المجاعة تنهش السودان... «لا طعام ولا دواء ولا أي شيء»

الأم السودانية النازحة منى إبراهيم وأطفالها يجلسون على الأرض في مخيم زمزم للنازحين داخلياً الذي يعاني من المجاعة في شمال دارفور في 21 يناير 2025 (أ.ف.ب)
الأم السودانية النازحة منى إبراهيم وأطفالها يجلسون على الأرض في مخيم زمزم للنازحين داخلياً الذي يعاني من المجاعة في شمال دارفور في 21 يناير 2025 (أ.ف.ب)
TT
20

المجاعة تنهش السودان... «لا طعام ولا دواء ولا أي شيء»

الأم السودانية النازحة منى إبراهيم وأطفالها يجلسون على الأرض في مخيم زمزم للنازحين داخلياً الذي يعاني من المجاعة في شمال دارفور في 21 يناير 2025 (أ.ف.ب)
الأم السودانية النازحة منى إبراهيم وأطفالها يجلسون على الأرض في مخيم زمزم للنازحين داخلياً الذي يعاني من المجاعة في شمال دارفور في 21 يناير 2025 (أ.ف.ب)

في خلال شهرين، دفنت منى إبراهيم اثنين من أولادها قضيا جوعاً في مخيّم للاجئين في السودان الذي تنهشه حرب أهلية منذ نحو سنتين بين الجيش و«قوات الدعم السريع».

وشهدت هذه الأمّ البالغة 40 عاماً، التي لا حول لها، كيف انطفأت ابنتها رانيا في ربيعها العاشر قبل أن يموت منتصر في شهره الثامن في مخيّم زمزم، حسب تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وهي باتت تخشى على حياة ابنتها رشيدة (4 سنوات) التي تعاني من فقر حادّ في الدمّ بلا أيّ رعاية طبّية.

الأم السودانية النازحة منى إبراهيم وأطفالها يجلسون على الأرض في مخيم زمزم للنازحين داخلياً الذي يعاني من المجاعة في شمال دارفور في 21 يناير 2025 (أ.ف.ب)
الأم السودانية النازحة منى إبراهيم وأطفالها يجلسون على الأرض في مخيم زمزم للنازحين داخلياً الذي يعاني من المجاعة في شمال دارفور في 21 يناير 2025 (أ.ف.ب)

وتتحسّر في تسجيل مصوّر أرسلته عبر «واتسابـ» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أمام مأوى بلا سقف قرب الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور التي تحاصرها «قوّات الدعم السريع» منذ مايو (أيار): «أنا خائفة جداً أن تضيع منّي. نحن متروكون».

وتؤكّد: «ليس هناك طعام ولا دواء ولا أي شيء».

وتروي منى كيف فقدت اثنين من أولادها وهي عاجزة عن مساعدتهما: «ما كان لي سوى أن أضمّهما وهما يحتضران».

وكانت رانيا أوّل من لقي حتفه في المستشفى الوحيد في الفاشر الذي ما زال قيد الخدمة لكنّه يعاني نقصاً شديداً في الطواقم والمعدّات الطبية، في نوفمبر (تشرين الثاني) بعد ثلاثة أيّام من إدخالها بسبب إسهال حادّ. وبعد بضعة أسابيع، لحقها منتصر بعدما انتفخ جسده الصغير بسبب سوء تغذية حادّ.

«هذا كلّ ما لدينا»

أُعلنت حالة المجاعة في مخيّم زمزم الشاسع الذي أنشئ سنة 2004، ويضمّ ما بين 500 ألف ومليون شخص، بالاستناد إلى نظام تصنيف مدعوم من منظمات الأمم المتحدة. وانتشرت في مخيّمين آخرين، وفي بعض أنحاء جبال النوبة في جنوب البلد.

وأنكرت الحكومة الموالية للجيش حدوث مجاعة في البلد، في حين يعاني ملايين الأشخاص نقصاً في التغذية.

في «سلام 56»، إحدى الوحدات الـ48 المكتظّة باللاجئين التي تشكّل مخيّم زمزم، تهزّ أمّهات أطفالهن الذين يعجزون عن المشي من شدّة الإنهاك. وتتشارك عائلات بقايا طبق فول لا طعم له.

