ليبيا: تجدد أزمة رئاسة «الأعلى للدولة» بعد تحرك قضائي

مطالب أوروبية بسرعة تعيين إدارة لـ«المصرف المركزي»

اجتماع المنفي مع لجنة متابعة أوضاع المعتقلين السياسيين (المجلس الرئاسي)
اجتماع المنفي مع لجنة متابعة أوضاع المعتقلين السياسيين (المجلس الرئاسي)
TT

ليبيا: تجدد أزمة رئاسة «الأعلى للدولة» بعد تحرك قضائي

اجتماع المنفي مع لجنة متابعة أوضاع المعتقلين السياسيين (المجلس الرئاسي)
اجتماع المنفي مع لجنة متابعة أوضاع المعتقلين السياسيين (المجلس الرئاسي)

تجددت أزمة رئاسة المجلس الأعلى للدولة الليبي، بعدما أودعت محكمة استئناف جنوب طرابلس أسباب الحكم المستعجل، القاضي بوقف ما ترتب عن جلسة انتخاب المكتب السياسي للمجلس.

وقضت المحكمة، في الشق المستعجل لصالح محمد تكالة الرئيس السابق للمجلس، ضد رئيسه الحالي خالد المشري، في طعن قدمه تكالة لوقف ما ترتب عن جلسة انتخاب رئيس المجلس، وقضت بوقف تنفيذ القرار المطعون فيه، واعتبرت أن القضاء الإداري هو المختص بالنظر في المنازعة المتعلقة بجلسة انتخاب المكتب السياسي للمجلس.

صورة وزعها سفير الاتحاد الأوروبي لاجتماعه مع محافظ المصرف المركزي الليبي

في سياق آخر، قال نيكولا أورلاندو، سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، إنه نقل لمحافظ المصرف المركزي ناجي عيسى، خلال اجتماعهما اليوم الاثنين في طرابلس، أمل الاتحاد في سرعة تعيين مجلس إدارة من التكنوقراط، تماشياً مع الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة البعثة الأممية.

واعتبر أن حماية الاستقلالية التكنوقراطية للمصرف واستكمال توحيده، أمران ضروريان لفعالية المصرف الاقتصادية، وكذلك لاستقرار ليبيا وازدهارها على المدى الطويل، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي سيبقى ملتزماً بدعم المصرف من خلال المساعدة الفنية وبناء القدرات.

وقال إنه أكد مجدداً على الاستعداد لتوسيع نطاق التعاون لتعزيز الاستقرار الاقتصادي والتنويع الاستثماري والنمو المستدام، وتعهد أورلاندو بصفته رئيساً مشاركاً لمجموعة العمل الاقتصادية التابعة لعملية برلين، بمواصلة الاتحاد الأوروبي حث الشركاء الدوليين على استئناف الاجتماعات بسرعة لتنسيق الجهود، دعماً للدور الحاسم الذي يضطلع به المصرف.

وفي شأن مختلف، قال رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، إنه استمع، اليوم الاثنين، لدى اجتماعه مع أعضاء لجنة متابعة أوضاع السجناء السياسيين، الذين يُمثلون القبائل والمناطق الليبية، لآرائهم حول مشروع المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، بالإضافة لبواعث قلقهم بشأن حالة المعتقلين السياسيين، مشيراً إلى إشادتهم بجهوده، ودوره الرئيسي في الإفراج عن السجناء السياسيين، الذين صدرت بحقهم أحكام بالإفراج ولم تنفذ.

مشاركة صالح وحماد وبالقاسم حفتر في افتتاح فندق بدرنة (حكومة الاستقرار)

بدوره، استغل عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، مشاركته مساء الأحد في افتتاح أحد الفنادق بدرنة بشرق البلاد، بعد صيانته، لدعوة المواطنين للوقوف مع دعم عملية التنمية وإعادة الإعمار والاستقرار.

وأشاد بالإنجازات التي تم تنفيذها في مدة لا تتجاوز 8 أشهر بعد كارثة فيضان «دانيال»، التي أصابت درنة ومدناً وقرى ليبية أخرى، واعتبر أن هذه النهضة العمرانية التي لم تشهدها ليبيا من قبل، تتطلب منع الذين يقومون بالبناء والحفر ووضع الأشياء في الطرقات بالمخالفة للقانون والنظام وعدم التساهل معهم.

