوبي» بالخرطوم (أ.ف.ب)
مبانٍ مُدمّرة في حيّ «جنوبي» بالخرطوم (أ.ف.ب)
TT
20

حميدتي يقر بـ«مغادرة» قواته الخرطوم ويقول إن الحرب مع الجيش السوداني لم تنته بعد

مبانٍ مُدمّرة في حيّ «جنوبي» بالخرطوم (أ.ف.ب)
مبانٍ مُدمّرة في حيّ «جنوبي» بالخرطوم (أ.ف.ب)

قال قائد «قوات الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، اليوم الأحد، إن الحرب مع الجيش السوداني لم تنته بعد، وإن قواته ستعود إلى العاصمة الخرطوم رغم طردها من معظم أنحائها.

جاء ذلك في أول تصريح له منذ طرد «قوات الدعم السريع» من معظم أنحاء الخرطوم على يد الجيش السوداني، في أحدث تطور بالحرب المدمرة المستمرة منذ نحو عامين. وأقر دقلو، المعروف أيضاً باسم «حميدتي»، في رسالة صوتية عبر «تلغرام» بأن قواته غادرت الخرطوم الأسبوع الماضي، مع تعزيز الجيش مكاسبه في العاصمة. وقال دقلو: «صحيح في الأيام السابقة حصل انسحاب لتموضع القوات في أم درمان، وده (هذا) تقدير القيادة أو إدارة العمليات. وده (هذا) قرار جماعي». وأضاف: «نؤكد لكم أننا صحيح طلعنا (خرجنا) من الخرطوم، ولكن بإذن الله نعود للخرطوم ونحن أشد منعة وأشد قوة وأشد انتصاراً». وتابع: «نحن نقول إن الحرب ما انتهت. الحرب لسة (ما زالت) في بدايتها».

جاءت تعليقات «حميدتي» في الوقت الذي يواصل فيه الجيش تعزيز مواقعه؛ إذ سيطر أمس السبت على سوق رئيسية في أم درمان كانت تستخدمها «قوات الدعم السريع» لشن هجمات.

ويسيطر الجيش بالفعل على معظم أم درمان التي تضم قاعدتين عسكريتين كبيرتين، ويبدو أنه عازم على تأمين كامل منطقة العاصمة، التي تتألف من مدن: الخرطوم وأم درمان وبحري. ولا تزال «قوات الدعم السريع» تسيطر على بعض الأراضي في أم درمان. واستبعد، أمس، قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أي مصالحة مع «قوات الدعم السريع» وتعهد بسحقها.

واندلعت الحرب نتيجة صراع على السلطة بين الجيش و«قوات الدعم السريع» قبل انتقال كان مقرراً إلى الحكم المدني.

وأعلن المتحدث باسم الجيش السوداني، نبيل علي، (السبت)، أن القوات المسلحة نجحت في بسط سيطرتها على منطقة سوق ليبيا في أم درمان، وطردت «قوات الدعم السريع» منها.

ويخوض الجيش السوداني حرباً ضد «قوات الدعم السريع» منذ أبريل (نيسان) 2023، بعد خلافات بشأن خطط لدمج «الدعم السريع» في القوات المسلحة.

وأدت الأعمال القتالية إلى تدمير أنحاء شاسعة من الخرطوم، ونزوح أكثر من 12 مليون سوداني، وجعلت نحو نصف سكان البلاد، البالغ عددهم 50 مليون نسمة، يعانون الجوع الحاد. ومن الصعب تقدير العدد الإجمالي للقتلى، لكن دراسة نشرت العام الماضي قالت إن عدد القتلى ربما وصل إلى 61 ألفاً في ولاية الخرطوم وحدها خلال أول 14 شهراً من الصراع.