تنسيق ليبيي - تونسي لفتح معبر «رأس جدير» الحدودي

«اتهامات» لـ«الوحدة» بالتقاعس عن إنقاذ 11 مهاجراً من الموت

لقاء الدبيبة والرئيس التونسي فى بكين الشهر الماضي (حكومة الوحدة)
لقاء الدبيبة والرئيس التونسي فى بكين الشهر الماضي (حكومة الوحدة)
TT

تنسيق ليبيي - تونسي لفتح معبر «رأس جدير» الحدودي

لقاء الدبيبة والرئيس التونسي فى بكين الشهر الماضي (حكومة الوحدة)
لقاء الدبيبة والرئيس التونسي فى بكين الشهر الماضي (حكومة الوحدة)

بينما التزمت حكومة الوحدة الليبية «المؤقتة»، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، الصمت حيال «اتهامات» لها بـ«التقاعس عن إنقاذ 11 مهاجراً»، قال الدبيبة إنه تابع خلال اتصال هاتفي مع الرئيس التونسي، قيس سعيد، مساء أمس الجمعة، الإجراءات التنفيذية لافتتاح معبر «رأس جدير» البري على الحدود المشتركة للبلدين، وآلية تنظيم العمل بين الجهات المختصة بالبلدين، بهدف تسهيل حركة العبور للمواطنين، والقضاء على السلبيات التي شهدها المعبر خلال السنوات الماضية. غير أن الدبيبة لم يحدد موعداً لاستئناف العمل بالمنفذ، ولفت في المقابل إلى تشديده مع الرئيس التونسي على تواصل وزيري الداخلية بالبلدين لتنظيم ما اتُّفق عليه خلال الاتصال الهاتفي.

اصطفاف السيارات أمام معبر «رأس جدير» الحدودي بين ليبيا وتونس (داخلية الوحدة)

وذكرت الرئاسة التونسية أن الدبيبة والرئيس التونسي جددا التأكيد على الحرص المشترك على تذليل كل العقبات لإعادة فتح معبر رأس جدير، وتوفير أفضل الظروف للمسافرين في الاتجاهين، وتسهيل الحركة التجارية بين البلدين.

وكان الدبيبة قد ناقش مع الرئيس سعيد، نهاية الشهر الماضي، على هامش منتدى التعاون العربي - الصيني بالعاصمة الصينية بكين، إجراءات فتح المعبر الحدودي، الذي جرى إغلاقه في مارس (آذار) الماضي، في أعقاب نشوب اشتباكات بين عناصر مسلحة في الجانب الليبي، بعد إعلان وزارة الداخلية التابعة لحكومة الدبيبة إرسال قوات تابعة لجهاز إنفاذ القانون إلى المعبر بهدف مكافحة التهريب، وضبط المخالفات الأمنية حفاظاً على الأمن وإدارة حركة المسافرين بين ليبيا وتونس.

جانب من التعزيزات الأمنية التي خصصت لاستتباب الأمن في المعبر الحدودي (الشرق الأوسط)

ويعد المعبر، الواقع في أقصى الغرب الليبي بالقرب من مدينة زوارة، على بعد نحو 170 كيلومتراً من العاصمة طرابلس، ونحو 600 كيلومتر جنوب شرقي تونس العاصمة، الشريان البري الرئيسي الرابط بين ليبيا وتونس.

في غضون ذلك، أعلنت رئاسة أركان القوات الموالية لحكومة «الوحدة» الوطنية، انتشار دوريات ثابتة ومتحركة بعدة مناطق بالجبل الغربي، شملت الطريق الصحراوي، ومسالك التهريب الحدودية ومداخل ومخارج المدن، بهدف مكافحة أنواع التهريب كافة، والحفاظ على أمن وسلامة المواطنين، وضبط المخالفين والمطلوبين للعدالة، والحفاظ على الأمن القومي للبلاد.

