«النواب» يعوّل على دور أميركي لإنهاء الانقسام في ليبيا

وساطة روسية لحل نزاع رئاسة المجلس الأعلى للدولة

الاجتماع الذي نظمته البعثة الأممية لعدد من الدبلوماسيين في طرابلس (البعثة)
الاجتماع الذي نظمته البعثة الأممية لعدد من الدبلوماسيين في طرابلس (البعثة)
TT

«النواب» يعوّل على دور أميركي لإنهاء الانقسام في ليبيا

الاجتماع الذي نظمته البعثة الأممية لعدد من الدبلوماسيين في طرابلس (البعثة)
الاجتماع الذي نظمته البعثة الأممية لعدد من الدبلوماسيين في طرابلس (البعثة)

في حين قال رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، إن «بلاده تعول على الدور الأميركي لحل أزمة الانقسام في ليبيا»، فإن روسيا دخلت على خط الوساطة بين الرئيسين الحالي والسابق للمجلس الأعلى للدولة؛ بهدف حل النزاع القائم بينهما حول رئاسته.

وأعلن صالح، الذي يزور الولايات المتحدة حالياً، في تصريحات لقناة «الحرة» الأميركية، اليوم (الأربعاء)، أن الولايات المتحدة تقوم بدور مهم في حل الأزمة الليبية، لافتاً إلى ضرورة العمل على تشكيل حكومة مصغرة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في البلاد. وعدَّ أن وجود حكومتين «لا يصب في مصلحة ليبيا، ونحن نريد حكومة واحدة مصغرة، تقوم بمهام محددة بمدة زمنية محددة لإجراء الانتخابات في البلاد»، معرباً عن رفضه تدخل بعض الدول، لم يُسمِها، في الشؤون الداخلية للبلاد، وحملها المسؤولية الكاملة عن عرقلة تشكيل الحكومة المصغرة في ليبيا.

صالح أكد أن الولايات المتحدة تقوم بدور مهم في حل الأزمة الليبية (الشرق الأوسط)

من جهته، أكد خالد المشري، مجدداً، تمسكه بمنصبه رئيساً للمجلس الأعلى للدولة، واقترح على محمد تكالة، الذي ينازعه الرئاسة، الاحتكام إلى كل القانونيين في المجلس، وعرض الأمر عليهم لحسم خلافاتهما حول رئاسته. معلناً في كلمة مرئية، مساء الثلاثاء، رفضه للجلسة الأخيرة، التي ترأسها تكالة في طرابلس، وعدها «مريبة وغامضة وأجريت في سرية شكلاً ومضموناً»، مؤكداً في المقابل «تمسكه بالمسار القضائي» إلى نهايته، والتزامه بالتفسير القانوني لأعضاء المجلس، والاحتكام إليهم بشأن هذا الخلاف.

وخاطب المشري تكالة قائلاً: «إذا كنت تملك قرارك وإرادتك، فدعنا نتحاكم إلى زملائنا القانونيين في تفسير الحكم ومتى يصبح نافذاً». متهماً تكالة بالاستيلاء على مقرات مجلس الدولة بقوة الأمر الواقع. وقال إنه يدفع ثمناً لمحاولة إنهاء الانقسام السياسي في البلاد، وتوحيد السلطة التنفيذية والأجسام الرقابية، لافتاً إلى أنه لعب دوراً لم يكشف تفاصليه في توحيد المصرف المركزي.

اجتماع المشري مع سفير روسيا (المجلس الأعلى للدولة)

ودخل السفير الروسي، أيدار أغانين، على خط الوساطة بين تكالة والمشري، حيث ناقش، اليوم (الأربعاء)، مع تكالة بالعاصمة طرابلس سبل تسوية الأزمة السياسية بتوافق جميع الأطراف، بعد ساعات من لقائه، مساء الثلاثاء مع المشري، حيث بحثا، وفقاً للأخير، مستجدات الأوضاع السياسية والاقتصادية في ليبيا، والجهود المبذولة لإعادة الالتئام للمجلس الأعلى للدولة من قِبَل مكتب الرئاسة الشرعي المنتخب حديثاً، واستئناف مهامه المنوطة به، والدفع بالعملية السياسية بهدف إجراء الانتخابات.

