الدبيبة يبحث التعاون مع ألمانيا في «الطاقة البديلة»

وسط عودة إنتاج النفط إلى «المستويات المطلوبة»

اجتماع الدبيبة مع سفير ألمانيا في طرابلس (حكومة الوحدة)
اجتماع الدبيبة مع سفير ألمانيا في طرابلس (حكومة الوحدة)
TT

الدبيبة يبحث التعاون مع ألمانيا في «الطاقة البديلة»

اجتماع الدبيبة مع سفير ألمانيا في طرابلس (حكومة الوحدة)
اجتماع الدبيبة مع سفير ألمانيا في طرابلس (حكومة الوحدة)

بحث رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، في طرابلس، مع السفير الألماني الجديد رالف طراف، تعزيز التعاون في مجال الطاقة البديلة، وأهمية فتح خطوط الطيران المباشر بين البلدين.

وقال مكتب الدبيبة، الأحد، إن لقاءه مع السفير الألماني، تناول أيضاً ضرورة تسهيل منح التأشيرات، بهدف تعزيز العلاقات الثنائية وتسهيل حركة الأفراد، كما أكد الدبيبة حرص حكومته على تعزيز العلاقات مع ألمانيا في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المشتركة.

وكان الدبيبة قد أكد خلال اجتماعه مساء السبت بطرابلس مع مجلس إدارة «جمعية الدعوة الإسلامية» الجديد، «ضرورة أن تتم كافة أنشطة الجمعية بشفافية تامة، مع الالتزام بتطبيق معايير الحوكمة في كل العمليات الإدارية والمالية، لضمان الرقابة والمحاسبة».

وأشاد الدبيبة بـ«ارتفاع إنتاج قطاع النفط بجهود العاملين إلى أكثر من 1.3 مليون برميل في اليوم»، وقال في بيان مقتضب: «إن عودة الإنتاج السريعة إلى مستوياته المطلوبة، أُنجزت بسواعد العاملين الوطنيين في جميع المواقع النفطية»، مشيداً بـ«كل من أسهم في هذا الإنجاز، وعلى رأسهم المؤسسة الوطنية للنفط والشركات المساندة لها».

صورة وزعتها الخارجية القطرية لاجتماع مع خوري في الدوحة

في غضون ذلك، قالت البعثة الأممية لدى ليبيا إن القائمة بأعمال رئيس البعثة ستيفاني خوري، التقت في الدوحة الأحد محمد بن عبد العزيز الخليفي، وزير الدولة بوزارة الخارجية في قطر.

وأوضحت البعثة أن خوري أطلعت الخليفي على نتائج إحاطتها الأخيرة أمام مجلس الأمن، كما «ناقشت معه الوضع السياسي في ليبيا»، مشيرة إلى أنهما أكدا «أهمية السيادة الليبية، والحاجة إلى توحيد الدعم الدولي للدفع بالعملية السياسية بقيادة ليبية ورعاية الأمم المتحدة، تمهيداً لإجراء انتخابات عامة شاملة».

ونقلت البعثة عن الوزير «دعم قطر لجهود الأمم المتحدة والتزامها بالعملية السياسية التي تيسرها البعثة».

في شأن مختلف، وفي تصعيد سياسي جديد، طالب «المجلس الرئاسي»، محافظ المصرف المركزي للبلاد ومجلس النواب، بعدم الالتزام بقرار أصدره الأخير الأحد الماضي، بتخفيض ضريبة النقد الأجنبي من 27 في المائة إلى 20 في المائة، مشيراً إلى «ضرورة الالتزام بالأحكام القضائية التي أقرت وقف تنفيذ فرض الضريبة».

ودعا مجلس النواب ومحافظ المصرف لـ«الالتزام الفوري بأحكام القضاء وعدم ازدرائه، والامتناع عن أي إجراءات تمثل سوء استخدام السلطة وعقبة مادية مباشرة أمام سيادة القانون»، وأكد «أولوية الاتفاق على ميزانية أو ترتيبات مالية مشتركة تعالج التضخم في النفقات غير المبررة، وليس القبول بها وتحميل أتعابها على الشعب والقيمة الفعلية لمرتباته ومدخراته».