وتقرّ راوية علي (35 عاماً)، وهي أمّ لخمسة أطفال: «هذا كلّ ما لدينا». وإلى جانبها دلو فيه ماء عكر من خزّان لمياه الأمطار على بعد ثلاثة كيلومترات، «تشرب منه الحيوانات ونحن أيضاً».

وتعيش في «سلام 56» أكثر من 700 أسرة نزحت من جرّاء الحرب الطاحنة التي تدور منذ أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و«قوّات الدعم السريع» بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب بـ«حميدتي».

ويقول المنسّق المشرف على الوحدة آدم محمود عبد الله، إنه لم يتلقّ سوى أربع شحنات من المساعدات الغذائية منذ اندلاع الحرب، تعود آخرها إلى سبتمبر (أيلول) مع نحو عشرة أطنان من الدقيق، و«مذاك، لم يصلنا شيء».

ويعكس البؤس الذي حلّ بزمزم ضراوة هذه الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف، وهجّرت أكثر من 12 مليون شخص وتسبّبت بـ«أكبر أزمة إنسانية تسجّل على الإطلاق»، بحسب «لجنة الإغاثة الدولية» (آي آر سي).

أم تحتضن طفلها الذي يعاني من سوء التغذية الحاد في مستشفى الرحمة في ولاية جنوب كردفان بالسودان (رويترز)
أم تحتضن طفلها الذي يعاني من سوء التغذية الحاد في مستشفى الرحمة في ولاية جنوب كردفان بالسودان (رويترز)

«قرارات تدمي القلوب»

وعلى مسافة نحو 700 كيلومتر من جنوب شرقي مخيّم زمزم، ليس الوضع أفضل حالاً.

وأمام أحد آخر المطابخ الجماعية قيد العمل في مدينة ديلينغ في جنوب كردفان، تمتدّ طوابير الانتظار إلى ما لا نهاية له، بحسب ما تخبر نازك كابالو التي تدير مجموعة للدفاع عن حقوق النساء.

وفي الصور التي تشاركتها مع «وكالة الصحافة الفرنسية»، نساء ورجال وأطفال هزلى منتفخو البطون، عظامهم ناتئة، يصعب عليهم الوقوف من شدّة الإنهاك.

وبعد أيام من دون أي لقمة تسدّ الرمق، «ينهار البعض منهم... في حين يتقيّأ البعض الآخر عندما يحصل على بعض الطعام»، بحسب كابالو.

وفي كردفان الجنوب التي كانت فيما مضى منطقة زراعية غنيّة، يقتات بعض المزارعين بذوراً كان يفترض بهم زرعها، أو يغلون أوراق نبات.

وتؤكّد كابالو: «بتنا نلحظ الجوع في مناطق لم تشهد سابقاً مجاعة».

نساء سودانيات فررن من الصراع في منطقة دارفور بالسودان يصطففن لتلقي حصص الأرز من متطوعي الصليب الأحمر في أورانغ على مشارف أدري بدولة تشاد 25 يوليو 2023 (رويترز)
نساء سودانيات فررن من الصراع في منطقة دارفور بالسودان يصطففن لتلقي حصص الأرز من متطوعي الصليب الأحمر في أورانغ على مشارف أدري بدولة تشاد 25 يوليو 2023 (رويترز)

وقد حلّ الجوع بهذا البلد الزاخر بالموارد الطبيعية، حتّى على بعد مئات الكيلومترات من المناطق التي ضربتها المجاعة.

وفي القضارف، على بعد 400 كيلومتر من جنوب شرقي الخرطوم، حيث يعيش أكثر من مليون نازح، تصل عائلات فارة من المعارك الضارية يائسة ومتضوّرة.

وتخبر ماري لوبول، مديرة الشؤون الإنسانية في منظمة «أنقذوا الأطفال» غير الحكومية، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أنها رأت «أطفالاً شديدي الضعف، تسيل أنوفهم، ويعانون التهاباً في ملتحمة العين. ويتّخذ الأهل قرارات تدمي القلوب ليحدّدوا أيّاً من أطفالهم تحتّم عليه الموت».