المشري طالب تكالة بالاحتكام إلى رجال القانون لحل النزاع حول رئاسة المجلس الأعلى للدولة (الشرق الأوسط)

في غضون ذلك، أكد رئيس حكومة الوحدة «المؤقتة»، عبد الحميد الدبيبة، خلال اجتماعه، مساء الثلاثاء، مع وزير التربية والتعليم، موسى المقريف، ضرورة تلافي الأخطاء التي شهدها العام الدراسي الماضي، مطالباً بزيادة الدقة في إعداد الامتحانات النهائية لضمان مصداقية وجودة التعليم، وجدد التزام الحكومة بتذليل الصعوبات التي تواجه قطاع التربية والتعليم.

من جهة ثانية، أعلن النائب العام في طرابلس، الصديق الصور، أن سلطة التحقيق أمرت بحبس قيادي آخر ضمن مجموعة «الكانيات المسلحة»، التي كانت تسيطر على مدينة ترهونة قبل سنة 2020، وأوضح أن المتهم اعترف بـ«12 جريمة قتل ارتكبها عقب انخراطه في تلك الجماعة سنة 2016».

في سياق ذلك، نظمت البعثة الأممية إحاطة لأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في ليبيا، برئاسة القائم بأعمال نائب الممثل الخاص، والمنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية إينيس تشوما، الذي سيتولى بالإنابة المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في ليبيا. وأوضحت البعثة أن الإحاطة التي قدمها تشوما شملت الوضع السياسي والأمني ​​والاقتصادي، ووضع حقوق الإنسان في البلاد، فضلاً عن التقدم في الانتخابات البلدية والتحديات التي تواجهها المرأة الليبية، وجهود البعثة في نزع الألغام والتوعية بمخاطرها.

من جانبه، أكد القائم بأعمال السفارة الأميركية، جيريمى برنت، أنه ناقش، اليوم (الأربعاء)، مع النائب العام الليبي، جهود تعزيز العدالة وسيادة القانون، وسبل دعم الولايات المتحدة للعمل المهم الذي يقوم به مكتبه. وكان برنت قد بحث، الأربعاء أيضاً، مع محافظ مصرف ليبيا المركزي، ناجي عيسى، سبل تعزيز التعاون الفني. وعدَّ أن النزاهة الفنية واستقلالية المصرف «أمران حاسمان لاستقرار ليبيا وازدهارها، ونمو اقتصادها ومكانتها في النظام المالي الدولي». كما ناقش برنت، مساء الثلاثاء، مع وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء بحكومة الوحدة، عادل جمعة، أهمية حماية النزاهة التكنوقراطية، واستقلالية المصرف المركزي والمؤسسات السيادية الأخرى لتعزيز استقرار ليبيا الاقتصادي وازدهارها، كما تبادلا وجهات النظر حول العملية السياسية الليبية، حيث أكدا دعمهما المشترك لجهود الوساطة التي تقوم بها البعثة الأممية.

لقاء الكوني مع آمر قوة مكافحة الإرهاب (المجلس الرئاسي)

بدوره، أكد عضو المجلس الرئاسي، موسى الكوني، على دور قوة مكافحة الإرهاب في المحافظة على استتباب الأمن، ومكافحة الإرهاب، وتجفيف منابعه بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والعسكرية في كل المناطق. وأوضح أن آمر القوة، اللواء محمد الزين، قدم خلال اجتماعهما، اليوم (الأربعاء)، إحاطة حول عمل القوة والمهام الموكلة لها، مشيراً إلى التأكيد على دعم القوة بالعناصر البشرية المؤهلة، والإمكانات اللوجيستية التي تمكنها من أداء مهامها بكل مهنية.


