الدبيبة يبحث مع «حميدتي» في سبل وقف الحرب في السودان

أعضاء في «النواب» و«الدولة» يطالبون بتحديد موعد للانتخابات الليبية

الدبيبة خلال لقائه دقلو في طرابلس اليوم الخميس 29 فبراير (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال لقائه دقلو في طرابلس اليوم الخميس 29 فبراير (حكومة الوحدة)
TT

الدبيبة يبحث مع «حميدتي» في سبل وقف الحرب في السودان

الدبيبة خلال لقائه دقلو في طرابلس اليوم الخميس 29 فبراير (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال لقائه دقلو في طرابلس اليوم الخميس 29 فبراير (حكومة الوحدة)

تكتمت حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، على فحوى الاجتماع الذي جمعه بقائد «قوات الدعم السريع» بالسودان محمد حمدان دقلو «حميدتي»، في العاصمة طرابلس، الخميس، واكتفت بالقول إن الدبيبة شدد على «ضرورة إنهاء الحرب والصراع والوصول إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة».

وتزامن وصول «حميدتي» إلى طرابلس مع زيارة يجريها رئيس دولة غينيا بيساو عمر المختار، بحضور وفد رفيع التقى خلالها الدبيبة ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي.

ونقلت منصة «حكومتنا» التابعة لحكومة «الوحدة»، عن الدبيبة أنه استقبل قائد «قوات الدعم السريع»، ظهر الخميس، بمجمع قاعات غابة النصر في طرابلس، والوفد المرافق له، بهدف متابعة تطورات الأوضاع في السودان.

وأشارت إلى أن الدبيبة أكد عمق العلاقات التاريخية بين ليبيا والسودان، وشدد على ضرورة «إنهاء الحرب والصراع والوصول إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة».

وجاءت زيارة «حميدتي» إلى طرابلس عقب زيارة أجراها رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، إلى طرابلس، منتصف الأسبوع، التقى خلالها المنفي والدبيبة.

وكان الدبيبة أجرى مكالمة هاتفية مع «حميدتي»، السبت الماضي، وقال إنه طرح عليه «مبادرة لإحلال السلام ووقف إطلاق النار في السودان»، ودعاه إلى زيارة طرابلس، دون إفصاح عن فحوى هذه المبادرة، لكن قائد «الدعم السريع» تحدث، اليوم الخميس، عقب انتهاء لقائه رئيس حكومة «الوحدة»، وقال إنه شرح للدبيبة «الأسباب التي أدت إلى اشتعال الحرب، والأطراف التي تسعى لتوسعتها واستمرارها».

وأضاف «حميدتي» عبر حسابه على منصة «إكس»، اليوم الخميس: «قدمت كذلك رؤيتنا لوقف الحرب وتحقيق السلام والاستقرار، ورفع المعاناة عن كاهل شعبنا، وإعادة بناء السودان على أسس جديدة وعادلة».

وزاد: «قدمت له أيضاً شرحاً حول تطورات الوضع الإنساني والظروف الصعبة التي يعاني منها السودانيون في ظل حرمانهم من المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى حدوث مجاعة في بعض المناطق ما يستدعي تدخلاً لإيصال المساعدات إلى مستحقيها عبر آليات وطرق جديدة».

وقال مصدر مقرب من حكومة «الوحدة»، لـ«الشرق الأوسط»، إن الحملة التي تعرض لها الدبيبة على خلفية دعوته رئيس «الدعم السريع» لزيارة طرابلس جاءت على خليفة الانقسام السياسي الذي تعاني منه ليبيا، لكن «الجهود التي تبذلها طرابلس تستهدف التهدئة في السودان الشقيق، بما يؤدي إلى وقف الحرب، والدخول في مفاوضات»، رافضاً الإفصاح عن فحوى المبادرة التي يعمل عليها الدبيبة.

واستبق رئيس دولة غينيا بيساو عمر المختار، والوفد المرافق له، زيارة «حميدتي» إلى طرابلس، وفيما التقى المنفي، الأربعاء، أجرى محادثات، اليوم الخميس، مع الدبيبة الذي أشاد بالعلاقات التاريخية بين بلده وغينيا، ومشيداً بأواصر العلاقة والتعاون منذ عقود.

وأكد الدبيبة ضرورة تفعيل الملفات المشتركة بين البلدين، وتناغم الاتحاد الأفريقي ودول تجمع الساحل والصحراء، مع الجهود الدولية لإنهاء المراحل الانتقالية في ليبيا للوصول إلى الانتخابات.

في شأن مختلف، تبنى مجلس النواب الليبي رسمياً المخرجات التي انتهى إليها 120 من نوابه وأعضاء بالمجلس الأعلى للدولة، خلال اجتماعهم الذي عقد بتونس، الأربعاء، وطالبوا فيها مفوضية الانتخابات بـ«تحديد موعد لإجراء الاستحقاق المؤجل».