وكانت محاكم استئناف جنوب طرابلس ومصراتة وبنغازي، قد قضت بوقف العمل بقرار مجلس النواب بفرض هذه الضريبة، ما دفع المجلس إلى خفضها لتصبح 20 في المائة لكل الأغراض بدلاً من 27 في المائة، بناءً على ما عرضه محافظ المصرف ناجي عيسى، ونائبه مفتاح البرعصي.

صورة وزعها سفير الاتحاد الأوروبي لتدشين مركز لتدريب «حرس الحدود الليبي»

في شأن مختلف، اعتبر نيكولا أورلاندو سفير الاتحاد الأوروبي، أن دعم ليبيا في إدارة حدودها وإجراء عمليات بحث وإنقاذ متماشية مع حقوق الإنسان في الصحراء، هو «حجر الزاوية في شراكتها مع الاتحاد».

https://x.com/nicolaorlando/status/1845442892946415735

وأشار خلال تدشينه مركز تدريب في صبراتة لـ«حرس الحدود» التابع لوزارة الدفاع، في إطار برنامج ممول من الاتحاد الأوروبي، إلى الدعم الأوروبي المستمر والتدريب الذي تقوده المنظمة الدولية للهجرة في مجال حقوق الإنسان.

في المقابل، دشن رئيس حكومة «الاستقرار» أسامة حماد، مساء السبت، برفقة مدير عام «صندوق تنمية وإعادة إعمار ليبيا» بالقاسم حفتر، إلى جانب عدد من مسؤولي الإعمار والقيادات العسكرية والأمنية، بعض المشروعات الجديدة بمدينة درنة وتطويرها بعد كارثة الإعصار الذي ضربها العام الماضي.


مقالات ذات صلة

​«المصالحة الليبية»… مسار يعترضه الانقسام و«الحسابات الجهوية»

شمال افريقيا وفد الاتحاد الأفريقي بقيادة الرئيس الموريتاني في اجتماع مع «الرئاسي» بطرابلس (المجلس الرئاسي)

​«المصالحة الليبية»… مسار يعترضه الانقسام و«الحسابات الجهوية»

يعتقد أحد المعنيين بملف «المصالحة الوطنية» في ليبيا أن الحسابات الشخصية لغالبية ساسة البلاد تحول دون نجاحها وسط مساعٍ أفريقية لتحريك هذا المسار

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا خوري أمام مجلس الأمن الدولي (البعثة الأممية)

ليبيا: ترقّب لتدشين خوري «ملتقى الحوار السياسي»

عكست الإحاطة الأخيرة للمبعوثة الأممية إلى ليبيا بالإنابة ستيفاني خوري، نوعاً من الترقب لجهة إعلانها قريباً عن تدشين «ملتقى للحوار السياسي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا المنفي خلال لقائه الوفد الأفريقي (المجلس الرئاسي)

تركيا تجري مناورات بحرية بسواحل ليبيا... والدبيبة يعد بـ«إنجازات كبيرة»

أكد رئيس حكومة «الوحدة المؤقتة» في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة، أن حكومته «تواصل السعي نحو تحقيق إنجازات كبيرة».

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا المنفي مستقبلاً الرئيس الموريتاني (المكتب الإعلامي للدبيبة)

الاتحاد الأفريقي لحلحلة الأزمة الليبية من بوابة «المصالحة»

احتضنت العاصمة الليبية اجتماعين منفصلين للاتحاد الأفريقي سعياً لإنقاذ العملية السياسية الليبية المتجمدة، عبر تجديد مسار «المصالحة الوطنية» الذي كان قد تعطّل.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا صالح والقائم بأعمال وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية بمقر الخارجية الأميركية (المركز الإعلامي لصالح)

«فاغنر» و«التهدئة»... ملفان بارزان يسيطران على زيارة صالح لواشنطن

في ظل استمرار حالة الانقسام السياسي في ليبيا، جاءت زيارة رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، إلى الولايات المتحدة الأميركية، لتفتح بات التساؤلات حول دلالة توقيتها.