وتعهد حماد بإعادة درنة زاهرة مزدهرة وبالشكل الذي يليق بأهلها ويلبّي أحلامهم وتطلعاتهم للعيش الكريم، مشيراً إلى إنجاز الكثير من المشاريع الحيوية والاستراتيجية بالمدينة.

لقاء السايح مع سفير فرنسا إلى ليبيا (مفوضية الانتخابات)

من جهته، أدرج رئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السايح، اجتماعه الاثنين بطرابلس، مع سفير فرنسا مصطفى مهراج، في إطار دعم المجتمع الدولي للمسار الديمقراطي في ليبيا، والاطلاع على مستوى جاهزية المفوضية لتنفيذ انتخابات المجالس البلدية 2024 والتحضير ليوم الاقتراع.

وقال إن مهراج عبّر عن تقدير حكومته لجهود المفوضية الرامية إلى إجراء الانتخابات وفق أعلى المعايير المعمول بها في العالم، ومجدداً استعدادها لتقديم الدعمين الفني والاستشاري، ما يعزز من جاهزية المفوضية الوطنية العليا للانتخابات لتنفيذ الاستحقاقات المرتقبة.

بدوره، لفت رئيس حكومة «الوحدة» عبد الحميد الدبيبة، خلال زيارته مساء الأحد لمعرض طرابلس الدولي، إلى أهمية المعرض التاريخية في تعزيز العلاقات التجارية بين ليبيا ودول العالم، مؤكداً على أن هذه الفعاليات تساهم في دعم الصناعات المحلية وجذب الاستثمارات الأجنبية.

من جهة أخرى، دعت ليبيا على لسان الوزير المفوض ببعثتها الدائمة لدى الأمم المتحدة، انتصار الطمزيني، الدول التي هُرِّبت إليها أموال ليبية إلى التعاون في الكشف عن هذه الأموال، وتسهيل استعادتها لاستخدامها في تطوير القطاعات الخدمية.

كما طالبت ليبيا في كلمة، ألقتها لدى المناقشة العامة السنوية للجنة الثانية للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بضرورة إدخال إصلاحات جوهرية على النظام المالي الدولي وتغيير آليات الحوكمة الاقتصادية العالمية، والتعاون لتسهيل استعادة الأموال المهرّبة، مشيرة إلى أهمية إنشاء آلية أكثر فعالية لحل أزمة الديون وتوفير التمويل الطويل الأجل لتحقيق التنمية المستدامة، خاصة في ظل اتساع فجوة التمويل.


مقالات ذات صلة

رئيس «الوحدة» الليبية يطالب مجدداً بـ«قوانين عادلة» لإجراء الانتخابات

شمال افريقيا الدبيبة خلال لقائه عدداً من عمداء البلديات (حكومة الوحدة)

رئيس «الوحدة» الليبية يطالب مجدداً بـ«قوانين عادلة» لإجراء الانتخابات

تمسك عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، مجدداً بضرورة وجود «قوانين عادلة» لإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية المؤجلة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
خاص تواجه دعوات تحجيب النساء «جبراً» رفضاً لفكرة «تقييد الحريات» في مجتمع غالبية نسائه أصلاً من المحجبات (أ.ف.ب)

خاص دعوات «إلزامية الحجاب» تفجر صراعاً مجتمعياً في ليبيا

بعد إعلان السلطة في غرب ليبيا عن إجراءات واسعة ضد النساء من بينها "فرض الحجاب الإلزامي"، بدت الأوضاع متجه إلى التصعيد ضد "المتبرجات"، في ظل صراع مجتمعي محتدم.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا الحويج و«الوزير الغيني» (وزارة الخارجية بحكومة حماد)

زيارة «وزير غيني» لحكومة حمّاد تفجر جدلاً في ليبيا

بعد أكثر من أسبوعين أحدثت زيارة أجراها «وزير دولة في غينيا بيساو» لحكومة شرق ليبيا حالة من الجدل بعد وصفه بأنه شخص «مزيف».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا وقفة احتجاجية سابقة لمتضررين من حرق السجل العقاري في عهد النظام السابق (لقطة من مقطع فيديو)

