المحكمة العليا الليبية لـ«النواب»: نشر معلومات غير دقيقة للنيل من القضاء جريمة

في مؤشر على احتمال تفجر مزيد من التوتر بين الجهتين

من جلسة سابقة لمجلس النواب الليبي (موقع المجلس على الإنترنت)
من جلسة سابقة لمجلس النواب الليبي (موقع المجلس على الإنترنت)
TT

المحكمة العليا الليبية لـ«النواب»: نشر معلومات غير دقيقة للنيل من القضاء جريمة

من جلسة سابقة لمجلس النواب الليبي (موقع المجلس على الإنترنت)
من جلسة سابقة لمجلس النواب الليبي (موقع المجلس على الإنترنت)

تصاعد الجدل بين المحكمة العليا في ليبيا ومجلس النواب، برئاسة المستشار عقيلة صالح، على نحو يشير إلى تفجر مزيد من التوتر بين الجهتين.

وبشكل علني انتقدت الجمعية العمومية للمحكمة العليا، اليوم (الثلاثاء)، خطاباً سبق أن وجهه مكتب رئاسة مجلس النواب إلى المجلس الأعلى للقضاء، ورأت أنه تضمن «معلومات غير دقيقة، استهدفت النيل من القضاء والمحكمة»، ما عدّته «جريمة يعاقب عليها القانون».

وأخذ التوتر يتصاعد بين الطرفين منذ إقدام مجلس النواب في يونيو (حزيران) 2023 على اختيار رئيس وأعضاء المحكمة الدستورية، وفقاً للقانون رقم 5 لسنة 2023، وهو الأمر الذي رفضه المجلس الأعلى للدولة حينها، وأعلن تمسكه بحكم الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا بعدم دستورية القانون رقم 5 لسنة 2023، بشأن إنشاء المحكمة الدستورية.

وقالت الجمعية العمومية للمحكمة، اليوم (الثلاثاء)، لمجلس النواب، إن كتابكم المؤرخ في 23 يناير (كانون الثاني) الماضي، وصف المحكمة العليا بـ«السابقة»، واتهمها بـ«الانتقائية في نظر الطعون»، وهو ما تمسكت برفضه وانتقاده. وأكدت المحكمة التزامها بمبدأ الفصل بين السلطات، ودعت المشرّع إلى «الحرص على أن تتوافق قوانينه مع أحكام الدستور، وتصحيح ما بها من عيوب دستورية».

كما أشارت المحكمة إلى خطاب رئاسة «النواب»، الذي أورد فيه أن عدد الطعون الدستورية المقدمة «فاق الألف منذ عام 2011، وجرى اختيار أحدثها والنظر فيه، بما يعد تدخلاً في العمل السياسي، وإثارة للرأي العام». غير أن المحكمة نفت الأمر «جملة وتفصيلاً»، وأوضحت أن إجمالي الطعون الدستورية أمامها لم يتجاوز 200 طعن، منذ أن بدأت عملها في عام 1954. وأعربت عن «أسفها واستغرابها الشديدين» للغة خطاب مجلس النواب، مشيرة إلى أنه «احتوى على مغالطات، وخرج عن قواعد المشروعية».

كما نوهت المحكمة بأن استقلال القضاء «أعز مقدسات الأمة وأسماها، ودون قضاء مستقل لا يعرف الخوف، ويسمو عن المناكفات، تفقد حقوق المواطنين الحماية اللازمة، وتصبح نصوص القانون مجرد شعارات جوفاء»، وانتهت قائلة: إن قضاة هذه المحكمة «قادرون -بعون الله - وبالحق على الدفاع عن استقلال القضاء».

في شأن مختلف، أصدرت محكمة استئناف بنغازي، اليوم (الثلاثاء)، حكماً بوقف قرار حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، الذي سبق أن أصدرته بإعادة تشكيل مجلس إدارة «صندوق ليبيا للمساعدات والتنمية».

وقضت المحكمة بحسب ما نشرته حكومة «الاستقرار»، برئاسة أسامة حماد، اليوم (الثلاثاء) في شقها المستعجل، بإيقاف تنفيذ القرار المطعون فيه إلى حين الفصل في الموضوع.

وكان حماد قد تقدّم بطعن في قرار إعادة تشكيل مجلس «صندوق ليبيا للمساعدات والتنمية»، علماً بأنه سبق أن أعاد الدبيبة العام الماضي تشكيل مجلس إدارة الصندوق، برئاسة عبد السلام أبو زويدة.


مقالات ذات صلة

شمال افريقيا دوريات أمنية في مدينة الجميل (قوة المديريات)

اشتباكات عنيفة غرب طرابلس... وسكان بلديات يصعّدون بـ«عصيان مدني»

المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان عدّت أن تجدد الاشتباكات بين التشكيلات المسلحة «يُمثل فشلاً كبيراً لحكومة الدبيبة»

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال لقاء سابق مع صالح والمنفي وتكالة (الأعلى للدولة الليبية)

ليبيا: «قضايا خلافية» تعترض اجتماع المنفي وصالح وتكالة بالقاهرة

تأتي الجولة الثانية للقادة الليبيين بالقاهرة - التي لم يتحدد موعدها بعد - وسط خلاف حاد بشأن الميزانية التي أقرها البرلمان لحكومة أسامة حماد

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا عدد من مهاجرين غير نظاميين بعد تحريرهم من عصابة للاتجار بالبشر في جنوب شرق ليبيا (جهاز البحث الجنائي)

«الأوكار السرّية»... مقارٌ للاتجار في المهاجرين بليبيا

داهمت السلطات الأمنية في بنغازي وكراً كان خاضعاً لإحدى عصابات الاتجار في البشر بمدينة الكفرة (جنوب شرق)، وحررت 109 مهاجرين غير نظاميين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مهاجرون غير شرعيين تم احتجازهم في طرابلس (أ.ب)

تحرير أكثر من 100 مهاجر من الأسر جنوب شرقي ليبيا

تحرير ما لا يقل عن 107 مهاجرين، منهم نساء وأطفال، من الأسر في بلدة بجنوب شرقي ليبيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الاعتداءات تدفع «أطباء بلا حدود» إلى الانسحاب من مستشفى حيوي بالسودان

فريق «أطباء بلا حدود» في السودان يستقبل المرضى (أرشيفية - إكس)
فريق «أطباء بلا حدود» في السودان يستقبل المرضى (أرشيفية - إكس)
TT

الاعتداءات تدفع «أطباء بلا حدود» إلى الانسحاب من مستشفى حيوي بالسودان

فريق «أطباء بلا حدود» في السودان يستقبل المرضى (أرشيفية - إكس)
فريق «أطباء بلا حدود» في السودان يستقبل المرضى (أرشيفية - إكس)

انسحبت الطواقم الطبية التابعة لمنظمة «أطباء بلا حدود» من مستشفى ود مدني الواقع بعاصمة ولاية الجزيرة (وسط السودان) الذي يخدم مئات الآلاف من المرضى في الولاية التي تسيطر عليها «قوات الدعم السريع»، في حين خرج 15 من المستشفيات العامة والخاصة في البلاد من الخدمة كلياً.

وأعلنت المنظمة الطبية في بيان (الخميس)، تعليق العمل بالمستشفى وسحب جميع موظفيه. وقالت: «كان هذا المستشفى الوحيد الذي يقدم الخدمة العلاجية لمئات الآلاف من الأشخاص الذين هم في أمسّ الحاجة إلى المساعدة الطبية في عاصمة الولاية».

