القاهرة وجوبا... محادثات تتناول تعزيز العلاقات

وفد من جنوب السودان في مصر لتعزيز العلاقات

وزير الخارجية المصري خلال استقباله وزير التجارة والصناعة بجنوب السودان في القاهرة الشهر الحالي (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال استقباله وزير التجارة والصناعة بجنوب السودان في القاهرة الشهر الحالي (الخارجية المصرية)
TT

القاهرة وجوبا... محادثات تتناول تعزيز العلاقات

وزير الخارجية المصري خلال استقباله وزير التجارة والصناعة بجنوب السودان في القاهرة الشهر الحالي (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال استقباله وزير التجارة والصناعة بجنوب السودان في القاهرة الشهر الحالي (الخارجية المصرية)

سعياً لتعزيز العلاقات الثنائية، زار وفد حكومي من جنوب السودان، القاهرة، السبت، لبحث ملفات مشتركة، والتشاور بشأن «المستجدات الإقليمية».

ووفق خبراء تحدّثوا لـ«الشرق الأوسط»، فإن زيارة وفد جنوب السودان لمصر «تستهدف دفع مسار العلاقات الثنائية، خصوصاً بعد تداعيات توقيع جوبا على اتفاقية (عنتيبي) في يوليو (تموز) الماضي»، إلى جانب «التشاور بشأن تطورات الحرب السودانية».

وصدّقت حكومة جنوب السودان، في يوليو الماضي، على الاتفاقية الإطارية لدول حوض النيل، والمعروفة باسم «اتفاقية عنتيبي»، التي ترفضها مصر والسودان، لكونها «تسمح لدول منابع حوض النيل بإنشاء مشروعات مائية من دون التوافق مع دولتَي المصب».

زيارة وفد جنوب السودان إلى القاهرة، تستمر يومين، برئاسة مبعوث رئيس جنوب السودان للشرق الأوسط، توت جلواك، في أولى مهامه الخارجية عقب توليه منصبه.

ويضم الوفد وزيري، «الخارجية» رمضان محمد عبد الله جوك، و«الموارد المائية» بال ماي دينج، ومسؤولين وسياسيين من «الحركة الشعبية لتحرير السودان».

وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، «تقدير بلاده للعلاقات التاريخية مع جنوب السودان». وشدد خلال استقباله وزير التجارة والصناعة بجنوب السودان، جوزيف موم مجاك، في يناير (كانون الثاني) الحالي، على «أهمية الأمن المائي المصري، ورفض القاهرة للتصرفات الأحادية فيما يتعلق بالموارد المائية المشتركة»، مشدداً على «ضرورة احترام قواعد القانون الدولي، والالتزام بمبدأ التوافق بين دول حوض النيل».

وتعد مصر ثاني دولة تعترف باستقلال جنوب السودان عام 2011، وحرصت القاهرة على دعم جوبا لتحقيق السلام، والاستقرار، وإقامة مشروعات تنموية في عدد من المجالات، أهمها الموارد المائية والكهرباء، وفق «الخارجية» المصرية.

وتأتي زيارة وفد جنوب السودان، للقاهرة ضمن المشاورات الدورية، ومسار العلاقات التاريخية بين البلدين، وفق الأمين العام المساعد الأسبق لـ«منظمة الوحدة الأفريقية»، السفير أحمد حجاج، مشيراً إلى أن «القاهرة، قدمت عدداً من المساعدات دعماً لجوبا، لتجاوز الفترة الانتقالية بعد الاستقلال».

ووفق حجاج، تتنوع المساعدات المصرية لجنوب السودان، ما بين «مشروعات مائية، وتنموية، وقوافل طبية، ومساعدات غذائية ودوائية، ومنح للدارسين»، لافتاً إلى أن «مصر من الدول القليلة التي لها خط طيران مباشر مع جوبا»، عادّاً ذلك «يُعزز من روابط التعاون والعلاقات الثنائية».

وفي نهاية يونيو (حزيران) الماضي، زار وزير الري المصري، هاني سويلم، جنوب السودان؛ حيث افتتح عدداً من المشروعات المائية في دولة الجنوب، منها مركز التنبؤ بالأمطار والتغيّرات المناخية، ومشروع تطهير بحر الغزال من الحشائش المائية، وعدد من آبار المياه الجوفية، كما سلّم حكومة جنوب السودان 4 طائرات مساعدات إنسانية، تحمل كميات كبيرة من الإمدادات الطبية والأدوية والمساعدات الإنسانية، وفق «الري» المصرية.

