توتر في مصراتة عقب توقيف محتجين ضد «الوحدة» الليبية

الدبيبة يكلف رئيساً «مؤقتاً» لمؤسسة النفط بعد استقالة بن قدارة

اجتماع بن قدارة مع خوري في وقت سابق (مؤسسة النفط)
اجتماع بن قدارة مع خوري في وقت سابق (مؤسسة النفط)
TT

توتر في مصراتة عقب توقيف محتجين ضد «الوحدة» الليبية

اجتماع بن قدارة مع خوري في وقت سابق (مؤسسة النفط)
اجتماع بن قدارة مع خوري في وقت سابق (مؤسسة النفط)

ساد، اليوم الجمعة، توتر أمني في مدينة مصراتة، الواقعة غرب ليبيا، على الرغم من إفراج القوة المشتركة بالمدينة عن اثنين من المتظاهرين ضد حكومة الدبيبة.

وأطلقت القوة في وقت مبكر، الجمعة، إطلاق سراح عثمان عيسى، عضو مجلس مصراتة البلدي، وقائد ما يسمى «حراك مصراتة»، وشخص آخر بتهمة ترتيب المظاهرات، التي جرت الجمعة الماضي في المدينة، وسط انتشار للمسلحين والبوابات العسكرية، على خلفية أحداث ليلة أمس الخميس.

ورصدت وسائل إعلام محلية أضراراً لحقت بمنزل مواطن في مصراتة جراء تعرضه لقذيفة (إي بي جي)، خلال التوتر الأمني بسبب اعتقال عيسى، بينما أحرق شبان المدينة الإطارات أمام قاعة الشعب في شارع طرابلس بالمدينة، في إطار الاحتجاجات.

إشعال إطارات في شوارع مصراتة (وسائل إعلام محلية)

وعززت القوة، مساء الخميس، من تمركزاتها بالآليات المصفحة، وأغلقت عدة شوارع في وسط المدينة، بعد تظاهر محتجين ضد الحكومة، وهدد عدد من أهالي مصراتة في بيان من أمام مقر القوة بمزيد من التصعيد والغضب الشعبي، وحمّلوا «الوحدة» المسؤولية الكاملة عن سلامة المختطفين، لافتين إلى أن هذه الحادثة تأتي عقب محاولة أحد عناصر القوة الاعتداء على أحد المتظاهرين، الجمعة الماضي، ودعوا جميع الجهات المعنية، وعلى رأسها القوى الأمنية، إلى تحمل مسؤولياتها تجاه حماية حقوق المواطنين، وضمان احترام القانون.

في غضون ذلك، وفي تطور مفاجئ، أعلنت المؤسسة الليبية للنفط أن رئيس حكومة الوحدة المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، وافق على استقالة تقدم بها رئيس المؤسسة، فرحات بن قدارة، بسبب «ظروف صحية طارئة»، وكلف نائبه مؤقتاً بدلاً عنه، لحين اختيار مجلس إدارة جديد.

وأوضحت «المؤسسة» أن فرحات تقدم باستقالته، مساء الخميس، بعدما حالت ظروفه الطبية، التي لم توضحها، دون تمكنه من أداء مهامه ومسؤولياته بالشكل الأمثل، مشيرة إلى تكليف مسعود سليمان، عضو مجلس إدارة المؤسسة والرئيس المكلف، بتولي مهام رئيسها مؤقتاً، إلى حين انعقاد الاجتماع المرتقب لمجلس الوزراء لاتخاذ قرار بتشكيل مجلس إدارة جديد. مؤكدة ا التزامها الكامل بمواصلة العمل لضمان استقرار قطاع النفط، وتعزيز دوره بوصفه ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني.

وكان بن قدارة قد تسلم مهامه رسمياً رئيساً لمؤسسة النفط، التي تعد أهم وأكبر مؤسسة رسمية لإدارة النفط والغاز في البلاد، في يوليو (تموز) عام 2022، خلفاً لمصطفى صنع الله، الذي قاد المؤسسة بشكل مباشر منذ عام 2015. وأعلن الدبيبة آنذاك إعادة تشكيل إدارة المؤسسة، وتعيين بن قدارة رئيساً، بعد إعفاء صنع الله، الذي تسبّبت خلافاته مع الدبيبة بإقالته من منصبه.

وتردد آنذاك أن تعيين بن قدارة تم على خلفية صفقة غير معلنة بين ممثلين للدبيبة والمشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني المتمركز في شرق البلاد، وهو ما نفاه بن قدارة، كما نفى أيضاً حمله جنسية غير ليبية.

