إغلاق مفاجئ لميناءين للنفط في شرق ليبيا

رغم تأكيد أوروبي على دوره الحيوي في الاستقرار

حقل نفط في مدينة راس لانوف شمال ليبيا (أرشيفية - أ.ف.ب)
حقل نفط في مدينة راس لانوف شمال ليبيا (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT
20

إغلاق مفاجئ لميناءين للنفط في شرق ليبيا

حقل نفط في مدينة راس لانوف شمال ليبيا (أرشيفية - أ.ف.ب)
حقل نفط في مدينة راس لانوف شمال ليبيا (أرشيفية - أ.ف.ب)

عرقل محتجون في منطقة الهلال النفطية بشرق ليبيا، الثلاثاء، عمليات تحميل النفط الخام في ميناءي السدرة وراس لانوف، بينما نفت حكومة «الوحدة» المؤقتة، مغادرة طواقم عدد من البعثات الدبلوماسية الأجنبية العاصمة طرابلس، باتجاه تونس.

والتزمت حكومة «الوحدة» و«المؤسسة الوطنية للنفط» التابعة لها، وسلطات شرق ليبيا، الصمت حيال عرقلة المحتجين تحميل النفط في الميناءين، وفقاً لما نقلته وكالة «رويترز» عن 5 مهندسين ومصدر شحن، مما يهدد بتعطيل صادرات تبلغ نحو 450 ألف برميل يومياً.

صورة وزعها سفير الاتحاد الأوروبي للقائه مع رئيس مؤسسة النفط
صورة وزعها سفير الاتحاد الأوروبي للقائه مع رئيس مؤسسة النفط

وأظهر برنامج تحميل اطلعت عليه الوكالة، أن ميناء السدرة كان في طريقه لتصدير نحو 340 ألف برميل يومياً من النفط الخام، بينما كان من المقرر تصدير 110 آلاف برميل من ميناء راس لانوف.

وأعلن أعضاء بـ«حراك الهلال النفطي»، في المنطقة التي يسيطر عليها «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، إيقاف جميع عمليات التصدير في مواني الهلال النفطي، بالإضافة لميناءي الحريقة والزويتينة، ورفض السماح بدخول الناقلات للتعبئة، حتى تنفيذ جميع مطالبهم بنقل مقرات عدة شركات نفطية إلى المنطقة الساحلية، لتحسين ظروفهم المعيشة.

وتسببت الاحتجاجات السابقة في تعطيل عمليات النفط، حيث توقف الإنتاج في أغسطس (آب) من العام الماضي، لأكثر من شهر بسبب نزاع على منصب محافظ البنك المركزي، قبل استئناف الإنتاج تدريجياً منذ أوائل أكتوبر (تشرين الأول).

المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا أعلنت إيقاف العمل بآلية مقايضة النفط الخام بالوقود بدءاً من مارس المقبل (الوطنية للنفط)
المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا أعلنت إيقاف العمل بآلية مقايضة النفط الخام بالوقود بدءاً من مارس المقبل (الوطنية للنفط)

ومع ذلك، قالت مؤسسة النفط، الثلاثاء، إن إنتاجها من النفط الخام، وصل إلى أكثر من 1.4 مليون برميل يومياً، وهو ما يقل بنحو 200 ألف برميل يومياً، عن أعلى مستوى للإنتاج قبل الحرب الأهلية.

وكان سفير الاتحاد الأوروبي، نيكولا أورلاندو، قد عدّ في اجتماعه بطرابلس، مع مسعود سليمان، الرئيس المكلف للمؤسسة، الحفاظ على سلامتها ودورها الفني، أمراً حيوياً لوحدة ليبيا واستقرارها وازدهار الأجيال المقبلة، لافتاً إلى أن «الطاقة ومصادر الطاقة المتجددة ركيزتان أساسيتان للتعاون بين الاتحاد الأوروبي وليبيا وأولوية قصوى في برامجنا الثلاثية».

مستودع الزاوية النفطي في غرب ليبيا (شركة البريقة لتسويق النفط)
مستودع الزاوية النفطي في غرب ليبيا (شركة البريقة لتسويق النفط)

وأكد التزام الاتحاد الأوروبي بمساعدة ليبيا على إدارة مواردها من الطاقة بشكل مستدام مع تقليل الأثر البيئي إلى أدنى حد ممكن، كما أعرب عن تطلعه لتعزيز الشراكة الثنائية في مجال الطاقة المستدامة.