مقالات ذات صلة

خوري تحذر من «التدابير الأحادية» لأفرقاء الأزمة في ليبيا

شمال افريقيا من أشغال الجلسة المخصصة لمناقشة الأزمة السياسية في ليبيا (المجلس)

خوري تحذر من «التدابير الأحادية» لأفرقاء الأزمة في ليبيا

ستيفاني خوري ترى أن هناك «تطوراً إيجابياً» طرأ في الأزمة الليبية، بعد التوصل إلى اتفاق بين القيادات على تعيين محافظ للبنك المركزي، واستئناف الصادرات النفطية.

علي بردى (واشنطن)
شمال افريقيا من اجتماع سابق في مقر هيئة الرقابة الإدارية بليبيا (الهيئة)

زيادة «الإنفاق العام» خلال العقد الماضي تثير شكوك وتساؤلات الليبيين

أثار تقرير أصدرته هيئة الرقابة الإدارية في ليبيا يتحدث عن ارتفاع الإنفاق العام خلال العقد الماضي موجة من التساؤلات والانتقادات.

جاكلين زاهر (القاهرة)
شمال افريقيا صورة أرشيفية للعجمي العتيري (الشرق الأوسط)

ليبيا: غموض بشأن مصير «سجَّان» نجل القذافي

شهدت مدينة الزنتان الليبية (جنوب غربي طرابلس) توتراً أمنياً، بعد توقيف العجمي العتيري، قائد «كتيبة أبو بكر الصديق».

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا عقيلة صالح خلال لقائه مع وكيل الخارجية الأميركية (مجلس النواب)

رئيس «النواب» يعرض في واشنطن رؤيته لإنهاء الانقسام الليبي

بدأ رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح زيارة مفاجئة إلى الولايات المتحدة، ركزت على أزمة المصرف المركزي في البلاد، وإيجاد حلول للانقسام السياسي الراهن.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا المشري في احتفال أقامته السفارة الألمانية في طرابلس نهاية الأسبوع الماضي (المجلس الأعلى للدولة)

واشنطن تدعو إلى «توحيد الجيش الليبي والشفافية في إدارة الموارد»

تحدث خالد المشري الرئيس الحالي للمجلس الأعلى للدولة الليبي، عن فشل غريمه محمد تكالة، للمرة الثانية، في عقد جلسة رسمية في العاصمة طرابلس بنصاب قانوني.

خالد محمود (القاهرة)

«مراسلون بلا حدود» تناشد الرئيس الجزائري منح صحافي عفواً كاملاً

الصحافي إحسان القاضي (الشرق الأوسط)
الصحافي إحسان القاضي (الشرق الأوسط)
TT

«مراسلون بلا حدود» تناشد الرئيس الجزائري منح صحافي عفواً كاملاً

الصحافي إحسان القاضي (الشرق الأوسط)
الصحافي إحسان القاضي (الشرق الأوسط)

ناشدت منظمة «مراسلون بلا حدود» الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، منح الصحافي إحسان القاضي، المسجون بسبب كتاباته، عفواً كاملاً، بدل الإجراءات التي اتخذت لأجله بخصوص تخفيض العقوبة.

وقالت المنظمة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني إن «الوقت حان لتمكين إحسان القاضي من العودة إلى عائلته»، عادَة ذكرى اندلاع ثورة التحرير من الاستعمار، 01 نوفمبر (تشرين الثاني) 1954، تاريخاً مناسباً، حسبها، لإطلاق سراح الصحافي السبعيني، الذي اشتهر بمقالات ومواقف سياسية حادة من الحكومة.

صورة من لافتة تطالب بإطلاق سراح الصحافي إحسان القاضي (مراسلون بلا حدود)

وأكد خالد درارني، ممثل «مراسلون بلا حدود» في منطقة شمال أفريقيا، أن «فرصاً عديدة توفرت لتمكين إحسان القاضي من رجوعه إلى عائلته، وإعادة الاعتبار لصورة الجزائر في مجال حرية الصحافة». علماً بأن درارني نفسه سجن 11 شهراً بسبب تغطياته الصحافية للحراك الشعبي المعارض، الذي اندلع في 22 فبراير (شباط) 2019 لمنع الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة (1999 - 2019) من الترشح لولاية خامسة.