ووسط تعقّد المساعي التي يبذلها المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي بشأن العملية السياسية، قال المتحدث باسم مجلس النواب عبد الله بليحق، إن اللقاء الذي عُقد في تونس لمناقشة الانسداد السياسي وسبل تفعيل العملية الانتخابية، وحضره 120 انتهى إلى ثمانية مطالب.

وقال بليحق في ساعة مبكرة من صباح الخميس، إن المجتمعين انتهوا إلى محضر اتفقوا فيه على تشكيل «حكومة وطنية جديدة» تعمل على إنجاز الانتخابات العامة، ودعوة المفوضية الوطنية العليا للانتخابات بالبدء في تنفيذ القوانين الانتخابية، ومطالبتها بالإعلان عن موعد إجراء الانتخابات.

كما شددوا على ضرورة احترام الملكية الليبية للعملية السياسية، على أن يتم اختيار رئيس الحكومة الجديدة من خلال آلية شفافة ونزيهة تؤسس على خارطة الطريق المقدمة من قبل لجنة (6+6)، بالتوافق بين المجلسين ورعاية البعثة الأممية.

كما أكدوا ضرورة وضع ضوابط وتشريعات ملزمة للحكومة المقبلة، بما يضمن محاربة المركزية ودعم الوحدات المحلية، ووصول المخصصات مباشرة للبلديات والمحافظات.

وانتهوا أيضاً إلى تشكيل لجنة متابعة من أعضاء المجلسين تتولى التواصل المحلي والدولي بهدف تنفيذ المخرجات المتوافق عليها، على أن تقدم اللجنة تقريرها الأول لأعضاء المجلسين خلال شهر.

ونشر المشاركون في اجتماع تونس، بياناً مشتركاً، اليوم الخميس، أكدوا أهمية إنهاء المراحل الانتقالية واضطلاعهم بالمسؤوليات الدستورية والقانونية المنوطة بهم، معلنين اتفاقهم على ضرورة الدفع نحو إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وكذلك تشكيل حكومة وطنية موحدة.


مقالات ذات صلة

لماذا تنتهي الاحتجاجات ضد «الوحدة» الليبية إلى «لا شيء»؟

تحليل إخباري جانب من احتجاجات مواطنين في طرابلس ضد حكومة الدبيبة بعد تصريحات المنقوش (أ.ف.ب)

لماذا تنتهي الاحتجاجات ضد «الوحدة» الليبية إلى «لا شيء»؟

شهدت بعض مناطق بغرب ليبيا مظاهرات متكررة بعضها جاء الأسبوع الماضي على خلفية اتهام حكومة «الوحدة» المؤقتة بـ«التطبيع مع إسرائيل».

جاكلين زاهر (القاهرة)
شمال افريقيا  القائم بأعمال سفارة أميركا خلال لقائه مع مسؤول المنطقة الحرة بمصراتة (القائم بالأعمال)

البعثة الأممية تدعو لـ«تحقيق فوري» في تعذيب محتجزين شرق ليبيا

دعت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، اليوم الأربعاء، للتحقيق في «مقاطع فيديو متداولة، تُظهر تعذيب وسوء معاملة لعدد من المحتجزين في سجن قرنادة».

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا إردوغان مستقبلاً الدبيبة بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)

إردوغان يبحث مستجدات الأزمة الليبية مع رئيس «الوحدة»

أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مباحثات مع رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، تناولت المستجدات في ليبيا، والعلاقات التركية - الليبية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شمال افريقيا ليبيون يصطفون انتظاراً للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)

ليبيا تترقب مرحلة ثانية من انتخابات محلية «أكثر تعقيداً»

يرجع متابعون أهمية خاصة لهذه الجولة الانتخابية كونها تستهدف «البلديات الأكبر وذات الأوزان السياسية المهمة وفي طليعتها طرابلس وبنغازي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا تدشين أولى رحلات الخطوط التركية بعد غياب دام سنوات (حكومة شرق ليبيا)

تركيا تواصل انفتاحها على شرق ليبيا بتدشين رحلات إلى بنغازي

دشنت وزارة الطيران المدني بحكومة شرق ليبيا وأعضاء بمجلس النواب وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية مراسم عودة الرحلات الجوية بين تركيا وبنغازي بعد توقف دام سنوات

خالد محمود (القاهرة )

المتحدث باسم «الصليب الأحمر»: ظروف إنسانية مأساوية بسبب الحرب في السودان

المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان عدنان حزام (متداولة)
المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان عدنان حزام (متداولة)
TT

المتحدث باسم «الصليب الأحمر»: ظروف إنسانية مأساوية بسبب الحرب في السودان

المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان عدنان حزام (متداولة)
المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان عدنان حزام (متداولة)

قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان، عدنان حزام، إن «الحرب أفرزت واقعاً إنسانياً مريراً»، وإن حجم الاحتياجات كبير جداً، لكن المساعدات الإنسانية التي يتم تقديمها متواضعة بسبب تعقيدات الوصول إلى المناطق المتضررة من الحرب، وإدخال المساعدات وحركتها داخل البلاد».