بعد 39 عاماً... مطالبة بالتحقيق في «إحراق» أرشيف السجل العقاري الليبي

بعد 39 عاماً على «إحراق» أرشيف السجل العقاري خلال عهد الرئيس الراحل معمر القذافي، يطالب ليبيون بفتح تحقيق في هذه القضية لـ«تضررهم من الحادثة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا عدد من رؤساء منظمات المجتمع المدني من ليبيا ومن خارجها (البعثة الأممية)

ليبيا: الأمم المتحدة تبحث فرص نزع سلاح الميليشيات و«تفكيكها»

رعت البعثة الأممية اجتماعاً يضم رؤساء منظمات مجتمع مدني ومسؤولين حكوميين لمناقشة قضية نزع سلاح التشكيلات المسلحة وإعادة إدماجها في مؤسسات الدولة.

جمال جوهر (القاهرة)

«الجنائية الدولية»: ديسمبر للمرافعات الختامية في قضية «كوشيب»

علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم بدارفور (موقع «الجنائية الدولية»)
علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم بدارفور (موقع «الجنائية الدولية»)
TT

«الجنائية الدولية»: ديسمبر للمرافعات الختامية في قضية «كوشيب»

علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم بدارفور (موقع «الجنائية الدولية»)
علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم بدارفور (موقع «الجنائية الدولية»)

مع اقتراب دفع المحكمة الجنائية الدولية بـ«المرافعات» الختامية في قضية السوداني علي عبد الرحمن، الشهير بـ«علي كوشيب»، المتهم بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم بدارفور، وصف الدفاع المتهم كوشيب بأنه «كبش فداء» قدّمته الحكومة السودانية للتغطية على المتهمين الرئيسيين، وهم: الرئيس المخلوع عمر البشير، ووزيرا «الدفاع» وقتها عبد الرحيم محمد حسين، و«الداخلية» أحمد هارون.

وقالت المحكمة الجنائية، في «ورشة عمل» عقدتها للصحافيين السودانيين في العاصمة الكينية كمبالا، الجمعة، إن المحكمة قررت تقديم المرافعات الختامية في قضية المدعي العام ضد علي محمد علي عبد الرحمن، الشهير بـ«علي كوشيب»، في الفترة من 11 إلى 13 ديسمبر (كانون الأول) 2024، بمقر المحكمة في مدينة لاهاي الهولندية.

ويواجه عبد الرحمن 31 تهمة تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يُزعم أنها ارتُكبت في إقليم بدارفور السودان، خلال الفترة بين أغسطس (آب) 2003، وأبريل (نيسان) 2004، بمناطق مكجر وبندسي ودليج وكدوم بوسط دارفور.

مطالب بتسليم البشير وهارون

وقال المستشار بمكتب المدعي العام داهيرو سان آنا، عبر تقنية مؤتمر فيديو من لاهاي، إن مكتبه يحقق في أحداث دارفور الناجمة عن الحرب الحالية، وإنه كلف فريقاً يقوم بجمع المعلومات في دارفور يتعلق بالقضايا الجديدة، في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، يتحدث الناس أنها تحدث في الإقليم المضطرب، وبنهاية التحقيقات سيجري تقديم طلبات لقضاة المحكمة لتوجيه اتهامات.

عمر البشير خلال محاكمته بالفساد يونيو 2019 (رويترز)

وأوضح أن المتهمين الرئيسيين؛ الرئيس السابق عمر البشير، ووزير دفاعه وقتها عبد الرحيم محمد حسين، ووزير داخليته أحمد محمد هارون، لا يزالون دخل السودان. وأضاف: «وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي، يجب تسليمهم للمحكمة، وهو التزام لا يزال قائماً». وتابع أن انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021 الذي قاده الجيش صعب الأوضاع المتعلقة بتسليم المتهمين.