جاكلين زاهر (القاهرة )

ما الملفات التي سيبحثها «عراقجي» خلال زيارته المتوقعة للقاهرة؟

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال لقاء نظيره الإيراني عباس عراقجي على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال لقاء نظيره الإيراني عباس عراقجي على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك (الخارجية المصرية)
TT

ما الملفات التي سيبحثها «عراقجي» خلال زيارته المتوقعة للقاهرة؟

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال لقاء نظيره الإيراني عباس عراقجي على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال لقاء نظيره الإيراني عباس عراقجي على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك (الخارجية المصرية)

ملفات عديدة تحملها الحقيبة الدبلوماسية لوزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في أول زيارة متوقعة للقاهرة، منذ تولّيه منصبه قبل نحو شهرين، وسط تصعيد كبير تشهده منطقة الشرق الأوسط، توجد فيه طهران كأحد أطرافه، مقابل دور مصري وسيط للتهدئة.

الزيارة التي ذكرت مصادر إيرانية رسمية أنها «ستكون قريباً للقاهرة»، ستحمل وفق خبراء تحدّثوا إلى «الشرق الأوسط»، ملفات رئيسية أبرزها «وساطة القاهرة في أي تهدئة تمنع رداً إسرائيلياً يدفع المنطقة لحرب شاملة، بجانب ملفَّي غزة ولبنان، والعلاقات الثنائية».

ومطلع الشهر الحالي أطلقت إيران هجوماً صاروخياً على إسرائيل، رداً على مقتل الأمين العام لـ«حزب الله»، حسن نصر الله، في ضربة إسرائيلية على بيروت نهاية الشهر الماضي، ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، في غارة إسرائيلية بطهران في يوليو (تموز) الماضي.

وتترقب طهران رداً إسرائيلياً وسط مخاوف وتحذيرات من استهداف المنشآت النووية أو النفطية الإيرانية، التي قد تتسبّب في تصعيد خطير بالمنطقة.

وفي تصريح مقتضب عند هبوط طائرته في مطار بغداد، الأحد، ضمن جولة بالمنطقة، قال عراقجي إن زيارته لبغداد تأتي بهدف التشاور مع الحكومة العراقية لـ«إبعاد المنطقة عن أي شبح أو كارثة حربية»، لافتاً إلى أن «المنطقة تعيش في وضع حَذِر، وهناك احتمال لتصعيد نزاعات قد تتّسع وتؤدي إلى حرب شاملة».

فلسطينيون يتجمّعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل (رويترز)

وقُبيل زيارته لبغداد، تحدثت وسائل إعلام إيرانية عن توجّه عراقجي خلال الأيام المقبلة إلى القاهرة برسالة مكتوبة من الرئيس مسعود بزشكيان، بشأن «إجراءات التهدئة في المنطقة»، حسبما نقلت وكالة «نور نيوز»، التابعة لمجلس الأمن القومي الإيراني، عن مصدر في «الخارجية العراقية»، قبل أن تنقل وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا»، الأحد، عن مصادر إعلامية، أن عراقجي سيزور مصر قريباً، وحسب المصادر ذاتها، فإن عراقجي سيلتقي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس جهاز المخابرات، عباس كامل، ونظیره المصري، بدر عبد العاطي، خلال زیارته إلى القاهرة، في حين «لم يصدر أي تأكيد من القاهرة بشأن زيارة عراقجي».

وخلال اليومين الماضيين أجرى وزير الخارجية الإيراني زيارتين رسميتين إلى قطر والسعودية، تناولتا محادثات مع مسؤولي هذين البلدين بشأن القضايا الثنائية والإقليمية.

وباعتقاد خبير الشؤون الإيرانية، رئيس «المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية»، الدكتور محمد محسن أبو النور، فإن الزيارة المرتقبة تتضمن محاولة إيرانية للحصول على دعم من القاهرة، أو مشاورة أو تنسيق بشأن التصعيد مع إسرائيل.

