تركيا تواصل انفتاحها على شرق ليبيا بتدشين رحلات إلى بنغازي

المنفي طالب قوات «الوحدة» بفرض الأمن

تدشين أولى رحلات الخطوط التركية بعد غياب دام سنوات (حكومة شرق ليبيا)
تدشين أولى رحلات الخطوط التركية بعد غياب دام سنوات (حكومة شرق ليبيا)
TT

تركيا تواصل انفتاحها على شرق ليبيا بتدشين رحلات إلى بنغازي

تدشين أولى رحلات الخطوط التركية بعد غياب دام سنوات (حكومة شرق ليبيا)
تدشين أولى رحلات الخطوط التركية بعد غياب دام سنوات (حكومة شرق ليبيا)

واصلت تركيا انفتاحها على شرق ليبيا، حيث أعلنت على لسان سفيرها غوفين بيجيتش، اعتزامها فتح قنصلية جديدة بمدينة بنغازي، وتسيير رحلات طيران مباشرة إليها، بدءاً من (الثلاثاء)، بينما وجّه محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، محمد الحداد، رئيس أركان القوات الموالية لحكومة «الوحدة»، بضرورة استتباب وفرض الأمن في كل المناطق الليبية.

وشارك بيجيتش رفقة وزارة الطيران المدني بحكومة «الاستقرار»، وأعضاء بمجلس النواب، وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية، في مراسم تدشين عودة الرحلات الجوية بين تركيا ومطار بنينا الدولي في بنغازي، بعد انقطاع دام سنوات.

صور وزعتها حكومة حمّاد لوصول أول رحلة للخطوط التركية إلى بنغازي

وكان رئيس المجلس التسييري لبلدية بنغازي، الصقر بوجواري، قد أعلن خلال لقائه مساء الاثنين مع السفير التركي عودة رحلات الخُطوط الجوية التركية المباشرة، من وإلى مدينة بنغازي، بدءاً من الثلاثاء، وأكد على أهمية فتح القُنصلية التركية في مدينة بنغازي، بالإضافة إلى العمل على تطوير التعاون المشترك بين رجال الأعمال في المجالات الاقتصادية المُختلفة، والاستفادة من الخبرات التركية في مجالات البنية التحتية والإعمار.

وكان الأمين العام للقيادة العامة لـ«الجيش الوطني»، الفريق خيري التميمي، قد صرّح بأنه بحث في بنغازي مع بيجيتش سُبل تطوير التعاون المشترك بين الجانبين. كما بحث رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، مساء الاثنين، في مدينة القبة مع بيجيتش، مستجدات الأوضاع على الأصعدة كافة، وسبل تطوير التعاون المشترك بين البلدين.

في شأن آخر، أعلن القائم بأعمال السفارة الأميركية، جيريمي برنت، أنه بحث، الثلاثاء، في بنغازي، مع اللواء خالد، نجل المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني ورئيس أركان وحداته الأمنية، ما وصفه بـ«التفاعلات الأميركية» مع الضباط العسكريين الليبيين من الشرق والغرب، كما ناقشا كيفية دعم الولايات المتحدة لأفضل الطرق لجهود ليبيا في توحيد المؤسسات العسكرية، وتعزيز قدرة القوات الأمنية المحترفة في جميع أنحاء ليبيا.

اجتماع المنفي مع الحداد (المجلس الرئاسي الليبي)

في غضون ذلك، أعلن محمد المنفي أنه وجّه محمد الحداد رئيس أركان القوات الموالية لحكومة «الوحدة» بضرورة استتباب وفرض الأمن في كل المناطق، ومساندة الأجهزة الأمنية في تنفيذ المهام الموكلة لها.

وقال المنفي إنه تلقى، (الثلاثاء)، بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، من الحداد إحاطةً عن آخر تطورات الأوضاع العسكرية والأمنية.

بدورها، قالت حكومة «الوحدة» إن اجتماع وزيرها للاتصال والشؤون السياسية وليد اللافي، الثلاثاء، بطرابلس مع السفير الفرنسي مصطفى مهراج، أكد أهمية تعزيز التعاون لدعم جهود تحقيق الاستقرار في ليبيا والمنطقة.

كما أكد اللافي التزام حكومته بمواصلة التعاون مع الشركاء لتحقيق الاستقرار، ودعم المسارات السياسية، التي تلبي تطلعات الشعب الليبي، ونقل عن مهراج استعداد بلاده لدعم جهود التوافق السياسي، وتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات.

صورة وزعها سفير بريطانيا لاجتماعه مع تكالة بطرابلس

من جهته، أعلن محمد تكالة، رئيس مجلس الدولة، اعتراضه مجدداً على ما وصفه بالقرارات الأحادية، التي يصدرها مجلس النواب، بالمخالفة لنصوص ومضمون الاتفاق السياسي الليبي، بما في ذلك قانون المصالحة الوطنية.

