«داخلية مصر» تنفي «مزاعم» سرقة أجنبي بمطار القاهرة

بعد انتشار مقطع فيديو على «السوشيال ميديا»

مطار القاهرة الدولي من الخارج (وزارة الطيران)
مطار القاهرة الدولي من الخارج (وزارة الطيران)
TT

«داخلية مصر» تنفي «مزاعم» سرقة أجنبي بمطار القاهرة

مطار القاهرة الدولي من الخارج (وزارة الطيران)
مطار القاهرة الدولي من الخارج (وزارة الطيران)

بعد أيام من تداول مقطع فيديو لمواطن يحمل إحدى الجنسيات الأوروبية من أصل مصري، يزعم «سرقة أمواله خلال مغادرته مطار القاهرة الدولي في 16 مايو (أيار) الحالي خلال عودته إلى سويسرا». نفت وزارة الداخلية المصرية تلك الادعاءات، عبر مقطع فيديو نشرته عبر حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، الأربعاء. وأكدت «اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المسافر الأجنبي الذي غادر البلاد بالفعل».

وكان مسافر من أصل مصري، يحمل الجنسية السويسرية، قد ادعى في فيديو نشره عبر «يوتيوب»، «قيام مسؤولين في مطار القاهرة باستبدال عملة مصرية بالمبلغ المالي الموجود بحوزته، وذلك خلال عملية مراجعة للمبلغ الذي بحوزته، وكان في طريقه للخروج به من البلاد». واتهم المسؤولين المصريين بـ«استبدال الجنيه المصري باليورو الذي بحوزته».

كما قال في الفيديو الذي لاقى انتشاراً كبيراً على منصة «يوتيوب»، إن «المسؤولين أخبروه بأن الحد الأقصى لحمل الأموال النقدية والخروج بها من البلاد يُقدر بـ9 آلاف يورو، وأنه فوجئ بعد إحصاء النقود في الماكينة المخصصة للأموال بالمطار، بأن ما تسلّمه من رزمة مالية على جانبها 100 يورو، و50 يورو من الجهة الأخرى، بينما وُضعت العملة المصرية بدلاً من اليورو الذي كان بحوزته».

مشهد من داخل مطار القاهرة الدولي (وزارة الطيران)

لكن «الداخلية المصرية» نشرت مقطع فيديو موثقاً للراكب السويسري خلال وجوده في المطار، وجميع الإجراءات التي جرت معه منذ وصوله المطار حتى ركوب الطائرة، وأظهرت اللقطات، بحسب «الداخلية»، «عدم حدوث أي استبدال للمبلغ الذي كان بحوزته، بالإضافة إلى مراجعته النقود في المطار قبل الصعود للطائرة».

https://x.com/moiegy/status/1793012053302448322

وأكدت وزارة الداخلية المصرية اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المسافر، قائلة إنه «اختلق الواقعة بغرض إثارة البلبلة بادعائه الكاذب».

وحظي بيان «الداخلية»، الأربعاء، بتفاعل كبير عبر منصات «السوشيال ميديا». ووجّه حساب باسم «عمرو أحمد» على «إكس»، الشكر لـ«الداخلية» على خلفية نشر الفيديو، بوصفه «إجراء يحمل طمأنة».

https://x.com/keshkaah/status/1793026825146282011

ودعا حساب باسم «أحمد الفايد»، على «إكس»، إلى «مقاضاة المسافر». وطالب حساب باسم «محمد منصور» عبر «إكس» بـ«عدم تصديق أي ادعاءات تنشر».

https://x.com/mimimansour47/status/1793227199669026970

قال آخرون إن «رد (الداخلية) لم يفند ما تحدث به المسافر في الفيديو المصور».

وعدّ الخبير الإعلامي المصري، خالد البرماوي، أن رد فعل «الداخلية» في نشر توثيق لجميع الإجراءات التي جرت مع المسافر، وتوضيحها بالفيديو من خلال كاميرات المراقبة في المطار، «أمر جيد ومناسب للوسيلة التي استخدمها المسافر في عرض ادعاءاته»، مؤكداً أن عرض الرد بـ«الدليل القاطع» يعكس استراتيجية مختلفة يتمنى استمرارها.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن إصدار رد مدعوم بأدلة وفيديوهات بالتوقيتات واللقطات، أمر أكثر تأثيراً في الرأي العام من مجرد إصدار بيانات رسمية فحسب تشرح الواقعة وتنفيها، لافتاً إلى أن «تفاعل الجمهور مع الفيديوهات ولقطات التوثيق يجعلهم أكثر اقتناعاً بالرد الرسمي».


