الجيش السوداني يسترد منطقة استراتيجية في أم درمان

«قوات الدعم السريع» تستولي على قاعدة عسكرية في ولاية النيل الأزرق

عناصر من الجيش السوداني في مدينة أم درمان (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الجيش السوداني في مدينة أم درمان (أرشيفية - رويترز)
TT
20

الجيش السوداني يسترد منطقة استراتيجية في أم درمان

عناصر من الجيش السوداني في مدينة أم درمان (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الجيش السوداني في مدينة أم درمان (أرشيفية - رويترز)

أعلن الجيش السوداني، يوم السبت، استرداد واحد من أكبر معاقل «قوات الدعم السريع» الرئيسية في غرب مدينة أم درمان، منطقة «سوق ليبيا» التي تُعد من آخر المواقع والتي كانت لا تزال تحت سيطرة «قوات الدعم السريع» في مدن العاصمة الثلاث.

وتقع منطقة «سوق ليبيا» في محلية أم بدة التي تتحكم في الجهة الغربية من مدينة أم درمان، وبفقدانها تكون «قوات الدعم السريع» قد فقدت السيطرة على غرب المدينة، لكنها لا تزال موجودة في جنوب أم درمان.

وقال الناطق باسم الجيش، العميد نبيل عبد الله، في نشرة صحافية موجزة على صفحة الجيش الرسمية في منصة «فيسبوك» إن «قواتنا بسطت سيطرتها على سوق ليبيا في أم درمان، واستولت على أسلحة ومعدات خلفها العدو في أثناء فراره».

وانسحبت «قوات الدعم السريع» عبر جسر خزان جبل الأولياء، وتجمعت على الضفة الغربية لنهر النيل الأبيض الذي يفصل مدينة أم درمان عن الخرطوم. يذكر أن العاصمة الكبرى تتكون من ثلاث مدن هي: الخرطوم وأم درمان وبحري.

وما تزال «قوات الدعم السريع» تسيطر على مناطق المويلح، ودار السلامة، والعامرية في غرب أم درمان، وأجزاء من منطقتي المربعات والصالحة، في جنوب المدينة، وتتمدد تخوم خزان جبل الأولياء. وفي حال استرد الجيش تلك المناطق سيمثل ذلك نهاية لمعركة العاصمة.

سودانيون يصطفون للحصول على المياه في أم درمان خلال المعارك بين الجيش و«الدعم السريع» (أرشيفية - أ.ف.ب)
سودانيون يصطفون للحصول على المياه في أم درمان خلال المعارك بين الجيش و«الدعم السريع» (أرشيفية - أ.ف.ب)

من جهة أخرى، أعلنت «قوات الدعم السريع»، في بيان، الاستيلاء على قاعدة «السلك» العسكرية في إقليم النيل الأزرق، ضمن علميات تقوم بها في ذلك الإقليم الذي يجاور دولتي جنوب السودان وإثيوبيا.

وذكر البيان أن «قوات الدعم السريع» دمرت «دفاعات العدو، وكبدته خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وبسطت سيطرتها على قاعدة السلك العسكرية والمنطقة بكاملها، بعد أن ألحقت هزيمة ساحقة بميليشيات الحركة الإسلامية وحلفائها في معركة خاطفة ومباغتة، أجبرتهم على الفرار».

وكانت «قوات الدعم السريع» و«الحركة الشعبية لتحرير السودان» قد عقدتا تحالفاً عسكرياً وسياسياً في أعقاب توقيعهما - مع قوى سياسية وحركات مسلحة أخرى - إعلاناً دستوراً انتقالياً لحكم البلاد، وأبدتا عزمهما على تشكيل حكومة موازية لتلك التي يقودها الجيش بزعامة الفريق عبد الفتاح البرهان.

وأعلنت «لجان مقاومة النيل الأزرق»، وهي مجموعات طوعية ناشطة، أن «قوات الدعم السريع» استهدفت مدينة الدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق، وتقع في جنوب شرقي السودان على الضفة الغربية لنهر النيل الأزرق. وقالت اللجان إن «قوات الدعم السريع» أطلقت أسراباً من المسيّرات الهجومية على مطار الدمازين وعلى مواقع حيوية أخرى في المدينة، وإن الدفاعات الأرضية التابعة للجيش أسقطت أكثر من 20 مسيّرة داخل المدينة. وعدّت اللجان استهداف الدمازين بالمسيرات، نوعاً جديداً من الهجمات التي تتعرض لها الولاية.

واستعاد الجيش في عملياته الأخيرة كلاً من ولايات الجزيرة وسنار والخرطوم وأجزاءً من ولاية النيل الأبيض، وشمال كردفان، بجانب الولايات التي ظل أصلاً يسيطر عليها طوال فترة الحرب، وهي كسلا، والقضارف، والبحر الأحمر، والشمالية، ونهر النيل.