بدوره، أعلن مسعود عزم المؤسسة إطلاق جولة العطاء العام للاستكشاف قريباً، ودعا الشركات النفطية الأوروبية للاستثمار في ليبيا، مشيراً إلى أن من أولويات المؤسسة، الحفاظ على حالة اللاستقرار، التي يشهدها القطاع، ورفع معدلات الإنتاج اليومي خلال الأعوام المقبلة.

كما أكد مسعود، لدى لقائه مساء الاثنين، مع رئيس هيئة الرقابة الإدارية عبد الله قادربوه، التزامه بضمان تدفق الوقود لضمان تشغيل المرافق الحيوية في البلاد، مشيراً إلى أهمية مرونة النظام المالي لتجنب تعطيل إمدادات الوقود، وضرورة تأمين المخصصات المالية الضرورية.

ليبيا تنتج 1.4 مليون برميل نفط يومياً (الشرق الأوسط)
ليبيا تنتج 1.4 مليون برميل نفط يومياً (الشرق الأوسط)

وتجاهل رئيس حكومة «الوحدة» عبد الحميد الدبيبة، هذه التطورات، لكنه أكد خلال اجتماعه بطرابلس، مع أمين الدولة في وزارة الخارجية الصربية، نيكولا ستويانوفيتش، أهمية العلاقات بين ليبيا وصربيا، مشدداً على ضرورة تعزيز الشراكة الاقتصادية بما يخدم مصالح البلدين.

بدورها، أعلنت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة»، أن خبراء فرنسيين في منظومات الكاميرات، قدموا خلال اجتماع، عقد الثلاثاء، لفريق العمل البري، بمشاركة ممثلين عن قطاعات الدولة المختلفة وبعثة الاتحاد الأوروبي للحدود (اليوبام)، عرضاً تفصيلياً حول منظومة الكاميرات التي سيتم تركيبها في برج «أبو الشرف»، وتطوير غرفة عمليات «العسة»، بهدف تعزيز جهود مراقبة وتأمين وإدارة الحدود ومكافحة الهجرة غير المشروعة.

وكان فريق هندسي تابع للبعثة الأوروبية، قد تفقد القاطع الأمني الحدودي العسة، حيث اطلع على أعمال الصيانة والتجهيزات اللوجيستية، ضمن خطة تعزيز الجاهزية الأمنية للحدود الليبية.

وفى شأن آخر، أكدت وزارة الخارجية بحكومة «الوحدة» مساء الاثنين، أن كل البعثات الدبلوماسية الأجنبية المعتمدة والموجودة في طرابلس، تعمل بشكل طبيعي دون أي صعوبات، وأوضحت أن كل تحركات البعثات الدبلوماسية تتم وفق الإجراءات الدبلوماسية المتبعة.

من جانبها، أطلعت ستيفاني خوري، القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة، مساء الاثنين، وفداً من ممثلي مجلسي النواب و«الدولة» من مدينة مصراتة، على العملية السياسية التي تيسرها البعثة، وأكدت «الدور الحاسم الذي يلعبه جميع الليبيين في المضي قدماً نحو الانتخابات»، مشيرة إلى الاتفاق على أهمية «توحيد وتعزيز مؤسسات الدولة والحكم الرشيد ومكافحة الفساد».


مقالات ذات صلة

المنفي يدعو الأطراف الليبية للتوقف عن «الخطوات الأحادية»

شمال افريقيا المنفي خلال كلمته أمام القمة الأفريقية (المجلس الرئاسي الليبي)

المنفي يدعو الأطراف الليبية للتوقف عن «الخطوات الأحادية»

طالب المنفي بضرورة دعم جهود المجلس الرئاسي الليبي في تعزيز الاستقرار، مع الإشادة باحترام إعلان «وقف إطلاق النار» الذي دخل حيز التنفيذ منذ أكثر من أربع سنوات.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا وفد المصالحة الليبي في إثيوبيا قبيل توقيع الميثاق (صفحات مقربة من النظام السابق)

التناحر السياسي في ليبيا «يفتت» جهود «المصالحة الوطنية»