وأضافت أن فرقها الطبية بالمستشفى «واجهت خلال الأشهر الثلاثة الماضية حوادث أمنية متكررة، ويشمل ذلك النهب وسرقة المركبات».

وطالبت «أطباء بلا حدود» الأطراف المتحاربة في السودان بالتوقف عن انتهاك المرافق الصحية وضمان سلامة الكوادر الطبية.

ويغطي «مستشفى ود مدني» الذي يعد الأكبر، الخدمات العلاجية في كامل الولاية، حيث كان يقصده آلاف المرضى يومياً، لتلقي العمليات الجراحية وغسيل الكلى.

ووفق أحدث تقرير لـ«نقابة أطباء السودان»، (مستقلة)، عن الوضع الصحي في الجزيرة، الأحد الماضي، فإنه «تمت سرقة أجهزة التنفس الاصطناعي من قسم العناية المكثفة وأجهزة عملية قسم العظام، وتم ترحيل جزء منها بواسطة (الدعم السريع) إلى العاصمة الخرطوم».

وقالت النقابة «إن هناك شحاً في الإمداد الدوائي في أدوية الأمراض المزمنة خصوصاً فرط ضغط الدم ودواء السكري».

وأشار التقرير إلى أن «المخزون الدوائي نُهب من المستشفيات والصيدليات الحكومية والخاصة والصندوق القومي للإمدادات الطبية».

واتهمت النقابة السلطات العسكرية بمنع وصول الإمدادات الطبية من مدينة بورتسودان (شرق البلاد) إلى مدينة ود مدني عاصمة الولاية، كما أنها تتعرض للنهب داخل الولاية من «قوات الدعم السريع».

وأدت هذه التداعيات إلى تأثر كبير في عمل المستشفى الذي يعمل بدعم مباشر من منظمة «أطباء بلا حدود»، وعلى وجه الخصوص أقسام الجهاز الهضمي والجراحة بعد قصف عشوائي من طيران الجيش السوداني.

وأثَّر عدم استقرار التيار الكهربائي في عمل المستشفيات وكذلك انقطاع المياه، مما زاد من معاناة المرضى.

وأُعيد تشغيل المستشفيات العامة في محافظات ولاية الجزيرة بعد أشهر من سيطرة «الدعم السريع» على الولاية، بمساهمة من منظمة «أطباء بلا حدود»، لكنَّ المستشفيات ظلت تعاني نقصاً كبيراً في الأدوية والإمدادات الطبية والكهرباء.

وتوقعت مصادر طبية تحدثت إلى «الشرق الأوسط» تفاقم الأوضاع الصحية بالولاية، إذ كانت «أطباء بلا حدود» تساعد على «تغطية الحد الأدنى من الخدمات بالولاية».

وأضافت أن «مئات الآلاف من المواطنين العالقين في بلدات وقرى الجزيرة يواجهون صعوبات في الوصول إلى المرافق الطبية العامة في المدن الكبيرة لتلقي العلاج، مما يضطر بعضهم للسفر إلى الولايات خارج (حزام الحرب) في ولايات شرق البلاد».

وقال طبيب طلب عدم ذكر اسمه ويعمل في مستشفى وسطي بولاية الجزيرة، إن «العدد المحدود من المستشفيات العاملة في الجزيرة لا تتوفر فيها أبسط الإمكانات الطبية لاستقبال وعلاج الحالات المتزايدة في الإصابة بالذخيرة الحية جراء الاحتكاكات التي تحدث بين الأهالي و(الدعم السريع)».

وأشار إلى «حدوث كثير من الوفيات وسط المصابين بسبب نقص تقديم العلاجات الطارئة». موضحاً أن «وصول الأدوية إلى المرافق الصحية بما في ذلك المراكز الطبية الصغيرة في البلدات يشكل التحدي الأكبر في تقديم العلاج للمرضى».

وحذرت المصادر الطبية من «تردي الوضع الصحي أكثر خلال الأشهر المقبلة، مع دخول موسم الخريف الذي تتفشى فيه الأمراض المستوطنة، وعلى وجه الخصوص مرض (الملاريا) مع بدء الموسم الزراعي».


ليبيون يتساءلون عن دلالات لقاء نجل حفتر بمسؤولين روس في موسكو

خالد حفتر يستقبل نائب وزير الدفاع الروسي يفكيروف في بنغازي خلال لقاء سابق (القيادة العامة)
خالد حفتر يستقبل نائب وزير الدفاع الروسي يفكيروف في بنغازي خلال لقاء سابق (القيادة العامة)
TT

ليبيون يتساءلون عن دلالات لقاء نجل حفتر بمسؤولين روس في موسكو

خالد حفتر يستقبل نائب وزير الدفاع الروسي يفكيروف في بنغازي خلال لقاء سابق (القيادة العامة)
خالد حفتر يستقبل نائب وزير الدفاع الروسي يفكيروف في بنغازي خلال لقاء سابق (القيادة العامة)

طرحت الزيارة التي أجراها اللواء خالد، نجل المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي، إلى موسكو، العديد من التساؤلات داخل ليبيا، في وقت تواصل فيه الدبلوماسية البريطانية في ليبيا تكثيف جهودها لجهة دعم حل الأزمة السياسية.

وأعلنت السفارة الروسية في ليبيا في وقت مبكر، اليوم الخميس، أن الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية لشؤون الشرق الأوسط ودول أفريقيا نائب وزير الخارجية الروسي، مخائيل بوغدانوف، استقبل اللواء خالد حفتر، دون أن تذكر أي تفاصيل عن مكان اللقاء، لكنها قالت إنه «ركز بشكل رئيسي على مهمة توحيد جميع القوى السياسية والإقليمية الوطنية، بما يخدم ضمان وحدة ليبيا وسلامتها الإقليمية وسيادتها»، لافتة إلى أن بوغدانوف وخالد حفتر «تبادلا وجهات النظر حول قضايا حل الأزمة العسكرية والسياسية في ليبيا».

ويشغل خالد منصب رئيس أركان الوحدات الأمنية بـ«الجيش الوطني»، لكن ذلك لم يضع حداً لتساؤلات سياسيين عديدين، ولا سيما في غرب ليبيا، عن «مدى خبرته التي تؤهله للتباحث مع أجهزة روسية باسم الجيش الليبي».

وينظر ليبيون إلى خالد حفتر على أنه المكلف منذ فترة قريبة من قِبل أبيه بملف الوجود الروسي في البلاد؛ إذ سبق له استقبال نائب وزير الدفاع الروسي، يونس بك يفكيروف والوفد المُرافق له بالمطار خلال زيارته لبنغازي، في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وأمام الجدل الذي أثارته الزيارة، قلل مسؤول ليبي بشرق ليبيا من وقع ذلك، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة اللواء خالد وبعض القيادات العسكرية بـ«الجيش الوطني» إلى موسكو، «جاءت للمشاركة في احتفالات عيد النصر»، لافتاً إلى أن اللقاء كان بمقر وزارة الخارجية الروسية، حيث التقى هناك بمسؤولين آخرين.

ودافع المسؤول الليبي عن نجل حفتر، وقال إنه «قيادة كبيرة بالجيش، ولديه الخبرات الكافية التي تؤهله لتمثيل القيادة العامة في المحافل الدولية»، ورأى أن الانقسام السياسي في ليبيا «يفتح الباب لتشويه الكثير من الرموز والقيادات».