وعدّ أن ملف المصالحة الحقيقية لا يجب أن يتحول إلى أداة سياسية، تكرس مبدأ الإفلات من العقاب، بل ينبغي أن يتم التركيز على حماية الإنسان.

بدوره، قال سفير بريطانيا، مارتن لونغدن، إنه شدّد بعد سماعه لآراء تكالة حول آخر التطورات في مجلس الدولة، على أهمية دعم المؤسسات الليبية.

بموازاة ذلك، أعلن رئيس حكومة الوحدة المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، إنشاء صندوق دعم ريادة الأعمال والابتكار، وإصدار لائحة تنظيم عمل الشركات الناشئة، ضمن مبادرة «ألف رائد لألف مشروع».


مقالات ذات صلة

​الأمم المتحدة تحذر من «تآكل وحدة» ليبيا

شمال افريقيا من جلسة مجلس الأمن حول ليبيا (المجلس)

​الأمم المتحدة تحذر من «تآكل وحدة» ليبيا

أكدت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو لأعضاء مجلس الأمن أن انقسامات القوى المختلفة تهدد أمن ليبيا 

علي بردى (واشنطن)
شمال افريقيا من عملية سابقة لضبط مهاجرين في صبراتة الليبية قبل تهريبهم إلى أوروبا (مديرية أمن صبراتة)

«المهاجرون السريون» ملف شائك يؤرّق الليبيين

توعد عماد الطرابلسي بترحيل المهاجرين قسراً إلى بلدانهم «حفاظاً على الأمن والموارد الليبية»، وسط تدفقات متواصلة لهم عبر حدود بلاده.

جاكلين زاهر (القاهرة )
شمال افريقيا اجتماعات اللجنة الاستشارية التابعة للأمم المتحدة في طرابلس  (البعثة الأممية)

ليبيا: تأكيد أميركي على ضرورة التوصل لاتفاق بشأن الميزانية الموحدة

نورلاند شدد على أهمية التوصل إلى اتفاق بشأن الميزانية الموحدة، ودعم نزاهة مصرف ليبيا المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط.

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا غوتيريش خلال استقبال تيتيه (الأمم المتحدة)

​المبعوثة الأممية الجديدة تتعهد العمل مع جميع أطراف الأزمة الليبية

أعربت تيتيه عن امتنانها بثقة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بتعيينها ممثلاً خاصاً له ورئيساً للبعثة الأممية في ليبيا.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا جثث عثر عليها في «مقابر جماعية» بالكفرة (مركز طب الطوارئ والدعم)

«حفر الموت» في ليبيا تلفظ المزيد من جثث المهاجرين السريين

على مدار الأسبوعين الماضيين، يستيقظ الليبيون على أنباء الكشف عن «حفر جديدة للموت»، تُستخرج منها جثث لعشرات المهاجرين «تمت تصفيتهم»، وفقاً للأجهزة الأمنية.

جمال جوهر (القاهرة)

​الأمم المتحدة تحذر من «تآكل وحدة» ليبيا

من جلسة مجلس الأمن حول ليبيا (المجلس)
من جلسة مجلس الأمن حول ليبيا (المجلس)
TT

​الأمم المتحدة تحذر من «تآكل وحدة» ليبيا

من جلسة مجلس الأمن حول ليبيا (المجلس)
من جلسة مجلس الأمن حول ليبيا (المجلس)

قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو، أعضاء مجلس الأمن، الأربعاء، إن الانقسامات المتواصلة بين القوى المختلفة في ليبيا تهدد بـ«تآكل وحدة» هذا البلد العربي الأفريقي، داعية إلى «كسر الجمود السياسي وحل الأزمة الليبية الطويلة».

وكانت ديكارلو تطلع أعضاء مجلس الأمن على مجريات الوضع في ليبيا، غداة الذكرى السنوية الـ14 لـ«ثورة 17 فبراير» 2011، حيث أشارت إلى أن «حلم ليبيا بالمدنية والديمقراطية لم يتحقق بعد»، محذرة من أن «الانقسامات المتجذرة، وسوء الإدارة الاقتصادية، وانتهاكات حقوق الإنسان المستمرة، والمصالح الداخلية والخارجية المتنافسة لا تزال تعمل على تآكل وحدة ليبيا واستقرارها». وأكدت في هذا السياق أن «هناك حاجة ملحة لإحراز تقدم في ليبيا».