ويرى الباحث السوداني المُقيم في مصر، صلاح خليل، أن «زيارة وفد جنوب السودان تستهدف دفع العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وجوبا بعد حالة من التراجع، بسبب تصديق جنوب السودان على اتفاقية (عنتيبي)»، مشيراً إلى أن «المحادثات تستهدف أسس تطوير العلاقات بين البلدين، والدعم المصري لجنوب السودان، في مواجهة بعض التحديات، مثل مواجهة الفيضانات في بعض ولايات الجنوب، والمساعدات الطبية والدوائية».

وافتتحت الحكومة المصرية، في أغسطس (آب) 2020، المركز الطبي المصري بجنوب السودان، لتقديم الخدمات الطبية إلى مواطني الجنوب.

إلى جانب العلاقات الثنائية، تُشكل تطورات «الحرب في السودان»، وكذا قضية «الأمن المائي»، أولوية في محادثات المسؤولين المصريين مع نظرائهم من جنوب السودان، وفق حجاج، الذي أشار إلى «أهمية التنسيق بين القاهرة وجوبا فيما يتعلّق بمسارات وقف الحرب السودانية، ودعم المتضررين من الحرب، لكونهما دولتي جوار مباشر للسودان»، إلى جانب «تأكيد مصر محدداتها بشأن أمنها المائي، وتعاونها مع دول حوض النيل».

ويؤيد ذلك، الباحث السوداني، عادّاً أن «مصر وجنوب السودان من الأطراف الفاعلة بشكل أساسي في الأزمة السودانية».


مقالات ذات صلة

وائل شوقي يُبدِّد غموض العالم بجَمْعه المذهل بين الخرافة والحقيقة

يوميات الشرق الشخصيات آسرة بأشكالها وتوظيفها تسرد جَمْعه المذهل بين الخرافة والحقيقة (فيسبوك)

وائل شوقي يُبدِّد غموض العالم بجَمْعه المذهل بين الخرافة والحقيقة

هذا فيلم وائل شوقي الأول حول تصوّرات مبنية على الأساطير الإغريقية؛ عبره يطرح مفهوم نشأة الكون من وجهة نظرها، حيث البداية من الصمت قبل تحوّله إلى فوضى.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق يوم للاحتفاء بصلاح جاهين (وزارة الثقافة المصرية)

 مصر تخصص يوماً للاحتفاء بـ«عمنا صلاح جاهين»

خصصت مصر اليوم (الأربعاء)، للاحتفال بالفنان والشاعر ورسام الكاريكاتير صلاح جاهين في كثير من المواقع الثقافية عبر معارض تستعيد رسوماته وندوات لقراءة أعماله.

حمدي عابدين (القاهرة )
يوميات الشرق أغنية مسلسل «سيد الناس» (حساب محمد سامي على فيسبوك)

سباق محموم بين فنانين مصريين على «البرومو الأكثر مشاهدة»

يتسابق فنانون وصناع أعمال الدراما الرمضانية بمصر في الإعلان عن تحقيق «البروموهات» الترويجية لأعمالهم نسب مشاهدة مرتفعة خلال وقت قصير من طرحها.

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا طلاب يدرسون في الجامعة الأميركية بالقاهرة (صفحة الجامعة - فيسبوك)

طلاب مصريون عصفت بهم أزمات دولية يندمجون في مسارات تعليمية بديلة

تسبب إعلان الإدارة الأميركية في 24 يناير (كانون الثاني) الماضي، تجميد البرامج المختلفة للوكالة الأميركية للتنمية، في أزمة للمستفيدين من مشاريع هذه الوكالة.

رحاب عليوة (القاهرة)
شمال افريقيا سفينة شحن تعبر عبر قناة السويس في مصر 25 يوليو 2015 (رويترز)

رئيس هيئة قناة السويس: أزمة البحر الأحمر لم تخلق طريقاً بديلاً للقناة

قال رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، اليوم (الأربعاء)، إن أزمة البحر الأحمر لم تخلق طريقاً مستداماً بديلاً لقناة السويس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

دفعة ثانية من المعدات الثقيلة إلى غزة... والمنازل المتنقلة تنتظر جثامين الرهائن

معدات ثقيلة دخلت قطاع غزة من معبر رفح الثلاثاء (الشرق الأوسط)
معدات ثقيلة دخلت قطاع غزة من معبر رفح الثلاثاء (الشرق الأوسط)
TT

دفعة ثانية من المعدات الثقيلة إلى غزة... والمنازل المتنقلة تنتظر جثامين الرهائن

معدات ثقيلة دخلت قطاع غزة من معبر رفح الثلاثاء (الشرق الأوسط)
معدات ثقيلة دخلت قطاع غزة من معبر رفح الثلاثاء (الشرق الأوسط)

شهد معبر رفح المصري، الأربعاء، دخول دفعة ثانية من المعدات الثقيلة المخصصة لرفع الأنقاض في قطاع غزة، وتكونت من جرافتين بحسب مصدر مسؤول في محافظة شمال سيناء.