الكبير مستقبلاً السفير البريطاني في المصرف المركزي بطرابلس (المصرف المركزي)

في سياق مختلف، وعلى وقع خلافه مع حكومة «الوحدة» الوطنية المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، التقى محافظ المصرف الليبي المركزي، الصديق الكبير، مارتن لونغدين سفير المملكة المتحدة لدى ليبيا، وتباحثا حول عديد الموضوعات الاقتصادية والسياسية.

وقال المصرف، اليوم الخميس، إن الاجتماع تناول جملة من الموضوعات، منها مسار عملية «توحيد المصرف المركزي»، و«سحب فئة 50 ديناراً (المزورة) من التداول»، بالإضافة إلى قرار فرض الرسم على مبيعات النقد الأجنبي، وإقرار ميزانية موحدة، ومبادلة المحروقات، ومعالجة بند الدعم».

ونقل المصرف المركزي عن لونغدين «دعم حكومة بلاده لجهود المصرف المركزي في المحافظة على الاستدامة المالية»، بالإضافة إلى «إشادته بدوره في المحافظة على استقرار الدولة».

ولوحظ أن السفير البريطاني يسعى لتكثيف جهوده منذ توليه مهامه في ليبيا؛ إذ سبق أن التقى عدداً من المسؤولين الليبيين خلال الأيام الماضية، إلى جانب مباحثات أجراها مع وزيرة الدولة لشؤون المرأة بحكومة «الوحدة»، حورية الطرمال، حول سبل تعزيز التعاون مع بريطانيا في المجالات التي تخص المرأة.

الدبيبة يلتقي السفير البريطاني (حكومة الوحدة)

وكان الدبيبة ناقش، مساء الأربعاء، مع السفير البريطاني التعاون بين البلدين في عدد من الملفات. ووجه الدبيبة بضرورة التواصل بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والسفارة البريطانية؛ للاستفادة من الجامعات الإنجليزية في برامج الدراسات العليا والبحث العلمي، وخلق تعاون علمي بين الجامعات الليبية والبريطانية.

من جهة ثانية، وعلى خلفية فتور في العلاقات خلال الأشهر الماضية، وجه محافظ المصرف المركزي دعوة إلى المجلس الرئاسي كاملاً إلى عقد جلسة ودية بديوان المركزي بالعاصمة طرابلس.

وظهر محمد المنفي، رئيس المجلس، ونائباه موسى الكوني وعبد الله اللافي بالزّي الشعبي، في اجتماع لم يعقد منذ تعقّد الأمور على خلفية اصطفاف الكبير إلى جبهة شرق ليبيا، ومطالبته بفرض ضريبة على العملات الأجنبية.

الكبير(يمين) بينما يتوسط المنفي الكوني واللافي (الشرق الأوسط)

سياسياً، وفيما أكد رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، في تصريحات صحافية أن مجلسه على تواصل مع المجلس الأعلى للدولة بشأن الاتفاق على آلية تشكيل «حكومة موحدة»، عقد أعضاء لجنة متابعة نتائج «لقاء تونس» بين مجلسي النواب و«الدولة»، اجتماعاً في طرابلس، الأربعاء.

واستهدف الاجتماع، الذي ضم ممثلي «الحراك الوطني بمناطق عدة بغرب ليبيا»، التشاور والتنسيق حول عدة قضايا، من بينها عقد لقاء مشترك للمجلسين؛ لاتخاذ خطوات عملية في اتجاه إعادة تشكيل «حكومة جديدة»، لتوحيد المؤسسات والإعداد للانتخابات.

تكالة مستقبلاً بن قدارة رئيس مؤسسة النفط الليبية (المجلس الأعلى للدولة)

وأكد المجتمعون، وفق عضو المجلس الأعلى للدولة أبو القاسم قزيط، لـ«الشرق الأوسط»، «دعم حل ليبي - ليبي» عبر المؤسسات الرسمية المتمثلة في المجلسين، والتأكيد على ضرورة الإسراع في اتخاذ خطوات عملية باتجاه توحيد تنفيذ الاستحقاق الانتخابي، وفق القوانين المنجزة من قبل لجنة (6+6).

وانتهى المجتمعون إلى دعمهم للقاء المجلسين المتوقع عقده قبل نهاية مايو (أيار) الجاري، مع مطالبتهما بدراسة الدعوات المقدمة من مدن ليبية عدة، تريد عقد الاجتماع بها، وتحديد ذلك سريعاً.

في شأن مختلف، قال المجلس الأعلى للدولة إن رئيسه محمد تكالة، التقى رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، فرحات بن قدارة، بمقر المجلس؛ بهدف بحث خطط المؤسسة المستقبلية لتنمية القطاع.

وقال المجلس، في بيان، إن بن قدارة أطلع تكالة على خطط وبرامج المؤسسة الوطنية للنفط لتحسين وزيادة الإنتاج من النفط والغاز، والخطوات المتخذة لتطوير حقول النفط والغاز، ومن ضمنها حقل (NC7)، كما تمت مناقشة وضع مصفاة (راس لانوف)، وبحث ملف الطاقات المتجددة للحد من استهلاك النفط والغاز في توليد الكهرباء.


رغم هطول الأمطار... المغرب ما زال يعيش أزمة جفاف

آثار الجفاف واضحة على أحد الحقول الزراعية الواقعة ضواحي مراكش (أ.ف.ب)
آثار الجفاف واضحة على أحد الحقول الزراعية الواقعة ضواحي مراكش (أ.ف.ب)
TT

رغم هطول الأمطار... المغرب ما زال يعيش أزمة جفاف

آثار الجفاف واضحة على أحد الحقول الزراعية الواقعة ضواحي مراكش (أ.ف.ب)
آثار الجفاف واضحة على أحد الحقول الزراعية الواقعة ضواحي مراكش (أ.ف.ب)

أنعش هطول الأمطار في المغرب خلال الأسابيع الأخيرة مخزون السدود من المياه في أنحاء البلاد بعد سنوات متواصلة من الجفاف وقلة التساقطات، غير أنها طرحت في الوقت نفسه تساؤلات حول مؤهلات المغرب على صعيد السدود، وسياسة الحكومة في التعامل مع المخزون المائي المتوافر حالياً؛ لأنه على الرغم من هطول الأمطار بغزارة مؤخراً، فإن المغرب ما زال يعيش أزمة جفاف، بحسب عدد من المراقبين.

وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات السيد محمد صديقي وعد بإيجاد حلول للحد من استنزاف المياه (الشرق الأوسط)

وقال سعيد الشكري، المستشار في قضايا البيئة والتغيرات المناخية، إن السدود المغربية أدت واجبها فيما يخص القطاع الزراعي، لكن على الرغم من احتفاظها بالمياه، فإنها ما زالت تعاني التبخر والتوحل، أو ترسب المواد الصلبة داخلها؛ مما يقلل من سعتها التخزينية. وأضاف الشكري في حديثه لـ«وكالة أنباء العالم العربي» موضحاً أن «السدود تفيد كثيراً من ناحية مياه الشرب، ولولاها لعانى المغرب العطش بشكل كبير. لكن في المقابل، فهذه السدود لها سلبيات، تكمن في التوحل بسبب سوء تدبير المناطق الجبلية المحيطة بها... وهذا ينتج من إشكالية استنزاف الغابات والغطاء النباتي بشكل عام».

