«خارجية الاستقرار» تتهم باتيلي بـ«تعطيل» ليبيا بخطة «مرتبكة»

الحويج أكد أن أي حوار دون مشاركة حكومته «سيُكتب له الفشل»

جانب من إحدى جلسات مؤتمر المصالحة الوطنية (المجلس الرئاسي)
جانب من إحدى جلسات مؤتمر المصالحة الوطنية (المجلس الرئاسي)
TT

«خارجية الاستقرار» تتهم باتيلي بـ«تعطيل» ليبيا بخطة «مرتبكة»

جانب من إحدى جلسات مؤتمر المصالحة الوطنية (المجلس الرئاسي)
جانب من إحدى جلسات مؤتمر المصالحة الوطنية (المجلس الرئاسي)

اتهم عبد الهادي الحويج، وزير الخارجية المكلف بحكومة «الاستقرار» الليبية الموازية، المبعوث الأممي عبد الله باتيلي بـ«تعطيل ليبيا» بخطة وصفها بأنها «مرتبكة»، وجاء ذلك في وقت أعلنت فيه السلطات الليبية عن اعتقال المتهم الرئيسي بتدبير سلسلة من «الهجمات الإرهابية» التي استهدفت مقرات حكومية عدة في العاصمة طرابلس.

وطالب الحويج خلال مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الفرنسية باريس، الثلاثاء، بمناسبة التحضير للاجتماع التمهيدي لعقد المؤتمر الأوروبي - الأفريقي في شهر مايو (أيار) المقبل، بوقف التدخل في بلاده، وتشجيع الحوار الليبي - الليبي، منتقداً ما وصفه بالتعطيل الذي تسبب به المبعوث الأممي عبر ما سماه «خطة مرتبكة»، ومحاولته إقصاء حكومة الاستقرار، داعياً لاحترام إرادة الشعب الليبي الذي يمثله البرلمان المنتخب.

من اجتماع سابق بين باتيلي والمشير حفتر وعقيلة صالح (الجيش الوطني)

ورأى الحويج أن أي حوار دون مشاركة حكومته سيُكتب له الفشل لأنها تمثل 80 بالمائة من مساحة البلاد، مشدداً على أن وحدة ليبيا ليست مجالاً للتفاوض.

في المقابل، جددت البعثة الأممية التزام الأمم المتحدة بدعم الشعب الليبي في «تعزيز عملية مصالحة قائمة على الحقوق، تكون شاملة وشفافة، وترتكز على مبادئ العدالة الانتقالية».

وقالت جورجيت غانيون، نائبة رئيس البعثة والمنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية، مساء الاثنين، إن الهدف من تدشين مؤتمر للمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية هو دعم ما وصفته بعملية شاملة «تركز على الضحايا، وتستند إلى الحقوق»، مشددة على أن الهدف الرئيسي من المؤتمر «تسهيل مزيد من التواصل والوعي والدعم بين المجلس الرئاسي الذي يقود عملية المصالحة الوطنية وبين ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان الذين ظلت العدالة والتعويضات بعيدة المنال بالنسبة لهم».

كما أكدت غانيون على «ضرورة أن يكون الضحايا وأُسرهم في صلب كل الجهود الرامية إلى تحقيق المصالحة»، وأن يجري «احترام مطالبتهم بالعدالة والمساءلة، وحقهم في معرفة الحقيقة»، مشددة على أنه «لا يمكن أن توجد مصالحة دون عدالة، ولا عدالة في غياب الحقيقة والتعويضات وضمانات عدم التكرار».

ومن المتوقع أن يُختتم المؤتمر الذي ينظمه المجلس الرئاسي الليبي بدعم وزارة الخارجية السويسرية ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، والذي حضره نحو 95 ممثلاً عن الضحايا وأسرهم وعن منظمات المجتمع المدني، بإصدار توصيات تستهدف الدفع بعملية المصالحة، سيجري إدراجها ضمن استراتيجية المجلس الرئاسي.