ديكارلو تحدثت عن جهود بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لمعالجة القضايا الخلافية بالتشريع الانتخابي (الشرق الأوسط)

وتحدثت ديكارلو عن جهود بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ومنها إنشاء لجنة استشارية من 20 شخصية ليبية لتقديم توصيات لـ«معالجة القضايا الخلافية في التشريع الانتخابي، التي منعت إجراء الانتخابات الوطنية». وقالت بهذا الخصوص إن البعثة تتخذ «خطوات لعقد حوار منظم بين الليبيين حول سبل معالجة محركات الصراع الطويلة الأمد، وتطوير رؤية شاملة من القاعدة إلى القمة لمستقبل بلادهم»، مؤكدة أن «الانقسامات والمنافسة على السيطرة على مؤسسات الدولة لا تزال تهيمن على المشهد سواء السياسي أو الاقتصادي الليبي».

ديكارلو أشارت إلى استمرار الخلافات على منصب رئيس المجلس الأعلى للدولة (المجلس)

في سياق ذلك، ذكرت ديكارلو باستمرار الخلافات على منصب رئيس المجلس الأعلى للدولة، على الرغم من أن «بعض أعضائه يحاولون تجاوز الانقسامات الحالية». ونبهت إلى أن «التسييس والانقسامات السياسية تعوق التقدم في المصالحة الوطنية»، مشيرة إلى أنه «رغم الاتفاق الذي يسّرته بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ديسمبر (كانون الأول) الماضي بين المجلس الرئاسي ومجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، بشأن مشروع قانون للمصالحة الوطنية، فإن التعديلات اللاحقة على مشروع القانون من قبل البرلمانيين أثارت مخاوف بشأن استقلال لجنة المصالحة الوطنية المستقبلية». ولاحظت أيضاً استمرار الخلاف على ميثاق المصالحة، الذي اعتمد في 14 من فبراير (شباط) على هامش قمة الاتحاد الأفريقي الذي احتضنتها أديس أبابا.

كما تطرقت المسؤولة الأممية إلى «الانتخابات المحلية الناجحة»، التي أجريت حتى الآن، مشيرة في هذا السياق إلى أنه «على الصعيد الأمني، لا تزال نشاطات الجهات المسلحة غير التابعة للدولة، وشبه التابعة للدولة، تشكل تهديداً لاستقرار ليبيا الهش»، كما أشارت أيضا إلى إصابة وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، عادل جمعة، في هجوم مسلح على سيارته في العاصمة طرابلس، وإلى سيطرة الجيش الوطني الليبي على قاعدة عسكرية في جنوب البلاد.

ديكارلو لفتت إلى اكتشاف مقبرة جماعية في شمال شرقي ليبيا (هيئة البحث عن المفقودين)

في هذا السياق، عبرت ديكارلو عن «قلق بالغ» من «الاتجاه المستمر للاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري في جميع أنحاء ليبيا»، وناشدت السلطات الليبية «اتخاذ خطوات عاجلة لوقف هذه الممارسات». مطالبة بـ«وصول أوسع بكثير وإصلاحات منهجية لمساعدة نظام العدالة، والإصلاح الليبي على التوافق مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان».

بهذا الخصوص، قالت ديكارلو إن «المهاجرين وطالبي اللجوء، وبينهم الأطفال، لا يزالون يواجهون انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في كل أنحاء ليبيا»، مؤكدة أن «الاكتشاف المثير للقلق والمأساوي للمقابر الجماعية، في أعقاب الغارات على مواقع الاتجار بالبشر، يسلط الضوء على الخطر الشديد الذي يواجهه المهاجرون في ليبيا». ولفتت في هذا السياق إلى اكتشاف مقبرة جماعية في شمال شرقي ليبيا، ومقبرة جماعية أخرى في الجنوب الشرقي، داعية إلى «إجراء تحقيق كامل ومستقل»، لأن هذا الأمر «بالغ الأهمية لتقديم الجناة إلى العدالة».

ديكارلو لفتت إلى اكتشاف مقبرة جماعية في شمال شرقي ليبيا (هيئة البحث عن المفقودين)

بخصوص الوضع السياسي، حذّرت ديكارلو من أن «الاستقرار الهش في ليبيا بات معرضاً للخطر بشكل زائد»، مؤكدة أن «قادة البلاد والجهات الفاعلة الأمنية فشلوا في وضع المصلحة الوطنية قبل منافستهم على المكاسب السياسية والشخصية». وحضت أعضاء المجلس على تقديم الدعم للممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، المعينة حديثاً حنا تيتيه، التي ستباشر مهامها في طرابلس الخميس، سعياً إلى «كسر الجمود السياسي، وحل الأزمة الليبية المطولة، ودعم الشعب الليبي نحو توحيد مؤسسات ليبيا وإجراء انتخابات وطنية شاملة». مشيرة إلى أن الحل السياسي هو السبيل المناسب للاستقرار على المدى الطويل في ليبيا، ومؤكدة أن توحيد المؤسسات الليبية ضروري للمحافظة على وقف إطلاق النار في ليبيا.