تداعيات طويلة الأمد

في جنوب العاصمة الخرطوم، أخبر عمّال في برنامج الأغذية العالمي أنهم رأوا أشخاصاً «هم جلد على عظم»، يقتاتون عدساً وحبوباً مغلية، بحسب ما نقلت ليني كينزلي، المسؤولة عن التواصل في البرنامج، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتؤكد المنظمات المعنية بالمساعدات الإنسانية أن الحرب تجعل عملها شبه مستحيل.

صورة ملتقطة في يناير 2024 تُظهر نساء وأطفالاً في مخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر في شمال دارفور (رويترز)
صورة ملتقطة في يناير 2024 تُظهر نساء وأطفالاً في مخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر في شمال دارفور (رويترز)

وتكشف لوبول: «لا يمكننا بكلّ بساطة أن نحمّل الإعاشات في شاحنة وننقلها إلى المناطق المتأثّرة بالمجاعة. فحواجز العبور وقرارات الرفض وعمليات النهب من جماعات مسلّحة تحرم من هذه المساعدات مَنْ هم في أشدّ الحاجة إليها».

ومن دون تحرّك سريع، قد تعيث المجاعة خراباً في البلد، بحسب منظمات غير حكومية.

وتحذّر لوبول من أن «أشخاصاً يموتون راهناً لكنّ التداعيات الطويلة المدى ستلاحق السودان على مدى أجيال».

ومع حلول الليل في مخيّم زمزم، تتمدّد ابنة منى إبراهيم على الفراش بلا طاقة ومقطوعة النفس. وتقول والدتها: «لا أعلم إلى أي حد يمكننا أن نصبر».


مقالات ذات صلة

الجيش السوداني يتوعد أنصار «الحكومة الموازية»

المشرق العربي ممثلون لأحزاب سياسية وقادة لحركات مسلحة خلال مشاركتهم في اجتماعات لتشكيل حكومة في المناطق التي تسيطر عليها «قوات الدعم السريع» في السودان بنيروبي الثلاثاء (د.ب.أ)

الجيش السوداني يتوعد أنصار «الحكومة الموازية»

فيما توعد الجيش السوداني بمقاتلة أنصار حكومة موازية تسعى «قوات الدعم السريع» لتشكيلها، نددت خارجية البلاد باستضافة كينيا لاجتماعات بشأنها. ورأت الخارجية…

شمال افريقيا ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال إحاطة إعلامية بمقر الأمم المتحدة في نيويورك الولايات المتحدة 26 مايو 2022 (رويترز)

الأمم المتحدة تحذّر: إعلان حكومة موازية في السودان يهدد بـ«مفاقمة الأزمة»

عبّر أمين عام الأمم المتحدة عن قلقه من الإعلان المقرر، الجمعة، عن تشكيل «قوات الدعم السريع» حكومة موازية، الذي من شأنه زيادة «انقسام» السودان و«مفاقمة الأزمة».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شمال افريقيا ممثلون لأحزاب سياسية وقادة لحركات مسلحة خلال مشاركتهم في اجتماعات لتشكيل حكومة في المناطق التي تسيطر عليها «قوات الدعم السريع» في السودان بنيروبي الثلاثاء (د.ب.أ)

الخارجية السودانية تندد باجتماعات نيروبي والجيش يتوعد

قللت «الخارجية» السودانية من اجتماعات جارية في «نيروبي» بكينيا، لتوقيع ميثاق يمهد الطريق لتشكيل حكومة في مناطق سيطرة «قوات الدعم السريع» في السودان.

أحمد يونس (نيروبي) محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا جنود سودانيون عند نقطة تفتيش بمدخل مدينة ود مدني التي استعادها الجيش السوداني (أ.ف.ب)

«السيادة السوداني» لتشكيل حكومة انتقالية برئاسة «شخصية لا تنتمي إلى أي جهة»

أعلن مجلس السيادة السوداني، الأربعاء، أن الفترة المقبلة ستشهد تشكيل حكومة انتقالية برئاسة رئيس وزراء تكنوقراط لا ينتمي إلى أي جهة سياسية.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا عبد الرحيم دقلو نائب قائد «قوات الدعم السريع» خلال لقاء يهدف إلى إنشاء حكومة في مركز المؤتمرات الدولية في كينياتا في نيروبي... كينيا 18 فبراير 2025 (أ.ب)