وبدوره، بحث رئيس هيئة الرقابة الإدارية، عبد الله قادربوه، مساء الاثنين، مع فريق الخبراء الجديد المكلف من لجنة العقوبات حول ليبيا، التابعة لمجلس الأمن الدولي، أوجه التعاون المشترك وقرار المجلس الذي يتضمن قائمة بأسماء الأفراد والمؤسسات المشمولة بالعقوبات، مشيراً إلى إبداء منسقة فريق الخبراء رغبة فريقها في مزيد من التعاون مع الهيئة، وتسهيل أداء الفريق لمهامه.

وأكد قادربوه استعداده للتعاون مع فريق الخبراء، ومساعدته لأداء مهمته في جميع مناطق البلاد، بما يضمن الشفافية والمصداقية في المعلومات الواردة في تقارير الفريق.

الصديق الصور النائب العام الليبي (مكتب النائب العام)

من جهة أخرى، قال مكتب الصديق الصور، النائب العام الليبي، اليوم (الثلاثاء)، إن سلطة التحقيق حركت الدعوى العمومية في مواجهة مُدبِّر الهجمات المسلحة التي استهدفت العاملين في وزارة الخارجية، والمفوضية العليا للانتخابات، والمؤسسة الوطنية للنفط، عام 2018 ما أسفر عن مقتل 17 شخصاً من العاملين في مؤسسات الدولة.

وأوضح المكتب أن إجراءات جمع الأدلة حول الهجمات المسلحة حددت قائد تنفيذ مخططها في مدينة طرابلس، مشيراً إلى إلقاء القبض عليه على ذمة القضية، ومؤكداً انخراطه في تنظيم محظور اعتمد أفراده مخططاً لتخريب المقار الحكومية، وقتل العاملين فيها.

كما كشف المكتب أن التحقيقات أثبتت تورط المتهم في تجهيز الأسلحة والذخائر والمفرقعات اللازمة لتحقيق غرض الهجمات المسلحة، وتسهيل حركة الوافدين المنفذين لها، وتنسيق مهمات الهجوم على المقار الحكومية.

وبموازاة ذلك، وفي نفي عملي لشائعات اعتقال ضباط في «الجيش الوطني»، بقيادة المشير خليفة حفتر، أظهرت صور بثها الجيش، المتمركز في شرق البلاد، ظهور حسن الزادمة، آمر «اللواء 128 معزز»، وعمر مراجع، آمر «لواء طارق بن زياد»، مع صدام نجل حفتر، في إطار التجهيزات العسكرية، استعداداً للمناورات المقرر إجراؤها في سرت.

لقاء تكالة مع سفير بريطانيا فى طرابلس (مجلس الدولة)

ومن جهته، أكد رئيس مجلس الدولة محمد تكالة، خلال لقائه مساء الاثنين، مع مارتن لونغدن سفير بريطانيا، أهمية دورها لدعم استقرار ليبيا كونه مهماً لاستقرار كامل المنطقة، مشيراً إلى أنهما بحثا في تعزيز العلاقات بين البلدين، وتوسيع آفاق التعاون، وجهود دعم المسار الديمقراطي في ليبيا، ومساعي باتيلي لمعالجة الانسداد السياسي.


مقالات ذات صلة

«الرئاسي» الليبي يدعو إلى إبعاد مؤسسة النفط عن التجاذبات السياسية

شمال افريقيا اللافي خلال مشاركته في حفل شركة نفطية (المجلس الرئاسي)

«الرئاسي» الليبي يدعو إلى إبعاد مؤسسة النفط عن التجاذبات السياسية

أكدت أميركا مجدداً حرصها على دعم الاستقرار في ليبيا. وجدد مجلس النواب «رفضه لأي وجود أجنبي على الأراضي الليبية».