صورة تبيّن حجم الجفاف الذي ضرب أجزاء كبيرة من الأراضي الزراعية بالمغرب (إ.ب.أ)

ويرى الشكري أن السدود أنقذت المغرب من فترات طويلة من الجفاف، قائلاً إن المغرب كاد في العام الحالي أن يقع في «معضلة عطش كبيرة لولا هطول الأمطار الأخير». مشيراً إلى أن «المغرب باستطاعته توفير 20 مليار متر مكعب في السنة، حسب الإمكانات المتوفرة ونسبة التساقطات المطرية أيضاً. والمواطنون في حاجة إلى ما بين 1.7 مليار متر مكعب وملياري متر مكعب، وبالتالي إذا كنا في حاجة إلى هذه السدود من أجل توفير مياه الشرب فسنكون في حاجة إلى ما يناهز عشرة في المائة فقط من مخزون السدود في المغرب. وبالتالي، فإن ما يجب التفكير فيه هو السدود التّلية الصغرى أكثر من الكبرى؛ لأن السدود التلية اليوم أضحت لها أهمية لأنها تساهم في تغذية الفرشة المائية».

بسبب تواصل سنوات الجفاف بالمغرب اضطر الفلاحون إلى تقنين عمليات السقي (أ.ف.ب)

وتشيّد السدود التّلية بالأساس في الوديان، وتكون بحاجز ترابي فقط للتقليل من جريان المياه وتغيير اتجاهها، بعكس السدود ذات السعة الأكبر، التي تشيد بحواجز إسمنتية، وتبنى عادة في المناطق الريفية لتلبية احتياجات الزراعة ومياه الشرب، كما يمكن الاستفادة منها في تنظيم تدفق المياه وتوفير مصادر مياه مستدامة. ووفقاً لمستشار قضايا البيئة والتغيرات المناخية، وصل سد ابن بطوطة في مدينة طنجة (شمال) إلى «الشيخوخة»، أي أن درجة التوحل بلغت فيه مستويات عالية جداً. وقال بهذا الخصوص: «يجب الإكثار من السدود التّلية، والعمل على توسيع نطاق توعية المواطنين بأهمية الحفاظ على الماء، خاصة السكان المجاورين لهذه السدود؛ لأن بعض سكان المناطق والقرى المجاورة للسدود يقومون بأنشطة تؤثر سلباً في مياه السد، كقطع الأشجار الذي يتسبب في نسبة كبيرة من التوحل».

* ارتفاع احتياطي السدود

أدى هطول الأمطار الوفير خلال الأسابيع القليلة الماضية في المغرب إلى ارتفاع احتياطي السدود من المياه إلى 100 في المائة في بعضها. وجاء في بيان لوزارة التجهيز والماء أن نسبة ملء السدود بلغت نحو 4.4 مليار متر مكعب، وسجلت خمسة سدود طاقتها القصوى. غير أن محمد بنعطا، منسق التجمع البيئي في شمال المغرب، يرى أنه على الرغم من هطول الأمطار بغزارة في الآونة الأخيرة، فإن المغرب ما زال يعيش أزمة جفاف. وقال موضحاً: «يجب على المواطنين وأصحاب القرار أخذ الدروس من فترات الجفاف، التي عاشتها البلاد في السنوات الأخيرة، التي استنزف فيها المخزون المائي للمياه السطحية والجوفية». مضيفاً: «إذا ما قمنا بمقارنة الفترات الأخيرة بسنوات الستينات (من القرن الماضي)... فقد كان بإمكان المغرب توفير 2500 متر مكعب من الماء لكل مواطن، غير أن المواطن اليوم لا يتوفر له حتى 500 متر مكعب من الماء؛ وذلك بسبب انخفاض التساقطات المطرية».

بسبب الجفاف وقلة التساقطات تضطر الكثير من الأسر في القري والبوادي إلى قطع مسافات طويلة للحصول على المياه (رويترز)

وتعتمد الزراعة في المغرب على المياه المخزنة في السدود، وبهذا الخصوص قال بنعطا إنه على الرغم من سنوات الجفاف المتتالية، ما زال المغرب يصدّر الخضراوات والفاكهة في ظروف مناخية صعبة. مبرزاً أن المغرب «أصبح يحقق أرقاماً قياسية في التصدير خلال سنوات الجفاف، وهذا الأمر غير معقول. فبسبب هذه السياسة غير المحكمة في ترشيد الماء، جفت معظم السدود من الماء، وحتى الفرشات المائية الباطنية تعرضت للاستنزاف، ولو عاش المغرب سنة أو سنتين إضافيتين من الجفاف لاضطر المواطن إلى شرب مياه البحر».

والفرشات المائية هي موارد مائية في باطن الأرض، وتنتج من تسرب مياه الأمطار إلى طبقات القشرة الأرضية، أو تلك التي تكونت عبر الأزمنة الغابرة. ولمواجهة مخاطر تراجع كفاءة السدود بسبب العوامل البيئية، تعمل الحكومة المغربية على تطوير استراتيجيات لإدارة المياه، ومنها تحسين كفاءة استخدام المياه، وتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة، والاستثمار في مشاريع تنقية المياه وإعادة تدويرها.

ويملك المغرب 153 سداً كبيراً بسعة إجمالية تبلغ 20 مليار متر مكعب، فضلاً عن 141 سداً صغيراً ومتوسطاً، و15 محطة لتحلية مياه البحر بقدرة إنتاجية تبلغ 192 مليون متر مكعب، بحسب بيانات وزارة التجهيز والماء.


المغرب: لقاء دولي يناقش «دور الدبلوماسية في تخفيف أضرار الكوارث الطبيعية»

أشغال الدورة ركزت على «دور الدبلوماسية التضامنية في تخفيف أضرار الكوارث الطبيعية» (الشرق الأوسط)
أشغال الدورة ركزت على «دور الدبلوماسية التضامنية في تخفيف أضرار الكوارث الطبيعية» (الشرق الأوسط)
TT

المغرب: لقاء دولي يناقش «دور الدبلوماسية في تخفيف أضرار الكوارث الطبيعية»

أشغال الدورة ركزت على «دور الدبلوماسية التضامنية في تخفيف أضرار الكوارث الطبيعية» (الشرق الأوسط)
أشغال الدورة ركزت على «دور الدبلوماسية التضامنية في تخفيف أضرار الكوارث الطبيعية» (الشرق الأوسط)

انطلقت في مدينة الدار البيضاء المغربية، مساء أمس الأربعاء، أعمال الدورة الخامسة للمنتدى العربي للتنمية المجتمعية، المنظم تحت عنوان «دور الدبلوماسية التضامنية في تخفيف أضرار الكوارث الطبيعية»، الذي ينظمه المركز المغربي للتطوع والمواطنة، ومؤسسة «هانس زايدل» الألمانية، تحت إشراف جامعة الدول العربية، ومشاركة ممثلي عدد من الدول العربية ومنظمات المجتمع المدني.

ويتضمن برنامج المنتدى، الذي ينعقد لمدة يومين، مناقشة موضوعات «المجتمع المدني والتطوع في ظل الكوارث الطبيعية»، و«موجبات التطوع والتكافل لرفع آثار الأزمات»، و«دور المجتمع المدني في زمن الكوارث»، و«التوثيق الإعلامي التطوعي في زمن الكوارث»، و«الإعلام في صلب القضايا الإنسانية»، إضافة إلى موضوع «الدبلوماسية التضامنية في زمن الكوارث الطبيعية وتأثيرها على العلاقات الدولية».