وفي 18 يونيو (حزيران) 2023 دانت محكمة بالعاصمة الجزائر إحسان القاضي بالسجن سبع سنوات، منها خمس سنوات مع التنفيذ. لكنه حصل على تخفيض في العقوبة لمدة 24 شهراً، في إطار عفو جزئي أصدره الرئيس تبون بمناسبة ذكرى الاستقلال في الخامس من يوليو (تموز) الماضي. وقالت عائلته وزملاؤه في مؤسسة «إنترفاس» الإعلامية التي كان يسيرها، وتم حلها نهاية 2022، إن دفاعه لم يبلَغ بتقليص العقوبة إلا بعد مرور أسابيع.

خالد درارني مدير مكتب منظمة «مراسلون بلا حدود» في شمال أفريقيا (الشرق الأوسط)

وقالت «مراسلون بلا حدود» إنها تبارك هذه الخطوة، لكنها تواصل الدعوة إلى عفو كامل للصحافي، الذي سبق أن تعرض للسجن في العشرينات من العمر، بسبب أفكاره اليسارية المعارضة للنظام.

وأكد دفاع القاضي للصحافة أنه قدم طلباً للمحكمة يخص الإفراج المشروط عنه، وبعد دراسته في 22 سبتمبر (أيلول) الماضي قضت برفضه، من دون توضيح الأسباب. وقال عضو في هيئة الدفاع إن الصحافي قضى 21 شهراً من أصل 36 من عقوبته المخففة، ما يؤهله، حسبه، للاستفادة من الإفراج المشروط، «ومع ذلك، تم رفض هذا الإجراء دون مبرر واضح»، وفق نفس المحامي الذي ينتمي لمنظمة محامي الجزائر العاصمة.

والمعروف أن الإفراج المشروط ليس إجراء استثنائياً في النظام العقابي الجزائري، ووفقاً لـ«وكالة الأنباء الجزائرية»، فقد استفاد أكثر من 17400 سجين من هذا الإجراء خلال عام 2024، لهذا يعد استثناء الصحافي القاضي من هذه التدابير قراراً غير مفهوم لدى زملائه وعائلته ودفاعه.

وتابعت النيابة الصحافي القاضي بتهمة «تلقي مبالغ مالية وامتيازات من أشخاص ومنظمات في البلاد وخارجها، من أجل الانخراط في أنشطة من شأنها تقويض أمن الدولة واستقرارها». وجاء ذلك في إطار تحقيق حول تمويل شركته الإعلامية، التي كانت تنشر مقالات وتبث برامج شديدة النقد لأعمال السلطة، وسياسات الحكومة بشكل عام. وتضم الشركة صحيفة إلكترونية وإذاعة تبث برامجها على النت، وقد تم إغلاقها بعد أيام قليلة من اعتقال مديرها.

وأثناء المحاكمة، أكد محامو الصحافي أن تهمة «تلقي أموال من الخارج لا تعدو عن مبلغ قيمته 27 ألف جنيه إسترليني، حولته ابنته المقيمة في بريطانيا، إلى حسابه البنكي لحل مشكلات مالية واجهت المؤسسة الإعلامية، التي كانت تشغل عدداً محدوداً من الصحافيين والفنيين».

الرئيس تبون اتهم الصحافي إحسان القاضي بالتخابر (الرئاسة)

وسئل الرئيس تبون في مناسبات عديدة عن سجن إحسان القاضي، خصوصاً أنه اتهمه في تصريح سابق له، دون ذكره بالاسم، بأنه «خبارجي»، وكان يلمح إلى أنه «ينقل أخباراً مرتبطة بشؤون الحكم إلى سفارات غربية». وأكد تبون بهذا الخصوص أنه «لا توجد أي علاقة بين سجن إحسان القاضي وحرية الصحافة»، وحمل بحدة على منظمات غير حكومية، خاصة «مراسلون بلا حدود»، التي أعاب عليها «السكوت على تنكيل إسرائيل بالصحافيين».