في المقابل، تسيطر «قوات الدعم السريع» على أجزاء من ولاية النيل الأزرق، ومعظم أنحاء شمال إقليم كردفان وغربه وجنوبه، ومعظم إقليم دارفور باستثناء مدينة الفاشر التي تحاصرها «قوات الدعم السريع» منذ قرابة العام.


مقالات ذات صلة

نشطاء: 85 قتيلاً في هجمات لـ«الدعم السريع» جنوب الخرطوم خلال أسبوع

شمال افريقيا جنود في منطقة استعادها الجيش السوداني مؤخرا من قوات الدعم السريع، 40 كيلومترا جنوب الخرطوم، السودان 27 مارس 2025 (أ.ب)

نشطاء: 85 قتيلاً في هجمات لـ«الدعم السريع» جنوب الخرطوم خلال أسبوع

قُتل 85 شخصا وأصيب عشرات في هجمات تشنّها «قوات الدعم السريع»، منذ أسبوع، على قرى تقع إلى الجنوب من الخرطوم، وفق ما أفاد به نشطاء، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا عبد الرحيم دقلو (شقيق حميدتي - وسط) محاطاً بممثلي الأحزاب السياسية المؤيدة للحكومة الموازية في نيروبي (أرشيفية - أ.ف.ب)

«شقيق حميدتي» يعلن نقل الحرب إلى شمال السودان

شقيق «حميدتي»: «لدى (الدعم السريع) مخزون من مليون جندي على استعداد للقتال حتى النهاية... كنا على خطأ ولم نكن نعرف أين مسرح المعركة، لكن الآن عرفنا ذلك».

شمال افريقيا مواطنون يحيون قوات من الجيش في منطقة الكلاكلة قرب الخرطوم (أ.ب)

اتهامات للجيش السوداني و«الدعم السريع» بارتكاب انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان

عادة يتهم مواطنون منتمون لغرب البلاد وجنوبها، بأنهم «حواضن اجتماعية»، ويتم تجريمهم لمجرد هذا الانتماء، وتعنيفهم والتحرش بهم، وقتلهم، تحت ذريعة «الوجوه الغريبة»

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا أرشيفية لمتحف السودان القومي

«الخارجية السودانية» تتهم «الدعم السريع» بنهب الآثار والمتاحف

الاعتداء على المتاحف ومراكز الإشعاع الثقافي والتاريخي، مخطط يستهدف محو الهوية الثقافية الوطنية.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا الصادق المهدي (يمين) وابنه الأكبر عبد الرحمن في فعالية دينية لطائفة الأنصار (أرشيفية - غيتي)

خلافات عميقة تضرب أكبر حزب سياسي في السودان

تفجرت الخلافات داخل «حزب الأمة القومي»، وانتقلت من خلافات داخلية إلى حرب بيانات علنية بين مؤسسات الحزب.

أحمد يونس (كمبالا)

نشطاء: 85 قتيلاً في هجمات لـ«الدعم السريع» جنوب الخرطوم خلال أسبوع

جنود في منطقة استعادها الجيش السوداني مؤخرا من قوات الدعم السريع، 40 كيلومترا جنوب الخرطوم، السودان 27 مارس 2025 (أ.ب)
جنود في منطقة استعادها الجيش السوداني مؤخرا من قوات الدعم السريع، 40 كيلومترا جنوب الخرطوم، السودان 27 مارس 2025 (أ.ب)
TT
20

نشطاء: 85 قتيلاً في هجمات لـ«الدعم السريع» جنوب الخرطوم خلال أسبوع

جنود في منطقة استعادها الجيش السوداني مؤخرا من قوات الدعم السريع، 40 كيلومترا جنوب الخرطوم، السودان 27 مارس 2025 (أ.ب)
جنود في منطقة استعادها الجيش السوداني مؤخرا من قوات الدعم السريع، 40 كيلومترا جنوب الخرطوم، السودان 27 مارس 2025 (أ.ب)

قُتل 85 شخصاً وأُصيب عشرات في هجمات تشنّها «قوات الدعم السريع»، منذ أسبوع، على قرى تقع إلى الجنوب من الخرطوم، وفق ما أفاد به نشطاء، الأربعاء.

وجاء في بيان لتنسيقية لجان مقاومة كرري: «لليوم السابع على التوالي... ميليشيا الجنجويد تواصل هجماتها العنيفة على قرى الجموعية غرب جبل أولياء، ما أسفر عن أكثر من 85 شهيداً وعشرات المصابين والجرحى»، حسبما أفادت به «وكالة الصحافة الفرنسية».