عرقل محتجون في منطقة الهلال النفطية بشرق ليبيا، الثلاثاء، عمليات تحميل النفط الخام في ميناءي السدرة وراس لانوف، بينما نفت حكومة «الوحدة» المؤقتة، مغادرة طواقم عدد من البعثات الدبلوماسية الأجنبية العاصمة طرابلس، باتجاه تونس.
والتزمت حكومة «الوحدة» و«المؤسسة الوطنية للنفط» التابعة لها، وسلطات شرق ليبيا، الصمت حيال عرقلة المحتجين تحميل النفط في الميناءين، وفقاً لما نقلته وكالة «رويترز» عن 5 مهندسين ومصدر شحن، مما يهدد بتعطيل صادرات تبلغ نحو 450 ألف برميل يومياً.
![صورة وزعها سفير الاتحاد الأوروبي للقائه مع رئيس مؤسسة النفط](https://static.srpcdigital.com/2025-01/937092.jpeg)
وأظهر برنامج تحميل اطلعت عليه الوكالة، أن ميناء السدرة كان في طريقه لتصدير نحو 340 ألف برميل يومياً من النفط الخام، بينما كان من المقرر تصدير 110 آلاف برميل من ميناء راس لانوف.
وأعلن أعضاء بـ«حراك الهلال النفطي»، في المنطقة التي يسيطر عليها «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، إيقاف جميع عمليات التصدير في مواني الهلال النفطي، بالإضافة لميناءي الحريقة والزويتينة، ورفض السماح بدخول الناقلات للتعبئة، حتى تنفيذ جميع مطالبهم بنقل مقرات عدة شركات نفطية إلى المنطقة الساحلية، لتحسين ظروفهم المعيشة.
وتسببت الاحتجاجات السابقة في تعطيل عمليات النفط، حيث توقف الإنتاج في أغسطس (آب) من العام الماضي، لأكثر من شهر بسبب نزاع على منصب محافظ البنك المركزي، قبل استئناف الإنتاج تدريجياً منذ أوائل أكتوبر (تشرين الأول).
![المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا أعلنت إيقاف العمل بآلية مقايضة النفط الخام بالوقود بدءاً من مارس المقبل (الوطنية للنفط)](https://static.srpcdigital.com/2025-01/937127.jpeg)
ومع ذلك، قالت مؤسسة النفط، الثلاثاء، إن إنتاجها من النفط الخام، وصل إلى أكثر من 1.4 مليون برميل يومياً، وهو ما يقل بنحو 200 ألف برميل يومياً، عن أعلى مستوى للإنتاج قبل الحرب الأهلية.
وكان سفير الاتحاد الأوروبي، نيكولا أورلاندو، قد عدّ في اجتماعه بطرابلس، مع مسعود سليمان، الرئيس المكلف للمؤسسة، الحفاظ على سلامتها ودورها الفني، أمراً حيوياً لوحدة ليبيا واستقرارها وازدهار الأجيال المقبلة، لافتاً إلى أن «الطاقة ومصادر الطاقة المتجددة ركيزتان أساسيتان للتعاون بين الاتحاد الأوروبي وليبيا وأولوية قصوى في برامجنا الثلاثية».
![مستودع الزاوية النفطي في غرب ليبيا (شركة البريقة لتسويق النفط)](https://static.srpcdigital.com/2025-01/937129.jpeg)
وأكد التزام الاتحاد الأوروبي بمساعدة ليبيا على إدارة مواردها من الطاقة بشكل مستدام مع تقليل الأثر البيئي إلى أدنى حد ممكن، كما أعرب عن تطلعه لتعزيز الشراكة الثنائية في مجال الطاقة المستدامة.
