مصر تطالب بـ«مدى زمني محدد» لخروج القوات الأجنبية من ليبيا

حفتر يُشكّل لجنة للتحقيق في وقائع «تعذيب» بسجن قرنادة

لقاء عبد العاطي مع خوري في القاهرة (الخارجية المصرية)
لقاء عبد العاطي مع خوري في القاهرة (الخارجية المصرية)
TT

مصر تطالب بـ«مدى زمني محدد» لخروج القوات الأجنبية من ليبيا

لقاء عبد العاطي مع خوري في القاهرة (الخارجية المصرية)
لقاء عبد العاطي مع خوري في القاهرة (الخارجية المصرية)

طالبت مصر بـ«مدى زمني محدد» لخروج جميع القوات الأجنبية و«المقاتلين الأجانب» و«المرتزقة» من ليبيا. في حين أعلن الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، عن تشكيل لجنة رسمية للتحقيق في «مزاعم تعذيب» بسجن قرنادة شرق البلاد.

وأكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال لقاء القائمة بأعمال البعثة الأممية لدى ليبيا، ستيفاني خوري، في القاهرة، الخميس، أن «بلاده تواصل جهودها في مساعدة الأطراف الليبية على التوافق وتعزيز مسار الحل الليبي - الليبي، واحترام مؤسسات الدولة، بما يهدف للوصول إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن».

وبحسب بيان للمتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، السفير تميم خلاف، فقد أعرب عبد العاطي خلال محادثاته مع خوري عن «تطلعه لتعزيز التعاون معها بما يسهم في نجاح مهمتها على نحو يخدم جهود التوصل لحل للأزمة في ليبيا بملكية وقيادة ليبية».

اجتماع القائم بأعمال السفارة الأميركية مع الباعور في طرابلس (السفارة الأميركية)

وأدرجت خوري الاجتماع مع عبد العاطي في إطار مشاوراتها المستمرة مع الشركاء الإقليميين والدوليين، مشيرة إلى أنها أطلعت المسؤول المصري على خطة البعثة الأممية لتعزيز عملية سياسية شاملة يقودها ويملكها الليبيون، مؤكدة تقديرها دعم مصر لجهود الأمم المتحدة لتحقيق سلام مستدام في ليبيا، لافتة إلى اتفاقهما على «ضرورة بناء توافق بين الليبيين والتوجه نحو الانتخابات الوطنية»، كما أكدا «ضرورة العمل من أجل إعادة توحيد مؤسسات الدولة وتعزيز الاستقرار الأمني والاقتصادي».

في غضون ذلك، أكدت أميركا على لسان القائم بأعمال سفارتها لدى ليبيا، جيريمي برنت، دعمها الكامل المتبادل مع حكومة الوحدة «المؤقتة» برئاسة عبد الحميد الدبيبة، لجهود البعثة الأممية في تعزيز العملية السياسية، مشيراً إلى أنه بحث، الخميس، في طرابلس مع وزير الخارجية المكلف بحكومة «الوحدة»، طاهر الباعور، التعاون الثنائي، وآخر التطورات الإقليمية.

إلى ذلك، أعلن الجيش الوطني المتمركز في الشرق الليبي رسمياً عن تشكيل لجنة للتحقيق بشأن فيديوهات مصوّرة لمشاهد «تعذيب في سجن قرنادة التابع له».

وفي أول تحرك رسمي من نوعه، بعد تداول هذه المشاهد، أعلن الأمين العام لقيادة الجيش، الفريق خيري التميمي، أنه ناقش، الخميس، في مدينة بنغازي، خلال اجتماع موسع لكبار قادة الجيش، ما تم تسريبه عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشأن تعذيب سجناء داخل سجن «قرنادة» والتحقق منه.

ونقل التميمي، في بيان مقتضب عن المدعي العام العسكري الفريق فرج الصوصاع، تشكيل لجنة ومباشرتها أعمالها من أجل التحقيق في هذا الأمر، مؤكداً عدم التهاون مع المتورطين في تلك التجاوزات.

وضم الاجتماع رئيس أركان الوحدات الأمنية الفريق خالد حفتر، ورئيس أركان القوات البرية الفريق صدام حفتر، ومدير إدارة الاستخبارات العسكرية اللواء فوزي المنصوري، ومدير إدارة الشرطة العسكرية والسجون اللواء نجيب البالط.

اجتماع كبار قادة الجيش الوطني في بنغازي بشأن وقائع «تعذيب» بسجن قرنادة (الجيش الوطني)

وكانت حكومة «الوحدة» والبعثة الأممية قد طالبتا بالتحقيق في هذه المقاطع المتداولة التي أظهرت «تعذيباً وحشياً وسوء معاملة» داخل مركز احتجاز قرنادة.

وقالت البعثة الأممية إنها تنسق مع حفتر لوصول موظفي حقوق الإنسان التابعين لها، وغيرهم من المراقبين المستقلين، إلى منشأة قرنادة دون قيود، وكذلك مراكز الاحتجاز الأخرى الخاضعة لسيطرته.