مهاجرون أفارقة تم اعتراضهم من طرف خفر السواحل الليبي (الشرق الأوسط)

إلى ذلك، التزمت حكومة «الوحدة» المؤقتة، وإدارة خفر السواحل التابعة لها، الصمت حيال اتهامات لها بالتقاعس عن إنقاذ 11 مهاجراً. وجاء ذلك بعد أن أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» انتشال جثثهم قبالة سواحل ليبيا، بعد إنقاذ أكثر من 160 شخصاً من قوارب قريبة منها.

وأرجعت المنظمة الحادث إلى ما وصفته بـ«سياسات الهجرة النازفة في الاتحاد الأوروبي، وغياب عمليات الإنقاذ»، مشيرة إلى أنه «لا يمكننا تحديد السبب وراء هذه المأساة، لكن ما نعرفه هو أن أوروبا يجب أن تتوقف عن النظر في الاتجاه الآخر مرة واحدة وإلى الأبد».

كما قالت منظمة «سي وتش» إن خفر السواحل الليبي تجاهل نداءها للمطالبة بانتشال الجثث، مشيرة إلى أن طاقمها قام بعملية بحث استمرت 9 ساعات لانتشال جميع الجثث الـ11. وذكرت أن سفينة البحث والإنقاذ التابعة لها (جيو بارنتس)، انتشلت 146 مهاجراً في عمليتين، ثم عثرت على 20 آخرين في قارب منفصل، لكنهم انتشلوا أيضاً 11 جثة شاهدتها طائرة مراقبة وهي تطفو على سطح البحر.

مهاجرون أفارقة متوجهون إلى ليبيا للعبور من شواطئها إلى أوروبا (رويترز)

يشار إلى أن الأمم المتحدة سجلت أكثر من 20 ألف وفاة مهاجر، واختفاء في وسط البحر الأبيض المتوسط ​​منذ عام 2014، ما يجعله أخطر معبر للمهاجرين في العالم. ومن هذا المنطلق حثت إيطاليا وتونس وليبيا على بذل مزيد من الجهود لمنع المهاجرين المحتملين من النزول إلى البحر. كما فرضت قيوداً صارمة على عمليات سفن الإنقاذ، قائلة إنها تشجع الناس على التوجه إلى أوروبا، وهو ما تنفيه المنظمات الخيرية.

في سياق متصل، أعلنت النيابة العامة في العاصمة طرابلس، اليوم السبت، صدور قرار بحبس 13 شخصاً ينتمون لتنظيم عصابي، تعمَّد عناصره تنظيم «هجرة غير مشروعة والاتجار بالبشر».

وأوضحت النيابة أن عناصر غرفة تأمين الجنوب الشرقي في مدينتي الكفرة وتازربو، نجحت أيضاً في تحرير 197 مهاجراً من الاحتجاز القسري وضروب التعذيب، لإرغام ذويهم على دفع مبالغ مالية، مقابل إطلاق سراحهم، مشيرة إلى توجيه سلطة التحقيق بملاحقة 76 من بقية عناصر التنظيم.


مقالات ذات صلة

هل يؤثر تقارب سلطات بنغازي مع أنقرة على حكومة «الوحدة» الليبية؟

شمال افريقيا وزير الخارجية التركي مستقبلاً بلقاسم نجل حفتر في أنقرة (صندوق تنمية وإعادة إعمار ليبيا)

هل يؤثر تقارب سلطات بنغازي مع أنقرة على حكومة «الوحدة» الليبية؟

خلَّفت زيارة بلقاسم، نجل المشير خليفة حفتر، إلى تركيا، نهاية الأسبوع الماضي، التي التقى خلالها وزير الخارجية، هاكان فيدان، قدراً من التساؤلات.