الطاقة ومصادر الطاقة المتجددة هما ركيزتان أساسيتان للتعاون بين #الاتحاد_الأوروبي و #ليبيا وأولوية قصوى في برامجنا الثلاثية.لقد عقدت اليوم في طرابلس اجتماعاً ايجابياً مع رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط المكلف مسعود سليمان. إن الحفاظ على سلامة المؤسسة الوطنية للنفط ودورها... pic.twitter.com/LwAboJa0k9
— Nicola Orlando (@nicolaorlando) January 27, 2025
بدوره، أعلن مسعود عزم المؤسسة إطلاق جولة العطاء العام للاستكشاف قريباً، ودعا الشركات النفطية الأوروبية للاستثمار في ليبيا، مشيراً إلى أن من أولويات المؤسسة، الحفاظ على حالة اللاستقرار، التي يشهدها القطاع، ورفع معدلات الإنتاج اليومي خلال الأعوام المقبلة.
كما أكد مسعود، لدى لقائه مساء الاثنين، مع رئيس هيئة الرقابة الإدارية عبد الله قادربوه، التزامه بضمان تدفق الوقود لضمان تشغيل المرافق الحيوية في البلاد، مشيراً إلى أهمية مرونة النظام المالي لتجنب تعطيل إمدادات الوقود، وضرورة تأمين المخصصات المالية الضرورية.
![ليبيا تنتج 1.4 مليون برميل نفط يومياً (الشرق الأوسط)](https://static.srpcdigital.com/2025-01/937128.jpeg)
وتجاهل رئيس حكومة «الوحدة» عبد الحميد الدبيبة، هذه التطورات، لكنه أكد خلال اجتماعه بطرابلس، مع أمين الدولة في وزارة الخارجية الصربية، نيكولا ستويانوفيتش، أهمية العلاقات بين ليبيا وصربيا، مشدداً على ضرورة تعزيز الشراكة الاقتصادية بما يخدم مصالح البلدين.
بدورها، أعلنت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة»، أن خبراء فرنسيين في منظومات الكاميرات، قدموا خلال اجتماع، عقد الثلاثاء، لفريق العمل البري، بمشاركة ممثلين عن قطاعات الدولة المختلفة وبعثة الاتحاد الأوروبي للحدود (اليوبام)، عرضاً تفصيلياً حول منظومة الكاميرات التي سيتم تركيبها في برج «أبو الشرف»، وتطوير غرفة عمليات «العسة»، بهدف تعزيز جهود مراقبة وتأمين وإدارة الحدود ومكافحة الهجرة غير المشروعة.
وكان فريق هندسي تابع للبعثة الأوروبية، قد تفقد القاطع الأمني الحدودي العسة، حيث اطلع على أعمال الصيانة والتجهيزات اللوجيستية، ضمن خطة تعزيز الجاهزية الأمنية للحدود الليبية.
وفى شأن آخر، أكدت وزارة الخارجية بحكومة «الوحدة» مساء الاثنين، أن كل البعثات الدبلوماسية الأجنبية المعتمدة والموجودة في طرابلس، تعمل بشكل طبيعي دون أي صعوبات، وأوضحت أن كل تحركات البعثات الدبلوماسية تتم وفق الإجراءات الدبلوماسية المتبعة.
في إطار المشاورات المستمرة مع مختلف الأطراف الليبية، التقيت اليوم بوفد من ممثلي مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة عن مدينة مصراتة. أطلعتهم على العملية السياسية التي تيسرها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وأكدت على الدور الحاسم الذي يلعبه جميع الليبيين في المضي قدماً بليبيا نحو... pic.twitter.com/l4MEc1h24A
— Stephanie Koury (@stephaniekoury1) January 27, 2025
من جانبها، أطلعت ستيفاني خوري، القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة، مساء الاثنين، وفداً من ممثلي مجلسي النواب و«الدولة» من مدينة مصراتة، على العملية السياسية التي تيسرها البعثة، وأكدت «الدور الحاسم الذي يلعبه جميع الليبيين في المضي قدماً نحو الانتخابات»، مشيرة إلى الاتفاق على أهمية «توحيد وتعزيز مؤسسات الدولة والحكم الرشيد ومكافحة الفساد».