وعدّت وكالة «رويترز» أن استقالة بن قدارة كانت متوقعة، خاصة عقب إصدار محكمة ليبية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حُكماً يقضي ببطلان تولّيه منصبه لثبوت نيله «جنسية أجنبية»، وهو الأمر الذي يمنعه قانوناً من الاستمرار في منصبه، علماً بأن القانون الليبي يحصر تولّي المناصب العامة في البلاد بحملة الجنسية الليبية دون غيرها.

في سياق ذلك، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط، الجمعة، ارتفاع معدلات إنتاج النفط الخام اليومي إلى 1.413.372 برميلاً، إضافة إلى إنتاج 51.790 برميلاً من المكثفات، مشيرة إلى أن إنتاج الغاز بلغ ما يعادل 210.586 برميلاً مكافئاً يومياً، ليصل إجمالي إنتاج النفط والغاز في البلاد إلى 1.6 مليون برميل يومياً.

من جلسة تصويت مجلس الأمن الدولي على قرار السماح للمؤسسة الليبية للاستثمار بإدارة أموالها تحت التجميد (د.ب.أ)

من جهة ثانية، رأى الدبيبة أن تصويت مجلس الأمن الدولي، مساء الجمعة، على قرار السماح للمؤسسة الليبية للاستثمار بإدارة أموالها تحت التجميد، «خطوة تاريخية نحو تعزيز سيادة ليبيا المالية، وحماية أصولها في الخارج». وقال إن هذا القرار هو «نتيجة مباشرة لجهود الحكومة في تحسين الحوكمة والشفافية داخل المؤسسة، ما عزز ثقة المجتمع الدولي بقدرة ليبيا على إدارة أصولها بكفاءة»، لافتاً إلى أن القرار يُسهم في تقوية الأصول المالية الليبية في الخارج، مما يدعم قوة الاقتصاد الليبي وتقوية الدينار الليبي.

كما أكد الدبيبة أن هذا القرار يمثل مرحلة أولى ومهمة «ستساعد على وقف النزف الذي تعاني منه أصول المؤسسة، على الأقل في هذه المرحلة، إلى حين تحقيق القدرة الكاملة على إدارتها بشكل مباشر وفعال».

الدبيبة أكد استمرار حكومته في العمل لفك الحصار المفروض منذ عام 2011 على أموال الشعب الليبي (الوحدة)

وأشار الدبيبة إلى استمرار حكومته في العمل لفك ما وصفه بالحصار الجائر، المفروض منذ عام 2011 على أموال الشعب الليبي، بوصفها حقوقاً سيادية يجب أن تعود إلى الوطن، مع ضمان استخدامها بما يخدم مصالح الليبيين كافة.


مقالات ذات صلة

​الأمم المتحدة تحذر من «تآكل وحدة» ليبيا

شمال افريقيا من جلسة مجلس الأمن حول ليبيا (المجلس)

​الأمم المتحدة تحذر من «تآكل وحدة» ليبيا

أكدت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو لأعضاء مجلس الأمن أن انقسامات القوى المختلفة تهدد أمن ليبيا 

علي بردى (واشنطن)
شمال افريقيا من عملية سابقة لضبط مهاجرين في صبراتة الليبية قبل تهريبهم إلى أوروبا (مديرية أمن صبراتة)

«المهاجرون السريون» ملف شائك يؤرّق الليبيين

توعد عماد الطرابلسي بترحيل المهاجرين قسراً إلى بلدانهم «حفاظاً على الأمن والموارد الليبية»، وسط تدفقات متواصلة لهم عبر حدود بلاده.

جاكلين زاهر (القاهرة )
شمال افريقيا اجتماعات اللجنة الاستشارية التابعة للأمم المتحدة في طرابلس  (البعثة الأممية)

ليبيا: تأكيد أميركي على ضرورة التوصل لاتفاق بشأن الميزانية الموحدة

نورلاند شدد على أهمية التوصل إلى اتفاق بشأن الميزانية الموحدة، ودعم نزاهة مصرف ليبيا المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط.

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا غوتيريش خلال استقبال تيتيه (الأمم المتحدة)

​المبعوثة الأممية الجديدة تتعهد العمل مع جميع أطراف الأزمة الليبية

أعربت تيتيه عن امتنانها بثقة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بتعيينها ممثلاً خاصاً له ورئيساً للبعثة الأممية في ليبيا.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا جثث عثر عليها في «مقابر جماعية» بالكفرة (مركز طب الطوارئ والدعم)

«حفر الموت» في ليبيا تلفظ المزيد من جثث المهاجرين السريين

على مدار الأسبوعين الماضيين، يستيقظ الليبيون على أنباء الكشف عن «حفر جديدة للموت»، تُستخرج منها جثث لعشرات المهاجرين «تمت تصفيتهم»، وفقاً للأجهزة الأمنية.