السودان ينتقد كينيا لتوفير منصة لـ«الدعم السريع» لإعلان حكومة موازية

اتهمت الحكومة السودانية كينيا بانتهاك سيادة السودان من خلال استضافة حدث يُرتقب أن تعلن خلاله «قوات الدعم السريع» حكومة موازية الجمعة.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

تيتيه تتعهد العمل «بلا كلل» لدعم إجراء الانتخابات الليبية

البعثة الأممية لدى ليبيا في استقبال تيتيه اليوم الخميس (البعثة الأممية)
البعثة الأممية لدى ليبيا في استقبال تيتيه اليوم الخميس (البعثة الأممية)
TT
20

تيتيه تتعهد العمل «بلا كلل» لدعم إجراء الانتخابات الليبية

البعثة الأممية لدى ليبيا في استقبال تيتيه اليوم الخميس (البعثة الأممية)
البعثة الأممية لدى ليبيا في استقبال تيتيه اليوم الخميس (البعثة الأممية)

تعهّدت هانا سيروا تيتيه، الممثلة الخاصة للأمين العام رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بـ«العمل بلا كلل لدعم المؤسسات الوطنية، وتمكينها من إجراء الانتخابات العامة المؤجلة»، وفي غضون ذلك زادت الدبلوماسية الأميركية من جهودها في طرابلس بلقاء جمع المبعوث الخاص، ريتشارد نورلاند، برئيس «المفوضية العليا» للانتخابات الليبية، عماد السايح، تناول سبل إنجاح العملية الانتخابية.

خوري في استقبال تيتيه لدى وصولها إلى طرابلس الخميس 20 فبراير (البعثة الأممية)
خوري في استقبال تيتيه لدى وصولها إلى طرابلس الخميس 20 فبراير (البعثة الأممية)

وقالت تيتيه، التي وصلت إلى طرابلس، اليوم الخميس، بعدما عُينت مبعوثة جديدة إلى ليبيا: «سوف أتولى قيادة جهود الوساطة التي تبذلها الأمم المتحدة، بالبناء على العمل الذي قام به أسلافي وزملائي في البعثة». ورأت أن إيجاد حل للأزمة الليبية «لن يتحقق من دون العمل بشكل فاعل مع جميع الليبيين؛ من جميع ألوان الطيف السياسي، والمجتمع المدني من الحكماء والنساء والشباب، والمجتمعات المحلية والمكونات الثقافية؛ وهو التنوع الذي يميز هذه الأمة النابضة بالحياة»، لافتة إلى أن المواطنين «سيكونون محور النهج الذي نتبعه، وسنسعى إلى معرفة آرائهم وأفكارهم، وفهم مخاوفهم لإعلاء أصواتهم وتعزيز آمالهم مستقبلاً».

وتخلف تيتيه في المنصب عبد الله باتيلي، الذي شغل منصب المبعوث الخاص ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا حتى منتصف مايو (أيار) 2024. وتتمتع تيتيه بـ«خبرة تمتد لعقود» على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، بما في ذلك توليها مؤخراً منصب المبعوثة الخاصة للأمين العام لمنطقة القرن الأفريقي، من عام 2022 حتى عام 2024.

وشددت تيتيه على أنها «تدرك بأن الحل يجب أن يكون حلاً يقوده الليبيون ويملكون زمامه»، وقالت بهذا الخصوص: «سوف أعمل أيضاً مع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية للحصول على دعمها، لحشد جهودنا الجمعية قصد تمكين الجهات الفاعلة محلياً من الحفاظ على الوحدة الوطنية، وسلامة أراضي ليبيا وسيادتها»، مضيفة أن البعثة ستواصل تحت قيادتها «العمل بلا كلل لدعم المؤسسات الليبية، وتمكينها من إجراء انتخابات وطنية شاملة للجميع، وصياغة رؤية وطنية جماعية للتصدي للتحديات، التي تواجهها ليبيا منذ أمد بعيد»، وموضحة أن ذلك: «لن يكون بالأمر السهل، لكن العمل معاً يجعله ممكناً، ولن أدخر جهداً في السعي إلى تحقيق السلام والاستقرار لليبيا».

