مسؤول عسكري ليبي ينفي «هروب» 60 ضابطاً سورياً إلى بنغازي

قيادي أمني سابق أكد أن بلاده «لن تكون أبداً ملاذاً للفارين من نظام الأسد»

أحمد الشرع مستقبلاً وليد اللافي وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية في حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة السبت الماضي (أ.ب)
أحمد الشرع مستقبلاً وليد اللافي وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية في حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة السبت الماضي (أ.ب)
TT

مسؤول عسكري ليبي ينفي «هروب» 60 ضابطاً سورياً إلى بنغازي

أحمد الشرع مستقبلاً وليد اللافي وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية في حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة السبت الماضي (أ.ب)
أحمد الشرع مستقبلاً وليد اللافي وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية في حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة السبت الماضي (أ.ب)

نفى مسؤول عسكري ليبي ما يتردد بشأن «هروب» ضباط سوريين من مطار حميميم إلى بنغازي (شرقي البلاد)، في وقت أكد فيه مسؤول عسكري ليبي سابق أيضاً أن بلاده «لن تكون أبداً ملاذاً للفارين من نظام الأسد».

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قد أفاد بأن «60 ضابطاً سورياً، من أصحاب الرتب العالية ومن أفرع أمنية مختلفة، اتجهوا إلى شمال أفريقيا عبر رحلتي طيران»؛ مشيراً إلى أنه بإجراء «تحقيق بسيط شرق ليببا، يمكن إيجاد هؤلاء الضباط؛ فهم ليسوا مختبئين؛ بل يتحركون بحرية في ليبيا؛ ولا نعلم هل نُقلوا بعلم من القيادة الروسية أو بمساعدة بعض الضباط الروس؟».

أحمد الشرع مع وليد اللافي خلال زيارته لدمشق السبت الماضي (أ.ب)

غير أن اللواء فوزي المنصوري، مدير إدارة الاستخبارات العسكرية التابعة للقيادة العامة لـ«الجيش الوطني»، وصف في تصريح مقتضب لـ«الشرق الأوسط» ما أورده المرصد بأنه «أخبار فيسبوكية غير صحيحة».

ورأى المنصوري أن الهدف من هذه الأنباء «خلط الأوراق، والعمل على زعزعة استقرار الدول».

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، أفادت تقارير دولية عدَّة بانتقال عتاد روسي من دمشق إلى بنغازي؛ لكن هذه المرة تحدث مدير «المرصد السوري»، رامي عبد الرحمن، عن «هروب ضباط كبار إلى بنغازي».

وتوجهت «الشرق الأوسط» بالسؤال إلى الحكومة المكلفة من مجلس النواب، وجهات أمنية أخرى في شرق ليبيا، غير أنها لم تتلقَّ رداً؛ لكن المسؤول العسكري السابق استبعد استقبال بنغازي لهؤلاء الضباط، وقال -شريطة عدم ذكر اسمه لأنه غير معني بالحديث إلى وسائل الإعلام- إن كثيراً من التقارير التي تصدر في هذه الأجواء «غالباً ما يثبت عدم صحتها؛ مثلما أشاعوا أن ماهر الأسد غادر إلى بنغازي؛ لكن تبين فيما بعد أنه هرب إلى العراق، وفق المسؤولين عن مطار دمشق».

وليد اللافي في حديث مع رئيس البروتوكول بوزارة الخارجية السورية الجديدة قتيبة قاديش (أ.ف.ب)

ويعتقد «المرصد السوري» أن هؤلاء الضباط «نُقلوا على دفعتين: الأولى وصلت في 8 من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، والثانية في 13 من الشهر ذاته»، معتقداً أنهم نُقلوا في «طائرة مدنية قد تكون لـ(أجنحة الشام)، ومنهم من كان يعمل مع روسيا».

وتساءل عبد الرحمن: «لا نعلم ماذا سيعمل هؤلاء الضباط هناك، وهل سيعادون إلى الأراضي السورية لمحاكمتهم؟ لأن أبناء الطائفة العلوية في الواجهة ويتم تفتيش منازلهم، وعودة هؤلاء الضباط ستمنع الضغط عليهم».

بدوره، أبدى الباحث والمحلل السياسي الليبي، محمد امطيريد، استغرابه من الحديث عن «هروب» هؤلاء الضباط إلى بنغازي، وقال بهذا الخصوص: «هذا كلام غير منطقي وغير صحيح؛ خصوصاً لجهة الاختلافات الطائفية، كونهم علويين حسبما ذكر (المرصد السوري)، بالإضافة إلى أن ليبيا تعاني حالياً حالة تشظٍّ سياسي، والأوضاع فيها لا تسمح بضغوط إضافية... (اللي فيها يكفِّيها)».