ويهدف المنتدى إلى فتح حوار عربي ودولي حول الأبعاد الإنسانية للدبلوماسية التضامنية في تحقيق الكرامة الإنسانية، وتبادل المعرفة والخبرات بين الدول والمنظمات الدولية والمؤسسات ذات الصلة، وتعزيز الوعي العربي والعالمي بأهمية الدبلوماسية التضامنية في التصدي للكوارث.

يُذكر أن اختيار موضوع «دور الدبلوماسية التضامنية في تخفيف أضرار الكوارث الطبيعية»، محوراً رئيسياً لأشغال الدورة الخامسة، جاء انطلاقاً من عدد الكوارث الطبيعية التي شهدتها سنة 2023، والتي خلّفت خسائر بشرية ومادية كبيرة؛ نتيجة وقوع الزلزال في تركيا وسوريا، والفيضانات المدمرة بمدينة درنة الليبية، وما عرفته مؤخراً دول سلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى الزلزال الذي ضرب بقوة منطقة الحوز بالمغرب في التاسع من سبتمبر (أيلول) العام الماضي، حيث مكّنت الإجراءات العاجلة، التي جرى اتخاذها منذ الساعات الأولى بعد الزلزال، والمتمثلة أساساً في التعبئة الوطنية الشاملة والاستثنائية، وتسخير كل الإمكانيات الذاتية للدولة المغربية، كما أن تضامن المجتمع المغربي بكل فئاته، والتطوع التلقائي في إطار التآزر الوطني بين المغاربة، مكّنا المملكة المغربية من تجاوز المحنة بفضل توجيهات العاهل المغربي، الملك محمد السادس.

وتتضمن أعمال النسخة الخامسة من المنتدى مُداخلات وكلمات وزراء في الحكومة المغربية ودبلوماسيين وبرلمانيين، وممثل جامعة الدول العربية، ورؤساء المجالس المنتخَبة والمدير الإقليمي لمؤسسة «هانس زايدل»، بالإضافة إلى سلسلة من الورش التي تتمحور حول مجموعة من الموضوعات ذات الصلة بموضوع الكوارث الطبيعية، التي سيسهم خبراء وباحثون ومختصون يمثلون الدول المشاركة في تبسيط محاورها وأبعادها من زوايا متعددة.


اتهامات لـ«الدعم السريع» بارتكاب «تطهير عرقي» في دارفور

نازحون سودانيون غرب دارفور (أرشيفية - أ.ب)
نازحون سودانيون غرب دارفور (أرشيفية - أ.ب)
TT

اتهامات لـ«الدعم السريع» بارتكاب «تطهير عرقي» في دارفور

نازحون سودانيون غرب دارفور (أرشيفية - أ.ب)
نازحون سودانيون غرب دارفور (أرشيفية - أ.ب)

اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» «قوات الدعم السريع» في السودان بارتكاب «تطهير عرقي»، وعمليات قتل؛ «ما قد يشير إلى أن إبادة جماعية حدثت أو تحدث»، ضدّ جماعة المساليت العرقية الأفريقية في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.

ونشرت المنظمة الحقوقية ومقرها في نيويورك، الخميس، تقريراً من 186 صفحة بعنوان «المساليت لن يعودوا إلى ديارهم: التطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية في الجنينة»، في إشارة إلى ما تتعرض له المجموعة العرقية غير العربية الأبرز في غرب دارفور، والتي تتخذ من مدينة الجنينة عاصمتها التاريخية.

ويوثّق التقرير، وفقاً لـ«هيومن رايتس ووتش» استهداف «(قوات الدعم السريع) مع الميليشيات العربية لأحياء الجنينة التي تسكنها أغلبية من المساليت، في موجات متواصلة من الهجمات خلال العام الماضي في الفترة من أبريل (نيسان) إلى يونيو (حزيران)، وتصاعد الانتهاكات مرة أخرى في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني)».

سوق مدمرة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية دارفور جراء المعارك (أ.ف.ب)

وبحسب التقرير، فإن «الهجمات التي شنّتها (الدعم السريع) والميليشيات المتحالفة معها في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور السودانية (...) أدّت إلى مقتل ما لا يقلّ عن آلاف الأشخاص وتركت مئات الآلاف لاجئين»، مشيراً إلى فرار أكثر من نصف مليون لاجئ من غرب دارفور إلى تشاد بين أبريل وأواخر أكتوبر (تشرين الأول)، 75 في المائة منهم من الجنينة».

وأكدت المنظمة غير الحكومية أن «استهداف المساليت وغيرهم من المجتمعات غير العربية (...) بهدف واضح هو دفعهم إلى مغادرة المنطقة بشكل دائم، يشكّل تطهيراً عرقياً».

إبادة جماعية

ونقل التقرير عن المديرة التنفيذية للمنظمة الحقوقية تيرانا حسن، قولها: «إن السياق الخاص الذي وقعت فيه عمليات القتل الواسعة النطاق يثير أيضاً احتمالاً أن تكون لدى (الدعم السريع) وحلفائها نية تدمير المساليت كلياً أو جزئياً في غرب دارفور على الأقل، ما قد يشير إلى أن إبادة جماعية حدثت أو تحدث هناك».

وأضافت المنظمة في تقريرها أن «احتمال ارتكاب جرائم إبادة جماعية في دارفور يتطلب تحركاً عاجلاً من جميع الحكومات والمؤسسات الدولية لحماية المدنيين، وينبغي لها ضمان التحقيق فيما إذا كانت الوقائع تظهر نيّة محددة من جانب قيادة (الدعم السريع) وحلفائها لتدمير المساليت وغيرهم من المجتمعات العرقية غير العربية في غرب دارفور».

وناشدت حسن «الحكومات والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة التحرك الآن لحماية المدنيين».

وبدأت أعمال العنف في الجنينة بعد تسعة أيام من اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و«الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو (الشهير بحميدتي). وأدّت هذه الحرب إلى سقوط آلاف القتلى بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.

كذلك، دفعت الحرب البلد البالغ عدد سكانه 48 مليون نسمة إلى حافة المجاعة، ودمّرت البنى التحتية المتهالكة أصلاً، وتسبّبت بتشريد أكثر من 8.5 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة.

وبحسب التقرير، فإنّ العنف «بلغ ذروته بمذبحة واسعة النطاق في 15 يونيو، عندما فتحت (الدعم السريع) وحلفاؤها النار على قافلة من المدنيين الذين كانوا يحاولون الفرار ويمتدّ طولها لكيلومترات، برفقة مقاتلين من المساليت».

شهادات مفزعة

وفي نوفمبر، قامت «قوات الدعم السريع»، بحسب التقرير، مجدّداً بـ«استهداف المساليت (...) الذين لجأوا إلى ضاحية أردماتا بالجنينة، واعتقلت رجالاً وأولاداً، وقتلت ما لا يقلّ عن ألف شخص، وفق الأمم المتحدة».

وأورد تقرير المنظمة إفادة فتى يبلغ من العمر 17 عاماً كان شاهداً على مقتل 12 طفلاً و5 بالغين من عدة عائلات.