في سياق ذلك، أكدت تيتيه أن الأمم المتحدة «تظل ملتزمة التزاماً راسخاً بدعم ليبيا لتغدو مزدهرة ومستقرة وديمقراطية؛ ليبيا التي تخدم كل شعبها وتوفر لهم الفرص؛ ليبيا الدولة التي تتبوأ مكانتها كطرف فاعل بكل ثقة على الساحة العالمية... وأتعهد بالعمل مع الليبيين والمجتمع الدولي لتحقيق هذه الغاية».

السائح مستقبلاً البعثة الدبلوماسية الأميركية في طرابلس (المفوضية العليا للانتخابات)
السائح مستقبلاً البعثة الدبلوماسية الأميركية في طرابلس (المفوضية العليا للانتخابات)

وكانت البعثة الدبلوماسية الأميركية في ليبيا قد استبقت قدوم تيتيه، بزيادة تحركاتها في طرابلس، بلقاء غالبية الساسة هناك، قصد حثهم على توحيد جهود إنهاء الانقسام، والعمل على إيجاد «ميزانية موحدة». غير أن جانباً من هذه اللقاءات أثار حفيظة النائب الأول لرئيس مجلس النواب، فوزي النويري، لا سيما بعد اجتماع المبعوث والسفير الأميركي مع محافظ المصرف المركزي.

وقالت المفوضية العليا إن رئيسها الدكتور عماد السايح، بحث، الخميس، مع المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، وسفير الولايات المتحدة لدى ليبيا، جيريمي برنت، تعزيز التعاون ودعم الجهود الرامية إلى إنجاح العملية الانتخابية المقبلة في ليبيا، مشيرة إلى أن المباحثات تركزت أيضاً على التحضيرات الجارية لانتخابات المجالس البلدية (المجموعة الثانية - 2025).

وأفادت المفوضية بأنه تم خلال اللقاء مناقشة مواقف الأطراف السياسية من العملية الانتخابية بوجه عام، وخصوصاً انتخابات المجالس البلدية، وتأثير تلك المواقف على فرص نجاح العملية الانتخابية، واستمرارية تنفيذها في إطار السعي لتحقيق الاستقرار السياسي في البلاد.

ونقلت «المفوضية» عن نورلاند إشادته «بالجهود الكبيرة»، التي تبذلها «لضمان توفير بيئة مناسبة لتنظيم انتخابات حرة نزيهة وشفافة»، تعبّر عن إرادة الشعب الليبي وتطلعاته نحو بناء دولة ديمقراطية مستقرة. واختتم اللقاء بالتأكيد على استمرار التعاون بين الجانبين لدعم المفوضية في تنظيم الانتخابات المقبلة، وفق المعايير الدولية، وبما يضمن مشاركة واسعة لجميع الليبيين.

وسبق أن أجرت البعثة الدبلوماسية الأميركية زيارات إلى عدد من المؤسسات الليبية، من بينها المجلس الرئاسي، وديوان المحاسبة، والمؤسسة الوطنية للنفط، ووزارة الخارجية، والمصرف المركزي.

وانتقد النويري لقاء محافظ المصرف، ناجي عيسى، مع سفراء أجانب، ودعا في بيان سابق إلى «ضرورة احترام سيادة الدولة الليبية ومؤسساتها الوطنية، وعدم السماح بأي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية، ولا سيما فيما يتعلق بالمؤسسات السيادية».

وزير الدفاع البيلاروسي مجتمعاً بالوفد العسكري الليبي بقيادة صدام حفتر (شعبة الإعلام الحربي)
وزير الدفاع البيلاروسي مجتمعاً بالوفد العسكري الليبي بقيادة صدام حفتر (شعبة الإعلام الحربي)

في شأن مختلف، قالت شعبة الإعلام بـ«الجيش الوطني» الليبي، إن رئيس أركان القوات البرية، الفريق صدام حفتر، ناقش مع وزير الدفاع البيلاروسي، الفريق فيكتور خرينين، آفاق التعاون العسكري، وبحث سبل تبادل الخبرات وتعزيز التنسيق المشترك بين الجانبين.

ونقلت الشعبة عن وزير الدفاع البيلاروسي إشادته بدور القوات المسلحة «في الحفاظ على الأمن والاستقرار في ليبيا»، مشيراً إلى أن استقرار ليبيا «يعد عاملاً أساسياً في استقرار المنطقة على المستوى الإقليمي».