عودة التوتر على الحدود المشتركة بين ليبيا وتونس

إثر توقيف سلطات طرابلس مهرباً من تونس رداً على سجن ليبي

ضبط سيارات تونسية عبر منفذ «رأس جدير» الحدودي (وزارة الداخلية بحكومة الوحدة)
ضبط سيارات تونسية عبر منفذ «رأس جدير» الحدودي (وزارة الداخلية بحكومة الوحدة)
TT
20

عودة التوتر على الحدود المشتركة بين ليبيا وتونس

ضبط سيارات تونسية عبر منفذ «رأس جدير» الحدودي (وزارة الداخلية بحكومة الوحدة)
ضبط سيارات تونسية عبر منفذ «رأس جدير» الحدودي (وزارة الداخلية بحكومة الوحدة)

عاد التوتر الأمني إلى معبر «رأس جدير» على الحدود المشتركة بين ليبيا وتونس، بعدما قامت السلطات الليبية بـ«توقيف مهربي سلع وسيارات من تونس»، رداً على سجن ليبي في تونس بتهمة مماثلة.

وقالت وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الليبية «المؤقتة» إن دوريات إدارة إنفاذ القانون، المكلفة بتأمين المنفذ، ضبطت بعض المركبات التونسية، في أثناء محاولتها تهريب سلع وبضائع من ليبيا، إضافة إلى تهريب الوقود عبر خزانات غير قانونية.

وأوضحت الوزارة في بيان، مساء الاثنين، أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتورطين، وإحالتهم إلى الجهات المختصة، فيما تم حجز المركبات والمضبوطات وفقاً للقوانين المعمول بها.

عناصر تأمين ليبية لمعبر «رأس جدير» (إدارة إنفاذ القانون)
عناصر تأمين ليبية لمعبر «رأس جدير» (إدارة إنفاذ القانون)

وتعهدت الوزارة باستمرار جهودها في مكافحة التهريب بجميع أشكاله، واتخاذ التدابير الرادعة لحماية الاقتصاد الوطني، وتعزيز الأمن العام.

لكن وسائل إعلام تونسية ربطت بين هذا الإجراء، وما وصفته بـ«تضييق كبير تمارسه السلطات الليبية تجاه التجار التونسيين»، وقالت إن هذا التصعيد «يأتي على خلفية سجن ليبي أخيراً، بعدما أدانته محكمة تونسية بتهمة تهريب مواد مدعّمة».

ونقلت عن مدير المعبر عن الجانب الليبي، عبد الحكيم الخيتوني، تعهده بتطبيق القانون للتصدّي لمختلف أشكال التهريب عبر منفذ «رأس جدير»، كما تعهد بالعمل بمبدأ المعاملة بالمثل، لافتاً إلى أن «القانون سيكون هو الفيصل دون أيّ تهاون».

وانتقد رئيس «المرصد التونسي لحقوق الإنسان»، مصطفى عبد الكبير، عدم الإفراج عن أكثر من 50 تونسياً محتجزين في ليبيا، من بينهم قاصران، مشيراً إلى حجز أكثر من 25 عربة تم تحويلها إلى داخل ليبيا، وإيواء الموقوفين بسجن في طرابلس. ودعا السلطات التونسية ونظيرتها الليبية لمتابعة ملف الصعوبات، وما وصفه بـ«الاعتداءات المتكررة على المواطنين التونسيين»، وأقر في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، بما وصفه بـ«الفشل المشترك في إدارة المنفذ، وتنفيذ كل القرارات، التي تسهل للمسافرين عملية العبور، بينما يدفع البسطاء الثمن»، على حد تعبيره.

إلى ذلك، قال وزير الخارجية في حكومة الوحدة «المؤقتة»، الطاهر الباعور، إنه بحث مع سفير كوريا الجنوبية، جانغ جيهاك، تعزيز التعاون والتجهيزات اللازمة لاستئناف عمل السفارة الكورية من العاصمة طرابلس، بشكل دائم بعد استئناف الخدمات القنصلية للمواطنين الليبيين العام الماضي.


مقالات ذات صلة

توقيف «عشرات» المهاجرين الأفارقة غرب ليبيا

شمال افريقيا مسلح على رأس مهاجرين غير نظاميين بعد القبض عليهم بغرب ليبيا (المنطقة العسكرية الوسطى)

توقيف «عشرات» المهاجرين الأفارقة غرب ليبيا

أعلن جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة في ليبيا ترحيل أكثر من 200 مهاجر إلى بلدانهم، بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الدبيبة مستقبلاً اللجنة الموفدة لمتابعة أوضاع الليبيين المخالفين في تونس (حكومة «الوحدة»)

هدوء حذر يعود إلى غريان الليبية بعد اشتباكات مسلحة

توقفت اشتباكات كانت قد اندلعت بين تشكيلين مسلحين غرب ليبيا، وسط حالة من الهدوء الحذر بالنظر إلى تربص الميليشيات المسلحة بقصد تمديد نفوذها على الأرض.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المؤقتة (الوحدة)

تساؤلات عن مصير اتفاق «وقف النار» بين أفرقاء الصراع الليبي

وجه رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، بالاستعداد عسكرياً لحماية الحدود الجنوبية.