ومن المؤكد أن إيران تسير بنهجَين مع التصعيد الحالي بالمنطقة؛ الأول: العسكري، والثاني: الدبلوماسي، وتأتي زيارة عراقجي في الإطار الثاني، حيث يستهدف حشد الدول الإقليمية ضد إسرائيل، لتكون مع طهران تماماً، أو تقف موقف الحياد، وفق أبو النور الذي يرى أن أي نهج دبلوماسي إيراني لا يستقيم في الإقليم دون أن تأتي إيران للقاهرة وتنسّق معها فيما يتعلق بهذا الأمر، «وخصوصاً أن هناك حالة توتر بين مصر وإسرائيل عقب سيطرة تل أبيب على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، و(محور فيلادلفيا) في مايو (أيار) الماضي»، لذلك تسعى إيران للحصول على دعم القاهرة، وتنسّق معها تجهيزاً لكل سيناريوهات الرد الإسرائيلي المتوقع، سواءً كان محدوداً أو كبيراً.

رجل يتفقّد الدمار في مصنع استهدفته غارة جوية إسرائيلية ليلية ببلدة الشويفات جنوب بيروت (أ.ف.ب)

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، ذكر قبل أيام، أن الرد على إيران بعد هجومها الصاروخي سيكون «فتّاكاً ودقيقاً ومفاجئاً»، وفق ما أوردته وكالة «رويترز»، وقتها، بينما نقل موقع «أكسيوس» الأميركي عن مصادر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يَعُدّ لـ«عمل عسكري كبير ضد إيران».

وترى إيران أن «مصر لطالما كانت وسيطاً نزيهاً» في الصراع الإيراني - الإسرائيلي، وبالتالي فإن الدبلوماسية الإيرانية بحاجة لأن تنسّق مع القاهرة، أو تستخلص رأياً أو مشاورة بخصوص ردودها مع إسرائيل، وفق أبو النور.

وتتصدّر أزمتا غزة ولبنان، وخفض التصعيد بالمنطقة، الاتصالات والمباحثات التي يُجريها وزير الخارجية المصري، مع مختلف أطراف المنطقة، وفق إفادات سابقة لـ«الخارجية المصرية»، كان أحدثها مع رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، تناولت مستجدات الأوضاع في قطاع غزة والتطورات في لبنان.

أما الخبير في الشؤون الإيرانية، وجدان عفراوي، فيعتقد أن طهران ترى أهمية كبيرة لمصر حالياً، مع لعبها دوراً إيجابياً في منطقة الشرق الأوسط، ولم تنحَزْ لأي طرف، ولم تتدخل في شؤون الدول سلبياً، وقيادة ملف الوساطة في غزة، فضلاً عن علاقاتها الكبيرة مع الولايات المتحدة، وغيرها من الدول الكبرى.

والزيارة تستهدف إيران من خلالها أن تلعب مصر دوراً إيجابياً في التهدئة، وعدم حدوث ضربة إسرائيلية كبيرة تدفع إيران للرد بشكل كبير، مما يزيد من التهديدات بالمنطقة، وفق الخبير في الشؤون الإيرانية، كما ستشهد زيارة عراقجي أيضاً بحث ملف العلاقات الثنائية بين البلدين، بحسب عفراوي، مستبعِداً أن تتطوّر العلاقات في ظل التصعيد الحالي إلى تطبيع.

وفي نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، التقى بدر عبد العاطي، وزير خارجية إيران، على هامش الشق رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وحسب إفادة لـ«الخارجية المصرية» حينها، شهد اللقاء «تبادُل وجهات النظر حول القضايا المختلفة ذات الاهتمام المشترك، ولا سيما التطورات الخطيرة في غزة والضفة الغربية ولبنان على ضوء التصعيد الإسرائيلي غير المبرَّر، وتداعيات ذلك على أمن المنطقة، وأهمية خفض التصعيد، وتجنيب المنطقة الانزلاق إلى حرب إقليمية تهدّد أمن واستقرار شعوبها».