المصدر قال لـ«الشرق الأوسط»: إن إجمالي المعدات التي دخلت غزة حتى الآن بلغ 7 جرافات، ورافعة واحدة، بينما من المتوقع بدء دخول المنازل المتنقلة (الكرفانات)، الخميس، بحسب ما توصل إليه الوسطاء مع إسرائيل و«حماس».

وكانت أول دفعة معدات ثقيلة دخلت من معبر رفح المصري، الثلاثاء، إلى معبر كرم أبو سالم، وخضعت للتفتيش، ثم إلى قطاع غزة، وتكونت من 5 جرافات، ورافعة، وبدأت على الفور في تمهيد الطرق، ورفع الأنقاض، لتسهيل مرور شاحنات المساعدات داخل القطاع.

وجاءت خطوة دخول المعدات بحسب مصدر مصري في «غرفة عمليات القاهرة لمتابعة تنفيذ وقف إطلاق النار»، قال لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق: إنها «بعد ضغوط من الوسطاء في مصر وقطر والولايات المتحدة على إسرائيل و(حماس) للالتزام بتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار».

وأوضح المصدر أن الوسطاء المصريين والقطريين حصلوا على تعهدات من «حماس» بالإفراج عن بقية الرهائن لديها، وكذلك تسليم جثث المتوفين، ما جعل إسرائيل تسمح ببدء دخول المعدات الثقيلة تباعاً إلى قطاع غزة، وتعهدت بالسماح بدخول المنازل الجاهزة المتنقلة (كرفانات) من الخميس، مع تسلمها جثث الرهائن، وكذلك الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.

قافلة مصرية تتجه إلى قطاع غزة خلال وقت سابق (صندوق تحيا مصر)

تلك المعدات مصطفة منذ أيام أمام معبر رفح في جانبه المصري، وكانت الخلافات بين «حماس» وإسرائيل تعرقل السماح بدخولها، لذا استضافت القاهرة اجتماعاً بمشاركة قطرية أميركية توصل لحل تلك الخلافات.

وينص اتفاق وقف إطلاق النار بشكل واضح على إدخال معدات إلى غزة لإنشاء ما لا يقل عن 60 ألف منزل مؤقت و200 ألف خيمة إيواء.

وبحسب المصدر في شمال سيناء، فقد شهد، الأربعاء، دخول 270 شاحنة مساعدات بينها 14 شاحنة تحمل الوقود، حيث مرت من معبر رفح المصري إلى معبري العوجة وكرم أبو سالم ثم إلى قطاع غزة.

وأيضاً دخل، الأربعاء، من معبر رفح في جانبه الفلسطيني إلى الجانب المصري 46 مصاباً من غزة ورافقهم 78 من ذويهم ضمن الدفعة السابعة عشرة للمرضى والجرحى الذين دخلوا مصر منذ إعادة فتح المعبر في الأول من الشهر الحالي.

وكان يوم الثلاثاء، قد شهد دخول 252 شاحنة مساعدات، بينها 18 تحمل الوقود من مصر إلى قطاع غزة، فيما استقبلت مصر في اليوم نفسه 40 جريحاً ومريضاً ضمن الدفعة السادسة عشرة للمرضى والجرحى.

سيارات إسعاف مصرية خلال نقل الجرحى والمرضى الفلسطينيين من معبر رفح (الشرق الأوسط)

ووفق إحصاء رسمي لـ«الهيئة العامة للاستعلامات بمصر»، فإن إجمالي عدد المصابين والمرضى الذين دخلوا من معبر رفح إلى مصر منذ بداية الهدنة وحتى الآن بلغ نحو 680 مصاباً ومريضاً، ومعهم 1850 مرافقاً.

وأضاف أن عدد شاحنات المساعدات التي دخلت قطاع غزة من الجانب المصري منذ بداية الهدنة في 19 الشهر الماضي بلغ نحو 7 آلاف شاحنة بحمولة تزيد عن 130 ألف طن من أنواع مختلفة للمساعدات.

وتضمن الإحصاء الحكومي المصري كذلك أن أكثر من عشرين ألف خيمة وصلت إلى القطاع من المعابر المصرية منذ بداية الهدنة وحتى الآن.