حذرت جامعة الدول العربية، الثلاثاء، من تبعات تنفيذ مخطط إسرائيل باجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة برياً، على منطقة الشرق الأوسط. وناشد الأمين العامة للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، كل الأطراف «بالتحرك بشكل عاجل» لوقف ما وصفه بـ«العملية الهمجية»، مشيراً إلى أن اجتياح رفح ستكون له «تبعات مدمرة على الأمن الإقليمي».
وجدد أبو الغيط، في كلمته خلال الاحتفال بـ«اليوم العربي للاستدامة» بمقر الجامعة العربية في القاهرة، الثلاثاء، التأكيد على «رفض التهديدات الإسرائيلية باجتياح مدينة رفح التي صارت الملجأ الأخير لأكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني، فروا إليها هرباً من جحيم العدوان والتدمير في باقي مدن قطاع غزة».
وأثار إعلان إسرائيل عزمها «اجتياح مدينة رفح برياً»، مخاوف دولية وعربية، وسط تحذيرات من خطورة ذلك على النازحين الذين فروا إليها هرباً من القصف الإسرائيلي، تزامناً مع مخاوف من أن يدفع الاجتياح النازحين الفلسطينيين تجاه مصر التي سبق أن أكدت أكثر من مرة رفضها «تهجير الفلسطينيين داخل أو خارج أراضيهم»، وعدَّت ذلك «تصفية للقضية الفلسطينية»، وهو الموقف الذي دعمته دول عربية عدة.
وقال أبو الغيط إن «الاحتلال الإسرائيلي يسعى بكل ما أوتي من قوة لتصفية القضية الفلسطينية"، معتبراً ما يمر به الشعب الفلسطيني حالياً «ظروفاً مؤسفة تبعث على الحزن الشديد والغضب المُحق»، مشيراً إلى أن «الخراب المتعمّد الذي ألحقه الاحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة، قضى على كل أساسيات الحياة، وستظل آثاره قائمة ربما عقوداً مقبلة، شاهدة على بشاعة الجرائم المرتكبة، وعجز العالم عن وقف العدوان».
ويستهدف الاحتفال بـ«اليوم العربي للاستدامة»، «نشر مفاهيمها والترويج لها عربياً، واستعراض المبادرات الهادفة لتحقيق أجندة التنمية المستدامة 2030»، وفق المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية، جمال رشدي.
وفي السياق نفسه، قال أبو الغيط، الثلاثاء، إن «استدامة التنمية في المنطقة العربية تُعد هدفاً يندرج ضمن أهداف الجامعة العربية»، مشيراً إلى أن «الجامعة خطت خطوات مُقدرة لتحقيق ذلك». وأضاف أن «المنطقة العربية تعرضت لأزمات عنيفة ومتتالية أدت إلى إجهاد العمل العربي، وتعطيل مسيرته طيلة العقود الماضية، وتسببت في فقدان بعض مكتسباته التنموية».
وأكد أبو الغيط أن «التنمية في المنطقة تقتضي حتماً تحقيق السلام والأمن للجميع، وحل كل النزاعات التي ما زالت تشتعل في بعض ربوعها، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية»، التي تعد «النزاع الأطول، والأكثر تأثيراً في الحالة الأمنية للمنطقة»، على حد تعبيره. وشدد على أن «حل الدولتين هو الصيغة الوحيدة التي اعترف بها العالم أجمع، باستثناء قوة الاحتلال، بوصفه سبيلاً لتسوية الصراع وإنهاء آخر احتلال استعماري في الزمن المعاصر».