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا صالح وخوري في لقاء سابق (مكتب صالح)

هل حقاً حاول «النواب» ومجلس الدولة «عرقلة» جهود خوري لحلحلة الأزمة الليبية؟

كانت خوري أعلنت قبل أسبوعين عن تشكيل لجنة فنية من خبراء ليبيين لوضع خيارات تفضي إلى معالجة القضايا الخلافية في القوانين الانتخابية 

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا جانب من زيارة سابقة لوفد حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة إلى دمشق (حكومة «الوحدة»)

تباين ليبي حيال التعامل مع الإدارة السورية الجديدة

يرى سياسيون ليبيون أن زيارة وفد حكومة «الوحدة» إلى سوريا وإن كان عنوانها الترحيب ودعم الإدارة الجديدة بقيادة الشرع، فإنها تسلط الضوء على التباين السياسي.

جاكلين زاهر (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع صدام حفتر مع وفد قبيلة المزاوغة (رئاسة أركان القوات البرية بالجيش الوطني)

توتر عسكري جنوب ليبيا بعد سيطرة قوات حفتر على معسكر لـ«الرئاسي»

سادت حالة من التوتر العسكري بجنوب ليبيا، إثر تقارير تتحدث عن سيطرة قوات «الجيش الوطني» بقيادة المشير حفتر على معسكر تابع للمجلس الرئاسي، وسط صمت من الجانبين.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا أحمد الشرع مستقبلاً وليد اللافي وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية في حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة السبت الماضي (أ.ب)

مسؤول عسكري ليبي ينفي «هروب» 60 ضابطاً سورياً إلى بنغازي

نفى مسؤول عسكري ليبي ما يتردد بشأن «هروب» ضباط سوريين من حميميم إلى بنغازي، في وقت قال فيه مسؤول عسكري ليبي سابق أيضاً، إن بلده «لن تكون ملاذاً للفارين».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

البرهان وحميدتي في خطابين بعيد الاستقلال: «النصر اقترب»

البرهان وحميدتي في خطابين بعيد الاستقلال: «النصر اقترب»
TT

البرهان وحميدتي في خطابين بعيد الاستقلال: «النصر اقترب»

البرهان وحميدتي في خطابين بعيد الاستقلال: «النصر اقترب»

مجدداً تصاعدت النبرة الحادة في الخطابات التي أدلى بها رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، وخصمه قائد «قوات الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو «حميدتي» بمناسبة عيد استقلال السودان الـ69 الذي يوافق اليوم الأول من يناير (كانون الثاني) من كل عام. وفي حين قال البرهان: «إن ساعة النصر قد اقتربت، ووقت الحسم قد أزف»، تحدث حميدتي عن تحقيق انتصارات عسكرية كبيرة وواسعة في جبهات القتال.

وقال البرهان، في خطابه عشية العيد، الثلاثاء: «نعدّ العدة لحسم المعركة لصالح الشعب السوداني... لكن هذا لا يمنعنا من الانخراط في أي مبادرة حقيقية تنهي الحرب وتضمن عودة آمنة للمواطنين». وأضاف قائد الجيش: «تعددت المبادرات والمنابر الداعية إلى وقف الحرب، لكن لا يمكن عودة الأوضاع إلى ما قبل اندلاع الحرب في 15 أبريل (نيسان) 2023، مشدداً «لا يمكن القبول بوجود هؤلاء القتلة والمجرمين وداعميهم وسط الشعب السوداني مرة أخرى».

وأشار البرهان إلى أن الحكومة السودانية استجابت لمطلوبات العمل الإنساني وإيصال المساعدات للمحتاجين، وستظل ملتزمة بالقوانين الدولية لحماية المدنيين، وأن «ما يشاع عن المجاعة محض افتراء قصد منه التدخل في الشأن السوداني».

ويأتي خطابا البرهان وحميدتي بينما تتواصل المعارك الضارية بين قواتيهما على أكثر من محور في العاصمة الخرطوم، ودارفور، وولاية الجزيرة وسط البلاد.

مفترق طرق

بدوره، قال قائد «الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو «حميدتي»، الأربعاء: «السودان على مفترق طرق»، بعد 21 شهراً من الحرب المدمرة التي أشعلتها قيادة القوات المسلحة والحركة الإسلامية.