وأضاف في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، أن الوضع الإنساني في السودان بات «مأساوياً»، إذ إن الملايين من السودانيين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة، مشيراً إلى أن «عشرات الآلاف قتلوا وأصيبوا جراء الحرب التي تسببت أيضاً في نزوح أكثر من 11 مليون داخل وخارج السودان، وتأثرت البنى التحتية بشكل كبير خصوصاً خدمات المياه والصحة والكهرباء».

وأوضح حزام «أن ما يقدم من مساعدات للاستجابة الإنسانية للواقع المأساوي في السودان يهدف إلى التخفيف من هذه المعاناة بقدر المستطاع».

وقال إن اللجنة الدولية «تركز هذا العام على الأنشطة والاحتياجات الأساسية المنقذة للحياة في مجالي الصحة والحماية، وتقديم الإغاثة والمساعدات الغذائية والمالية للمجتمعات الأكثر تضرراً والقريبة من مناطق الحرب، بالإضافة إلى عملها في ملفات لم شمل الأسر التي تفرقت بسبب القتال، والبحث عن المفقودين».

وأضاف أن اللجنة تعمل بالتنسيق مع «الهلال الأحمر السوداني» في معظم مناطق البلاد، وتتعاون أيضاً مع السلطات الصحية الرسمية. وأشار إلى أن ملف المساعدات الإنسانية في السودان «شائك، وحجم الاحتياجات كبير جداً، وهذا التحدي يواجه المنظمات الإنسانية، ونحاول من خلال العمل المشترك التخفيف من المعاناة، ولا نستطيع أن نقول إنهاءها، لأن الصراع أفرز واقعاً إنسانياً مريراً».

أجزاء كبيرة من جنوب السودان تعاني من الحرب والمجاعة (أرشيفية - رويترز)

وأشار إلى أن اللجنة الدولية تتواصل مع جميع الأطراف في السودان لتسهيل عملها في الوصول للمحتاجين إلى المساعدات الإنسانية. وقال: «نحاول تذكير أطراف الصراع بالوفاء بالتزاماتهم الأخلاقية والقانونية، وفقاً لقواعد القانون الدولي الإنساني التي تحرم استهداف المدنيين والأعيان المدنية، وتسهيل الخروج الآمن للمواطنين أثناء عمليات النزوح، وعدم استهداف المرافق الصحية والخدمية التي توقفت 80 في المائة منها عن العمل».

ورأى المتحدث باسم «الصليب الأحمر» أن «سوء الواقع الصحي والبيئي في السودان انعكس سلباً على المواطنين، ما صعب حصول الكثيرين منهم على الرعاية الصحية، وفي ظل تفشي بعض الأوبئة والأمراض الموسمية تتضاعف جهود المؤسسات الصحية التي لا تزال تعمل».

وقال: «نأمل في أن تتوقف الاعتداءات على المرافق الصحية والطواقم الصحية، وأن يكون هناك مزيد من الاحترام لقواعد القانون الدولي الإنساني».

دور الوسيط

وبشأن إجلاء المدنيين العالقين في مناطق الحرب، أفاد حزام، بأن «اللجنة الدولية للصليب الأحمر في حوار دائم مع طرفي القتال: الجيش السوداني و(قوات الدعم السريع) في ملف الحماية، وحضّهما على فتح ممرات آمنه في مناطق الصراع، وهذا التزام قانوني وأخلاقي يجب الوفاء به».

مخيم في مدينة القضارف بشرق السودان لنازحين فروا من ولاية الجزيرة وسط البلاد (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقال إن اللجنة الدولية «لعبت في الفترة الماضية دورها بوصفها وسيطاً محايداً في إخلاء وتسهيل خروج المحتجزين من الطرفين، لكن هذا يتم بتنسيق وطلب مباشر منهما، مع ضرورة وجود ضمانات أمنية». وأضاف: «مَن أراد البقاء من المدنيين يحظون بالحماية لكونهم لا يشاركون في العمليات العدائية والقتالية».

وعبَّرَ عن أمله في «أن يعم الأمن والسلام في السودان، لأن ذلك سيخفف بشكل كبير من المعاناة الإنسانية»، وقال: «إن الشعب السوداني يستحق أن يعيش في أمان». وأكد أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر «محايدة وتعمل باستقلالية وفق مبدأ عدم التحيز، وتحاول من خلال عملها الوصول إلى مَن هم بحاجة إلى المساعدات الإنسانية».

نساء وأطفال في مخيم للنازحين أقيم في مدينة ود مدني بالسودان (أ.ف.ب)

وقال إن اللجنة «منفتحة على الاستماع لأي انتقادات والرد عليها، ونأمل إنصاف ما تقدمه المنظمات من عمل، لأن الأزمة الإنسانية في السودان لا تحتمل الكثير من الجدل، الذي يؤثر بشكل كبير على عمليات الاستجابة الإنسانية»، مشيراً إلى مقتل وإصابة عدد من الموظفين في الحرب الدائرة.

ووفقاً لأحدث تقارير وكالات الأمم المتحدة، فإن أكثر من 25.6 مليون شخص في السودان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، من بينهم 755 ألفاً في خطر المجاعة الحاد.