حفتر وعقيلة وحماد خلال افتتاح جسر جامعة بنغازي (صندوق الإعمار)

ووصف امطيريد الذي يقيم في بنغازي، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» تقرير «المرصد» بأنه «محاولة للتشويه؛ وما نعلمه هو أن كثيراً من القيادات السورية التابعة لنظام بشار ذهبت إلى العراق، ومنهم من انتقل إلى لبنان. والأولى أن يذهب هؤلاء الضباط إلى إيران، وليس لبنغازي؛ لأنها الأقرب إليهم جغرافياً، بالإضافة إلى التوجه العقائدي».

واستغرب امطيريد حديث «المرصد» عن أن «هؤلاء الضباط يتحركون بحُريَّة في ليبيا»، وقال موضحاً: «نحن نوجد في الشوارع؛ لكن لم نرهم كما يدعي البعض»، كما استغرب أن «المرصد»: «يتحدث في أشياء بعيدة عن المنطق، فسوريا ليست حليفة للقيادة العامة».

المحلل السياسي محمد امطيريد أبدى استغرابه من الحديث عن «هروب» ضباط سوريين إلى بنغازي (صندوق الإعمار)

ومنذ إطلاق هذه التقارير الدولية التي تتحدث عن نقل سلاح روسي إلى بنغازي، تتجاهل السلطات في شرق ليبيا التعليق عليها. كما سبق أن دخل عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة في طرابلس، على خط هذه التقارير، وقال موضحاً: «لن نقبل بأي قوات أجنبية في بلادنا؛ وقد خاطبت حكومتنا روسيا بشأن ما يجري تداوله عن سحبها أنظمة دفاع جوي متقدمة، وأسلحة متطورة أخرى من قواعدها في سوريا ونقلها إلى شرق ليبيا».


مقالات ذات صلة

أول عميدة بلدية منتخبة في ليبيا تشيد بعهد القذافي

خاص الزائرة المقطوف خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك)

أول عميدة بلدية منتخبة في ليبيا تشيد بعهد القذافي

تحدثت الزائرة الفيتوري، أول عميدة منتخبة لبلدية في تاريخ ليبيا عن «تقدم ملحوظ» في ملف حقوق المرأة خلال السنوات الأخيرة، في حين لا تخلو الطريق أمامها من تحديات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا «التجمع الوطني للأحزاب الليبية» في لقاء سابق مع تكالة (المكتب الإعلامي للتجمع)

«الوطني للأحزاب الليبية» يُطلق مبادرة لإنهاء انقسام «الأعلى للدولة»

لإنهاء الصراع على رئاسة المجلس الأعلى للدولة في ليبيا بين المشري وتكالة، أطلق التجمع الوطني للأحزاب الليبية «مبادرة»، معولاً على توحيد الصفوف.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مشاركون في ملتقى الأعيان برعاية المجلس الرئاسي الليبي (المجلس)

ليبيا: الخصوم السياسيون يستدعون «أذرعهم الشعبية» لتعزيز مواقفهم

يدفع الانقسام السياسي في ليبيا الخصوم السياسيين إلى استدعاء الموالين لهم بقصد توفير الدعم لملفات يعملون عليها، من بينها «المصالحة الوطنية» أو «الحكومة الجديدة».

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا اللافي خلال مشاركته في حفل شركة نفطية (المجلس الرئاسي)

«الرئاسي» الليبي يدعو إلى إبعاد مؤسسة النفط عن التجاذبات السياسية

أكدت أميركا مجدداً حرصها على دعم الاستقرار في ليبيا. وجدد مجلس النواب «رفضه لأي وجود أجنبي على الأراضي الليبية».

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا صالح وخوري في لقاء سابق (مكتب صالح)

هل حقاً حاول «النواب» ومجلس الدولة «عرقلة» جهود خوري لحلحلة الأزمة الليبية؟

كانت خوري أعلنت قبل أسبوعين عن تشكيل لجنة فنية من خبراء ليبيين لوضع خيارات تفضي إلى معالجة القضايا الخلافية في القوانين الانتخابية 

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

بين ساركوزي والقذافي... من خيمة فخمة في باريس إلى سقوط مدوٍّ في طرابلس

الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في الإليزيه 10 ديسمبر 2007 (رويترز)
الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في الإليزيه 10 ديسمبر 2007 (رويترز)
TT

بين ساركوزي والقذافي... من خيمة فخمة في باريس إلى سقوط مدوٍّ في طرابلس

الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في الإليزيه 10 ديسمبر 2007 (رويترز)
الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في الإليزيه 10 ديسمبر 2007 (رويترز)

أثار سعي نظام الزعيم الليبي الراحل معمّر القذافي إلى تحقيق مكانة دبلوماسية في مطلع القرن الـ21 الكثير من الشبهات حول مساهمته في تمويل الحملة الانتخابية للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، الذي تبدأ محاكمته في هذه القضية، الاثنين المقبل.