وقال الفتى، وفقاً للتقرير: «قامت قوتان من (الدعم السريع)... بشدّ الأطفال من ذويهم، وعندما بدأ الآباء بالصراخ، أردتهم قوتان أخريان قتلى بالرصاص، ثم جمعوا الأطفال وأطلقوا النار عليهم. وألقوا جثثهم وأمتعتهم في النهر».

رجل هرب من الاشتباكات في دارفور يجلس خارج ملجئه المؤقت في أدري بتشاد (رويترز)

كذلك، وثّقت «هيومن رايتس ووتش»، من جهة أخرى، قيام المساليت بقتل بعض السكان العرب في دارفور ونهب أحيائهم السكنية، وطلبت من المجتمع الدولي أن «يدعم التحقيقات التي تجريها المحكمة الجنائية الدولية (...) لتمكينها من الاضطلاع بمهمتها في دارفور وفي مختلف أجندتها».

وكانت المحكمة الجنائية الدولية باشرت في 14 يوليو (تموز) تحقيقاً حول جرائم حرب محتملة في دارفور، ولا سيّما أعمال عنف جنسية واستهداف مدنيين استناداً إلى انتمائهم العرقي.


تبون يبشّر الجزائريين بـ«إنجازات كبيرة على مختلف الأصعدة»

الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)
الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)
TT

تبون يبشّر الجزائريين بـ«إنجازات كبيرة على مختلف الأصعدة»

الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)
الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)

أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، مساء أمس (الأربعاء)، رفضه الاستدانة الخارجية، كونها أحد العوامل التي ترهن استقلالية القرار السيادي للدولة، مشدداً على التزام الجزائر الثابت واللامشروط تجاه القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ومبشراً الجزائريين بـ«إنجازات كبيرة على مختلف الأصعدة». وقال تبون بحسب ما أوردته «وكالة الأنباء الألمانية» إن «السيادة الوطنية تصان بالارتكاز على جيش قوي مهاب، واقتصاد متطور»، مشدداً في خطاب ألقاه خلال زيارته مقر وزارة الدفاع الوطني، على أن التأسيس لليوم الوطني للذاكرة (يوافق الثامن من مايو/ أيار) يجسد افتخار الشعب الجزائري بتاريخه المشرف المجيد، ومذكراً في هذه المناسبة بالتضحيات الجسام، التي «قدمها الشعب الجزائري أمام جرائم وهمجية وبربرية الاستعمار الفرنسي الغاشم».

كما أكد تبون أن «التطور الذي تشهده الجزائر أمر ملموس لا ينكره إلا جاحد»، مشيراً إلى أن وتيرة النمو «ستعرف، باستكمال المشروعات الكبرى في آفاق 2027، إنجازات كبيرة على مختلف الأصعدة».

في سياق ذلك، نوه رئيس الجمهورية بالمجهودات التي تقوم بها مختلف وحدات الجيش الوطني الشعبي، كما أشاد بحرص الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، وسهره لضمان الجاهزية القصوى للقوات المسلحة.

من جهة أخرى، استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم (الخميس)، وزير خارجية سلطنة عمان بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي الذي سلمه رسالة خطية من السلطان هيثم بن طارق. وحضر اللقاء الذي عُقد في مقر الرئاسة الجزائرية عن الجانب الجزائري، وزير الخارجية أحمد عطاف، ومدير ديوان رئاسة الجمهورية بوعلام بوعلام.

وأشاد البوسعيدي، في تصريح نقله التلفزيون الجزائري الرسمي، بجودة العلاقات الجزائرية - العمانية في جميع المجالات التي يتم «العمل عليها»، مبدياً تطلعه إلى تعزيزها وتطويرها أكثر بمناسبة اللجنة الثنائية المشتركة التي ستُعقد قريباً.

وكان البوسعيدي أجرى في وقت سابق اليوم مباحثات مع نظيره الجزائري أحمد عطاف.


تونس: إيقاف متهمين بالإرهاب والمخدرات والتهريب

الرئيس التونسي يلتقي وزير الداخلية الليبي ونظيره التونسي قبل أيام لبحث ملفات المعابر والحدود والتهريب (موقع رئاسة الجمهورية)
الرئيس التونسي يلتقي وزير الداخلية الليبي ونظيره التونسي قبل أيام لبحث ملفات المعابر والحدود والتهريب (موقع رئاسة الجمهورية)
TT

تونس: إيقاف متهمين بالإرهاب والمخدرات والتهريب

الرئيس التونسي يلتقي وزير الداخلية الليبي ونظيره التونسي قبل أيام لبحث ملفات المعابر والحدود والتهريب (موقع رئاسة الجمهورية)
الرئيس التونسي يلتقي وزير الداخلية الليبي ونظيره التونسي قبل أيام لبحث ملفات المعابر والحدود والتهريب (موقع رئاسة الجمهورية)

أعلنت مصادر أمنية تونسية عن إيقافات جديدة شملت متهمين بجرائم أمنية خطيرة، بينها «الانتماء إلى تنظيم إرهابي» وإلى «التكفيريين» وشبكات تهريب البشر والسلع والأموال، بما في ذلك تهريب مزيد من المهاجرين القادمين من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء نحو تونس ومنها نحو سواحل جنوب أوروبا.

ونشرت المواقع الرسمية لوزارة الداخلية والإدارة العامة للحرس الوطني والإدارة العامة للأمن الوطني بلاغات عن عمليات قامت بها قوات مختصة أسفرت عن إيقاف أشخاص كانوا محل تفتيش في المحافظات الحدودية مع الجزائر، وبينها محافظة القصرين، حيث أبرز الغابات الجبلية والتي كانت خلال العشرية مسرحاً لعدد كبير العمليات الإرهابية والمواجهات بين قوات الأمن والإرهابيين المسلحين.

تكثيف الرقابة الأمنية في المحافظات الحدودية بين تونس وليبيا والجزائر (صور متداولة)

إيقاف إرهابي «خطير»

وفي هذا السياق، أعلنت المصادر نفسها عن إيقاف متهم رئيسي بالإرهاب في منطقة القصرين، كان محل تفتيش.

وأورد مصدر أمني رفيع لـ«الشرق الأوسط»، أن بعض الموقوفين الجدد بتهم الإرهاب في المحافظات الحدودية التونسية - الجزائرية والليبية أعضاء في «مجموعات صغيرة جداً» كانت تابعة للتنظيمات المسلحة التي نجحت قوات الأمن والجيش الوطني في تفكيكها ما بين 2012 و2015.

لكن ميزة هذه التنظيمات أنها تعتمد على خلايا صغيرة جداً، يسمون الواحدة منها «الزمرة»، وهي تختلف عن التنظيمات «الهرمية» التي يمكن الكشف عن كل عناصرها والقضاء عليهم في وقت وجيز بمجرد إيقاف عدد من القياديين أو المقاتلين.

وبسبب المضايقات الكبيرة التي فرضتها قوات الأمن على كل المشتبه بانتمائهم إلى «التكفيريين» و«التنظيمات الإرهابية» وشبكات التهريب والاتجار في المخدرات، فإن بعض عناصر المجموعات الإرهابية القديمة هربوا غالباً إلى الجبال والمناطق الريفية في الولايات الحدودية غربي البلاد وجنوبها، وبينها محافظة القصرين التي اعتقلت قوات الأمن والجيش فيها مؤخراً عدداً من المهربين والفارين من القضاء.