من جهة أخرى، أعلنت هيئة السدود بوزارة الموارد المائية في حكومة «الوحدة»، الخميس، رفع درجة التأهب استعداداً لهطول أمطار متوسطة إلى غزيرة متوقعة على المناطق الشمالية الغربية للبلاد، وفقاً لتحذيرات المركز الوطني للأرصاد الجوية.

وأكدت «الهيئة» أن فرقها الميدانية ستتابع كميات المياه المتدفقة إلى السدود، لضمان جاهزيتها لاستقبال كميات الأمطار وضمان سلامتها، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع أي طارئ، ودعت المواطنين لتوخي الحذر واتباع الإرشادات الصادرة عن الجهات المختصة، خاصة في المناطق القريبة من مجاري الأودية والسدود.


مقالات ذات صلة

أميركا تؤكد أهمية استكمال الانتخابات البلدية في ليبيا

شمال افريقيا عمداء البلديات المنتخبون خلال أداء اليمين القانونية (وزارة الحكم المحلي بحكومة الوحدة)

أميركا تؤكد أهمية استكمال الانتخابات البلدية في ليبيا

أكدت السفارة الأميركية في ليبيا أن «الجولة القادمة من الانتخابات البلدية‬ تمثل فرصة ثمينة لمزيد من الليبيين لممارسة حقهم في اختيار قياداتهم المحلية».

خالد محمود (القاهرة )
تحليل إخباري جانب من احتجاجات مواطنين في طرابلس ضد حكومة الدبيبة بعد تصريحات المنقوش (أ.ف.ب)

تحليل إخباري لماذا تنتهي الاحتجاجات ضد «الوحدة» الليبية إلى «لا شيء»؟

شهدت بعض مناطق بغرب ليبيا مظاهرات متكررة بعضها جاء الأسبوع الماضي على خلفية اتهام حكومة «الوحدة» المؤقتة بـ«التطبيع مع إسرائيل».

جاكلين زاهر (القاهرة)
شمال افريقيا  القائم بأعمال سفارة أميركا خلال لقائه مع مسؤول المنطقة الحرة بمصراتة (القائم بالأعمال)

البعثة الأممية تدعو لـ«تحقيق فوري» في تعذيب محتجزين شرق ليبيا

دعت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، اليوم الأربعاء، للتحقيق في «مقاطع فيديو متداولة، تُظهر تعذيب وسوء معاملة لعدد من المحتجزين في سجن قرنادة».

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا إردوغان مستقبلاً الدبيبة بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)

إردوغان يبحث مستجدات الأزمة الليبية مع رئيس «الوحدة»

أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مباحثات مع رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، تناولت المستجدات في ليبيا، والعلاقات التركية - الليبية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شمال افريقيا ليبيون يصطفون انتظاراً للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)

ليبيا تترقب مرحلة ثانية من انتخابات محلية «أكثر تعقيداً»

يرجع متابعون أهمية خاصة لهذه الجولة الانتخابية كونها تستهدف «البلديات الأكبر وذات الأوزان السياسية المهمة وفي طليعتها طرابلس وبنغازي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

وزير خارجية إيطاليا: تونس «بلد آمن»

وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تياني مع نظيره التونسي في مقر وزارة الخارجية في روما (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تياني مع نظيره التونسي في مقر وزارة الخارجية في روما (إ.ب.أ)
TT

وزير خارجية إيطاليا: تونس «بلد آمن»

وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تياني مع نظيره التونسي في مقر وزارة الخارجية في روما (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تياني مع نظيره التونسي في مقر وزارة الخارجية في روما (إ.ب.أ)

قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تياني، اليوم الخميس، إن تونس «بلد آمن»، وهو تصنيف يعزز سياسة روما في إعادة مواطني هذا البلد من المهاجرين غير النظاميين.

ونقلت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء عن تياني قوله، في تصريحات مشتركة بمقر وزارة الخارجية في روما مع نظيره التونسي، محمد علي النفطي، أن تونس «بلد آمن وصديق لنا، ولا نرى مخاطر مفرطة على المواطنين التونسيين».

وتابع تياني، بحسب ما أوردته «وكالة الأنباء الألمانية»: «نتعاون ونعمل أيضاً في مكافحة المتاجرين بالبشر والهجرة غير النظامية، كما أن تونس وجهة للمهاجرين».

ولعبت إيطاليا دوراً محورياً في توقيع مذكرة تفاهم بين تونس والاتحاد الأوروبي في يوليو (تموز) 2023، بهدف مكافحة الهجرة غير النظامية، مقابل حوافز اقتصادية ومالية بقيمة إجمالية تفوق مليار يورو. ومكنت المذكرة بالفعل من خفض أعداد المهاجرين المنطلقين من سواحل تونس إلى الجزر الإيطالية القريبة بشكل ملحوظ.

وفي وقت سابق، أعلنت الحكومة الإيطالية عن تراجع أعداد الوافدين عبر البحر من تونس وليبيا بنحو 60 في المائة في 2024، مقارنة بالعام السابق.