بينما تواصل قوات حكومة الوحدة «المؤقتة» الليبية عملياتها العسكرية في غرب البلاد، عدّ رئيس حكومة الوحدة، عبد الحميد الدبيبة، ثورة 17 فبراير (شباط)، التي أطاحت بنظام العقيد الراحل معمر القذافي «باقية ومستمرة»، رغم ما وصفه بـ«محاولات التشويش».

من جهته، أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أهمية إجراء الانتخابات المؤجلة في البلاد، بأسرع وقت ممكن. وقال المنفي أنه أكد وغوتيريش، خلال لقائهما السبت، على هامش القمة الـ38 للاتحاد الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أهمية عدم إعادة تدوير الآليات السابقة، وضرورة التركيز على نهج يقود لعقد الانتخابات في أسرع وقت ممكن، مشيراً إلى أنهما بحثا التطورات الأخيرة في ليبيا، والمضي قدماً بالعملية السياسية، فيما جدد المنفي ترحيبه بتعيين رئيس جديد للبعثة الأممية، مؤكداً دعمه الكامل لعملها في ليبيا.

وكان المنفي قد ناقش مع وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، مساء الجمعة، بأديس أبابا، آخر المستجدات السياسية في ليبيا، بالإضافة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتوسيع آفاق التعاون المشترك في مختلف المجالات.
من جانبها، أعلنت بعثة الأمم المتحدة أن مشاورات أولية نظمتها أخيراً مع 14 من الخبراء الليبيين والليبيات في الشؤون المالية والاقتصادية من جميع أنحاء البلاد، ركزت على المبادئ التوجيهية للسياسات الاقتصادية، التي تعالج الأسباب الجذرية للنزاع، وتعزز الحوكمة، وتشجع المساءلة.
وأوضحت البعثة في بيان، السبت، أن المشاركين أقروا بالحاجة الماسة إلى زيادة مساهمة الشعب لدعم الإصلاحات الاقتصادية، وبضرورة معالجة الفجوة الحالية في الإنفاق والإيرادات، بسبب غياب قانون ميزانية موحد ومتوازن، وقابل للتنفيذ ويخضع لرقابة صارمة.

وأكدت القائمة بأعمال رئيس البعثة الأممية، ستيفاني خوري، خلال اجتماعها مع مسؤولي الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، على أهمية أن تعمل المؤسسات الرقابية الليبية باستقلالية ونزاهة وشفافية ومساءلة، بعيداً عن أي شكل من أشكال التأثير، مشيرة إلى مناقشة مكافحة الفساد، وتطوير الإدارة الرشيدة في ليبيا.
في المقابل، شدد الدبيبة لدى افتتاحه «بيت شباب مصراتة البحري»، مساء الجمعة، على أن الثورة التي أطاحت بنظام القذافي «ليست مرحلة عابرة»، وعدّ أنّ من ضحوا خلالها سعوا لحصول أبنائهم على خدمات صحية وتعليمية جيدة، وأوضح أن بيوت الشباب ستكون مركزاً لدعم الشباب وتنمية قدراتهم، مشيراً إلى أن ليبيا «لن تبنى إلا بسواعد الشباب وعزيمتهم».
كما أعلن الدبيبة أنه سيتم افتتاح 43 مشروعاً في مدينة 28 مدينة خلال الشهر الحالي، في قطاعات مختلفة، مؤكداً أن عجلة التنمية والإعمار لن تتوقف، وشدد خلال تفقده بعض المشاريع الحيوية، التي يجري تنفيذها ضمن خطة عودة الحياة للعام الحالي بمدينة مصراتة، على أهمية الالتزام بالجداول الزمنية المحددة، وضمان تنفيذ المشاريع، وفق أعلى المعايير الفنية والهندسية.
في غضون ذلك، قالت حكومة «الوحدة» إن مدير الاستخبارات العسكرية التابعة لها، محمود حمزة، بحث خلال زيارة رسمية إلى العاصمة الإسبانية مدريد، مع نظيره الإسباني، أنطونيو لوسادا، مكافحة الإرهاب والمخدرات والجريمة المنظمة، بالإضافة إلى ملف التدريب الأمني، وسبل تعزيز التعاون الأمني بين البلدين.
إلى ذلك، أعلنت منطقة الساحل الغربي العسكرية، التابعة لحكومة «الوحدة»، مواصلة قواتها أعمالها الميدانية لتعزيز الأمن والاستقرار، مشيرة إلى تنفيذ «الكتيبة 105 مشاة» و«اللواء 62 مجحفل»، برفقة الشرطة العسكرية الغربية، حملة مداهمات واسعة استهدفت أوكار الجريمة في مدينة زوارة. وقالت إن الحملة ركزت على متابعة الأوضاع الأمنية والتصدي للأنشطة غير القانونية، لا سيما مكافحة عمليات تهريب الوقود، ومداهمة مواقع التهريب، في إطار الجهود المستمرة لفرض سلطة القانون، وتعزيز الاستقرار في المنطقة.

بدوره، اطلع القائد العام للجيش الوطني، خليفة حفتر، خلال لقائه السبت، مع رئيس الجهاز الوطني للتنمية، جبريل البدري، على سير أعمال مشروع الغطاء النباتي ومكافحة التصحر في مدينة أجدابيا، الذي تم إطلاقه بهدف إنشاء طوق أخضر حول المدينة، وزراعة 30 مليون شتلة، لتحسين البيئة المحلية ودعم التنمية.