مقالات ذات صلة

سحب رخص 16 شركة سياحة مصرية بتهمة «التحايل» لتسفير الحجاج

شمال افريقيا رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال اجتماع «خلية أزمة الحجاج» المصريين (صفحة رئاسة مجلس الوزراء عبر فيسبوك)

سحب رخص 16 شركة سياحة مصرية بتهمة «التحايل» لتسفير الحجاج

كلّف رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، السبت، بسحب رخص 16 شركة سياحة وإحالة مسؤوليها على النيابة العامة بتهمة «التحايل» لتسفير الحجاج بصورة غير نظامية

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا نازحون سودانيون بمعبر قسطل المصري (الشرق الأوسط)

سودانيون في مصر يثيرون أزمة بخرائط لـ«حلايب وشلاتين»

أثارت خرائط رفعها سودانيون لبلادهم، في مدن مصرية، تضم مثلث «حلايب وشلاتين» جدلاً واسعاً خلال الأيام الماضية، ما دفع السلطات المصرية لاتخاذ إجراءات بترحيل أحدهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا القس دوماديوس حبيب إبراهيم (صفحته بـ«فيسبوك»)

إيقاف الكنيسة المصرية قساً زار إيران يثير تساؤلات

قررت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر إيقاف أحد القساوسة، بعد زيارته لإيران، واصفةً تصرفاته بـ«المثيرة للجدل».

محمد عجم (القاهرة)
شمال افريقيا أبراج وفنادق ومكاتب شركات على نهر النيل في العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

القاهرة تدعو للتعامل مع قضايا اللجوء من منظور «إنساني وتنموي»

دعت مصر بمناسبة «اليوم العالمي للاجئين» إلى «أهمية معالجة قضايا اللجوء من منظور شامل يجمع بين البعدين الإنساني والتنموي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا أحد الميادين في مصر (مجلس الوزراء المصري)

مصر: «تحديات» تواجه مشاورات «التشكيل الوزاري» الجديد

نفى مصدر حكومي مصري، الخميس، «ما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام عن إعلان الحكومة الجديدة خلال ساعات».

أحمد إمبابي (القاهرة)

لجنة أفريقية برئاسة موسفيني لجمع البرهان و«حميدتي»

الرئيس موسفيني لدى استقباله البرهان بعنتيبي في سبتمبر 2023 (موقع الرئيس الأوغندي على إكس)
الرئيس موسفيني لدى استقباله البرهان بعنتيبي في سبتمبر 2023 (موقع الرئيس الأوغندي على إكس)
TT

لجنة أفريقية برئاسة موسفيني لجمع البرهان و«حميدتي»

الرئيس موسفيني لدى استقباله البرهان بعنتيبي في سبتمبر 2023 (موقع الرئيس الأوغندي على إكس)
الرئيس موسفيني لدى استقباله البرهان بعنتيبي في سبتمبر 2023 (موقع الرئيس الأوغندي على إكس)

يتجه الاتحاد الأفريقي إلى تشكيل لجنة رئاسية، يقودها الرئيس الأوغندي، يوري موسفيني، وعضوية عدد من رؤساء وقادة الدول، لتسهيل اللقاءات المباشرة بين قادة القوات المسلحة السودانية و«قوات الدعم السريع»، «في أقصر وقت ممكن»، وفق بيان له شدد فيه على وقف إطلاق النار من دون قيد أو شرط.

وترأس موسفيني، رئيس المجلس للشهر الحالي، ليل الجمعة - السبت اجتماعاً افتراضياً لرؤساء دول وحكومات الدول الأفريقية ناقش الصراع في السودان، والتنسيق بين الشركاء الإقليميين والدوليين لتحقيق السلام والاستقرار للشعب السوداني.

ودعا بيان الاتحاد رئيس مجلس السيادة الانتقالي، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، وقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) إلى الاجتماع تحت رعاية الاتحاد الأفريقي و«الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية» (إيغاد) من دون مزيد من التأخير.

وشدد الاتحاد الأفريقي على أنه لا يمكن التوصل إلى وقف إطلاق نار مقبول، إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الجهات الفاعلة الرئيسية في الحرب.

موسفيني مستقبلاً حميدتي في عنتيبي ديسمبر 2023 (موقع قائد الدعم السريع على منصة إكس)

وجدد التأكيد على التزامه المستمر باحترام سيادة السودان، وتطلعات شعبه المشروعة في استعادة النظام الدستوري من خلال حكومة ديمقراطية شاملة بقيادة مدنية.

واقترح المجلس عقد قمة استثنائية للاتحاد الأفريقي للنظر في الوضع بالسودان، بعد التشاور مع رئيس الاتحاد لتحديد موعد ومكان انعقاد القمة.

إضافة إلى ذلك، أدان مجلس السلم والأمن الأفريقي بشدة الحرب الدائرة في السودان والانتهاكات المصاحبة لها، وطالب الأطراف المتحاربة «قوات الدعم السريع» والقوات المسلحة السودانية، بوقف القتال فوراً دون قيد أو شرط، والعودة إلى المفاوضات لإنهاء معاناة الشعب السوداني.