وأضاف في خطابه بمناسبة الاستقلال: «إن قواتنا الباسلة تمكنت من تحقيق انتصارات عسكرية كبيرة وواسعة، كانت دليلاً على كفاءتنا العسكرية العالية، وبياناً عملياً بالتزام قضايا الشعب بحماية الانتقال الديمقراطي».

وأشار حميدتي إلى أن «قوات الدعم السريع» مصممة وقادرة على ملاحقة «الفلول (أنصار النظام السابق) وأذيالهم الذين يدقون طبول الحرب، ويحاولون دون جدوى هزيمة قواتنا بهجماتهم الفاشلة في محاور عدة».

وقال: «بعد الانتصارات العسكرية المتواصلة لـ(قوات الدعم السريع) والهزائم التي مُني بها العدو في الخرطوم ودارفور وكردفان والجزيرة، على النخب العسكرية في بورتسودان، الإقرار بالفشل في هذه الحرب والتوقف عن الاستنفار والقتال وتدمير البلاد والتمهيد لإنهاء الحرب ووضع حد لمعاناة السودانيين». وجدد حميدتي التزامه الثابت بوحدة السودان أرضاً وشعباً، مؤكداً تمكسهم بالحكم المدني وبناء نظام ديمقراطي حقيقي.

وقال إن «قوات الدعم السريع» «لا تنوي ولا ترغب» في أن تكون «الجيش البديل للجيش السوداني، الذي دمَّره النظام القديم وقادته المتحالفون معه بالتسييس والمحاباة والفساد».

وأكد حميدتي تمسكه بتأسيس جيش جديد مهني وقومي، لا يتدخل في السياسة، ويخضع للسيطرة والرقابة من المدنيين. وحض المجتمعَين الاقليمي والدولي على تقديم مزيد من المساعدات الإنسانية لمحاصرة شبح «المجاعة» الذي يهدد حياة ملايين السودانيين، وتحاول حكومة بورتسودان إنكارها.

وعبَّر عن «بالغ أسفه» على الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين في المناطق المختلفة، وقال: «بذلنا جهوداً مكثفة ومتواصلة في مناطق سيطرتنا من أجل السيطرة على المتفلتين، ونجحنا في أغلب المناطق».

وكرر حمديتي توجيهاته لقواته في مختلف أنحاء السودان بحماية المواطنين وتأمين الممتلكات العامة أو الخاصة، متعهداً بردع المتفلتين ومحاسبتهم عبر المحاكم والتدابير الإدارية اللازمة تحقيقاً للعدالة.

وقال إن انتشار خطاب الكراهية والعنصرية يهدد الوحدة الوطنية، التي أضعفها «الفلول» بسياساتهم التقسيمية مثل إجراءات استبدال العملة وإجراء امتحانات الشهادة السودانية وحرمان أعداد كبيرة من السودانيين من حقوقهم في استخراج الوثائق الثبوتية، وما عُرِف بقانون الوجوه الغريبة.

الحرب الأهلية

وحذَّر قائد «الدعم السريع» من «مخططات الحرب الأهلية التي يسعى أعوان الحركة الإسلامية تنفيذها في دارفور باستخدام حركات الارتزاق المسلح كما يجري حالياً في الإقليم». وقال: «إن القتل على أساس العنصر أو اللون أو الجهة في بعض مناطق السودان ينبغي أن يتوقف فوراً».

ودعا حميدتي الجميع للكف عن الخطابات العنصرية والجهوية، التي تطيل أمد الحرب، وربما تشعل حروباً أخرى في المستقبل. وقال إن الحرب ليست بين الشمال والجنوب أو الشرق أو الغرب وإنما مع القوى المعادية للديمقراطية والحرية.

وعلى الرغم من تقدم الجيش السوداني عسكرياً خلال الأشهر الماضية في وسط البلاد والخرطوم، لا تزال «قوات الدعم السريع» تسيطر على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد ومناطق شاسعة في اقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من 21 شهراً، وأدت إلى مقتل عشرات الآلاف، وفرار أكثر من 14 مليون شخص من منازلهم.