جمال جوهر (القاهرة)

مصر: ضبط «ترسانة أسلحة» بحوزة «خُط الصعيد»

وزارة الداخلية المصرية أعلنت ضبط «مخزن أسلحة» خاص بـ«خط الصعيد» (الداخلية المصرية)
وزارة الداخلية المصرية أعلنت ضبط «مخزن أسلحة» خاص بـ«خط الصعيد» (الداخلية المصرية)
TT

مصر: ضبط «ترسانة أسلحة» بحوزة «خُط الصعيد»

وزارة الداخلية المصرية أعلنت ضبط «مخزن أسلحة» خاص بـ«خط الصعيد» (الداخلية المصرية)
وزارة الداخلية المصرية أعلنت ضبط «مخزن أسلحة» خاص بـ«خط الصعيد» (الداخلية المصرية)

عثرت السلطات الأمنية في مصر على «ترسانة أسلحة» بحوزة «خُط الصعيد» في محافظة بصعيد البلاد.

وأكدت «الداخلية المصرية»، مساء الأربعاء، أنه «استكمالاً لجهود أجهزة الوزارة بشأن القضاء على بؤرة إجرامية شديدة الخطورة ومصرع عناصرها الذين يتزعمهم المدعو محمد محسوب، من القائمين على جلب المواد المخدرة والأسلحة والذخائر غير المرخصة وفرض السيطرة وترويع الأهالي بدائرة مركز شرطة ساحل سليم بأسيوط، فقد تمكن خبراء المفرقعات التابعون للوزارة من تفكيك عدد من العبوات البدائية التي كانت مزروعة بمحيط أسوار المبنى محل اختبائهم من الداخل للحيلولة دون اقتحامه».

وكانت «الداخلية المصرية» قد أعلنت، مساء الثلاثاء، استهداف «خُط الصعيد الجديد»، وتصفيته برفقة 7 آخرين من «العناصر شديدة الخطورة»، خلال مواجهات عنيفة.

وقالت «الداخلية» حينها إن قواتها تحركت لـ«ضبط تشكيل عصابي بعد ورود معلومات عن قيامهم بجلب مواد مخدرة وأسلحة وذخائر غير مرخصة، وفرض السيطرة وترويع الأهالي»، بجانب صدور أحكام قضائية بحقهم في جنايات قتل وشروع في قتل، واختبائهم بمناطق جبلية وترددهم في أوقات متباينة على أحد المباني، حيث قاموا بإنشائه وتحصينه بخنادق ودشم بقرية «العفادرة»، التابعة لمركز «ساحل سليم» بأسيوط.

أحد شوارع محافظة أسيوط (محافظة أسيوط)

وبحسب رواية «الداخلية»، فإن «المتهمين بادروا بإطلاق النيران تجاه قوات الأمن واستخدموا أسلحة متعددة منها (آر بي جي، وقنابل وبنادق آلية)»، كما «فجروا أسطوانات غاز للحيلولة دون تمكين القوات من دخول المبنى»، وأسفر التعامل الأمني معهم عن مصرعهم جميعاً، وإصابة ضابط شرطة.

وذكرت «الداخلية» في إفادة لها، الأربعاء، أنه «تم ضبط مخزن الأسلحة الخاص بالبؤرة الإجرامية، الذي يحتوى على عدد 201 قطعة سلاح، ليصل إجمالي الأسلحة المضبوطة إلى 359 قطعة سلاح عبارة عن (آر بي جي، و8 قنابل F1، و3 رشاشات غرينوف، و88 بندقية آلية، و71 بندقية خرطوش، ورشاش متعدد، و187 فرداً محلياً، وكمية كبيرة من الذخائر المتنوعة».

وأشارت «الداخلية»، الثلاثاء، إلى أن المتهم الرئيسي محمد محسوب الذي أطلق على نفسه لقب «خُط الصعيد الجديد»، مطلوب في 44 جناية متنوعة ما بين سرقة بالإكراه وقتل وشروع في قتل بمدد بلغت 191 سنة سجناً، وهي الاتهامات التي سبق أن وجهت لباقي العناصر التي رافقته، ومن بينهم متهم صدر بحقه أحكام بالسجن 108 سنوات.