يذكر أن المدير العام آمر الحرس الوطني الحالي حسين الغربي كان خلال العشرية الماضية تولى مسؤوليات أمنية عليا، بينها رئاسة إدارة «العمليات الخاصة» التي أشرفت على أبرز عمليات المواجهات مع الإرهابيين التونسيين والجزائريين في المحافظات الحدودية، وبينها عملية اغتيال الإرهابي الجزائري الشهير لقمان أبو صخر و8 من مساعديه في محافظة قفصة الحدودية التونسية - الجزائرية بعد سنوات من مطاردته من قِبل قوات مكافحة الإرهاب الجزائرية والتونسية.

قوات النخبة المختصة في مكافحة الإرهاب والتهريب والمخدرات (الموقع الرسمي للحرس الوطني)

تهريب... ومخدرات

من جهة أخرى، أعلنت مصادر رسمية تونسية أن قوات تابعة للإدارة العامة للأمن الوطني في محافظات تونس الكبرى والساحل والوسط والساحل قامت بإجهاض عشرات عمليات تهريب المهاجرين غير النظاميين الأفارقة أثناء محاولة تهريبهم براً إلى تونس، أو خلال رحلات بحرية غير نظامية كان مقرراً أن تنقلهم خارج المسالك الرسمية من سواحل محافظتي صفاقس، 270 كلم جنوبي العاصمة، ونابل، 100 كلم شرقي العاصمة، نحو سواحل اوربا وغالبا نحو جزيرة لمبادوزة الإيطالية، التي يمكن التنقل إليها في ظرف ساعتين على مركب صيد عادي عندما تكون الأحوال الجوية عادية.

تحذير رسمي

من جهة أخرى، وجّه الرئيس التونسي قيس سعيّد مجدداً تحذيرات رسمية للمتهمين «بالتآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي» و«بمحاولة تخريب الدولة والمجتمع» من مخاطر استفحال ظواهر تهريب الأموال والبشر وترويج المخدرات.

وجاءت تحذيرات قيس سعيّد بمناسبة ترؤسه اجتماعاً لمجلس الأمن القومي بحضور رئيسَي الحكومة والبرلمان ووزراء الداخلية والدفاع والعدل وقادة أركان الجيش الوطني، وأبرز قيادات الأمن والشرطة والحرس.

كما صدرت مواقف مماثلة للرئيس قيس سعيّد بمناسبة استقباله وزير الداخلية الليبي عماد الطرابلسي الذي أدى زيارة عمل إلى تونس بحث خلالها مع نظيره التونسي كمال الفقي وكبار كوادر وزارة الداخلية في البلدين «التحديات الأمنية الجديدة»، وبينها حركة المسافرين والمهاجرين بعد مرور نحو شهرين على غلق «المعبر البري رأس الجدير» الرابط بين جنوب تونس وغربي ليبيا.

في السياق نفسه، شنّ الرئيس التونسي حملة انتقادات جديدة ضد المتهمين بـ«التامر على أمن تونس من داخل البلاد وخارجها»، وأورد أن «البعض يسعى لتدمير الدولة بينما يسعى آخرون إلى تدمير المجتمع والشباب عبر ترويج المخدرات والممنوعات وحثّه على مخالفة القانون والدستور»، بما في ذلك قوانين الهجرة والتعبير عن الرأي في سياق الاحترام.


تحضيرات موسعة بالجامعة العربية لـ«قمة المنامة»

صورة جماعية للقادة المشاركين في القمة العربية - الإسلامية الأخيرة بالرياض (واس)
صورة جماعية للقادة المشاركين في القمة العربية - الإسلامية الأخيرة بالرياض (واس)
TT

تحضيرات موسعة بالجامعة العربية لـ«قمة المنامة»

صورة جماعية للقادة المشاركين في القمة العربية - الإسلامية الأخيرة بالرياض (واس)
صورة جماعية للقادة المشاركين في القمة العربية - الإسلامية الأخيرة بالرياض (واس)

بينما تستعد البحرين لاستضافة القمة العربية الثالثة والثلاثين، المقرر عقدها في 16 مايو (أيار) المقبل بالمنامة، كثّفت جامعة الدول العربية من استعداداتها للتحضير للقمة. ووصل وفد الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، (الخميس)، إلى المنامة، في إطار الاستعدادات الخاصة بالقمة.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي تستضيف فيها البحرين اجتماعاً من هذا النوع، سواء على مستوى القمم العربية العادية أو الطارئة. وكان العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أعلن رغبة المنامة في استضافة الاجتماع خلال فعاليات «قمة جدة» في السعودية العام الماضي.

ووفق إفادة لـ«الجامعة العربية»، (الخميس)، فقد عقدت الأمانة العامة للجامعة العربية بالتعاون مع البحرين اجتماعات عدة؛ للتحضير للقمة التي تعقد في «ظرف دولي استثنائي»، حيث تم عقد اجتماعات تنسيقية - تشاورية مكثفة بين الأمانة العامة، والبحرين، شُكّلت من خلالها لجنة عامة للإعداد للقمة برئاسة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي.

ومن المقرر أن ينطلق أول التحضيرات لـ«قمة المنامة» باجتماع كبار المسؤولين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة.

وأكد بيان «الجامعة العربية» أنه «من المقرر أن يعقد، الاثنين المقبل، اجتماع هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات على مستوى المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين للإعداد لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة». كما يعقد، (الثلاثاء)، اجتماع هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات على المستوى الوزاري، واجتماع وزراء الخارجية العرب؛ لمناقشة بنود جدول الأعمال والاتفاق على القضايا والموضوعات التي سيتم طرحها على القادة العرب خلال قمتهم المقبلة.

وبحسب بيان لـ«الجامعة العربية»، (الخميس)، تكتسب القمة الثالثة والثلاثون زخماً دولياً، في ظل الظروف والتحديات الأمنية التي تشهدها المنطقة، و«ضرورة التوصل إلى قرارات بنّاءة تسهم في تعزيز التضامن العربي، ودعم جهود إحلال السلام والأمن والاستقرار في المنطقة».

فلسطينيون خلال تجمعهم في وقت سابق عقب غارة إسرائيلية على منزل بغزة (رويترز)

ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عقدت جامعة الدول العربية اجتماعات عدة سواء على مستوى المندوبين أو وزراء الخارجية؛ لبحث الوضع في غزة.

وكانت القمة العربية - الإسلامية التي عُقدت في الرياض 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قررت «تكليف وزراء خارجية المملكة العربية السعودية، بصفتها رئيسة القمتين العربية والإسلامية، وكل من الأردن، ومصر، وقطر، وتركيا، وإندونيسيا، ونيجيريا وفلسطين، والأمين العام لكل من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، بدء تحرك فوري باسم جميع الدول الأعضاء لبلورة تحرك دولي لوقف الحرب على غزة، والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية جادة وحقيقية لتحقيق السلام الدائم والشامل وفق المرجعيات الدولية المعتمدة».

وذكر بيان «الجامعة العربية»، (الخميس)، أن «استضافة البحرين أعمال القمة العربية تُشكّل أهمية كبرى وحدثاً سياسياً بارزاً له دلالاته من حيث المكان، وأهميته من حيث التوقيت؛ إذ ستكون المرة الأولى التي تستضيف فيها مملكة البحرين أعمال قمة عربية، وهو ما يكسب هذه الدورة مزيداً من الخصوصية، من حيث التأكيد على أهمية الدور الذي تقوم به الدبلوماسية البحرينية العريقة في العمل على توطيد وتعزيز العلاقات العربية - العربية، وتوسعة آفاقها».