جاكلين زاهر (القاهرة )
شمال افريقيا صورة نشرتها سلطات جنوب أفريقيا لعدد من الليبيين الذين اعتقلتهم (أ.ب)

تباين بين «الوحدة» و«الاستقرار» حول الليبيين المعتقلين في جنوب أفريقيا

أكدت حكومة الوحدة، في بيان مساء الجمعة، أنه «لا صلة لها بإجراءات إرسال 95 شخصاً من حملة الجنسية الليبية»

خالد محمود (القاهرة )
المشرق العربي 
من مخلفات اشتباكات عنيفة بين ميليشيات مسلحة وسط طرابلس (أ.ف.ب)

ليبيا: انفجارات ضخمة تهز مدينة زليتن

هزّت انفجارات ضخمة مدينة زليتن الساحلية، الواقعة غرب ليبيا، إثر انفجار مخزن للذخيرة، تملكه ميليشيا «كتيبة العيان»، وسط تضارب الروايات حول أسباب الحادث، الذي.

شمال افريقيا عملية ترحيل مهاجرين أفارقة من ليبيا إلى النيجر (جهاز مكافحة الهجرة غير النظامية)

ما حقيقة طرد ليبيا مئات المهاجرين النيجريين إلى الصحراء؟

اشتكى مصدر ليبي مسؤول من أن «منطقة أغاديز بوسط النيجر أصبحت نقطة انطلاق ومحطة عبور لتهريب المهاجرين الراغبين في الوصول إلى الشواطئ الأوروبية عبر بلده».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا انفجارات زليتن أعادت مطالبة الليبيين بإخلاء المناطق السكنية من التشكيلات المسلحة (أ.ف.ب)

انفجارات ضخمة تهز مدينة زليتن الساحلية الليبية

هزّت انفجارات ضخمة متتالية مدينة زليتن الساحلية بغرب ليبيا إثر انفجار مخزن للذخيرة تمتلكه ميليشيا «كتيبة العيان» بمنطقة كادوش، وسط تضارب الروايات.

جمال جوهر (القاهرة)

مسؤولون مصريون يواجهون «الغلاء» بجولات مفاجئة على الأسواق

وزير التموين خلال جولته في الإسكندرية (وزارة التموين)
وزير التموين خلال جولته في الإسكندرية (وزارة التموين)
TT

مسؤولون مصريون يواجهون «الغلاء» بجولات مفاجئة على الأسواق

وزير التموين خلال جولته في الإسكندرية (وزارة التموين)
وزير التموين خلال جولته في الإسكندرية (وزارة التموين)

يواصل مسؤولون مصريون جولاتهم المفاجئة داخل الأسواق للتأكد من توافر السلع بـ«أسعار مناسبة»، عقب زيادة أسعار الوقود بنسب تراوحت ما بين 10 و15 في المائة، وسط مخاوف متصاعدة بين المواطنين من «موجة غلاء» جديدة.

وبينما جدد وزير التموين والتجارة الداخلية المصري، شريف فاروق، خلال جولة له في الإسكندرية، اليوم (السبت)، «تأكيده التزام الدولة بثبات سعر الخبز المدعم من دون تغيير مع تحمل الدولة فارق الزيادة»، باشر عدد من المحافظين جولاتهم الميدانية للتأكد من «تطبيق التعريفات الجديدة في المواصلات، وتوافر السلع وأسعارها بالمجمعات الاستهلاكية، مع التأكيد على بيع الخبز المدعم للمواطنين بـ20 قرشاً».

ومطلع يونيو (حزيران) الماضي، رفعت الحكومة المصرية للمرة الأولى منذ 36 عاماً، سعر رغيف الخبز المدعم إلى 20 قرشاً للرغيف، بدلاً من 5 قروش (الجنيه يساوي 100 قرش، بينما يعادل الجنيه 0.021 دولار أميركي).