وقال داهيرو إن تسليم المتهمين يقع على حكومة السودان التي تَعلم مكان المتهمين. وتابع: «سألناهم، العام الماضي، ولم يعطونا معلومات، وقالوا إنهم يحققون في مكان وجود أحمد هارون». واستطرد: «التحقيقات مع كوشيب أشارت إلى ضلوع هارون في كل الجرائم المرتكبة بواسطة كوشيب، وطالبنا بتسليمه ليحاكَم الرجلان معاً، لكن هذا لم يحدث».

وعادت قضية تسليم أحمد محمد هارون إلى الواجهة مجدداً، بعد تصاعد الصراعات داخل حزب البشير «المؤتمر الوطني»، وانتخاب الرجل رئيساً للحزب، رغم التهم الموجهة له من قِبل المحكمة الجنائية الدولية، والاتهامات التي يواجهها في القضاء المحلي.

مئات الأشخاص يفرون يومياً من دارفور إلى مخيم أدري الحدودي في تشاد هرباً من الحرب (رويترز)

وبإطاحة حكم الرئيس عمر البشير، يواجه الرجال الثلاثة المحاكمة باتهامات تتعلق بتدبير انقلاب 1989، تصل عقوبتها للإعدام. وعقب اندلاع الحرب، في 15 أبريل، خرج هارون ومتهمون آخرون من السجن، ولا يعلم مكان وجودهم، بينما لا تزال السلطات تقول إن البشير وحسين لا يزالان قيد الحبس، دون أن تكشف عن مكان حبسهما.

اتهامات لحكومة السودان

بدوره، قال المتحدث باسم المحكمة، فادي العبد الله، إن المحكمة لا تستطيع توسيع نطاق اختصاصها إزاء الجرائم التي يزعم أن قوات «الدعم السريع» ترتكبها في مناطق جديدة من السودان؛ لأن السودان ليس عضواً في ميثاق روما المكون للمحكمة الجنائية الدولية، وأن اختصاصها يقتصر على قرار مجلس الأمن 1593 الصادر في 2005، الذي أحال الوضع في دافور للمحكمة.

واتهم محامي المتهم سيريل لاوشي، في إفادته، للصحافيين، «حكومة السودان» بأنها قدمت كوشيب «كبش فداء» للتستر على المتهمين الرئيسيين. وقال: «جاء ممثل السودان، وقال: خذوه وحاكموه، فهذا هو الشخص الذي يجب أن تجري محاكمته، على الرغم من وجود المتهمين الرئيسيين؛ عمر البشير ومساعديْه وزيري الدفاع والداخلية».

وأرجع محامي كوشيب تأخير إجراءات المحاكمة إلى عدم مثول المتهمين الآخرين، وأضاف: «كان يمكن أن تسير الإجراءات بشكل يحقق العدالة، بحضور المتهمين». وأقر المحامي لاوشي بوقوع الجرائم موضوع المحاكمة، وطالب بجبر ضرر الضحايا، بقوله: «للمجني عليهم الحق في جبر الضرر، بغض النظر عن إدانة كوشيب أو تبرئته، وحق الضحايا لن يتأثر بكونه مجرماً أو غير مجرم».

صورة من الدمار الذي خلّفه القتال في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أرشيفية - أ.ف.ب)

ووفقاً للمتحدثين باسم محكمة لاهاي، فإن مكتب المدعي العام والممثلين القانونيين للضحايا، وهيئة الدفاع سيدلون بمرافعاتهم الختامية، في الوقت المحدد، أمام الدائرة الابتدائية الأولى المكونة من القاضية جوانا كورنر «قاضية رئيسة»، والقاضيتين راين ألابيني غانسو وألتيا فيوليت أليكسيس.

وبدأت محاكمة كوشيب أمام الدائرة الابتدائية الأولى، في 5 أبريل 2022، على أثر تسليمه نفسه للمحكمة في يونيو (حزيران) 2020، واستجوبت المحكمة، خلال التقاضي، 56 شاهداً، وقفلت قضية الادعاء في 5 يونيو 2023، وينتظر أن تستمع المحكمة إلى مرافعتَي الاتهام والدفاع الختاميتين، قبل اتخاذ قرار بشأن الرجل المحبوس لدى المحكمة في لاهاي.