«مباحثات غزة»: إشارات على نضوج اتفاق لهدنة في القطاع

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
TT

«مباحثات غزة»: إشارات على نضوج اتفاق لهدنة في القطاع

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)

نقلت قناة «القاهرة الإخبارية» المصرية عن مصدر لم تسمّه وإن وصفته بالمطلع، اليوم (الخميس)، القول إن هناك ما وصفها بإشارات على نضوج اتفاق تستضيف القاهرة مفاوضات غير مباشرة بشأنه سعياً لإنهاء 7 أشهر من الحرب في قطاع غزة.

وقال المصدر إن المفاوضات تستكمل، اليوم (الخميس)، للعمل على تذليل «النقاط الخلافية».

وأشار المصدر إلى مشاركة كل من «حماس» و«الجهاد» و«الجبهة الشعبية» في المفاوضات، مشيراً إلى موافقة «الجبهة الشعبية» على تعديل مراحل التوصل لوقف إطلاق النار.

وتابع المصدر أن نائب الأمين العام لـ«الجبهة الشعبية» جميل مزهر قد عدّل بنداً خاصاً بوقف إطلاق النار ليصبح «العودة للهدوء المستدام وصولاً لوقف إطلاق نار دائم».

وأشار إلى أن هذا البند سيتم تنفيذه خلال مراحل الاتفاق على مدى 135 يوماً.

وقال إن ذلك يمثل «تنازلاً عن شرط تنفيذ هذا البند خلال المرحلة الأولى»، مشيراً أيضاً إلى أن إسرائيل حذفت جملة «وقف إطلاق نار دائم» وأبقت «مستدام» مما يتيح لها العودة في أي وقت دون التزام.


ملاعب كرة القدم في بلدان المغرب العربي منبر لدعم الفلسطينيين

جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (رويترز)
جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (رويترز)
TT

ملاعب كرة القدم في بلدان المغرب العربي منبر لدعم الفلسطينيين

جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (رويترز)
جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (رويترز)

أصبحت مدرّجات ملاعب كرة القدم في بلدان المغرب الكبير منذ اندلاع الحرب في غزة، إحدى أبرز منصات التعبير عن التضامن مع القضية الفلسطينية، ومن المنابر القليلة التي يعبّر فيها شباب «الألتراس» عن غضبهم، وفق ما أفادت به «وكالة الصحافة الفرنسية».

في المغرب، تشهد العديد من المدن منذ اندلاع الحرب في غزة مظاهرات منتظمة كل أسبوع لدعم الفلسطينيين والمطالبة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.

ويجد هذا التضامن صداه في ملاعب الكرة، حيث ترتفع الأعلام الفلسطينية. ففي اليوم التالي للهجوم غير المسبوق الذي نفّذته حركة «حماس» من قطاع غزة على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) وتعهّدت إسرائيل على أثره بـ«القضاء» على «حماس»، ردّدت جماهير نادي الرجاء البيضاوي أنشودة «رجاوي فلسطيني».

وهو أحد أشهر الأناشيد التي أطلقتها مجموعات «ألتراس» هذا النادي المغربي الكبير في عام 2019 واشتهرت مذاك في العالم العربي. وتقول الأنشودة في أحد مقاطعها بالعامية المغربية: «الحبيبة فلسطين يا زينة البلدان قاومي، ربي يحميك».

أما في الجزائر العاصمة، فرفع مشجّعون لنادي المولودية في نوفمبر (تشرين الثاني) تيفو (لافتة تغطي مدرّج الملعب) عملاقاً لملثم فلسطيني كُتبت عليه عبارة «المولودية الثورية فداك يا أرض الثوار».

ويذكّر عالم الاجتماع المغربي المتخصّص في ظاهرة «الألتراس» عبد الرحيم بورقية بأن «القضية الفلسطينية توحّد الجميع، والألتراس يقفون بشكل عام إلى جانب المظلومين، فالتضامن مع فلسطين أمر بديهي بالنسبة لهم».

«واجب»

من أمثلة هذا التضامن، رفع مشجعون في الجزائر خلال شهر رمضان الماضي لافتة كتبوا عليها: «صاموا قبل شهر الصوم، جوع وظمأ في غزة كلّ يوم».

بينما رفع مشجّعون في تونس لافتة جاء فيها: «سننتقم للأطفال (الفلسطينيين)».

وحملت جماهير الوداد البيضاوي لافتة تحيي فيها «المقاومين في قلب الأنفاق»، في إشارة إلى مقاتلي حركة «حماس».

ويقول سيف، وهو أحد أعضاء «ألتراس زاباتيستا» المشجّعة لنادي الترجي التونسي، إن «القضية الفلسطينية جزء من من المواضيع التي تتشاركها مجموعات الألتراس، تماماً مثل التنديد بالفساد الرياضي والسعي للحرية».

ويستطرد رفيقه علي قائلاً: «أقل ما يمكننا القيام به هو توجيه رسالة» تضامن إلى الفلسطينيين، مؤكداً أن دعم «القضية الفلسطينية ليس أمراً يحدث فقط في المناسبات بل هو واجب».

ويقول شباب من «الألتراس» تحدثوا إلى الوكالة إنهم يشعرون بارتياح أكبر في مدرجات الملاعب للتعبير عن آرائهم.

ويرى عبد الرحيم بورقية، مؤلف كتاب «ألتراس في المدينة»، أن «الملعب يظلّ المكان الوحيد الذي يتمّ فيه التسامح مع التعبير بعواطف فياضة».

«الحقيقة تخرج من الملاعب»

ويتابع بورقية: «يبدو أن الشباب وجدوا في الألتراس منبراً ليسمعوا أصواتهم ويعبّروا بحريّة، رداً على شعورهم بالتهميش»، زيادة على كونها «فرصة لتكوين أنفسهم والمشاركة في عمل جماعي ملتزم».

ويقول مشجّع نادي مولودية الجزائر عبد الحميد: «نحن لا نمارس السياسة لكن الحقيقة تخرج من الملاعب (...) إنها صوت الأحياء الشعبية».

ويرى عالم الاجتماع التونسي محمد جويلي أن هؤلاء الشباب «يريدون أن يظهروا أنهم يفعلون شيئاً ما وأنهم يملكون رأياً، وليسوا مجرّد مجموعة من المشجّعين المتهوّرين».

مثل باقي أعضاء الألتراس الذين قابلتهم الوكالة، يدافع حمزة في الدار البيضاء عن نفسه بأنه لا يتوّرط في أي أعمال شغب، ويأسف لأن السلطات تقضي بأحكام تصل إلى السجن «لتهدئتهم»، وفق ما يقول.

وشهدت الملاعب في الأعوام الأخيرة أعمال شغب عدّة تسبّب فيها مشجّعو فرق مختلفة، انتهت بمحاكمات وعقوبات في حق النوادي.

لكن المشجّع الشاب يرى أن «ممارسة الكثير من الضغط على شباب لا يريدون سوى التعبير عن أنفسهم ليس الحلّ الجيد، بل هو حافز أكبر لهم»، مضيفاً: «لن نتوقف عن ترديد ما نريد وعن الغناء (لفلسطين)».