محافظ القاهرة خلال متابعة تطبيق التعريفة الجديدة للمواصلات (محافظة القاهرة)

وقدمت عضوة مجلس النواب المصري (البرلمان)، النائبة راوية مختار، سؤالاً برلمانياً إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير البترول حول تأثير قرار رفع أسعار الوقود على السلع خلال الفترة المقبلة، مؤكدة أن القرار سيؤدي حتماً إلى «زيادة الأسعار» في الأيام المقبلة، بما يشكل عبئاً على المواطن، ويخالف تعهدات الحكومة بالتخفيف عن المواطن.

وأعلنت الحكومة المصرية، الخميس الماضي، زيادة أسعار أنواع الوقود. ووفقاً لما نقلته الجريدة الرسمية عن وزارة البترول، فقد جرت زيادة أسعار بنزين 80 بسعر 12.25 جنيه (0.25 دولار)، وبنزين 92 بسعر 13.75 جنيه، وبنزين 95 بسعر 15 جنيهاً. أما السولار، وهو أحد أكثر أنواع الوقود استخداماً، فشهد زيادة أكبر؛ إذ تقرر رفع سعره إلى 11.50 جنيه (0.24 دولار) من 10 جنيهات.

وبحسب الخبير الاقتصادي المصري، الدكتور كريم العمدة، فإن «رفع الحكومة لسعر السولار الأكثر استخداماً في سيارات النقل ومركبات الأجرة سيؤدي حتماً إلى زيادة الأسعار بنسب متفاوتة»، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «التحركات الحكومية من أجل ضبط الأسواق يجب أن تكون أكثر صرامة لضمان عدم استغلال نسب زيادة الوقود في رفع الأسعار بصورة مبالغ فيها»، مضيفاً أن «ارتفاع تكلفة النقل سيؤدي بالتبعية إلى زيادة أسعار السلع بنسب ثابتة، بافتراض ثبات باقي العوامل الأخرى المؤثرة في عملية التسعير».

محافظ الجيزة في جولة تفقدية بأحد الأسواق (محافظة الجيزة)

لكن عضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، النائب محمود أبو الخير، يرى أن نسب الزيادة ستكون ذات تأثير محدود على المواطنين «حال نجاح الأجهزة الرقابية في متابعة دورها، ليس فقط على أسعار السلع؛ لكن أيضاً على وسائل النقل وغيرها من الأمور»، لافتاً إلى أن «تحركات المحافظين والوزراء والمسؤولين على الأرض تعكس بوضوح وجود جدية حكومية في هذا الأمر».

وقال أبو الخير لـ«الشرق الأوسط»، إن «جولات المسؤولين المصريين قد تحد من استغلال بعض التجار، الذين يسعون لتحقيق مكاسب إضافية، فور الإعلان عن أي زيادات سعرية»، مشيداً بـ«سرعة التحرك الحكومي لضبط الأسواق وتجنب حدوث مشكلات في توافر بعض السلع».

مسؤولون مصريون يتابعون العمل داخل إحدى محطات الوقود عقب زيادة أسعار البنزين والسولار (الشرق الأوسط)

ومنذ بدء برنامج «الإصلاح الاقتصادي» بمصر مع صندوق النقد الدولي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، اتبعت الحكومة المصرية «إجراءات تقشفية»، على رأسها «تقليل دعم الوقود والكهرباء والمياه بشكل تدريجي»، بحسب مراقبين.

وأكد رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الأربعاء الماضي، «رفع أسعار عدة خدمات حتى نهاية العام المقبل بشكل تدريجي». لكن مدبولي تعهد العمل على «ضبط الأسعار» من خلال «ضخ كميات إضافية من السلع، مما يحقق وفرة في العرض، وبالتالي تحقيق انخفاض في السعر».

وعودة إلى النائب أبو الخير، فقد أكد «أهمية الاستمرار في المتابعة الميدانية لضمان توافر السلع، مع وجود احتياطي استراتيجي منها يكفي لفترات أطول»، لافتاً إلى «ضرورة تفعيل أدوات الرقابة والمحاسبة للمخالفين، الذين يقومون بتخزين السلع لمحاولة احتكارها من أجل زيادة سعرها».