ويواجه ساركوزي ووزراء سابقون تهماً بالفساد الدولي في محاكمة من المقرر أن تستمر حتى 10 من أبريل (نيسان) المقبل. لكن كيف مرت مراحل العلاقة بين ساركوزي والقذافي في تلك الحقبة، ومن خلالهما علاقة باريس وطرابلس، التي راوحت بين زيارة دولة أجراها الزعيم الليبي إلى باريس عام 2007 وصولاً إلى إطاحته ومقتله في 2011.

ليبيون يحتفلون في شوارع طرابلس بعد سقوط نظام القذافي (الشرق الأوسط)

بداية، يلفت حسني عبيدي، مدير «مركز دراسات العالم العربي والمتوسطي» في جنيف، إلى أنه عند وصول ساركوزي إلى الإليزيه سنة 2007، كانت ليبيا «عبارة عن دولة يغيب فيها القانون». ويتحدث عبيدي عن «رجال الخيمة»، في إشارة إلى مسؤولي الاستخبارات المحلية، الذين شكّلوا حلقة ضيقة حول القذافي أحيطت بـ«تعتيم كامل»، وتواصلوا مع حلقة ضيقة مماثلة أحاطت بساركوزي، مشيراً إلى أنه «لم تكن لمؤتمر الشعب العام (الليبي)، الموازي للبرلمان، أي صلاحية تذكر أو تأثير على القرارات التي يتخذها المحيطون بالقذافي».

حقائب أموال

خبِر الدبلوماسي الفرنسي، باتريك حايم زاده، النظام الليبي عن قرب، إذ خدم في طرابلس بين عامي 2001 و2004، وألّف كتاب «في قلب ليبيا القذافي». يقول حايم زاده إنه «كان من المتعارف عليه لنظام القذافي تمويل زعماء دول أجانب أو شخصيات سياسية في الحكم أو المعارضة، وغالباً عبر حقائب من النقود»، مشدداً على أنه يعود إلى القضاء الفرنسي «القول ما إذا كان ساركوزي أحد المستفيدين» من ذلك.

ويلفت حايم زاده إلى أن إعادة إطلاق الحوار بين فرنسا وليبيا سبقت وصول ساركوزي إلى الإليزيه عام 2007، فقد بدأ ذلك عام 2001 في عهد الرئيس الأسبق جاك شيراك، بعدما دان القذافي بشدة هجمات 11 سبتمبر (أيلول) في الولايات المتحدة. واعتُبر موقفه حينها تبدلاً جذرياً من نظام مُتّهم بتفجير طائرة ركاب أميركية تحطمت في لوكربي الأسكوتلندية في ديسمبر (كانون الأول) 1988، وأخرى فرنسية تحطمت في النيجر في سبتمبر (أيلول) 1989، ما أسفر عن مقتل المئات، ووضع ليبيا تحت الحظر الدولي.

نظام القذافي اتّهم بتفجير طائرة الركاب الأميركية التي تحطمت في لوكربي الأسكوتلندية في ديسمبر 1988(أ.ف.ب)

لكن رغم تبدّل الموقف الليبي، بقيت بعض التحفظات قائمة «من الجانب الفرنسي، وذلك على خلفية النزاعات المعلّقة، والعقوبات الأممية والأوروبية والوطنية المفروضة»، حسب حايم زاده، الذي يشير إلى أن باريس استكشفت «محاور تعاون» تقتصر على مجالات غير استراتيجية، مثل الثقافة والسياحة.

«قناة مباشرة»

يؤكد حايم زاده أنه «خلال عام 2005، انضم ملحق أمني مرتبط بوزارة الداخلية خلال عام 2005 إلى السفارة الفرنسية في طرابلس، ما أتاح إنشاء قناة مباشرة بين وزارة الداخلية والمسؤولين الأمنيين الليبيين». ويقول بهذا الخصوص: «مع وصول نيكولا ساركوزي الى الإليزيه في 2007، اتخذت العلاقة منحى جديداً مع إقامة محاور جديدة للتعاون، وإمكانات لإبرام عقود مهمة، خصوصاً في المجال العسكري».