أمام تحركات الأفرقاء الليبيين خارج البلاد وداخلها تعدّدت الجهات التي تعمل على ملف «المصالحة الوطنية» لكن في مجملها جاءت محكومة بالانقسامات الحادة

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع المنفي مع أمين الأمم المتحدة في أديس أبابا (المجلس الرئاسي)

المنفي وغوتيريش يؤكدان أهمية إجراء الانتخابات الليبية «بأسرع وقت»

خوري تؤكد على أهمية أن تعمل المؤسسات الرقابية الليبية باستقلالية ونزاهة وشفافية

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا مع اقتراب شهر رمضان اتخذت الحكومتان المتنازعتان على السلطة في ليبيا قرارات عدة لإحكام الرقابة على الأسواق (أ.ف.ب)

حكومتا ليبيا لإحكام الرقابة على الأسواق قبيل شهر رمضان

اتخذت الحكومتان المتنازعتان على السلطة في ليبيا قرارات عدة لإحكام الرقابة على الأسواق، وضبط أسعار السلع الغذائية قبيل حلول شهر رمضان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
حصاد الأسبوع برناردينو ليون (آ ف ب)

تاريخ من المبادرات لحل الأزمة الليبية... انتهت إلى «لا شيء»!

مرّ المشهد الليبي خلال العقد الماضي، بمحطات متعدّدة من المبادرات والمسارات بقيادة الأمم المتحدة لحل أزمة الانقسام السياسي والعسكري، لكن مآل هذه المبادرات.


المنفي يدعو الأطراف الليبية للتوقف عن «الخطوات الأحادية»

المنفي خلال كلمته أمام القمة الأفريقية (المجلس الرئاسي الليبي)
المنفي خلال كلمته أمام القمة الأفريقية (المجلس الرئاسي الليبي)
TT
20

المنفي يدعو الأطراف الليبية للتوقف عن «الخطوات الأحادية»

المنفي خلال كلمته أمام القمة الأفريقية (المجلس الرئاسي الليبي)
المنفي خلال كلمته أمام القمة الأفريقية (المجلس الرئاسي الليبي)

أعلن رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، أنه «جرى القضاء على الإرهاب في ليبيا بالكامل منذ عام 2017». وعَدَّ أن «الجماعات الإرهابية التي كانت تهدد أمن ليبيا والمنطقة لم يعد لها أي وجود فعلي على الأرض»، بينما تستعد وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة» المؤقتة، لتأمين الاحتفالات الرسمية بحلول الذكرى الـ14 لـ«ثورة 17 فبراير (شباط)»، التي أطاحت بنظام الراحل معمر القذافي.

ولفت المنفي، في كلمته، الأحد، أمام الدورة (38) لمؤتمر الاتحاد الأفريقي، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، إلى مواصلة السلطات الليبية جهودها «في مكافحة التهريب والجريمة المنظمة والاتجار بالبشر». ودعا إلى معالجة هذه التحديات التي يواجهها عدد من الدول في المنطقة، عبر التعاون الإقليمي والدولي، «بدلاً من تقديم صورة غير دقيقة تُوحي بوجود تهديد إرهابي فعلي ومباشر من داخل ليبيا»، على حد تعبيره.

وطالب المنفي بضرورة دعم جهود المجلس الرئاسي في تعزيز الاستقرار، مع الإشادة باحترام إعلان وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ منذ أكثر من أربع سنوات. وأكد أهمية دعم اللجنة العسكرية المشتركة (5+5).

كما دعا «إلى تشجيع كل الأطراف المشارِكة في العملية السياسية إلى التوقف عن الخطوات الأحادية التي تُشكل خروجاً على الاتفاق السياسي»، مرحّباً بتوقيع «اتفاقية» استضافة مقر الاتحاد الأفريقي بالعاصمة، وحضَّ المفوضية على اتخاذ الإجراءات اللازمة للعمل على مباشرة المكتب مهامَّه من طرابلس، قبل نهاية الربع الأول من هذا العام.

وقال: «إن ليبيا تشهد، الفترة الأخيرة، زخماً كبيراً لدعم الأولويات الوطنية، وفي مقدمتها تعزيز الأمن والاستقرار، كما تشهد ما وصفه بمرحلة غير مسبوقة من التنمية وإعادة الإعمار والمشاريع الاستراتيجية».