وأعرب عن «القلق البالغ» إزاء الوضع الإنساني الكارثي غير المسبوق، والقتل العشوائي للمدنيين الأبرياء، والتدمير المتعمد للبنية الأساسية، واستمرار العنف في مناطق مختلفة من السودان.

وحذر المجلس من التداعيات العرقية والطائفية الخطيرة المحتملة للصراع.

آثار الحرب المدمرة في الفاشر حاضرة شمال دارفور (أرشيفية - أ.ف.ب)

وأكد البيان أنه لا يوجد حل عسكري قابل للتطبيق، وأن الحوار الشامل الحقيقي وحده يمكن أن يؤدي إلى حل مستدام للوضع الحالي.

ودعا بقوة الأطراف المتحاربة إلى منح الوصول الإنساني والحماية للعاملين في المجال الإنساني، من أجل تقديم المساعدة الإنسانية الطارئة للسكان المحتاجين، دون تأخير أو شروط مسبقة.

وفي هذا الصدد طالب البيان طرفي القتال الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 2736، برفع الحصار فوراً عن مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

وكلف الاتحاد الأفريقي أجهزته ذات الصلة بالتعاون مع الفريق رفيع المستوى المَعنيّ بالسودان ومنظمة «إيغاد» بمراقبة «الجرائم الشنيعة» المرتكبة في جميع أنحاء السودان لوضع تدابير وقائية، والحد من تكرارها، محذراً من أن «مرتكبيها سيحاسبون»، وأدان جميع أشكال التدخل الخارجي الذي يغذي الصراع، وانتهاك بيانات مجلس السلام والأمن ذات الصلة وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وطالب البيان جميع الجهات الفاعلة، بما في ذلك الدول والكيانات غير الحكومية، بوقف أي دعم عسكري ومالي للأطراف المتحاربة؛ ما يؤدي إلى تفاقم الصراع في السودان.

ووجّه اللجنة الفرعية المعنية بالعقوبات في مجلس السلم والأمن، بالتنسيق مع مفوضية الاتحاد الأفريقي ولجنة أجهزة الاستخبارات والأمن في أفريقيا (CISSA) لتحديد جميع الجهات الخارجية التي تدعم الفصائل المتحاربة عسكرياً ومالياً وسياسياً.

وأكد مجلس السلم والأمن الأفريقي على استمرار أهمية خريطة طريق الاتحاد الأفريقي لحل النزاع في السودان، وفقاً للتدابير التي قدمها رئيس المفوضية، موسى فقي.

شعار الاتحاد الأفريقي خارج مبنى مقر الاتحاد في أديس أبابا إثيوبيا (أرشيفية - رويترز)

وأمّن على عقد عملية الحوار السياسي الشامل المقبلة في السودان في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في الفترة من 10 إلى 15 يوليو (تموز) المقبل، حاثاً جميع الجهات الفاعلة السودانية على دعم الحوار السياسي من أجل التوصل إلى حل دائم.

ورحب البيان بالجهود التي يبذلها رئيس جمهورية جيبوتي ورئيس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية «إيغاد» إسماعيل عمر جيله، في مساعيه الرامية إلى إيجاد حل تفاوضي للأزمة في السودان.

وأعرب عن تقديره الجهود الجارية التي تبذلها مصر لتسهيل الحوار والاجتماع بين الجهات الفاعلة السودانية، المقرر عقده في القاهرة في مطلع الشهر المقبل، لاستكمال الجهود لعقد الحوار الشامل بقيادة الاتحاد الأفريقي ومنظمة «إيغاد».

وكرر تأكيد «قلقه» إزاء انتشار مبادرات الوساطة والسلام، مؤكداً على أهمية تعزيز التنسيق والتكامل بين جهود السلام من خلال التعاون بين الاتحاد الأفريقي و«إيغاد» والدول المجاورة.

وقال السكرتير التنفيذي للهيئة الدولية للتنمية الحكومية «إيغاد» ورقنة قبيهيو: «لا يزال هنالك أمل في التوصل إلى حلي سلمي». وأكد أن «إيغاد» ملتزمة بإيجاد طريق للسلام للسودانيين الذين عانوا بشدة من الحرب الدائرة لأكثر من عام.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2021 جمد الاتحاد الأفريقي عضوية السودان بعد استيلاء قادة الجيش السوداني على السلطة عبر انقلاب عسكري، والإطاحة بالحكومة المدنية الانتقالية.

ووصلت العلاقات إلى قطيعة تامة بين الاتحاد الأفريقي وقادة الجيش السوداني عقب استقبال رئيس المفوضية، موسى فقي، قيادات بارزة في «قوات الدعم السريع».