وكان من المتوقع أن تشكّل زيارة الدولة، التي أجراها القذافي لفرنسا في ديسمبر 2007، فرصة لتوقيع عقود بمليارات من اليورو. لكن ذلك لم يحصل، ما أثار توتراً في العلاقة بين الطرفين، حسب عبيدي، الذي يوضح أن هذا التشنج يعود، من المنظار الفرنسي، إلى أن «ليبيا بلد بكر. بلد يحتاج إلى بناء كل شيء. بلد يملك حقول نفط بالغة الأهمية. وأيضاً احتياطات من الذهب والفضة تسيل لعاب كل الحكومات الغربية».

هوس القذافي

كان القذافي، الذي حكم ليبيا منذ عام 1969، «مهووساً» بأمر وحيد: اكتساب شرعية لدى الدول الغربية. وفي هذا السياق، يشير عبيدي إلى أن نصب خيمة فخمة للزعيم الليبي في حديقة مقر الإقامة الرسمي، أواخر عام 2007، كان المؤشر على «إعادة تأهيل من الباب العريض». وفي حين كان من المقرر أن يمضي القذافي ثلاثة أيام في باريس، فإنه مدّد إقامته، واستضاف المثقفين والفنانين والسياسيين على التوالي. لكن الصناعيين الفرنسيين لم يجنوا ثمار زيارة الدولة هذه.

كان القذافي «مهووساً» بأمر وحيد: اكتساب شرعية لدى الدول الغربية (أ.ف.ب)

ورغم ذلك، أثار تجدد العلاقة بين فرنسا وليبيا حالاً من «النشوة» لدى باريس في بدايته، حسب جلال حرشاوي، الباحث المساعد في المعهد البريطاني «رويال يونايتد سرفيسز»، في تصريحاته لوكالة الصحافة الفرنسية. وفي صيف 2007، تمكّن ساركوزي من تأمين الإفراج عن خمس ممرضات بلغاريات، وطبيب فلسطيني، أمضوا ثمانية أعوام من التوقيف والتعذيب، على خلفية اتهامهم بحقن مئات الأطفال الليبيين بـ«فيروس السيدا» بشكل متعمد.

انحدار وسقوط

بعد ذلك، اكتشف ساركوزي أن القذافي ليس سهل المعشر على الدوام. ويؤكد حرشاوي أن النظام الليبي بنفسه بدأ يختبر في تلك الحقبة «شكلاً من أشكال التدهور»، موضحاً أن الفساد «بدأ يبلغ مستويات غير مسبوقة، والقذافي الذي كان يدعي أنه قادر على ضبطه، فقد السيطرة... لقد حصل نوع من التآكل البطيء للوضع، مع ترك العديد من المقربين من القذافي السفينة، وقام بعضهم باللجوء إلى فرنسا». وفي مارس (آذار) 2011، ألقى سيف الاسلام، نجل القذافي، قنبلة سياسية في اتجاه الرئيس الفرنسي بقوله: «يتوجب على ساركوزي أن يعيد المال الذي قبله من ليبيا لتمويل حملته الانتخابية».

سيف الإسلام طالب ساركوزي بأن يعيد المال الذي قبله من ليبيا لتمويل حملته الانتخابية (الشرق الأوسط)

بهذا الخصوص يرى حرشاوي أن تمويل ليبيا لحملة ساركوزي «أمر معقول تماماً... نظراً إلى تقليد شراء طغاة أفارقة لسياسيين في فرنسا»، في إشارة على وجه الخصوص إلى مساهمة الرئيس الغابوني السابق، علي بونغو، بتمويل حملات انتخابية لساسة، أبرزهم شيراك، عام 1981. لكن الرئيس الفرنسي الراحل نفى هذه التهمة.

وشدد حرشاوي على أنه «من السخافة بمكان الاعتقاد أن الولايات المتحدة قادت التدخل العسكري ضد القذافي عام 2011 لمجرد إرضاء الرئيس ساركوزي، الراغب في طمس قضية التمويل» الليبي لحملته.

في مارس (آذار) 2011، أجاز مجلس الأمن الدولي، التابع للأمم المتحدة، استخدام القوة في ليبيا لحماية المدنيين في مواجهة القوات الموالية للقذافي. وفي أغسطس (آب) من العام ذاته، تمكن المتمردون من السيطرة على طرابلس. لكن بقي القذافي متوارياً حتى أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، حين عثر عليه، وأُردي على أيدي مسلحين قرب سرت.

ومنذ سقوط القذافي، لا تزال ليبيا منقسمة بين حكومة معترف بها دولياً، مقرّها في طرابلس، وأخرى منافسة في الشرق تحظى بدعم المشير خليفة حفتر.