جاكلين زاهر (القاهرة )
شمال افريقيا «اللجنة الاستشارية» خلال اجتماعها الخامس في طرابلس لمناقشة القضايا الخلافية المتعلقة بالإطار الانتخابي (البعثة الأممية)

البعثة الأممية تدعو إلى «خيارات» لحلحلة أزمة الانتخابات الليبية

أعلنت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، أن لجنتها الاستشارية، قد أنهت اجتماعاتها فى العاصمة طرابلس بمناقشة القضايا الخلافية في الإطار الانتخابي.

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا اجتماع الدبيبة مع الرئيس المكلف بمؤسسة النفط (حكومة الوحدة)

​وزير داخلية «الوحدة» يدعو لضوابط بشأن تدفقات «المهاجرين» إلى ليبيا

قال مصطفى الطرابلسي في كلمة متلفزة إن قبائل ومدناً ليبية لم يحددها تشارك بشكل مباشر أو غير مباشر بعمليات تهريب المهاجرين غير الشرعيين.

خالد محمود (القاهرة )

الجيش السوداني يؤكد استعادة القصر الرئاسي بالخرطوم

جندي من الجيش السوداني في مصفاة الجيلي للنفط المتضررة بشدة جراء المعارك في شمال العاصمة الخرطوم بالسودان - 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)
جندي من الجيش السوداني في مصفاة الجيلي للنفط المتضررة بشدة جراء المعارك في شمال العاصمة الخرطوم بالسودان - 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)
TT
20

الجيش السوداني يؤكد استعادة القصر الرئاسي بالخرطوم

جندي من الجيش السوداني في مصفاة الجيلي للنفط المتضررة بشدة جراء المعارك في شمال العاصمة الخرطوم بالسودان - 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)
جندي من الجيش السوداني في مصفاة الجيلي للنفط المتضررة بشدة جراء المعارك في شمال العاصمة الخرطوم بالسودان - 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)

قال الجيش السوداني، اليوم (الجمعة)، إنه سيطر على الوزارات والقصر الرئاسي في الخرطوم، في تقدم عسكري مهم في الحرب المستمرة منذ عامين بين الجيش و«قوات الدعم السريع» شبه العسكرية. وذكرت القيادة العامة للقوات المسلحة في بيان: «توجت قواتنا اليوم نجاحاتها بمحاور الخرطوم؛ حيث تمكنت من سحق شراذم ميليشيا آل دقلو الإرهابية بمناطق وسط الخرطوم والسوق العربي ومباني القصر الجمهوري... والوزارات». وأضافت: «دمرت قواتنا بفضل الله وتوفيقه أفراد ومعدات العدو تدميراً كاملاً واستولت على كميات كبيرة من معداته وأسلحته بالمناطق المذكورة».

وكان مصدر عسكري قال لوكالة «رويترز» للأنباء: «قواتنا اقتحمت وسيطرت على القصر الجمهوري، بعد أن سحقت فلول الميليشيا»، في إشارة إلى «قوات الدعم السريع» التي تحتله منذ أبريل (نيسان) 2023.

وأكد وزير الإعلام السوداني أن الجيش استعاد السيطرة على القصر من «قوات الدعم السريع»، قائلاً: «اليوم ارتفع العلم على القصر الرئاسي، والرحلة ماضية حتى يكتمل النصر».

وشهد محيط القصر الرئاسي وسط العاصمة السودانية، الخرطوم، معارك ضارية بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، منذ ليل الأربعاء، حقّق خلالها الجيش تقدماً لافتاً، وألحق خسائر فادحة بـ«قوات الدعم»، المتحصنة بالقصر والمؤسسات الحكومية والبنايات المحيطة.

ومنذ الشهر الماضي، استعاد الجيش العديد من المناطق في العاصمة الخرطوم، ولم تبق سوى مناطق محدودة تحت سيطرة «قوات الدعم السريع»، بينها القصر الرئاسي، وكل الوزارات وبنك السودان المركزي والمؤسسات الحكومية المهمة. وتحاول قوات الجيش، المدعومة بالمستنفرين وكتائب الإسلاميين، استرداد القصر باعتباره رمزاً للسيادة والسيطرة.

وكان قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) قد قال، يوم السبت الماضي، إن الحرب ضد الجيش السوداني باتت الآن داخل الخرطوم، مشدداً على أن قواته لن تخرج منها أو من القصر الجمهوري. وتسيطر «قوات الدعم السريع» على معظم غرب السودان وأجزاء من العاصمة، بعد ما يقرب من عامين من اندلاع الحرب، لكنها تتكبد خسائر في وسط البلاد أمام الجيش.