وأشاد بدعم الاتحاد الأفريقي في ملف المصالحة الوطنية، «بما يضمن إنهاء الانقسامات، وتهيئة بيئة مستقرة لإنجاح الانتخابات العامة».

في غضون ذلك، قالت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة»، إن وزيرها المكلف عماد الطرابلسي أمر مديريات الأمن بالمناطق بإعداد الخطط الأمنية المشتركة، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والخدمية كافة، لتأمين احتفالات الذكرى الرابعة عشرة لـ«ثورة 17 فبراير»؛ بهدف الحفاظ على الأمن والنظام العام، وضمان سير الفعاليات في أجواء آمنة ومستقرة.

وأكدت الوزارة، فى بيان، مساء السبت، حرصها التام على سلامة المواطنين، وحماية المنشآت الحيوية، ودعت الجميع إلى التعاون مع رجال الأمن، والالتزام بالتعليمات والإرشادات؛ حفاظاً على أمن وسلامة الجميع.

كما أعلنت الوزارة مواصلة الأجهزة الأمنية تنفيذ خططها الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار في العاصمة طرابلس، من خلال تكثيف الدوريات، وتعزيز الوجود الأمني في المناطق الحيوية، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة المواطنين، وحماية الممتلكات العامة والخاصة، في إطار ما وصفته بخطة موضوعة «لمكافحة الجريمة وضبط الخارجين عن القانون».

الدبيبة متفقداً مشروعات في العاصمة طرابلس (حكومة «الوحدة»)
الدبيبة متفقداً مشروعات في العاصمة طرابلس (حكومة «الوحدة»)

بدوره، شدد رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، مساء السبت، خلال تفقُّده الاستعدادات النهائية لافتتاح القطاع الأول من مشروع الطريق الدائري الثالث في طرابلس، على ضرورة الالتزام بالمعايير الفنية والهندسية لضمان جودة واستدامة المشروع، قبل تشغيله رسمياً.

في شأن مختلف، نعى مصباح دومة، النائب الثاني لرئيس مجلس النواب، ضحايا الجيش والأجهزة الأمنية، الذين «استُشهدوا خلال عمليات تطهير الجنوب الليبي، من المرتزقة والمهرّبين وتجار البشر وأوكار الفساد والجريمة».

وشدد دومة على ضرورة «الضرب بيدٍ من حديد على كل مَن تُسوّل له نفسه المساس بالأمن»، وأشاد «بموقف أهل الجنوب الداعم لهذه العمليات، ورفع الغطاء الاجتماعي عن المفسدين والمجرمين وكل من يقف أو يتعاون معهم».

العثور على أسلحة مخبّأة في الجبال (مديرية أمن الجفرة)
العثور على أسلحة مخبّأة في الجبال (مديرية أمن الجفرة)

وأعلنت شعبة الإعلام بـ«الجيش الوطني»، عثور اللجنة الأمنية المشتركة على مخازن مخفية تحت الأرض في منطقة القطرون، مشيرة إلى أنه جرى ضبط أكثر من 8 ملايين حبّة مخدِّرة، ضمن الحملة الأمنية المكثفة لفرض الأمن في المنطقة الجنوبية ومكافحة المهربين وتجار المخدرات والخمور.

كما أعلنت اللجنة ضبط كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في عمليةٍ استهدفت إحدى الجماعات المسلّحة في المنطقة الجنوبية.

ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن المُلازم أول أحمد المسلاتي أن العملية أسفرت عن ضبط مَدافع رشاشة، وقاذفات صواريخ، وكمية كبيرة من الذخائر، مما يُعد ضربة قوية للجماعات المسلَّحة والمهرّبين في المنطقة.

وأكد المسلاتي أن العملية «تأتي في إطار الجهود المستمرة لتأمين الجَنوب ومكافحة الأنشطة غير القانونية»، مشيراً إلى أن العمليات الأمنية «ستستمر لتفكيك الشبكات المسلَّحة وضمان استقرار المنطقة».

كما شدد على أهمية التعاون مع المواطنين «للإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة تهدد الأمن»، مؤكداً أن مسؤولية الأمن «تقع على عاتق الجميع».